قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 28 يوليو 2012

ملف منجزات ثورة 17 -30 تموز... ازدهار التربية والتعليم... رياض الأطفال نموذجاً


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ملف منجزات ثورة 17 -30 تموز...
ازدهار التربية والتعليم... رياض الأطفال نموذجاً
شبكة البصرة
لجنة اعداد ملف منجزات الثورة
الاستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس أكاديمي عراقي
والاستاذ الدكتور أياد عبد الله أكاديمي عراقي
توطئة
تطرح عملية التشويه المنظمة التي تعرضت لها التجربة الوطنية العراقية 1968 - 2003 جملة اشكالات سياسية واخلاقية ليس فقط في كونها عملية تبشيع مقننة لتزوير التاريخ لأن ضرورات التبشيع قد اقتضت انقضاضا شرسا من الاحتلال وادواته المحلية والاقليمية لاغراق انجازات الشعب العراقي ودولته الوطنية في بحر من ظلمات لا قرار له.

لقد قامت القوات الغازية ومجاميع اقليمية مرافقة لها بتدمير المصانع العراقية العملاقة وازالتها من على وجه الارض ونقلت واحرقت معظم دوائر الدولة ودمرت المستشفيات والادوات والاجهزة الصحية الحديثة ودمرت محطات الماء والكهرباء تدميرا كاملا.

ويمكن حصر الاضرار التي لحقت بقطاع التربية والتعليم نتيجة الحصار والغزو بأهم مظاهرها بما يأتي:
أولاً : تدمير عدد كبير من بنايات المدارس الابتدائية والثانوية والثانويات المهنية.
ثانياً: احراق تجهيزات هذه المدارس من قرطاسية وكراسي وسبورات وكتب.
ثالثاً: استخدام العديد من أبنية المدارس والمعاهد والكليات والجامعات كمقرات المعتدين للقيادات العسكرية الغازية وخاصة خلال عام الغزو 2003.
رابعاً: نهب الاجهزة العملية واجهزة الحاسوب ومخازن الكليات والمعاهد المختلفة.
خامساً: شمول عشرات الآلاف من المعلمين والمدرسين واساتذة الجامعات بقانون اجتاث البعث وتطبيقه اعتباراً من شهر مارس 2003 الامر الذي حرم قطاع التربية والتعليم من كوادره الاساسية من الكادر التدريسي والاداري.
سادساً: سيطرة الاحزاب الطائفية والعرقية ومليشياتها على مقدرات المدارس والمعاهد والجامعات لاغراض سياسية صرفة وخلق فوضى عارمة اغرقت العملية التربوية والتعليمية.
سابعاً: تدهور مستوى التعليم عموماً.

المبحث الاول : جوانب من النظرية والتطبيق
لم يكن اهتمام حزب البعث العربي الاشتراكي ونظامه الوطني بالعملية التربوية والتعليمية مرتبطا بقيادته للنظام كمهمة سياسية مرتبطة بزمن معين بل ان هذا الاهتمام مقر ومنصوص عليه في دستور الحزب حيث ان العملية التربوية هي الطريق الاساس لبناء جيل عربي جديد قادر من خلال العلم والمعرفة على عبور حواجز التخلف والنكوص وعلى ذلك نص دستور الحزب عام 1947 على ضرورة خلق جيل جديد مؤمن بوحدة امتة وخلود رسالتها اخذ بالتفكير العلمي طليق من قيود الخرافات والتقاليد الرجعية مشبع بروح التفاؤل والنضال مع مواطنية في سبيل تحقيق الانقلاب العربي الشامل وتقدم الانسانية.
وقد كان المحور التربوي حاضراً في العديد من مؤتمرات الحزب القومية والقطرية ففي المؤتمر القومي السادس مثلا قرر الحزب (ان نهضة الامة وتحقيق اهدافها لا تكون إلا بتربية المواطن تربية اشتراكية وعلمية تعتقة من كافة الاطر والتقاليد الاجتماعية الموروثة والمتأخرة لكي يمكن خلق انسان عربي بعقل علمي متفتح, ويتمتع بأخلاق اشتراكية جديدة ,ويؤمن بقيم اجتماعية).
وقد خاض الرئيس الشهيد صدام حسين نضالا واسعا وعميقا في اطار نظرية العمل البعثية في مرحلة الحكم القومي البعثي العروبي المسلم للعراق مستنداً على مبادى عامة واساسية اطلقها في مقولته الشهيرة (ان النظريات الفرعية كنظرية التربية اما تنطلق في قاعدة فلسفسة خاصة ونظرية اعم مقبلة بالواقع الاجتماعي والاقتصادي).

ان من بين اهم المرتكزات الفكرية والفلسفية للنهضة التربوية يمكن ان نلخصها على ضوء منطلقات الفكر القومي البعثي بالارتكاز على المبدأ القومي- الوطني ومبدأ الشمولية حيث ترى الفلسفة البعثية بشمولية النظرة الى الانسان كوجود وكصلة بالخالق سبحانه وتعالى وان التربية الصحيحه تتأسس على نحو متوازي ومتكامل قادرة على ربط الصلة بين متطلبات الروح من جهة والجسد من جهه اخرى وبين العمل الدنيوي والعمل المتجه لضمان الاخرة اما مبدا التكامل فأنة قد وضع كمبدأ فلسفي للتربية ويراد منه تجذير الصلة بين تنمية القدرات الاجمالية السمعية والوجدانية والجسدية والفكرية وفقا لقناعات راسخة في ان اهمال او تبني جانب واحد من هذه الجوانب سيودي الى عملية تربوية مشوهه وقاصرة.ان من بين مضامين مبدأ التكامل هو ان تهيئ الفرص المتساوية امام ابناء الشعب ليستخدم الجميع امكانياته وطاقاته بما يؤمن البناء المتكامل للشخصية. ويأتي مبدأ التوازن، ويقصد به التوازن والتفاعل بين القيم وانماط هذا التوازن ومن بين مفردات هذا المبدأ التي اكد عليها الشهيد صدام حسين رحمه الله التوازن بين الحقوق والواجبات وبين قيم العمل الجماعي والاداء والمبادرات الفردية, وبين الجانب الروحي والجانب المادي, والملكية الفردية والملكية العامة, وما بين الوطني والقومي والانساني، وما بين القانون والديمقراطية،والمجاهير والقيادة والتوازن ايضاً ما بين الخصوصية الوطنية والخصوصيات الانسانية. وطرح صدام حسين رحمه الله ايضاً المبدأ الانساني الذي يؤكد على ضرورة اشتقاق نظرية تربوية تنطلق من خصائصنا وبيئتنا الوطنية والقومية اهم ما تستند الية اعتبار الانسان قيمه عليا وهدف سامٍ.

ويمكن تحديد الهدف الشامل للنظام التربوي على وفق المبادئ اعلاه ب :
بناء أجيال مؤمنة بالله وبالرسالات السماوية وخاتمتها الاسلام الحنيف، مخلصة للوطن تؤمن وتعمل على ترسيخ وحدته وحماية وتعزيز سيادته، محبة لشعبها ومجاهده في سبيل اسعاده وتماسكة ومخلصة للأمه العربية وتاريخها الحضاري ودورها الانساني متمثلة في ذاتية ثقافتها القومية واهدافها في الوحدة والحرية والعدالة الاجتماعية مدركة للتحديات المعاصرة المتمثلة بالتجزئة والصهيونية والامبريالية والتخلف، قادرة على مواجهتها معتمدة التعليم الذاتي واخذة بالتطورات العلمية ومعتبرة للإنسان كقيمة عليا.

ان الاهداف التربويه العامه المنبثقه من الهدف الشامل فيمكن حصرها ب:
الهدف الإنساني، الهدف الوطني، الهدف القومي، الهدف الاخلاقي، الهدف التربوي، وهدف العداله الاجتماعيه والاشتراكيه،الهدف العلمي، والهدف الثقافي، هدف العمل،هدف القوة والاقتدار، وهدف الجهاد والبناء، هدف الاصاله والتجديد،هدف التربيه المستمرة، هدف التربيه للحياة، هدف الإنسانيه.

وتضمن التقرير الصادر عن المؤتمر القطري الثامن للحزب المنعقد عام (1974) التاكيد على ضرورة تعديل المناهج الدراسي بما يتلائم و الاهداف والغايات والفلسفه التربويه الوطنيه –القوميه... (ان المرحله المقبله يجب ان تشهد اعداد مناهج دراسيه جديدة بدءًا من رياض الاطفال ووصولاً الى التعليم العالي الجامعي، مناهج موضوعة في ضؤ مبادئ الحزب والثورة القوميه والاشتراكيه والديمقراطيه ويستدعى ذلك التصفية الجذرية والشامله للافكار والاتجاهات الرجعيه البرجوازيه و الليبراليه الموجودة في منهج التعليم واجهزته).

وفي تأكيد آخر على أهمية المناهج يقول الرئيس الشهيد صدام حسين مهندس نظرية العمل البعثية (علينا ان نؤكد في مناهجنا التربوية وفي كل فرع منها بحسب اختصاصه نقطة اساسية اخرى هي ان الانسان الذي يعد هو الهدف في تطوير المجتمع الذي نسعى الى تطويره يجب ان يكون قوة فاعلة مؤثرة في مجتمعه و في وطنه).
ويؤكد على اختصاصات البناء الانساني بقوله : (ليس المهم ان نعد ونصوغ المناهج في اطارها العام وانما يجب ان نحدد الوسائل الصحيحة الفعالة المتطورة والواعيه لتطبيق تلك المناهج،وهذا هو احد جوانب فن العمل الثوري لتغيير المجتمعات على نمط خاص ومتقدم).

الاهتمام بالمناهج توزع بين تحديد الفلسفه التربوية والاهداف المتوخاة من المناهج الجديدة والتي تعتمد على فلسفه المجتمع واتجاهاته التنمويه والاخلاقيه والسياسيه على ان يتم بناء المناهج وفق منهج علمي يبتدأ من موجهات الفلسفه التربويه ويترجم هذة الموجهات والمحددات الى اهداف تربويه عامه تنبثق منها اهداف تربويه خاصه لكل مرحله من مراحل التعليم ومن ثم الى اهداف لمواد دراسيه كمقررات ومحتوى كتب دراسيه وانشطه وفعاليات).

ينص الدستور العراقي المؤقت الصادر عام 1970 على ان الدولة العراقية تكفل حق وحرية التربية والتعليم وبجميع المستويات الدراسية الابتدائية والثانوية والجامعية ولجميع العراقيين دون النظر الى انتمائهم العرقي او الديني او المذهبي. وينص كذلك على ان التعليم الابتدائي إلزامي لمن هم في سن السادسة من العمر وحيث ان حزب البعث العربي الاشتراكي يعتبر الأمية أحد عوامل التخلف واعاقة التنمية الوطنية والقومية لذلك وضع الحزب هدف محو الامية كواحد من اوليات الفعل الثوري وواجبات دولة البعث وتنفيذاً لهذه الاهداف والمنطلقات الفكرية والنظرية اصدرت قيادة دولة البعث القوانين التربوية التي توفر ارضيات التنمية البشرية في هذا القطاع الحاسم في تغيير الانسان وبناءه بناءاً وطنياً وقومياً فضلاً عن تحقيق النهضة العلمية وهي :
أ‌-  قانون الزامية التعليم لمن يبلغ السادسة من العمر من العراقيين.
ب‌- قانون مجانية التعليم ابتداءاً من رياض الاطفال وصولاً الى الدراسات العليا.
ت‌- قانون محو الامية للعراقيين من عمر15-45 سنه.

وتم تنفيذ هذه القوانين في كل انحاء العراق ومن خلال رسم خطط للتنفيذ كلفت بها عدة وزارات في طليعتها وزارة التربية والتعليم ومن بين اهم تدابير التنفيذ التي تم اعتمادها :
* صياغة اهداف تربوية عامة تستند الى تعاليم ديننا الحنيف ومبادىء حزب البعث.
* من بين ابرز هذه الاهداف بناء جيل مؤمن ومحب للوطن والامة العربية.
* تطوير المناهج الدراسية وكلفت به لجنه متخصصة ضمت كبار التربويين والأكاديميين في الجامعات العراقية برئاسة الرئيس الشهيد صدام حسين رحمه الله لاعطاءها الاهمية الاستثنائية القصوى والصلاحيات الكامله الضرورية لانجاز مهامها.وقد رسمت الهيئة الاطر الستراتيجية العامة لتطوير الكادر التعليمي كما ونوعا.
* وضع خطط ميدانية لتطوير الكادر التربوي والتعليمي كما ونوعا.
* توفير مستلزمات النمو النوعي المستهدف مثل الكتب المنهجية والقرطاسية والمختبرات والأجهزة العلمية والمواد الكيمياوية ووسائل الايضاح المختلفة لمقررات العلوم.
* رافق كل ذلك رفع المستوى المعاشي والاجتماعي لكادر العملية التعليمية حيث تشير تقارير اليونسكو الى ان راتب المعلم قد وصل الى مابين 500 الى 1000 دولار شهريا.

المبحث الثاني : التطور الكمي والنوعي لرياض الاطفال في العراق
(1968-2003)
تضم رياض الاطفال , الاطفال في عمر (4-5) سنوات وقد شهد قطاع رياض الاطفال تطورا كميا ونوعيا عبر سنوات حكم البعث بقيادة الشهيد الراحل صدام حسين يعبر عن حيوية رائدة في نقل المجتمع الى مسارات التقدم والتحضر حيث ان هذا القطاع يرتبط عمليا بانماط معيشية وسلوكية واقتصادية هامة. ونظرة متفحصة لجدول عدد الاطفال والمعلمين والمدارس عبر هذه الحقبة يوضح مدى التطور والاهتمام الذي حصل في هذا المجال.

جدول رقم (1) رياض الاطفال

عدد الاطفال
عدد المعلمين
عدد المدارس
العام الدراسي
اناث     ذكر    مجموع
اناث  ذكر  مجموع

67/1968 م
79/1980 م
89/1990 م
2000/2001 م
6837  8716  15553
133156 37262 70418
41917  46003 87920
73274
505      505
3079    3079
5010    5010
5027
128
358
643
631

يشير الجدول الخاص برياض الاطفال اعلاه الى عدد الاطفال المسجلين في رياض الاطفال عام (1968) حيث كان (15553) طفلا في كافة محافظات العراق موزعين على (128)روضه فقط ويقوم برعايتهم (505) معلمه أي بواقع (30) طفل لكل معلمة في حين قفز عدد الاطفال المسجلين في عام 1980 الى 70418 أي ان بنسبة نمو كلي تزيد على 450% كما ارتفع عدد المدارس المشيدة خلال عشر سنوات من 128 مدرسه الى 358 مدرسه عام 1980 أي بنسبة نمو قدرها 280% كما ارتفع عدد المعلمين الى 3079 معلم عام 1980 أي ان نسبة النمو تشير الى 600% واذا ما اخذنا احصائيات عام 1990 نلاحظ ارتفاع عدد الاطفال المسجلين الى 87920 طفلا وارتفع عدد المعلمين الى 5010 معلم وعدد المدارس المشيد كرياض اطفال الى 643 مدرسه وتلك الارقام تعطينا تصورا واضحا عن نسبة التطور والنمو في اعداد الاطفال المسجلين حيث بلغت 560% مقارنه مع عام 1968 عن نسبة نموعدد المدارس المشيدة كرياض اطفال بلغ 500% مقارنه مع عام الاساس 1968 ونسبة نموعدد المعلمين والمعلمات بلغ 990% مقارنه مع عام 1968 وهي تؤسر خط سير متصاعد ومعبر عن اهتمام دائم وعن تنفيذ خطه محكمة. وتجدر الاشارة هنا الى ان الاحصائيات المدرجة هنا لم تتطرق الى نشاط القطاع الخاص بل اهتمت فقط بالقطاع العام للدولة العراقية. وان مؤشرات النمو الهائل في ميدان رياض الاطفال يستدل منه ايضا انتعاشا هائلا في مستوى المعيشة للفرد العراقي ودخول الاسرة العراقية بشكل فاعل في عملية التنمية البشرية العملاقة.ومن الضروري ان نشير ايضا بان رياض الاطفال قد شملت بنظام التغذية المدرسية المجانية.
شبكة البصرة
الخميس 7 رمضان 1433 / 26 تموز 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق