التكفير والتطرف من أخطر الظواهر التي تهدد الأمة العربية الإسلامية وتفرقها وتمزقها.. وتؤدي إلى القتل والجريمة والفتن المختلفة...المتطرف الصفوي "نمر النمر" إنموذجاً
تعد الخوارج من أولى الفرق المتطرفة التي قامت بتكفير خليفة المسلمين وتكفير كل من لا يكفره؛ حتى صاروا قطاع طريق نصبوا خيمة خارج المدينة المنورة يسألون كل عابر عن تكفير علي ومعاوية؛ فإن أبى فسوف يقتل، كما قتلوا الصحابي عبد الله بن خباب، وبقروا بطن زوجته وهي حامل مقرب، لأنهما لم يقبلا بالتكفير. كان الخوارج من جيش الإمام علي نفسه، وكانوا حفاظا للقرآن الكريم وجباههم سود، وعرفوا بكثرة الصلاة والصيام والعبادة والتهجد، حتى وصفهم ابن عباس: «رأيت جباها ذات ثفنات من كثرة السجود، وأيادي كثفنات الإبل، وعليهم لباس بال زهيد، وهم مشمرون في السجود والخضوع والبكاء والتسليم» لكنهم كانوا متحجري الفكر وضيقي الأفق ومتشددي الرؤية ومتطرفي الموقف ومستبيحي الدماء.
حاول الإمام محاورتهم وبعث عددا من الصحابة لحوارهم لكنهم رفضوا وصمموا على الحرب والقتال، وعندها سماهم شر الناس جميعا؛ لأنهم يستغلون الدين بأبشع وسيلة متطرفة تكفيرية، لا يقبلها عقل سليم ولا دين كريم، وعندها كانت حرب النهروان وسقط فيها كثير من المسلمين. اعتبرها الإمام فتنة كبرى يجب القضاء عليها ومنعها من الانتشار، وهو يفتخر قائلا: «فقأت عين الفتنة ورأسها وما كان ليجرؤ أحد عليها غيري، بعد أن ماج غيهبها واشتد كلبها» وقد ترصد الخوارج له ولغيره، ثم أمروا بقتل ثلاثة: علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص في يوم واحد وساعة واحدة بثلاثة أشخاص.. وفعلا، أحد الخوارج هو عبد الرحمن بن ملجم ضرب عليا في محراب الكوفة ليلة القدر؛ تقربا إلى الله تعالى. وله في قتل الخليفة افتخار:
حاول الإمام محاورتهم وبعث عددا من الصحابة لحوارهم لكنهم رفضوا وصمموا على الحرب والقتال، وعندها سماهم شر الناس جميعا؛ لأنهم يستغلون الدين بأبشع وسيلة متطرفة تكفيرية، لا يقبلها عقل سليم ولا دين كريم، وعندها كانت حرب النهروان وسقط فيها كثير من المسلمين. اعتبرها الإمام فتنة كبرى يجب القضاء عليها ومنعها من الانتشار، وهو يفتخر قائلا: «فقأت عين الفتنة ورأسها وما كان ليجرؤ أحد عليها غيري، بعد أن ماج غيهبها واشتد كلبها» وقد ترصد الخوارج له ولغيره، ثم أمروا بقتل ثلاثة: علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان وعمرو بن العاص في يوم واحد وساعة واحدة بثلاثة أشخاص.. وفعلا، أحد الخوارج هو عبد الرحمن بن ملجم ضرب عليا في محراب الكوفة ليلة القدر؛ تقربا إلى الله تعالى. وله في قتل الخليفة افتخار:
يا ضربة من تقي ما أراد بها
إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا
وما أشبه اليوم بالبارحة، وأشبه نمر النمر بالخوارج، فهو من أشد المتطرفين التكفيريين في اتهام الخلفاء الراشدين الثلاثة والمسلمين بأشد التهم فظاعة، وهو ينهج نهج غلاة الشيعة في المرحلة الصفوية، ومنهجه أيضا في تقديس ولاية الفقيه وإيران وطموحها في فتنة البحرين لقلب النظام، وتأييد نظام الرئيس بشار الأسد في قمعه لشعبه الشجاع بالدبابات والطائرات ومختلف الأسلحة، في ثورة، لأكثر من ستة عشر شهرا مستمرة مليئة بالدماء والضحايا والمعوقين والمشردين، فضلا عن دعم النظام الحاكم في ايران وقمعه لشعبه، خصوصا الشعب العربي الأهوازي وكفاحه الدائم من أجل الحرية والكرامة.
إن تأييد النمر للولي الفقيه وبرامجه كمصلح واعتباره إصلاحيا أكثر من الإصلاحيين، وقوله: «إن الشعب الإيراني كله معه» لهي ادعاءات واهية باطلة، وهي أوهن من بيت العنكبوت، حيث لا يؤمن بها حتى الإيرانيون أنفسهم وهم يرددون بالملايين شعارا ضده «الموت للديكتاتور» باعتباره يملك السلطات الثلاث، وغيرها من السلطات. بل تحول بعض رجالات النظام إلى مناوئين. إن أكثر الفقهاء لا يؤمن حاليا بولاية الفقيه بعد التجربة المريرة التي أثبتت الاستبداد والديكتاتورية، وفي زيارات المرشد لقم ومشهد يرفض أكثر الفقهاء لقاءه، ولولا تزوير الانتخابات ووسائل القمع المختلفة والحرس الثوري والباسيج وامتلاء السجون والمقابر الجماعية بالمعارضين وهجرة الملايين، لسقط نظام الملالي منذ زمن طويل.
إن شدة التطرف والتكفير من قبل رجل الدين المتشدد النمر، جعلته منبوذا من طبقات الشعب السعودي سنّة وشيعة حيث لا تؤمن الاكثرية بالتكفير والغلو والتطرف أياً كان مذهبه.
خطب النمر النارية وهو يتكلم عن الأموات فيدخل بعضهم النار كيف يشاء، وكأن مفاتيحها بيده يدخل من يشاء ويخرج من يشاء بأسلوب ينفر منه الطبع ولا يقبله الدين الحنيف وأخلاقه السمحة.
إن النمر فتنة ضالة مضلة من مضلات الفتن التي تفرق الأمة، ويجب قطعها قبل استفحالها وعموم جوانبها وكبر بليتها، فهي فتنة عمياء ظالمة مظلمة كما عبر الإمام في نهج البلاغة عن بعض الفتن.
إن بعض غلاة التشيع الصفوي معاد للعرب والعروبة، ولهذا نراهم يهاجمون باستمرار كل من ارتبط بالفتوحات العربية وساهم في بناء الإمبراطورية العربية، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الثلاثة. ويتجاهلون بذلك كل ما ذكره الإمام علي بن أبي طالب عن الصحابة الأجلاء في خطب كثيرة من أهمها قوله: «لقد رأيت أصحاب محمد فلم أر أحدا يشبههم منكم، لقد كانوا يصبحون شعثا غبرا، وقد باتوا سجدا وقياما، يراوحون بين جباههم وخدودهم، ويقفون على مثل الجمر من ذكر معادهم، كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم. إذا ذكر الله هملت عيونهم حتى تبل جيوبهم، ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف، خوفا من العقاب ورجاء في الثواب» (نهج البلاغة - الخطبة 97). تحدث الإمام بصراحة ووضوح عن الخلافة الشرعية إلى الخلفاء الثلاثة السابقين له، معتبرا امتلاكها الملاك الشرعي من خلال الشورى القرآنية «وأمرهم شورى بينهم»، «وشاورهم في الأمر» قائلا: «إنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بايعوهم عليه فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب أن يرد، وإنما الشورى للمهاجرين والأنصار؛ فإن اجتمعوا على رجل وسموه إماما كان ذلك لله» (نهج البلاغة- الكتاب السادس).
وكان الخلفاء الراشدون الثلاثة يرجعون إليه في كثير من المسائل حتى قال الخليفة الثاني: «لولا علي لهلك عمر». وكان الإمام علي المستشار في مئات المسائل حتى أن الخليفة الزاهد عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، استشاره في غزو الروم والفرس فأشار علي أن يبقى كهفا للمسلمين ولا يذهب بنفسه خوفا من شهادته وفقدان قيادته الملجأ للأمة وضياعها بعده. «إن تكن الأخرى كنت ردءا للناس ومثابة للمسلمين» (نهج البلاغة - الخطبة 134). وقال له أيضا: «العرب اليوم وإن كانوا قليلا فهم كثيرون بالإسلام عزيزون بالاجتماع؛ فكن قطبا واستدر الرحا بالعرب.. إن الأعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولون هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه استرحتم فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك» (نهج البلاغة - الخطبة 146).
اليوم تغيرت المعادلات وبات سقوط النظام السوري وشيكا بعد كل هذه الجرائم، وأول متأثر بذلك هو النظام الحاكم الإيراني المدافع عنه، كما فشلت إيران في تغيير الأنظمة بالبحرين واليمن، وظهور عداوتها للمحيط العربي واحتلالها للجزر الإماراتية العربية الثلاث وتأثير العقوبات الاقتصادية الكبير وعدم قدرتها على تسويق النفط، والغلو الفاحش مع فقر الشعب الكبير ونمو الحركات الاحتجاجية في شعب طامح للحرية والكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان، والنظام مهدد من الداخل وشعوبه المظلومة، خصوصا القوميات المضطهدة ومنها عرب الأهواز، وهي قنابل موقوتة تنتظر سقوط النظام السوري، ومشكلات إيران النووية وتحديها للمجتمع الدولي وصواريخها الاستفزازية وادعاؤها إغلاق مضيق هرمز، كلها تنبئ عن الغباء السياسي وتغير معادلة المنطقة واللعب بالنار مع الكبار، وليس مصيرهم ببعيد عن مصير زميلهم القذافي الذي دعمهم بالصواريخ إبان حرب السنوات الثماني ضد العراق، وما أشبه عنجهيتهم بعنجهيته وغرورهم بغروره وتهريجاتهم بتهريجاته.. فهل تكون نهايتهم كنهايته أو أسوأ، هذا ما سيكشفه المستقبل القريب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق