قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 24 أغسطس 2015

حسن خليل غريب : الدفاع عن مظلومية الوطن دفاع عن مظلومية كل طوائفه

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الدفاع عن مظلومية الوطن دفاع عن مظلومية كل طوائفه
شبكة البصرة
حسن خليل غريب
في أنظمة حكم المحاصصة بين الطوائف، تسود المظلوميات وتتعدد، فبين مظلومية طائفية ومظلومية أخرى مظلومية ثالثة ورابعة وخامسة، وهنا نتساءل: أين تقع مظلومية الوطن؟
بين مظلومية الطوائف ومظلومية الوطن مسافات شاسعة وواسعة، ففي مظلومية الطوائف تتعدد المظلوميات وتتناقض وتتحارب وتتقاتل، فتنتقل منها إلى تبادل المظلوميات بين الشرائح الاجتماعية في الطائفة الواحدة.
ولو كان المقال خاصاً بالعراق، وحاولنا أن نحصي تلك المظلوميات لوجدنا أنه عندما يحصر الشيعة، مثلاً، المظلومية بالشيعة، لكان على السنة أن يحصروا المظلومية بالسنة، واليزيديون سيحصرون المظلومية باليزيدية، ولن تشذ عن القاعدة المناداة بمظلومية الطوائف المسيحية، ولا تقف عند حدود الكرد بل تتصل بمظلومية التركمان والأشوريين، ولن تنتهي عندها السلسلة بل ستنتقل المظلومية بين الشرائح الاجتماعية لكل طائفة، فتصبح المظلوميات بالعشرات، وتكر السبحة كلما تعددت الفرق داخل كل طائفة واحدة.
وإذا أصبح الحال على هذا المنوال يتعقد الحصول على حلول لكل مظلومية داخل المظلومية الواحدة. كما تتكاثر المظلوميات الصغرى داخل المظلومية الكبرى. فلو أحصينا المظلوميات الآن داخل عراق عملية الاحتلال السياسية، لشابت الرؤوس فينا قبل أوانها.
في مواجهة ذلك جاء الفكر الوطني ليختصر كل تلك المظلومية في مظلومية واحدة هي مظلومية الوطن. ولأن العراق مظلوم بالاحتلال، يعني أن العراقيين كلهم مظلومون. ولأن الاحتلال جمع حوله زمرة واسعة من شتى الطوائف والملل، ممن ينتسبون ظلماً وكذباً إلى العراق، ليحكم باسمهم، يعني هذا أن الاحتلال وعملاءه ألحقوا الظلم بكل الطوائف العراقية. فتوحَّد العراقيون تحت عبء واحد هو ما أنزله الاحتلال بهم من ظلم وفساد وجرائم، شارك فيه زعماء الطوائف.
وإذا كانت أداة الظلم واحدة، فعلى الذين يعانون منه أن يصبحوا حزمة واحدة.
ولأن أداة الظلم من المحسوبين على جميع الطوائف الدينية والأعراق، فهذا يقودنا إلى نتيجة واحدة هو أن الحل بإزالة الظلم لن يكون على قاعدة أن تُسقط كل طائفة زعماء الطائفة الأخرى، وإنما الحل في أن تُسقط كل الطوائف كل أمراء الطوائف.
وإذا كانت حقوق جميع الطوائف مسروقة من قبل أمرائها، فعلى كل الطوائف أن تعود إلى توحيد صفوفها على قاعدة وطنية، لأنه عندما اغتُصبت حقوق الوطن يعني أن حقوق المواطنين كلهم هي التي اغتُصبت. وهذه النتيجة تستدعي أن تلتف سواعد كل العراقيين في شتى أنحاء العراق من أجل إسقاط السبب الذي ألحق الظلم بهم من دون النظر إلى انتمائه الطائفي أو العرقي.
فيا أيها العراقيون التفوا وراء شعار الثورة العراقية القائل بأن الدفاع عن مظلومية العراق دفاع عن مظلومية كل العراقيين.
في 23/8/2015
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق