قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 2 يناير 2016

أ.عبدالعزيز أمين عرار : الطفولة الفلسطينية المحاصرة بالموت والوحشية تستصرخ الضمير الإنساني

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الطفولة الفلسطينية المحاصرة بالموت والوحشية تستصرخ الضمير الإنساني
شبكة البصرة
أ.عبدالعزيز أمين عرار
كم بلغ عدد أطفال فلسطين الذين قتلوا على يد جنود العدو الصهيوني وبسلاحه الاتوماتيكي؟
وكم بلغ عدد البنات الفلسطينيات اللواتي قتلن على أيدي جنود الاحتلال؟
وكم بلغ عدد الطالبات الفلسطينيات من بين الشهداء والشهيدات؟
ثم لماذا يستهدفون الطفولة الفلسطينية؟
ولماذا يستهدف الجندي الصهيوني البنت والام الفلسطينية بسلاحه الفتّاك؟
ليس من الصعوبة بمكان الإجابة على هذه الأسئلة جميعها، فقد باتت معروفة ومكشوفة لكل فلسطيني. حيث يشعر كل واحد فينا أنه مستهدف كفلسطيني، جسما وروحا وهوية وتراث، وبشكل خاص الجيل الفلسطيني الجديد.
ويتكرر السؤال : لماذا يستهدفون الجيل الفلسطيني الجديد؟
ببساطة لأن الفلسطيني مستهدف أولا في أرضه وهويته مهما كانت نوعيته ولأنهم يختبرون الفلسطينيين في روحه الجديدة وبغرض القضاء على هؤلاء الشباب وروحهم الثورية وتطويعهم وصهينتهم بعد أن تمكنوا من الأجيال السابقة بصيغ مختلفة كان أهمها الدوران في رحى طاحونة السلام المزعوم بما يزيد عن عشرون عاماً.
أما الاحصائيات والأعداد المختلفة فقد سجلتها المؤسسات الحقوقية والقانونية المختلفة سواءً أكانت عربية أم أجنبية، خاصة وأنها تمت امام عدسة الكاميرا في معظم الأحيان، ولكن هذه المؤسسات لا يكاد صوتها يصل إلى المحافل الدولية أو بالأحرى لا نجد اهتماماً من قبل منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة، التي حفظناها عن ظهر قلب، وكأن هذه المؤسسة الدولية المسماة بالأمم المتحدة أنشئت فقط لحماية مصالح دولة الكيان الصهيوني، والدفاع عنها ويصدق فيها قول أحد مؤسسي البعث العربي الأستاذ الشهيد صلاح الدين البيطار عام 1948 حينما وصفها بأنها خلقت لحماية دولة الكيان الصهيوني.
إن ما يجري من توثيق وتدوين وتصوير للجرائم الصهيونية التي ترتكب بحق شعبنا يوميا لم يصل بنا الأمر إلى محاكمة الاحتلال على جرائمه ولا إلى إزالته من أراضينا ولا إلى إزالة شبح الخوف والشعور بأنه لا طعم للحياة أمام ناظر الطفل الفلسطيني والذي يبعث المشهد اليومي مشاعر القلق فيه.
إننا أمام سؤال كبير: كيف نحمي أطفالنا من خطر هذا الكيان المتجرد ساسته وضباطه وجنوده من القيم الانسانية والقوانين التي وضعتها وسنتها الأمم المتحدة.
إن هذا المشهد الذي يتناوب فيه الجنود وضباطهم الصهاينة إطلاق النار على طفل ووضع السكين عند رأسه وتصويره بالمعتدي عليهم يؤشر إلى المستوى القيمي والهابط لدى الكيان الصهيوني والذي يعد امتداداً لجرائمهم في الأسواق العربية منذ عام 1937
ومع أن هذه الصورة الإجرامية اعتراها شيء من الغموض إلا أنها بدت اليوم مكشوفة أكثر مما مضى بفعل الانتقال من الاعلام الورقي للإعلام المرئي في عصرنا الذي كشف أشياء كثيرة تمارس يومياً جهاراً ونهاراً امام كاميرا الصحفيين في عالم سياسي متبلد المشاعر والقيم حيث تسيطر عليه امبراطوريات الجيش ورأس المال، ورغم أن كباره يهاجموننا جهاراً نهارا ويتهموننا عرباً ومسلمين بالإرهاب، ويسيرون جيوشهم واسلحتهم وأساطيلهم الجوية والبحرية لاحتلال أراضينا وأوطاننا بذريعة القضاء على مصادر الإرهاب تارة للقضاء على الديكتاتور الفلاني وتارة للقضاء على القاعدة وداعش إلا أنهم يتجاهلون دولة الإرهاب الصهيوني وممارساتها الإجرامية تجاه شعب فلسطين الأعزل برغم أن كاميرا الصحفيين الأحرار كشفتها وعرت صورتها وإدعاءها أنها تمثل العالم الحر.
شد انتباهنا في الأيام الأخيرة منظر لفتاة من عزون تدعى كريمان سويدان ابنة الخامسة عشر ربيعاً وفي الصف التاسع، وهي تلميذة في مدرسة فاطمة غزال الأساسية، ذهبت إلى بيتها عند أطراف البلدة الشرقية وعندما شاهدها الجنود هرعوا إليها فدب الهلع فيها وهربت فأسرعوا نحوها وقبضوا عليها.
وأمام المشهد المعتاد والتوليفة الكاذبة والمفبركة كتفوها بالأغلال وقذفوا سكيناً بالقرب منها، وأخذوا يحققون معها، وبدا المشهد المحزن والمهين لكرامة الطفل الفلسطيني مكرراً في الخليل وبيت فوريك وحوارة وغزة وسائر ربوع الوطن.
وهكذا يتكرر القتل والإعدام بدم بارد وتحتجز الجثث أياماً حتى يجعلوا من أطفالنا قطع غيار لمرضاهم، ورغم أن أحابيلهم وألاعيبهم كشفت للقاصي والداني إلا انها لازالت خارج المحاسبة والإدانة من قبل عالم الكبار الذي يسيطر على إمبراطوريات المال والأساطيل والجيوش.والغريب العجيب أن القوانين والقواعد الدولية تتبخر حينما يتم شكوى الكيان الصهيوني على أعماله.
إن هذه الطفولة الفلسطينية المستهدفة بالقتل والإرهاب والتخويف والوحشية والمهملة من طاولة البحث من قبل الدول الكبرى ومنظماتها الإنسانية، وعدم قدرتها على لجم ممارسات دولة الكيان الصهيوني ومحاكمتها لليهود على جرائمهم سوف تبقى شاهدة على هذا التقصير وشهادة خزي وعار في تاريخ المنظمات الإنسانية والحقوقية وفي تاريخ الضمير الإنساني سواء أكان مغيبا أو مهملا أو منحازا لطرف على حساب طرف آخر، وسيبقى شعب فلسطين يجاهد ويناضل حتى يتحقق استقلاله وحريته وفي انتظار قوى جديدة عربية وإنسانية تعمل على تغيير هذه الازدواجية ومعاييرها الشائنة. في انتظار عالم آخر يسوده العدل والحرية ولا يستسلم لمثل هذه الضمائر الميتة ولا لعملها الذي يحاصرنا من كل الجهات.
شبكة البصرة
الجمعة 21 ربيع الاول 1437 / 1 كانون الثاني 2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق