قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

السيد زهره : عندما تحدثت هيلاري: هي والإخوان.. أكاذيب وحقائق

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
عندما تحدثت هيلاري: هي والإخوان.. أكاذيب وحقائق
شبكة البصرة
السيد زهره
من القضايا المهمة التي تطرقت اليها هيلاري كلينتون في حوارها الطويل الذي نشرته مجلة " ذي اتلانتيك" الأمريكية، رأيها في حكم الاخوان المسلمين في مصر.
سنتوقف عند رايها ليس لأن ما قالته مهم او يحمل أي جديد، فالمهم هو ما لم تقله بهذا الشأن.
بداية، قالت كلينتون ان الثورة في ميدان التحرير لم يقم بها الاخوان المسلمون، ولم يقدها الاسلاميون. واضافت " هم اتوا الى الحفلة متأخرا جدا".
وقالت ان الذين قاموا بالثورة لم يكونوا مؤهلين ولا مستعدين للحكم. ولم يكن في مصر الا قوتين كبيرتين منظمتين هما، الجيش والاخوان.
وحين سئلت عن تقييمها لتجربة الاخوان في الحكم، قالت ان الاخوان كانت امامهم فرصة استثنائية للبرهنة على قدرتهم كحركة اسلامية على تولي مسئولية الحكم، الا ان استعدادهم لذك كان سيئا، ولم تكن لديهم القدرة للتحول من موقعهم ك" حركة" الى موقع المسئولية.
وقالت ان محمد مرسي لم يكن مؤهلا من الأساس لأن يكون رئيسا لمصر، فلم تكن لديه خبرة سياسية، اذ كان مهندسا.
وتطرقت كلينتون في الحوار الى ما ذكرته في كتابها الأخير عن حوار دار بينها وبين مرسي حين كان رئيسا حول الجماعات الارهابية في سيناء. وتتلخص الواقعة بحسب رواية هيلاري انها في لقائها مع مرسي ذكرت له ان معلومات المخابرات الأمريكية تشير الى تنامي دور الجماعات الجهادية في سيناء، وان هذا يشكل خطرا على اسرائيل وعلى مصر، فطمأنها وقال لها ان في مصر الآن حكومة اسلامية، وبالتالي، ليست هناك حاجة لدى الجهاديين لمواصلة حملاتهم.
الصحفي الذي اجرى الحوار سألها عن هذه الواقعة، وسألها عما اذا كانت تعتقد ان مرسي بما قاله لها وموقفه هذا كان شريرا سييء النية ام كان ساذجا؟
اجابت: اعتقد انه كان ساذجا، وانا اتحدث فقط عن مرسي وليس بالضرورة عن أي فرد آخر في الاخوان، وانه كان يعتقد ان وجود حكومة اسلامية في السلطة سيجعل الجهاديين يغيرون مسلكهم.
هذا هو ما قالته هيلاري كلينتون اجمالا عن الاخوان وتقييمها لحكمهم.
المشكلة هنا ان حديثها على هذا النحو ينطوي على الكثير من التضليل والخداع وتعمد اخفاء الحقائق حول علاقة امريكا بالاخوان وحكمهم.

ولنتأمل الجوانب التالية:
1 – تعمدت كلينتون تجاهل حقيقة ان امريكا كان لها دور اساسي مباشر في صعود الاخوان وفي تمكينهم من الحكم في مصر.
هذا امر بات معروفا منذ فترة طويلة. ومعروف مثلا ان امريكا تدخلت مباشرة وضغطت من اجل اعلان فوز مرسي بالرئاسة حين اثيرت الشكوك في اعقاب اجراء الانتخابات حول حقيقة الاصوات التي حصل عليها.
وبات معروفا ان امريكا فعلت هذا في اطاراتفاقات مع الاخوان على تنفيذ اجندة محددة.

2 – وفيما يتعلق بالرواية التي تحكيها عن لقائها مع مرسي وزعمها بانها حذرته من خطر الجماعات الارهابية في سيناء بناء على معلومات المخابرات الأمريكية، تعمدت هنا الا تتطرق للحقيقة التي باتت معروفة ايضا وتعلمها جيدا بلا ادنى شك اجهزة المخابارت الأمريكية، وهي ان مرسي لم يكن ساذجا ابدا، وانه هو بنفسه من اتى بالجماعات الارهابية الى سيناء، وهو الذي شجعها واحتضنها.
وتجاهلت كلينتون بالطبع ان دعم هذه الجماعات الارهابية في سيناء وعملياتها كان في اطار مخطط لتوطين الفلسطينيين في سيناء، وهو المخطط الذي كانت امريكا طرفا مباشرا فيه.

3 – اما اكبر الحقائق التي تعمدت كلينتون تجاهلها فتتعلق بموقف امريكا من الاخوان حتى بعد اندلاع ثورة يونيو.
اذا كانت كلينتون تعتبر ان مرسي لم يكن اهلا لحكم مصر من الاساس وان الاخوان لم يكونوا مؤهلين للحكم، فقد كان عليها اذن ان تفسر لماذا قاتلت امريكا بشراسة حتى بعد ثورة يونيو وتحدت ارادة الشعب المصري وحاولت ممارسة كل ما بحوزتها من ضغوط كي تبقي الاخوان في الحكم؟
المعلومات عن هذا الدور الأمريكي بعد الثورة اصبحت معروفة، والتقارير تؤكد مثلا ان كلينتون نفسها كوزيرة للخارجية وباسم اوباما قد ابلغت السيسي بان امريكا لن تصمت لو تم عزل مرسي، وطالبته بالانتظار ثلاث سنوات لحين انتهاء فترته وتغييره عن طريق الانتخابات.
والأمر الملفت ان هيلاري كلينتون رغم كل الانتقادات التي عبرت عنها لمرسي وللاخوان، فانها في الحوار حرصت على الا تقطع حبل الود معهم، والأمل فيهم مجددا.
حين سئلت عما اذا كانت تعتقد، بعد رايها في الاخوان، انه ما زال للاسلام السياسي دور في الحكم وان يحمكوا بشكل مختلف، اجابت ان هذا ليس مستحيلا. وقالت : هل لو كان قادة مختلفون من الاخوان، تقصد غير مرسي، هم الذين حكموا، هل كانوا سيتصرفون بشكل مختلف اثناء حكم الاخوان؟. واجابت: اننا لا نستطيع ان نعرف اجابة عن هذا التساؤل.
وباختصار كما نرى، فان ما قالته كلينتون عن الاخوان والموقف منهم هو نموذج للكذب والخداع والتضليل الأمريكي حين يتحدثون عن قضايانا.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق