قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 27 يوليو 2012

كلشان البياتي : البعث حزب لن يتنازل عن قيمه وارثه الرسالي مهما قدم من التضحيات


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
البعث حزب لن يتنازل عن قيمه وارثه الرسالي مهما قدم من التضحيات
شبكة البصرة
كلشان البياتي
غمز لي بعينيه وقال : أخ لو يتنازل رفيقج (أبو احمد) عن بعض شروطه ويتصالح مع الاميريكيين لتحسنت أحوالنا واستعدلت أمورنا وصرنا (توب).
وبدأ يبكي من ضيق الحال فالشركة التي أسسها مؤخراً لم تحقق له الربح المُرضي وحملّ حزب البعث وقيادته سبب إخفاقه وكساد تجارته..
هذا الأخ وهو بعثي ثري يملك من العمارات والعقارات ومحلات تجارية وسيارات فارهة تتراص في كراج بيته – يطالب الشيخ الجليل (عزة إبراهيم حفظه الله) بتقديم بعض التنازلات لأمريكا لتستقر تجارته ويضمن ربحاً يبهج النفس فالحياة مال وثروة لا كرامة وشموخ وعزة نفس.
ويرى هذا الرفيق التاجر أن البعث يجب أن يقدم بعض التنازلات ليظفر بالسلطة ويسحب البساط من تحت إقدام هذه الزمرة المجرمة التي (طيحت حظ الشعب) ودمرت الاقتصاد والتجارة والزراعة والتعليم في البلد، وبعد أن كنا وطن الأمجاد والانتصارات صرنا بلد الإرهاب والعمالة،إيران تدس انفها في كل شؤوننا، ترسم سياستنا، وتقود اقتصادنا..لا نصوم إلا بفتوى من مراجعها ولا نعيدّ إلا ببيان من مراجعها..
موضوع (التنازلات) الذي صار يطرح بشكل مثير وغريب هذه الأيام يبعث على القلق فهو دليل على تردي فكر الإنسان العربي..نحن امة الصمود والثبات على المبادئ والقيم، الأمة التي لا تركع ولا تنحني لغير الله..ومحمد (صلي الله عليه وسلمّ) سيد الكون والأنام لم يتنازل عن نشر الدعوة وتحملّ الفقر وجاع أهله وذويه والمسلمون الذين معه إلى أن نصره الله حين صدق الله تعالى وعده (بعزتي وجلالي، لانصرنك ولو بعد حين). والحسين عليه السلام، لم يقدم أي تنازل حتى حين تساقط أولاده وأشقائه قتلى أمام عينيه،بقى صامدا يذود عن قيمه ومبادئه حتى استشهد وترك لنا درساً (نحن نجوع، نعطش، نستشهد لكن لن نتنازل).
وفي الأيام الأولى من الغزو الأميركي الهمجي للعراق، سمعنا دعوات تنازل كثيرة، ماذا لو تنازل صدام حسين وأعطى البترول والنفط لأمريكا وجنبّ الشعب ونفسه ويلات الحرب والاحتلال وبقي على رأس السلطة.. ولا يهم ماذا سيقال عن صدام حسين لاحقا : رئيس رءوف حقن دماء شعبه وجنبّ بلاده ويلات الحرب، أو عميل اختار السلطة والجاه والكرسي على المقاومة والمجابهة..
ليس مهماً (السمعة الطيبة والأثر الطيب) لكن المهم أن لا يفقد بعض مصالحه ولا تتأثر تجارته وأمواله بقرارات الرئيس والحاكم..
قد يظن البعض أن واجبات رئيس الدولة تقتصر على توفير حياة كريمة وآمنة للشعب بأي ثمن كان حتى لو ضحى بكل أمجاد الأمة في ماضيها وحاضرها ومستقبلها، حتى لو لم يصن كل تلك الأمجاد والمآثر التي تركها لنا الأجداد والتي نحترم ونقدس من اجلها اليوم.
العالم برمته يحترمنا اليوم للخزين الهائل من المآثر التي تركها لنا هؤلاء الأجداد العظام، وبدون مآثر هؤلاء وبدون صمودهم وتضحياتهم والدروس التي تركوها لنا –كنا امة هشة لأننا لم نتعلم أن نصنع لأنفسنا من الأمجاد ما تحفظ دماء وجهنا أمام الأقوام والشعوب الأخرى.
فإذا حزب البعث العربي الاشتراكي هو الحزب الوحيد الذي ظل متماسكاً يقاوم الإغراءات ولم يقدم قادته تنازلات رغم وسائل التعذيب والاجتثاث والتجويع والتعسف واستهداف الرموز وتشويه الصورة فلماذا نطالبه بالتنازل ولمصلحة من؟ لماذا لا نريد لهذا الحزب أن يبقى محافظاً على هيبة امتنا وسمعة شعوبنا وقوتنا وإصرارنا أمام الشعوب والأحزاب الأخرى.
من سيحترمنا إذا تنازل حزبنا عن مبادئه وضحى بقيمه من اجل سلطة يرغبها بعض المنتفعون؟
وإذا كان محمد (ص) قدوتنا لم يتنازل، والحسين لم يتنازل، وعمر المختار لم يتنازل، وصدام حسين لم يتنازل رغم كل الإغراءات والتهديدات..
إذن نحن امة مطالبون أن نحافظ على ارث أجدادنا من القيم والمثل التي تركوها لنا بعد أن قدموا تضحيات كبيرة شملت الدم والثروة والحياة..
وإذا كانت امتنا خالية اليوم من حزب حضاري، رسالي،عروبي، يدافع عن قضايا الأمة بكل شرف ومهنية، يضع في اعتباره الإرث الحضاري والإنساني لأمة عظيمة.
البعث لم يتنازل عن المقاومة ولن يتنازل عن دوره الرسالي الإنساني في استرداد وصيانة أمجاد الأمة مهما قدم من التضحيات.
كلشان البياتي
كاتبة وصحفية عراقية
Golshanalbayaty2005@yahoo.com
شبكة البصرة
الاثنين 4 رمضان 1433 / 23 تموز 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق