قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 16 أغسطس 2014

ماذا بعد الثأر وبحور الدم وبوابات الجحيم؟

ماذا بعد الثأر وبحور الدم وبوابات الجحيم؟


وجهات نظر
عمران الكبيسي
كتبت مقالة قبل أيام عن تكليف السيد حيدر العبادي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة خلفا للمالكي، وسأنشرها اليوم كما هي دون تغيير.
يقول المثل “من جرب المجرّبَ حلت عليه الندامة”، وقطعنا مع السيد المالكي ثماني سنوات وخضنا فيها تجاربه المميتة من صولة الفرسان، فبحور الدم، حتى وقفنا على بوابات الجحيم” التي توعد بفتحها على العراقيين إذا لم ينتخب رئيسا للوزراء دورة ثالثة.

هو يفرض نفسه متفضلا بدلال “دلعوني مالكم غيري، بيعوا العراق واشتروا لي علكة”، فأي تفاؤل بالمستقبل مع رئيس يُمني شعبه بوعود كهذه، أيحسب المالكي أن أبواب جهنم لم تفتح بعد؟ ولم يذق العراقيون طعم الموت بالكواتم، ولا تنسموا رائحة شواء البشر بالتفجيرات، ولا تجرعوا الاختناق تحت أنقاض البراميل المتفجرة، ألم نعرف الفتن الطائفية، ولا مداهمات المليشيات والاختطافات والمساومات، ولا الرشوة والسرقات، ولا القهر والتهميش، ولا الخلافات والأزمات، ولا الصراعات الطائفية والعنصرية المميتة، فما الذي بقي لم يشاهده العراقيون على زمن المالكي؟ صار العراقي ينادي بأعلى صوته، “عليّ وعلى المالكي يا داعش” ولا يدفعك إلى المر إلا الأمر منه.
نعرف المالكي إذا وعد بالخير أخلف وتنكر، وإن وعد بالشر خاصم وفجر، يحكى أن بدويا يمتلك معزة أراد بيعها في سوق الهيتاويين، فسأله احدهم عما إذا كانت غزيرة الحليب، فأجابه “بالحليب لا أمتدحها لك، ولكن بالنطاح يا سلام”، والمالكي في الشطح والنطح فنان ممارس، ففي السنة الأولى لولايته أطلق عام 2007 خطة “فرض القانون”، (الفوضى والتدمير) بدأها بعملية صولة الفرسان الانتقامية لتصفية وترهيب وتطويع وتركيع المعارضين من حلفائه في البصرة والناصرية والسماوة والديوانية وبغداد قبل الآخرين، وعرفناه في مجزرة الزرقة ببساتين النجف حيث سقط نتيجتها 200 قتيل من قبيلتي الحواتمة والخزاعلة العربيتين، وقالوا هؤلاء “جند السماء” متطرفون كالقاعدة، والله يشهد انهم زوار عزاء الحسين، لكنهم عقدوا صلحا مع إخوانهم في المنطقة بحضور هيئة علماء المسلمين فانتقم منهم، وكل الشواهد موجودة في اليوتيوب لمن يريد الاطلاع. وحتى اليوم لم تعلن نتائج التحقيق الذي وعدنا به.
أما عمليات أم الربيعين فاستهدفت العرب المناهضين له في الموصل بحجة تفكيك تنظيم القاعدة، وليزيد النار حطبا وقع على إعدام الرئيس السابق صدام حسين خارج صلاحياته ونفذ الحكم بسرعة ليلة عيد الأضحى خلافا للقوانين ليلهب الحساسيات والحزازات الطائفية بلعبة قذرة، ولا أعتقد اننا نحتاج إلى مزيد من الحديث عن مجزرة فك اعتصام الحويجة السلمي المتضامن مع المحافظات المنتفضة ضده في ابريل 2013م وسقط فيها نحو 150 شهيدا وجريحا من عشائر وقبائل الجبور والعبيد وشمر والدليم العربية فجرائم المالكي لم تستثن أحدا من المدن أو القبائل أو الطوائف.
ومن ينسى اختطاف مليشياته 150 موظفا بمديرية البعثات بوزارة التعليم العالي في 2006 وقتلهم بمدينة الصدر ورمي جثثهم على المزابل، واختطاف 50 رياضيا وأعضاء اللجنة الأولمبية المجتمعين في الكرادة، ولم تعلن نتائج تحقيقات هذه الحوادث المأساوية حتى الآن، ولا نستبعد ضلوعه شخصيا في تفجيرات الأحد الدامي والأربعاء المأساوي والجمعة الحزينة والسبت الأسود.
أما الملفات الأمنية التي يعدها لمعارضيه ممن عاهدهم وشاركوه في العملية السياسية ومنها ملف النائب محمد الدايني مكتشف السجون السرية، المتهم بقتل 120 شخصا وحُكم بالإعدام لولا تحقيقات البرلمان الأوروبي التي برأته، وملفات الحكم على طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية بالإعدام أربع مرات، رفض الانتربول الدولي القبض عليه، والنائب عبدالناصر الجنابي، وعدنان الدليمي، أحمد العلواني، وزير المالية رافع العيساوي وغيرهم، في الوقت الذي يغطي فيه جرائم أعوانه وسرقاتهم وفساد الوزراء من حوله كوزراء التجارة والكهرباء وآخرين كثر.
ونفذ المالكي وعوده لأهل الأنبار ببحور الدم حين فك اعتصام الحويجة ثم الفلوجة والرمادي، وحاصرهما ومنذ ثمانية أشهر والفلوجة ومدن الأنبار تحت قصف المدفعية والبراميل المتفجرة ليسقط نحو 700 شهيد وألفي جريح ومليوني مهجر، فلا نستبعد ولا نستغرب ما هو أقسى من أبواب الجحيم، فقد احتكر لنفسه مسبقا وزارات الدفاع والداخلية والأمن، وقيادات القوات المسلحة والمليشيات، وكأني به أعد نفسه لهذا اليوم فجرائم عصائب الحق ومنظمة بدر وجيش المختار وقوات النخبة وسوات فاقت جرائم الموساد في الدهم والقتل والسلب ونهب وتهجير واغتيال المعارضين في بغداد والنجف وديالى وبابل والبصرة والناصرية والعمارة وما كان ليكون لولا غطاء السلطة التي يرأسها المالكي وتجهيزاتها، لكن الله أكبر من كل كبير، وبإذنه تعالى سيفتح باب جهنم على نفسه ويحترق بناره ويرجع كيده إلى نحره أو يقتل نسله بيديه. “وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق