قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 5 مايو 2012

جماعات لبنانية تسلح الثوار السوريين

جماعات لبنانية تسلح الثوار السوريين
بقلم زاك بروفي/وكالة إنتر بريس سيرفس


واجهة محل في طرابلس بلبنان تشوهها ثقوب الرصاص بعد الإقتتال الطائفي بشأن الثورة السورية.
Credit:Zak Brophy/IPS.

بيروت, مايو (آي بي إس) - إعترض الجيش اللبناني في نهاية الأسبوع الماضي سفينة تحمل ثلاث حاويات مليئة بالأسلحة يعتقد أن الغرض منها هو تسليح المقاتلين الثوريين في سوريا. وبالرغم من كون لبنان بقي مستقراً نسبياً رغم إستمرار حالة العنف في سوريا، إلا أن هذا الاكتشاف جاء بمثابة إنذار جديد بأن لبنان ليس بمنأى عن الإضطرابات التي تجتاح جارته. 

وكانت حكومة بشار الأسد قد شكت عدة مرات من الأسلحة التي يجري تهريبها إلى سوريا من البلدان المجاورة.

ومنذ بدء الثورة، قامت لبنان بإعتراض عدد من شحنات الأسلحة بالفعل. ويجري الآن إستخدام طرق التهريب عبر الحدود التي يسهل اختراقها بين البلدين، وذلك لنقل الأسلحة والإمدادات إلى سوريا، وتوفير ممر للاجئين الفارين والمقاتلين الجرحى.

هذا ويقول زكي وهو ينتظر في منزل آمن داخل الجانب اللبناني من الحدود، "أنا ذاهب لرؤية جيش بلادي". وأسرة زكي هي من حماة وحمص اللتان تمثلان معقل المعارضة السورية. وكان قد تم نفيهم من بلادهم في عام 1981 خلال حملة الرئيس السابق حافظ الأسد على جماعة الإخوان المسلمين.

والآن لديهم شركة تجارية ناجحة في المملكة العربية السعودية، ويقومون بتحويل أموال إلى أهلهم (في لبنان)، إضافة إلي إرسال أموال الى الثوار ليشتروا السلاح، وفقا لزكي.

ويقول زكي أنهم يرسلون 100,000دولاراً كل شهر-علي مدي الأشهر الثمانية الماضية- لمقاتلي المعارضة في الجيش السوري الحر.

ويضيف أن والده قد أرسله للتأكد من أن الأموال تستخدم فعلاً في تزويد المقاتلين بالأسلحة التي يحتاجونها، وأن "الحكومة السعودية لا ترغب في منع أي شخص يفعل ذلك، بل وهم يقومون بتغطيتنا. ويريدون منا أن نعمل دون أن نتحدث".

هذا ويعتبر تمويل وتسليح الجيش السوري الحر قضية خلافية في صلب المجتمع الدولي الذي يدعم الثورة. ففي أعقاب آخر إجتماع "لأصدقاء سوريا"، تعهدت المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى بإنشاء صندوق بعدة ملايين من الدولارات لتمويل أعضاء الجيش السوري الحر.

وإشتكى أحد الناشطين السوريين، ممن يقومون بتهريب الإمدادات الإنسانية واللاجئين بين البلدين، من أن العصابات التي تتاجر بالسلاح داخل لبنان تستغل الثورة السورية لزيادة أرباحها.

وقال لوكالة إنتر بريس سيرفس بشرط عدم الكشف عن هويته،"بعض التجار يحاولون خلق أسواق لهم في حمص عن طريق جعل مجموعات معينة تشتري أسلحتهم. لذا لدينا مشكلة معهم، فمن المعروف أن هؤلاء التجار يساعدون على نشوب حرب صغيرة حتى يتمكنون من بيع أسلحتهم".

وتسببت الزيادة في الطلب على السلاح، سواء من الثوار في سوريا أو الميليشيات في لبنان، في إرتفاع الأسعار بشكل حاد. وأضاف الناشط، "لقد أصبح سعر بندقية الكلاشنيكوف الآن حوالي 2000 دولاراً، في حين أن ثمنها قبل الثورة كان 200 إلى 300 دولارا. ويمكنك أن تنفق 25-30,000 دولاراً فقط على توفير الذخائر لنقطة تفتيش واحدة".

كذلك يجري تهريب الأسلحة من البحر قبل إرسالها براً الى سوريا.

كما تشير بعض التقارير إلى أنه يتم سرقة بعض الأسلحة من الجيش اللبناني قبل بيعها. وفي أوائل أبريل ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أنه تم اعتقال ضابط مخابرات كان مسؤولا عن مستودع أسلحة لإستجوابه حول الإشتباه بقيامه بسرقة وبيع الأسلحة.

وفي نفس الأسبوع بمنزل آمن على الحدود صرح زكي "أن (تجار الأسلحة) يبيعونها من لبنان حتى أن البعض يسرق السلاح من الجيش اللبناني والبعض الأخر يستورده إلى لبنان".

وبالإضافة إلى تدفق الأسلحة عبر الحدود، هناك أيضا تدفقا مستمرا للأفراد. فتقدر المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عدد السوريين الباحثين عن ملاذ في لبنان بحوالي 24,000 لاجئ، وذلك بجانب المدنيين النازحين عبر الحدود، والمقاتلين الفارين بحثاً عن الأمان.

كما أشارت بضعة تقارير مؤخرا إلى بعض اللبنانيين يعبرون الحدود بهدف الإنضمام إلى الثورة السورية.

فيقول هلال خاشان، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت، "على غرار ما حدث في العراق، أصبحت بعض المناطق من سوريا الآن أرضاً للجهاد ... السوريون يردون على ذلك بعبور الحدود وإطلاق النار. والنزاع على الحدود بين سوريا ولبنان محدود وقليل الكثافة، ولا أعتقد أنه سيتحول إلى مواجهة كبرى".

طرابلس في شمال لبنان مدينة سنية محافظة تربطها علاقات اجتماعية، وعائلية، وتاريخية وثيقة مع المجتمعات المحلية في غرب سوريا، وإنقلبت علي نظام الأسد.

والشيخ مازن المحمد شخصية قيادية دينية في المدينة، ودائما ما تصدر المظاهرات المستمرة هناك دعما للإنتفاضة السورية. وهو ينفي التقارير الإعلامية الأخيرة التي إدعت أنه أرسل مقاتلين متدينين أو من المجاهدين إلى سوريا، لكنه يضيف، "إذا فشلت الجهود الدولية الحالية في مساعدة إخواننا في سوريا، وطلبوا مساعدتنا فسوف نفعل ذلك مهما كانت العواقب".

ويذكر أن سوريا قد إحتفظت بتواجد عسكري قوي في لبنان من عام 1976 حتى عام 2005. ونتيجة لذلك، تشعر العديد من المجتمعات السنية وخصوصا في الشمال، بإستياء قوي من المعاملة التي تلقونها من الجيش السوري في ذلك الوقت.

فيقول الشيخ مازن المحمد أن "أهل السنة في لبنان، بسبب معاناتهم على يد النظام السوري، يمكنهم فهم موقف الثورة السورية أكثر من أي شخص في العالم العربي ... وعندما بدأت الإنتفاضة في سوريا فتحت جروحنا من جديد".

لقد نجحت لعبة التوازن الهش التي يلعبها السياسيون وزعماء الطوائف في لبنان، حتى الآن، في إبقاء لبنان بعيداً عن العنف في الدولة المجاورة.

ومع ذلك، فلبنان مرتبط بشكل مصيري بسوريا، كما أن توتراته الطائفية والسياسية قد تفاقمت بشكل ملموس بسبب الثورة السورية. فالتجارة المزدهرة للأسلحة والعسكرة المحتملة لمجتمعات مدنية معينة، لا تنجح في تبديد المخاوف من تجدد الحرب الأهلية في لبنان إذا تفاقمت الأزمة سوريا أكثر مما هي عليه.(آي بي إس / 2012)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق