بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ |
دماء البعثيين في رقاب أبناء عمومتهم أولاً |
شبكة البصرة |
خالد الحسن |
من غير الممكن وبعد حكم البعث الذي دام أكثر من ثلاثة عقود يبقى الناس يرددون شعارهم المعروف في المراحل التي سبقت ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز المجيدة عندما يتغير النظام في العراق وهو (منو يأخذ أمي يصير عمي)، أذن العودة الى هذا الشعار بعد الغزو والاحتلال لا يفسر الا بتفسيرين وأرجو أن لا يلومني أحد عليهما فهذه وجهة نظري الخاصة وليست غير ذلك واول هذين التفسيرين هو أننا كبعثيين لم نستطع طيلة فترة حكمنا التأثير بالناس ولم نغير بمعتقداتهم شيئاً وهذا قد يكون مبالغ فيه فالبعث وقيادته التاريخية قد غيروا الكثير الا أن التغيير لم يدخل الى نفوس الناس بل كان سطحياً على مستوى البناء الاقتصادي والثقافي والعلمي والعسكري والخدمي وهذا كله يندرج في واجبات الدولة اتجاه المجتمع، اما التفسير الثاني وهو الاقرب الى الواقع ويتمثل حالة الخوف التي بقيت تسيطر اهلنا في العراق واللاأبالية التي رافقت كل مرحلة من مراحل التغيير التي جرت في النظام الرسمي العراقي على اعتبار ان عامة الشعب لا يستفيدون من التغيير شيئاً أما المنتفعون فهم قلة قليلة من ابناء المجتمع وهم المقربون من السلطة واصحاب القرار فيها، وعلى هذا الاساس فلا يهتم أبناء الشعب بما يجري من متغيرات وبقي هتافهم كما هو. ولكن لو أردنا أن نناقش هذا التوجه بموضوعية محايدة وبأمثلة واقعية كنا قد عشناها نرى أن الكثيرين ممن أستفادوا من نظام البعث هم ليسوا بعثيين ولا يمتلكون أي ماضي سياسي او نضالي ولكن دفعتهم المرحلة الى واجهة الاحداث وأستلموا مسؤوليات كبيرة في الدولة أو حصلوا على امتيازات لم يحصل عليها البعثيين المضحين ومن بين الفئات الاجتماعية التي كانت مقربة جداً من الحزب والدولة هم رؤساء العشائر الذين حضوا بتكريم القائد الشهيد (رحمه الله) لهم وأستلموا من المكافئات السخية والمستمرة مالم يستلمها أعضاء في حزب البعث يواصلون ليلهم بنهارهم في خدمة الجماهير دون مقابل وتحملوا أعباءً ونفذوا مهام لا يرتضيها أي مواطن آخر لكن حبهم للبعث وقيادته هو من دفعهم لتنفيذ تلك المهام ولا أريد هنا أن اذكرها لانها تؤلم عند العودة اليها واستذكارها ولكنها كانت بذات الوقت تجارب نضالية صقلت الشخصية البعثية لا يحسها الا المناضلين، في حين كان رؤساء العشائر يتبجحون بعلاقاتهم بهذا المسؤول او ذالك على مستوى الحزب او الدولة وينسجون من القصص الكثير ليتفاخروا بها أمام الاخرين من ابناء عشائرهم او العشائر الاخرى، حتى أن البعض منهم كان يدخل المقرات الحزبية او مؤسسات الدولة دون تفتيش او اعتراض مادام شيخاً للعشيرة وأن اعترضه أحد أو سأله من لا يعرفه شكاه الى المسؤول، وهو لا يستطيع أن يحشد أكثر من ابنائه في فعالية جماهيرية أما ابناء عمومته او عشيرته فلا يمتلك القدرة على حشدهم، حتى أني في أحد التظاهرات التي جرت في أحدى محافظات الجنوب وجدت أحد الاشخاص يقف على الرصيف ويرفع (بيرق) علم احدى العشائر التي يستلم رئيسها بمناسبة وغير مناسبى ملايين الدنانير كونه مثبت رئيساً لتلك العشيرة وكان الرجل حامل العلم حائراً ولا يعلم كيف يتصرف فأقتربت منه وسألته أين ابناء العشيرة حيث كنت اتصور بأنه قد افترق عنهم بسبب الزحام الحاصل فرد علي الرجل (والله معرفش أهم اعطوني فلوس وقالوا احمل هذا العلم) أذن فحامل العلم كان أحد اخواننا المصرين قد أجره الشيخ الكبير ليحضر الى التظاهرة والمهم أن يكون علم العشيرة مرفوعاً وأسمها عليه أما الشيخ ذاته فهو يأنف من السير مع الجماهير في الشارع للتعبير عن شعوره أتجاه الحدث، ولكي لا أظلم جميع العشائر أو شيوخها فمنهم من كان ملتزماً ويؤدي واجباته أتجاه الحزب والدولة على أكمل وجه ويستحق الاحترام والتقدير وقد ناله ما نال البعثيين بعد الغزو والاحتلال، رغم أنهم جميعاً كان مطلوباً منهم على أقل تقدير أن يقفوا لحماية ابناء عشائرهم من البعثيين ورجالات الدولة الذين كانوا يتفاخرون بهم، الا ان هذا لم يحصل في منطقتي الفرات الاوسط والجنوب ولا استطيع الجزم على بقية المناطق رغم أني أعتقد بأن الحال كان مماثلاً فيها، وهنا تبدأ مأساة البعثيين ورجال الدولة من عسكريين ومدنيين بعد أن أصبحوا فاقدي الحماية وتغلى ابناء عمومتهم عنهم لمجرد دخول ميليشيات القتل من ايران، فهل كانوا عاجزين عن فعل شيئ؟ الجواب كلا وكان بأمكانهم فعل أشياء كثيرة ومنها تحشيد عشائرهم في مسيرات جماهيرية او اعتصامات يفرضون على الغزاة وعملائهم شرط المحافظة على ارواح ابنائهم ونحن نعلم بأن الغزاة يأخذون ذلك على محمل الجد، ولكن لم يحصل ذلك وكأن البعثيين ورجال الدولة هم من كوكب آخر ولم يكونوا جزءاً من العشيرة او المجتمع فتفردت بهم الميليشيات وقوى التكفير وراحت تغتال الواحد بعد الاخر حتى بلغ عدد المغدورين منهم عشرات الآلاف وبعلم ابناء عمومتهم وعشائرهم ومعرفة الجناة. اليوم عادت حكومة العمالة وبتوجيه من ايران الى عمليات الاعتقال والتصفية الجسدية لمن تبقى من البعثيين ورجال الدولة من عسكريين ومدنيين وبنفس الاسلوب وعلى يد نفس الميليشيات تحت مسمى الجيش او الشرطة مفتعلين حجة التخطيط لأنقلاب ضد حكومة الاحزاب الطائفية او لأجراءات احترازية كما يعلن البعض من العملاء، أما أبناء عمومة المعتقلين ورؤساء عشائرهم فلم يحركوا ساكناً كالعادة وكأن الامر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد بل قد تكون الوشاية بالمعتقلين قد جاءت من الاقربين. بئساً لرجل يضع العقال على رأسه ويدعي الزعامة ولا يستطيع حماية من هم بمعيته، وسحقاً لمن تسبب في نزف دم البعثيين ورجالات الدولة من أمثال هؤلاء المتلونين. حفظ الله المناضلين ابناء البعث العظيم والشرفاء من ابناء العراق الابي من كل سوء وحسبنا الله ونعم الوكيل كتاب المقاومة العراقية 4/كانون الثاني/2012 |
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الخميس، 5 يناير 2012
دماء البعثيين في رقاب أبناء عمومتهم أولاً
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق