قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 31 أغسطس 2014

السيد زهره : التحالف العربي الجديد الذي نريد

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
التحالف العربي الجديد الذي نريد
شبكة البصرة
السيد زهره
كتبت امس ان التحالف الذي اعلن اوباما انه يريده مع الدول العربية والذي قال ان وزير الخارجية كيرى سيزور المنطقة لمناقشته، هو تحالف يجب ان يكون مرفوضا نهائيا، وشرحت اسباب ذلك. وقلت ان ما نريده هو تحالف عربي جديد لا تحالف مع امريكا او غيرها.
سبق وكتبت عن هذه القضية اثناء زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي للسعودية. لكن القضية على درجة كبيرة من الأهية تستدعي الحديث عنها مجددا.
يجب بداية ان نتأمل مليا ما آل اليه حالنا في الوطن العربي وما يعنيه ذلك بالضبط، وما يحتمه من مواقف وسياسات عربية.
واذا اردنا ان نلخص الحال الذي وصلنا اليه اليوم، فانه يتلخص في الجوانب التالية:
أولا: الأمة العربية تواجه اخطارا مصيرية غير مسبوقة في تاريخها. كل الدول العربية بلا استثناء تواجه هذه الأخطار.
والأخطار التي تتهدد الدول العربية هي اخطار وجودية بالمعنى الحرفي للكلمة. بمعنى انها تهدد وجود الدول العربية ذاتها.
وهذه الأخطار هي اخطار واحدة. بمعنى انها تتهدد كل الدول العربية بلا استثناء في نفس الوقت، وما يجري في كثير من الدول العربية اليوم يهدد كل الدول العربية.
ما يجري في دول عربية مثل العراق و سوريا وليبيا واليمن لا تقتصر اخطاره على هذه الدول في حد ذاتها، وانما يمتد الى كل الدول العربية.
ثانيا : ينبغي ان ندرك ان واحدا من اكبر الأسباب التي قادت الى هذا الوضع، وجعلت الأخطار التي تتهددنا تصل الى هذا الحد، كان غياب الدول العربية كقوة مؤثرة وفاعلة على الساحة.
على امتداد السنوات الطويلة الماضية، لم يكن العرب قوة تؤثر في
تحديد مصيرهم وتؤثر في التطورات التي تجري على اراضي بلادهم.
هذ ا الغياب العربي ترك فراغا رهيبا على الساحة العربية كانت نتيجته هو ما نراه اليوم.
ثالثا : هذا الفراغ الذي خلفه الغياب العربي، تقدمت وملأته قوى اقليمية ودولية مثل ايران وامريكا، واسرائيل وتركيا وغيرها من القوى الدولية.
هذه القوى والدول اجتاحت الساحة العربية وفرضت وجودها السياسي والفعلي، واصبحت هي القوى المؤثرة في تحديد ما يجري في المنطقة.
وبطبيعة الحال، فان كل هذه القوى والدول حين فرضت وجودها على الساحة العربية فعلت ذلك لخدمة اجنداتها ومصالحها الخاصة، ولتحقيق اطماعها الخاصة في المنطقة العربية.
واجندات ومصالح هذه القوى هي كلها على حساب المصالح العربية.
وقد وصل الأمر بهذه القوى كما نعلم الى حد انها اصبحت هي التي تخطط لمستقبل المنطقة العربية، وتحدد مصير الدول العربية، وتضع الخرائط لتقسيم المنطقة او لتفجير دولها من الداخل.. وهكذا.
هذا باختصار شديد هو حالنا اليوم، وما تواجهه الدول العربية من تطورات واخطار.
هذا الوضع لا يمكن ان يستمر.. لا يجب ان يستمر. استمراره ببساطة يعني الضياع.
ولا يمكن ان نتعامل مع هذا الوضع ونواجهه الا بتحالف عربي جديد.
وكما سبق وكتبت، فان تطورين كبيرين افسحا المجال لقيام هذا التحالف، هما التحول الكبير الذي شهدته مصر، والتفاهم الاستراتيجي الذي تبلور بين مصر وبين دول مجلس التعاون الخليجي، وخصوصا السعودية والبحرين والامارات والكويت.
هذا التحالف المصري الخليجي العربي هو الذي نريده، وهو الذي بمقدوره ان يعيد التوازن، وان يقود الدول العربية في مواجهة الأوضاع الخطيرة التي تعيشها.
وهذا التحاف من الممكن ان تلتف حوله كل الدول العربية تحت مظلة الجامعة العربية.
وعلى ضوء ما ذكرناه، فان هذا التحالف مطلوب منه امران حاسمان.
الأول : ان يسد الفراغ الموجود على الساحة العربية. أي ان يطرح العرب كقوة مؤثرة وفاعلة في التعامل معه اوضاع وتطورات المنطقة العربية.
والثاني : ان يأخذ زمام المبادرة في التحرك في التعامل مع التطورات والأزمات العربية. أي الا يكتفي بتحديد الموقف العربي، وانما ان يضع المبادرات العملية واوجه التحرك العملي ويشرع في تنفيذها فعلا.
وقد رأينا في الفترة القليلة الماضية بوادر مبشرة لمثل هذا التفكير. راينا مثلا طرح مبادرة مصرية للتعامل مع الأوضاع في ليبيا التي اصبحت تحمل اخطارا شديدة. وتردد ايضا وجود مبادرة للتعامل مع الأوضاع في سوريا.
المهم في كل الأحوال اننا نتطلع الى هذا التحالف للدفاع عن المصالح العربية، ومواجهة المخططات الأجنبية، وكي يمثل قوة عربية فعلية مؤثرة فعلا في حسم الأزمات العربية.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق