قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 16 يناير 2016

أ.عبدالعزيز أمين عرار : بحث (قائمة بأسماء رؤساء وقادة فصائل الثورة العربية الفلسطينية الكبرى 1936-1939)

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قائمة بأسماء رؤساء وقادة فصائل الثورة العربية الفلسطينية الكبرى 1936-1939
شبكة البصرة
أ.عبدالعزيز أمين عرار
باحث ومشرف تاريخ
1ـ المعلم والثائر إبراهيم عبدالقادر نصار من بلدة عنبتا في فلسطين :
ولد إبراهيم الحاج نصار سنه 1895ميلادية في بلدة عنبتا. كان والده الشيخ محمد مستنطق* في محكمة بداية طولكرم، أما جده الحاج نصار فكان فلاحاً يحوز على ثروة تعود إلى عائداته من ملكيته الواسعة لشجرة الزيتون دون الأرض، وكان هذا النوع من الملكية معروفاً في عهد العثمانيين في القضاء.
ولد إبراهيم ونشأ في بيته بقرية عنبتا الذي عاش فيه أيام حياته حلوها ومرها في غضبة قلب للحق لم تبخ نارها، وسكينه نفسٍ في ظلال القرآن تالياً لآياته، وفي هذا البيت أدركه الأجل المحتوم.
طلب العلم: تلقى علومه الأولية في "كُتاب" القرية، ثم انتقل لطلب العلم في المدارس النظامية ومنها: إلى الكلية الإسلامية ببيروت في فترة الحكم التركي.
ثم أرسله والده إلى الأزهر الشريف في مصر ليتلقى العلم فيه على يد أساتذته في موضوعي اللغة العربية، والدين الاسلامي بين عامي 1912-1914م، وقد انقطعت دراسته في الأزهر بسبب مجريات الحرب العالمية الأولى. إذ أصدرت الإمبراطورية العثمانية في 12 مايو 1914 قانوناً جديداً يقضي بتخفيض سن التجنيد الإجباري من 20 إلى 18 عاماً، وألغت نظام قوات "الرديف"؛ أي القوات الاحتياطية جاعلة خدمة الجيش كلها ضمن العمل الإلزامي.
التحق إبراهيم بالكلية الحربية بإسطنبول قبيل الحرب العالمية الأولى، وعُيِّنَ ضابطًا في الجيش التركي منذ أيلول1914, ولما بدأت حبال الود تتقطع بين الأتراك والعرب؛ بسبب سياسات الاستبداد، والقهر القومي، وفرض الأحكام العرفية في بلاد الشام في عهد جمال باشا السفاح الذي نصب المشانق، وعلق على أعوادها خيرة شباب الأمة العربية في بيروت ودمشق , ومع إعلان الثورة العربية الكبرى في حزيران 1916 بقيادة الشريف حسين بن علي ترك إبراهيم موقعه في الجيش التركي ملبياً نداء الثورة، وانحدر إلى الحجاز، وكان في طليعة من تشكلت منهم فرق جيش الشمال في ينبع بقيادة الأمير فيصل بن الحسين، وشارك كقائد على جبهة الحجاز إلى العقبة، وعلى جبهة شرق الأردن إلى درعا(58).
عاد بعد الحرب إلى بلدة عنبتا باحثاً في وطنه عن لقمة العيش في أرض ورثها عن أبيه في السهل الغربي يكتري لها من يزرعها على سهم، ويعالج أموراً أخرى سعياً إلى تحسين وضعه المعيشي في تجارة أو غيرها إلى أن قيض له العمل مدرساً في دائرة المعارف في الجليل بدرجة مدير، وقد جاء عمله في عدة مدارس مرتبة على النحو الآتي:
1. مدرسة حطين قضاء حطين في 16/9/1922-3/12/1927م
2. الخالصة قضاء صفد في 3/12/1927- 5/8/1929م
3. عين ماهل قضاء الناصرة في5/8/1929- 9/9/1932م
وخلال فترة عمله التي امتدت قرابة عشرة أعوام اتصل بالحياة العامة، واختلط بالناس، وكان يشاركهم أفراحهم، وأتراحهم، فخصوه بمحبتهم، وعرفوا له مكانته، وقدره فيهم.
وكانت له موهبة في اقتناء الخيل وطرادها، موهبة لاقت اهتماما وصداقة من الجليليين الذين أحبوا هذه الرياضة.
وفي الأشهر الأولى من عام 1936 بدأت ترتيباته ومشاوراته مع عدد من أصدقائه، ومنهم: محسن القرعي، وعبدالرحمن القرعي، واجتمع بهم من أجل العمل القادم لتفجير الثورة، وذلك بالوقوف على الأسلحة المتوفرة والموجودة في أيدي الثوار كماً، ونوعاً، وتحديد عدد الأشخاص الراغبين بالثورة على عدوهم، وتنسيق العمل كله مع اللجان القومية، واهتموا بجمع المعلومات عن الجواسيس للعمل على اتقاء شرورهم وردعهم توطئة لتنظيف الساحة منهم قبل انطلاق الثورة.
وقد اعتقل عبد الرحمن القرعي من قبل عميل من قرية جسر الزرقا، ومعه اثنان إثر طوق ضرب على قيساريا، وقامت القوات البريطانية خلاله بحملات دهم وتفتيش واسعة في القرية، وحكم عبدالرحمن بست سنوات قضاها في سجن كركور بتهمة الإعداد للقيام بأعمال إرهابية. لقد اجتمع إبراهيم نصار "أبو عادل"، ومحمد حسن أبو دبسه (أبو خليل) من بلعا وآخرون، وتمت هذه الاجتماعات قبل ثلاثة أشهر من قيام الثورة الكبرى(59).
شكل إبراهيم فصيلاً ثورياً ضم 15 شخصاً من أبناء قريته الذين عملوا مدة سنة تقريباً(60)
اهتم إبراهيم بوجود شخص مسؤول عن مراسلاته، وهو السيد عبد السلام اليمني، وهو شاب قصير القامة اسمر الأدمة. كان مسئولاً عن بريده خلال فترة الثورة يحمل خطاباته التي كان يبعث بها محذراً هذه الفئة المنحطة كالجواسيس، والمخبرين من سماسرة الأرض، وأنذرهم فيها بالعقاب إذا لم يرتدعوا، ويتوبوا، وأخرى أرسلها لقادة الثورة، وكان عبد السلام هذا يستخدم رجليه، ويعتمد على ساقيه في نقل الرسائل لسرعة جريه.
اشتهر إبراهيم بكتابته الشعر، وكان ينشر بعض قصائده في الصحف المحلية التي صدرت بالعشرينات والثلاثينات من القرن الماضي، وقد عثر في خزانتة وفي بيته على نسخ منها، وفيها قصائد منشورة له، وقد ضاعت قصائد كثيرة بسبب التلف ونقل حاجيات البيت.إلا أنه تم العثور على قصيدتين منشورتين في جريدة الزمر، وكذلك وجدت له قصيدة عند بعض الأقارب مكتوبة بخط يده* عن فلسطين ومما جاء فيها.
مَشى الذُّعرُ يَهتِفُ بِاسمِ الحُروبِ  فَتَلتَهِمُ الأَرضَ نيرَانُها
يَمَسُّ الرِّياضَ فَتبلَى الرِّياضُ  وَتَنعَقُ فِي الأَيكِ غِربانُهَا
فَلَسطِينُ يا مِحنَةً فِي الزَّمانِ  تَفَجَّرَ بِاللُّؤمِ بركانها
بلادِي جِراحُكِ فِيَّ تَسيِلُ  دِمَاءً تَوَهَّجَ شِريانُها
فَلَسطِينُ جَلَّ انتِسابِي إلَيكِ  وَإن أَنكَرَ الشَّمسَ عِميانُها
رَماكِ الأباعِدُ وَالأقرَبونَ  وَسَهمُ الأقارِبِ ثٌعبَانُها
وَنَحنُ بَنِي الشَّعبِ أَوطَانُنَا  حَياةٌ لَنا كَيفَ نَختانُها
تَنَكَّرَ لِلوَطَنِ المُترَفونَ  مَطايا الطُّغاةِ وَعبدانُها
يُسَخِّرُهُم مِن وَرَاءِ السِّتارِ  رَجِيمُ السِّياسَةِ شَيطَانُها
مَراكِبُهُم فِي شِراعِ الدُّموعِ  قُلوبٌ تَعَفَّنَ وُجدانُها(61).

وفي عام 1952 أرسل رسالة للزعيم جمال عبدالناصر بمناسبة ثورة 23 يوليو المجيدة استهلها ببيت من الشعر استعاره من شاعر النيل حافظ إبراهيم يقول فيه :
لمصر أم لربوع الشام تنتسب  هنا العلا وهناك المجد والحسب
ورد عليه الزعيم القومي جمال عبدالناصر برسالة شكره فيها على ما تضمنته قصيدته من مشاعر طيبة نحو مصر، واعتزازه بالثورة، وفي الخطاب أيضا ًصورة شخصية للزعيم العربي كتعبير عن الذكرى والمودة.
حاول في العهد الأردني الالتحاق بسلك التربية والتعليم ظناً منه أن سيرته الكفاحية ستمنحه وظيفة في التعليم، ولكن المخابرات الأردنية حالت دون قبوله فقضى وقته في إصلاح ذات البين بين الناس حتى وافاه الأجل المحتوم في ثمانينيات القرن الماضي (62).
ـ إبراهيم خليل جنداوي: يتبع القائد محمود سالم المخزومي من عرب................
للمتابعه
اضغط الرابط 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق