قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 4 يناير 2012

سباق علي إحتياطي المناطق الباردة و تفشي حمي نفط الصقيع


سباق علي إحتياطي المناطق الباردة و تفشي حمي نفط الصقيع
03/01/2012
أومبرتو ماركيز/وكالة إنتر بريس سيرفس

كاراكاس, (آي بي إس) - دفع إرتفاع أسعار العالمية للنفط المستخرج من رمال صحراء المملكة السعودية الحارقة ودلتا النيجر الشديدة الحرارة وسهول أورينوكو العالية السخونة، الشركات المنتجة للخام نحو التنقيب عن مصدر الطاقة هذا في بطن الأراضي الباردة أيضا.

فقد وقع الكونسورتيوم الأمريكي العملاق "اكسون" مع نظيره الروسي "روسنفت" إتفاقا لاستثمار 3،200 مليون دولار للتنقيب عن النفط والغاز في بحر كارا، شمال غرب روسيا. ولا تزال شركة البترول البريطانية تلعق جراحها بعد أن خسرت فرصة البحث عن النفط الثمين في نفس هذه المنطقة مع شركة TNK الروسية. 

وشرح كينيث راميريث، أخصائي الجغرافيا السياسية والنفط بجامعة فنزويلا المركزية، لوكالة إنتر بريس سيرفس أن "احتياطي الخام المتوفرة تحت المحيط المتجمد الشمالي يقدر بنحو 100،000 مليون برميل، وهو ما يفوق مجموع إحتياطي العراق أو الكويت بأكثر من 44،000 مليون برميل من سوائل الغاز الطبيعي و 80 تريليون قدم مكعب من الغاز ". 

ومن المعروف أن منظمة اوبك تضم أنغولا، المملكة السعودية، الجزائر، إكوادور، الإمارات العربية المتحدة، إيران، العراق، الكويت، ليبيا، نيجيريا، قطر، وفنزويلا، وتنتج 30 مليون برميل من إجمالي 88 مليون برميل يوميا من النفط الخام اللازم لتلبية الطلب العالمي. 

ويوجد تحت القطب الشمالي ما بين 13 و 20 في المئة من النفط الذي ينتظر "إكتشافه" في العالم وفقا للمسح الجيولوجي الأمريكية، ويتوفر الكثير منه على عمق ضحل، مما يزيد من احتمالات تحقيق عائدات مربحة نظرا لتزايد الطلب وحال إستمرار أسعار النفط الحالية بمعدل 100 دولار أو أكثر للبرميل. 

وأضاف كينيث راميريث أن ذوبان القطب الشمالي واستغلال نفطه سوف يؤدي أيضا إلي فتح خطوط شحن جديدة، في وقت تحرص فيه روسيا على إستعادة دورها كقوة عالمية كبرى من خلال التحكم في الآبار والطرق والإمدادات، فضلا عن الإستفادة من التكنولوجيا التي يوفرها الغرب. 

هذا وقد تلقت شركة شل البريطانية الهولندية الضوء الأخضر من وكالة البيئة في الولايات المتحدة للتنقيب عن النفط قبالة سواحل ألاسكا الشمالية إعتبارا من يوليو عام 2012 ، وهو المشروع الذي خصص له 3،500 مليون دولار. 

كما دعت جزيرة غرينلاند الدنماركية لتقديم عطاءات للتنقيب قبالة الساحل، فكانت شركتا اكسون وشيفرون أول من عجل بالتقدم بعروض. 

وفي الوقت نفسه، أصبح في مقدور كندا إضافة حصتها من النفط في القطب الشمالي إلى رمال مقاطعاتها الغربية، لتصبح قوة عظمى في عالم الطاقة، مع ميزة كونها بجوار أكبر سوق في العالم: الولايات المتحدة. فقال فيكتور ميخاريس، رئيس قسم العلاقات الدولية بجامعة سيمون بوليفار في كاراكاس، أن "النمو الاقتصادي في الصين والهند، وخاصة سياسة منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)، قد أغرت روسيا وإستجذبتها لاستغلال المزيد من الودائع ومزاحمة نفط المناطق الاستوائية". 

وأضاف ميخاريس لوكالة إنتر بريس سيرفس، "في عهد الاتحاد السوفياتي المنحل، تجلي النفوذ الروسي في قوته النووية وفي الجيش الأحمر... أما الآن فتعتمد روسيا على قدراتها في مجال الطاقة كأداة للحفاظ علي دورها كلاعب عالمي رئيسي”. 

ومن جانبها، ستشعر الولايات المتحدة بالرضاء لتنويع مصادر النفط والغاز، مما يتيح لها تقليص الإعتماد على امدادات الشرق الاوسط وزيادة الضغط في مجال السياسية الداخلية، علي موردين مثل المملكة العربية السعودية. 

كذلك فقد أجمعت مصادر مختلفة علي لفت الإنتباه إلي ظهور كندا باعتبارها قوة طاقة كبري، وبالتالي كلاعب عالمي، وهو ما يفسر إبتعادها عن بروتوكول كيوتو بشأن القضايا البيئية، وزيادة إتفاقها العسكري لمواجهة تواجد منافسين لها في القطب الشمالي". 

وأخيرا تجدر الإشارة إلي أن البحث عن النفط في القطب الشمالي إنما يجدد رهان قطاعي الطاقة والإقتصاد العالميين علي الوقود الأحفوري، ويتمشي مع اللعبة الاستراتيجية للقوى التقليدية والناشئة، ويدل علي استمرار المخاطر البيئية المرتبطة بصناعة النفط والغاز.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق