قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 18 فبراير 2015

د. أحمد قايد الصايدي : لماذا نجعل الأمر بسيطاً، مادمنا نستطيع أن نعقِّده؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لماذا نجعل الأمر بسيطاً، مادمنا نستطيع أن نعقِّده؟
شبكة البصرة
د. أحمد قايد الصايدي
هذا مثلٌ ألماني، يُقال عادة، على سبيل النكتة، عند الحديث عن تعمد تعقيد الإجراءات في أجهزة الدولة، أو في غيرها، رغم بساطة موضوعاتها. ويقفز هذا المثل إلى ذهني، كلما تابعت أخبار حوارات قياداتنا السياسية في موفمبيك. فبعض الأمور يجري تعقيدها، رغم بساطتها، إذا ماقيست بمصلحة اليمن وأمنه واستقراره. كالإختلاف على الإسم، الذي يمكن إطلاقه على الهيئة التشريعية، رغم أن صلاحياتها في التشريع، خلال المرحلة الإنتقالية، تكاد تكون معدومة.
فقد تسرب إلينا أن بعض المتحاورين يفضل إسم (المجلس الوطني)، والبعض الآخر يفضل إسم (البرلمان) وآخرون يتمسكون ب(مجلس النواب)، وهناك من يرى، للخروج من هذه المشكلة المعقدة، إختيار إسم (مجلس الشورى). ومع أن لكل طرف من أطراف الحوار، بطبيعة الحال، أسبابه الخاصة، المضمرة والمعلنة، في اختيار هذا الإسم أوذاك، فإن هذه المشكلة، التي يقال أنهم عجزوا حتى الآن عن حلها، يمكن أن تُحل، بالطريقة، التي حُلت بها مشكلة اختيار إسم لإحدى دور السينما في مدينة عدن، في خمسينيات القرن الماضي. فعندما احتار صاحب الدار في اختيار إسم لها، هداه تفكيره إلى نشر إعلان صغير في إحدى الصحف، ليتقدم من يرغب من المواطنين في التنافس، باقتراح إسم مناسب، على أن يحصل الفائز في هذه المنافسة على جائزة قيمة. بهذه الطريقة حل صاحب الدار مشكلته، وأصبح إسم دار السينما الجديدة (سينما بلقيس). وهي السينما الواقعة في خليج حُقَّات، بمدينة عدن. فما رأي المتحاورين بهذه الطريقة الظريفة؟ ألا يجدر بهم أن يلجأوا إليها، كلما استعصت عليهم الأمور؟
الحوار المعقد، الذي تنشدُّ إليه الأبصار والأسماع، يبدو للمراقب وكأنه حوار طرشان. والوقت يمر وأحوالنا تزداد تعقيداً وخطورة. وصور الضحايا، في العراق وسوريا وليبيا، تجرح إنسانيتنا وتهز أعماقنا، وهم يساقون إلى الذبح، كالخراف، ويحرص جزَّاروهم، لاستكمال الطقوس على إلباسهم ثياباً تمثل إحدى علامات الموت. لا أريد أن أطيل الوقوف عند هذا المشهد، الذي شاهدنا مثيلاً له في حضرموت. فمجرد تذكُّره أو ذكره، يجعل جسم الإنسان الطبيعي يقشعر. ولم آت على ذكره هنا إلا بغرض التنبيه، إلى المشروع القادم، البديل للمشروع الوطني التوافقي، وإلى ماينتظر المتحاورين في موفمبيك وينتظر اليمن كله، إذا لم ندرك خطورة الموقف وضرورة التوافق العاجل، لإيجاد الدولة القوية العادلة، الحامية لكل المواطنين. بعيداً عن تأثيرات المحاور الإقليمية والدولية. فبلدنا أهم من أية محاور.
أقول للمتحاورين: إننا نحبكم، جميعكم. ونقبلكم كما أنتم، بحسناتكم ونقائصكم. فأحبونا، نحن المواطنيين، وأحبوا اليمن، بالأفعال لابالأقوال. وتنازلوا لبعضكم، من أجل هذا الوطن، الذي لن يبق وطناً، إن لم تضعوه نصب أعينكم، وتغلبوا مصلحته وسلامته على مصالح أحزابكم وفئاتكم ومناطقكم. إجمعوا أمركم على إخراجه من عنق الزجاجة، وإيصاله إلى بر الأمان، ثم تجادلوا بعد ذلك كما يحلو لكم وخذوا ماتشاؤون من الوقت للجدل حول تفاصيل التفاصيل. فسيكون لديكم الوقت وصفاء الذهن، للحوار والنقاش الطويلين. أما الآ فلا وقت. فالوطن يوشك أن يتفتت وأنتم تتحاورون، ويتشرذم وأنتم تتجادلون، ويتحول إلى جحيم، لن يطيق العيش فيه أحد منكم. ولن يتسع لحواراتكم، كما لن يتسع لأحلامنا.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق