ناجي علوش... فارس فلـسطيني لم يترجّل
مع أبو عمّار في بيروت (أرشيف)
عاش الراحل الكبير ناجي علوش، الذي رحل أمس عن عمر يناهز 77 عاماً، مخلصاً لقضية فلسطين رافضاً التعايش مع اغتصابها أو تقديم أي تنازل لدولة الاحتلال مثلما لم يبخل عن خوض معارك الدفاع عن الحركة الوطنية الفلسطينية واللبنانية. مسيرة نضال طويلة، فكريّة وعسكرية، طعّمها بنضالات داخلية ضد مسارات التسوية، بداية من «برنامج النقاط العشر»، وصولاً إلى أوسلو وما بعدها. مسيرة قضاها بين عمّان وبيروت، قبل أن تستقرّ به الحال في الأردن، حيث فارق الحياة، التي قضاها مخلصاً لفكره الوطني والقومي، متمسكاً بعروبته وببرنامج تحرير فلسطين وعدم التنازل عن شبر من الوطن، ومؤمناً بأن القضية الفلسطينية قضية تحرر وطني عربي وقضية معاداة للإمبريالية
نجد أنفسنا مرة أخرى إزاء موعد جديد مع تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة. فبرحيل المفكر والقائد الوطني/القومي الكبير ناجي علوش، تقترب مرحلة مشرفة من تاريخ نضال شعبنا المعاصر ضد العدو الصهيوني المغتصِب، من الغروب ولم يتم تسجيلها وتوثيقها. من الأمور الأصعب على المرء الكتابة عن شخصيات عايشها ورحلت حتى قبل أن نتمكن من زيارتها. فالمنافي الإجبارية والطوعية بعدت المسافات بيننا، لكنها لم تتمكن من مصادرة ذاكرتنا.
لقد عرفت الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة قامات كبيرة، يعمل التأريخ الحالي المزور على محاولة طمسها وطمس دورها الكبير في رفعة شأن القضية الوطنية والنضال ضد العدو الصهيوني، ومن أجل تحرير فلسطين.
سوف يكتب الكثير عن الراحل الكبير، وعن مؤلفاته والمواقع التي تسلمها، لكنني سأكتب عنه كما عرفته.
التقيت بالراحل الكبير في عام 1969 في عمان عندما التحقت بحركة فتح، وتحديداً في الإعلام المركزي الذي كان قائماً في جبل الحسين. لقد كان إعلام «فتح» وقتها الخلية التي تحتضن قامات فكرية كبيرة، سواء أكانوا عاملين فيه أم زائرين، أذكر منهم الكبار محمد داوود عودة (أبو داوود)، كمال عدوان، ماجد أبو شرار، حنا مقبل (أبو ثائر)، جورج شفيق عسل (أبو خالد) وحنا ميخائيل (أبو عمر) الذين التحقوا بالكثير من شهداء شعبنا، كما تعرفت فيه إلى قامات لا يسرّ القلب أكثر من أنها لا تزال بيننا، ومنهم محمد أبو ميزر ووديع أبو سعدة ونزيه أبو نضال وجيهان الحلو (أم عمر) ومي الصايغ (أم وائل) وسلوى العمد وغيرهم الكثيرين.
سوف يكتب الكثير عن الراحل الكبير، وعن مؤلفاته والمواقع التي تسلمها، لكنني سأكتب عنه كما عرفته.
التقيت بالراحل الكبير في عام 1969 في عمان عندما التحقت بحركة فتح، وتحديداً في الإعلام المركزي الذي كان قائماً في جبل الحسين. لقد كان إعلام «فتح» وقتها الخلية التي تحتضن قامات فكرية كبيرة، سواء أكانوا عاملين فيه أم زائرين، أذكر منهم الكبار محمد داوود عودة (أبو داوود)، كمال عدوان، ماجد أبو شرار، حنا مقبل (أبو ثائر)، جورج شفيق عسل (أبو خالد) وحنا ميخائيل (أبو عمر) الذين التحقوا بالكثير من شهداء شعبنا، كما تعرفت فيه إلى قامات لا يسرّ القلب أكثر من أنها لا تزال بيننا، ومنهم محمد أبو ميزر ووديع أبو سعدة ونزيه أبو نضال وجيهان الحلو (أم عمر) ومي الصايغ (أم وائل) وسلوى العمد وغيرهم الكثيرين.
لقد كان الفقيد الكبير عنواناً للمعرفة وللتواضع. عندما التقيته كنت وقتها حديث السن والتجربة والمعرفة الفكرية النظرية. كان، هو ورفاقه، يجلسون معنا، يحدثوننا عن القضية وأبعادها القومية العربية وطبيعتها المعادية للإمبريالية. وكنا نستمع، ونناقش. الميزة الكبيرة التي رافقت الراحل الكبير تواضعه الحقيقي واستعداده لسماع كل الآراء، مهما كانت ضحلة، ومن ثم مناقشتها. كان يحثّنا دوماً على القراءة المفيدة، وفي كافة المجالات، كالسياسة والفكر والأدب، وكنا نقرأ كتاباته ومقالاته التي كانت بمنزلة المرشد والدليل في خضم الأفكار الكثيرة التي كانت تتسع لها حركة «فتح» في ذلك الحين.
سيُكتب كثير عنه، لكنني سأركز هنا على مواقفه السياسية الرافضة لأي تعايش مع اغتصاب فلسطين. فعلى سبيل المثال كان ناجي علوش، إلى جانب الفقيد الكبير محمد داوود عودة (أبو داوود)، العضوين الوحيدين اللذين صوّتا عام 1974 في «المجلس الوطني الفلسطيني» ضد ما سمّي وقتها «البرنامج المرحلي» أو «برنامج النقاط العشر»، الذي شكل بداية التنازلات الفلسطينية لمطالب العدو المغتصِب. وتنازلات المؤسسة السياسية الفلسطينية، كما نعرف، لا قاع لها، تماماً كمطالب العدو الصهيوني المغتصب التي لا حدود لها.
الراحل الكبير تولّى منصب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين، والذي شكل مركز استقطاب لكل القوى الديموقراطية «الفتحاوية» التي كانت ترفض سياسة القيادة الفلسطينية اللاهثة وراء الصلح مع العدو وقبول التعايش مع اغتصاب العدو فلسطين. هذا لم يرق بعض قيادة «فتح» حينذاك، فحاولت محاصرته مالياً بكل الطرق الأخرى، لكن دون جدوى.
القضية الوطنية كانت، من منظوره، تعلو فوق كل الاعتبارات الأخرى. فعندما انتقل السيد منير شفيق عسل، الذي كان يشغل منصب رئيس فرع لبنان للاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين، إلى موقع التنظير لمقولة «التضامن العربي»، أي تضامن الأنظمة والشعوب «ضد من !» [أسهب الأخ الكبير العزيز نزيه أبو نضال في الحديث عن الأمر في حوارنا معه (انظر عدد جريدة الأخبار الصادر في 20 نيسان من العام الحالي «al-akhbar.com/node/62567»] ، لم يتردد ناجي علوش في العمل على مواجهته، رغم العلاقة العائلية التي كانت تربطهما، فدعا إلى مؤتمر استثنائي لفرع الاتحاد في لبنان الذي اتخذ قراراً بإعفاء منير شفيق عسل من منصبه وانتخب الأخ نزيه أبو نضال بدلاً منه، وكانت تربطه هو أيضاً علاقة عائلية به.
كذلك لا بد من العودة إلى مسألة قيل فيها بعض الكلام، ولكن من دون توثيق. لقد ذكرنا سابقاً عن اتفاق جمع 12 عضواً من المجلس الثوري لحركة «فتح» و3 أعضاء من اللجنة المركزية للحركة، هدفه منع قيادة «فتح» من فرض وقف إطلاق النار مع العدو الصهيوني في جنوب لبنان. وقتها انفجر الصراع في حركة «فتح» واتهمت قيادة الحركة المشاركين بمحاولة تدبير انقلاب عليها، وعملت على اعتقال كثير من المقاتلين التابعين لكل من الراحل الكبير ورفيقه أبو داوود.
كذلك أمرت القيادة باعتقال الراحل الكبير، وكنت وقتها أعمل في مكتب العلاقات الخارجية لحركة «فتح»، الذي كان يرأسه الأخ الكبير محمد أبو ميزر (أبو حاتم). عندها انفجر الصراع، حيث دعا الأخير إلى مؤتمر صحافي متحدياً قرار القائد العام اعتقال ناجي علوش، منطلقاً ليس فقط من التطابق الفكري بينه وبين فقيدنا الكبير، بل أيضاً من منطلق تمتع عضو المجلس الثوري (بمنزلة «اللجنة المركزية» في الأحزاب الشيوعية) بحصانة، ولا يحق لأي كان التعرض إليه من دون إذن مسبق من المجلس الثوري. وقتها انفجر الصراع وخرج إلى العلن، بعدما أصدرت قيادة حركة فتح حينئذ بياناً يسوغ اعتقالها الراحل الكبير انطلاقاً من تهم باطلة من نوع (وديه السجن وبكره الصبح أوجه لو تهمة)! تدخل كثيرون في الأمر خوفاً من انفجار الحركة، وأجبر القائد العام على إطلاق سراح الراحل الكبير ناجي علوش الذي اضطر بعدها إلى مغادرة لبنان هو والقائد الكبير الراحل أبو داوود.
بقية الحادثة تبقى تفاصيل هامشية حيث اضطر المفكر والقائد ناجي علوش إلى التنقل بين مختلف الدول وترك حركة فتح وأسّس «الحركة الشعبية العربية» محاصراً بين هذه الدولة وتلك، إلى أن استقر به المقام في نهاية الأمر في الأردن، حيث التقيت به آخر مرة في عام 2000، وأصيب بعدها بجلطة دماغية أقعدته عن النشاط، مع أن دماغه الجبار لم يتوقف عن التفكير والمساهمة في إبداء الرأي في مسائل حيوية مهمة لأمتنا المنكوبة.
بقي الراحل الكبير مخلصاً لفكره الوطني القومي، متمسكاً بعروبته وببرنامج تحرير فلسطين وعدم التنازل عن شبر من الوطن، ومؤمناً بأن القضية الفلسطينية قضية تحرر وطني عربي وقضية معاداة للإمبريالية.
ناجي علوش دخل بوابة الخلود الفلسطينية من خلال نضاله الذي لم يعرف الملل في المجال الفكري والسياسي، بل وحتى العسكري، حيث قاد هو ورفيق دربه الراحل أبو داوود معارك الدفاع عن الحركة الوطنية الفلسطينية واللبنانية في بيروت، وخصوصاً في منطقتي القنطاري وعين المريسة. والتاريخ سيذكر الكثير لفقيدنا، وفي مقدمة ذلك بُعدُ نظره في مسألة التنازلات للعدو، حيث وجب تذكر أنه كان أحد اثنين، لا ثالث لهما، صوتاً ضد «برنامج النقاط العشر» الذي مثّل بداية العد التنازلي للحركة الوطنية الفلسطينية وللتنازل المجاني للعدو في قضيتنا الوطنية/ القومية، الذي ثبت أنه لا قاع له.
رحم الله الفقيد الكبير، القائد والمفكر والمناضل الذي لم يهدأ يوماً.
سيُكتب كثير عنه، لكنني سأركز هنا على مواقفه السياسية الرافضة لأي تعايش مع اغتصاب فلسطين. فعلى سبيل المثال كان ناجي علوش، إلى جانب الفقيد الكبير محمد داوود عودة (أبو داوود)، العضوين الوحيدين اللذين صوّتا عام 1974 في «المجلس الوطني الفلسطيني» ضد ما سمّي وقتها «البرنامج المرحلي» أو «برنامج النقاط العشر»، الذي شكل بداية التنازلات الفلسطينية لمطالب العدو المغتصِب. وتنازلات المؤسسة السياسية الفلسطينية، كما نعرف، لا قاع لها، تماماً كمطالب العدو الصهيوني المغتصب التي لا حدود لها.
الراحل الكبير تولّى منصب الأمين العام للاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين، والذي شكل مركز استقطاب لكل القوى الديموقراطية «الفتحاوية» التي كانت ترفض سياسة القيادة الفلسطينية اللاهثة وراء الصلح مع العدو وقبول التعايش مع اغتصاب العدو فلسطين. هذا لم يرق بعض قيادة «فتح» حينذاك، فحاولت محاصرته مالياً بكل الطرق الأخرى، لكن دون جدوى.
القضية الوطنية كانت، من منظوره، تعلو فوق كل الاعتبارات الأخرى. فعندما انتقل السيد منير شفيق عسل، الذي كان يشغل منصب رئيس فرع لبنان للاتحاد العام للكتاب والصحافيين الفلسطينيين، إلى موقع التنظير لمقولة «التضامن العربي»، أي تضامن الأنظمة والشعوب «ضد من !» [أسهب الأخ الكبير العزيز نزيه أبو نضال في الحديث عن الأمر في حوارنا معه (انظر عدد جريدة الأخبار الصادر في 20 نيسان من العام الحالي «al-akhbar.com/node/62567»] ، لم يتردد ناجي علوش في العمل على مواجهته، رغم العلاقة العائلية التي كانت تربطهما، فدعا إلى مؤتمر استثنائي لفرع الاتحاد في لبنان الذي اتخذ قراراً بإعفاء منير شفيق عسل من منصبه وانتخب الأخ نزيه أبو نضال بدلاً منه، وكانت تربطه هو أيضاً علاقة عائلية به.
كذلك لا بد من العودة إلى مسألة قيل فيها بعض الكلام، ولكن من دون توثيق. لقد ذكرنا سابقاً عن اتفاق جمع 12 عضواً من المجلس الثوري لحركة «فتح» و3 أعضاء من اللجنة المركزية للحركة، هدفه منع قيادة «فتح» من فرض وقف إطلاق النار مع العدو الصهيوني في جنوب لبنان. وقتها انفجر الصراع في حركة «فتح» واتهمت قيادة الحركة المشاركين بمحاولة تدبير انقلاب عليها، وعملت على اعتقال كثير من المقاتلين التابعين لكل من الراحل الكبير ورفيقه أبو داوود.
كذلك أمرت القيادة باعتقال الراحل الكبير، وكنت وقتها أعمل في مكتب العلاقات الخارجية لحركة «فتح»، الذي كان يرأسه الأخ الكبير محمد أبو ميزر (أبو حاتم). عندها انفجر الصراع، حيث دعا الأخير إلى مؤتمر صحافي متحدياً قرار القائد العام اعتقال ناجي علوش، منطلقاً ليس فقط من التطابق الفكري بينه وبين فقيدنا الكبير، بل أيضاً من منطلق تمتع عضو المجلس الثوري (بمنزلة «اللجنة المركزية» في الأحزاب الشيوعية) بحصانة، ولا يحق لأي كان التعرض إليه من دون إذن مسبق من المجلس الثوري. وقتها انفجر الصراع وخرج إلى العلن، بعدما أصدرت قيادة حركة فتح حينئذ بياناً يسوغ اعتقالها الراحل الكبير انطلاقاً من تهم باطلة من نوع (وديه السجن وبكره الصبح أوجه لو تهمة)! تدخل كثيرون في الأمر خوفاً من انفجار الحركة، وأجبر القائد العام على إطلاق سراح الراحل الكبير ناجي علوش الذي اضطر بعدها إلى مغادرة لبنان هو والقائد الكبير الراحل أبو داوود.
بقية الحادثة تبقى تفاصيل هامشية حيث اضطر المفكر والقائد ناجي علوش إلى التنقل بين مختلف الدول وترك حركة فتح وأسّس «الحركة الشعبية العربية» محاصراً بين هذه الدولة وتلك، إلى أن استقر به المقام في نهاية الأمر في الأردن، حيث التقيت به آخر مرة في عام 2000، وأصيب بعدها بجلطة دماغية أقعدته عن النشاط، مع أن دماغه الجبار لم يتوقف عن التفكير والمساهمة في إبداء الرأي في مسائل حيوية مهمة لأمتنا المنكوبة.
بقي الراحل الكبير مخلصاً لفكره الوطني القومي، متمسكاً بعروبته وببرنامج تحرير فلسطين وعدم التنازل عن شبر من الوطن، ومؤمناً بأن القضية الفلسطينية قضية تحرر وطني عربي وقضية معاداة للإمبريالية.
ناجي علوش دخل بوابة الخلود الفلسطينية من خلال نضاله الذي لم يعرف الملل في المجال الفكري والسياسي، بل وحتى العسكري، حيث قاد هو ورفيق دربه الراحل أبو داوود معارك الدفاع عن الحركة الوطنية الفلسطينية واللبنانية في بيروت، وخصوصاً في منطقتي القنطاري وعين المريسة. والتاريخ سيذكر الكثير لفقيدنا، وفي مقدمة ذلك بُعدُ نظره في مسألة التنازلات للعدو، حيث وجب تذكر أنه كان أحد اثنين، لا ثالث لهما، صوتاً ضد «برنامج النقاط العشر» الذي مثّل بداية العد التنازلي للحركة الوطنية الفلسطينية وللتنازل المجاني للعدو في قضيتنا الوطنية/ القومية، الذي ثبت أنه لا قاع له.
رحم الله الفقيد الكبير، القائد والمفكر والمناضل الذي لم يهدأ يوماً.
تاريخ من النضال الفكري
رحل المفكر القومي الفلسطيني، ناجي علوش، فجر أمس، عن عمر يناهز 77 عاماً، في العاصمة الأردنية، بعد صراع مرير مع المرض إثر إصابته بشلل نصفي منذ نحو 14 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً فكرياً وقومياً وتاريخاً من النضال الوطني والقومي ضدّ الاحتلال والاستعمار.
علّوش كان أحد قياديي حركة «فتح»، وهو عضو سابق في المجلس الثوري للحركة. من أبرز من تمسكوا بالثوابت الفلسطينية. وقاد التيار اليساري الجذري في الحركة. وُلد في مدينة بيرزيت الفلسطينية عام 1935، وتخرج من الكلية الأهلية الثانوية في رام الله عام 1955، وعمل بعد تخرجه معلماً في مدينة الفحيص في الأردن. سافر عام 1956 إلى الكويت، حيث عمل في مستودعات الأدوية التابعة لوزارة الصحة، وفي صحيفة «أضواء المدينة» الكويتية.
بعد الكويت، انتقل علوش الى بيروت حيث عمل في دار الطليعة ما بين عامي 1964 و1969، قبل أن يعود الى الأردن، حيث عمل في مجال السياسة والأدب. وكان لبيروت موعدٌ جديد معه، حيث عاد إليها في بداية السبعينيات وعمل فيها حتى أوائل الثمانينيات، في فترة شديدة الحساسية من تاريخ المدينة. انتقل الى بغداد، حيث لم تتجاوز إقامته العام، قبل أن يغادر الى دمشق لمواصلة عمله السياسي. لم يبق علوش في دمشق، وفضل العودة إلى الأردن، محطته الأخيرة في رحلة النضال الثوري، حيث وافته المنية تاركاً وراءه إرثاً غنياً من الأدب والفكر السياسي.
أصدر علّوش ما يزيد على 40 كتاباً توزعت بين الشعر والسياسة والبحث الأكاديمي. شغل علّوش في حياته عدّة مواقع، من بينها عضو المجلس الوطني الفلسطيني، والأمين العام لحركة التحرير الشعبية العربية، وعضو المجلس الثوري لحركة «فتح»، والأمين العام لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين ما بين عامي 1972 و1977 ثم ما بين عامي 1977 و1980. وأُعيد انتخابه أميناً عاماً من جديد عام 1997 حتى الآن. وهو عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية منذ 1974، وعضو مجلس أمناء المجلس القومي للثقافة العربية منذ 1985، ومدير دار الطليعة للطباعة والنشر، ومدير تحرير مجلة «دراسات عربية» ما بين 1965 و1972.
علّوش كان أحد قياديي حركة «فتح»، وهو عضو سابق في المجلس الثوري للحركة. من أبرز من تمسكوا بالثوابت الفلسطينية. وقاد التيار اليساري الجذري في الحركة. وُلد في مدينة بيرزيت الفلسطينية عام 1935، وتخرج من الكلية الأهلية الثانوية في رام الله عام 1955، وعمل بعد تخرجه معلماً في مدينة الفحيص في الأردن. سافر عام 1956 إلى الكويت، حيث عمل في مستودعات الأدوية التابعة لوزارة الصحة، وفي صحيفة «أضواء المدينة» الكويتية.
بعد الكويت، انتقل علوش الى بيروت حيث عمل في دار الطليعة ما بين عامي 1964 و1969، قبل أن يعود الى الأردن، حيث عمل في مجال السياسة والأدب. وكان لبيروت موعدٌ جديد معه، حيث عاد إليها في بداية السبعينيات وعمل فيها حتى أوائل الثمانينيات، في فترة شديدة الحساسية من تاريخ المدينة. انتقل الى بغداد، حيث لم تتجاوز إقامته العام، قبل أن يغادر الى دمشق لمواصلة عمله السياسي. لم يبق علوش في دمشق، وفضل العودة إلى الأردن، محطته الأخيرة في رحلة النضال الثوري، حيث وافته المنية تاركاً وراءه إرثاً غنياً من الأدب والفكر السياسي.
أصدر علّوش ما يزيد على 40 كتاباً توزعت بين الشعر والسياسة والبحث الأكاديمي. شغل علّوش في حياته عدّة مواقع، من بينها عضو المجلس الوطني الفلسطيني، والأمين العام لحركة التحرير الشعبية العربية، وعضو المجلس الثوري لحركة «فتح»، والأمين العام لاتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين ما بين عامي 1972 و1977 ثم ما بين عامي 1977 و1980. وأُعيد انتخابه أميناً عاماً من جديد عام 1997 حتى الآن. وهو عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية منذ 1974، وعضو مجلس أمناء المجلس القومي للثقافة العربية منذ 1985، ومدير دار الطليعة للطباعة والنشر، ومدير تحرير مجلة «دراسات عربية» ما بين 1965 و1972.
المقاوم ومثقّف الناس
في بيان نعيه، أعلنت حركة «فتح» أن «الفقيد عاش سبعة وسبعين عاماً قضاها في العمل الوطني والقومي، وخلف وراءه عشرات الكتب وتراثاً من العطاء الفكري والشعري والنضالي، وعقوداً من الكفاح العسكري والسياسي في خضم الثورة الفلسطينية، وسجلاً مشرقاً من المواقف السياسية المشرفة».
كذلك نعى الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، وبيت الشعر، ووزارة الثقافة المناضل القومي والمفكر ناجي علوش. وقال في بيان إن «علوش رفع شعار عدم مهادنة الاستعمار وعدم التفريط بالحقوق الفلسطينية، وكان موقعه مؤثراً في القيادة الفلسطينية، لأنّه جمع بين رئاسة اتحاد الكتاب وعضوية المجلس الثوري».
ورأى أمين سرّ رابطة الكتاب الأردنيين هشام عودة أنه برحيل المفكر البارز فإن «الثقافة القومية خسرت واحداً من أشد المدافعين عنها، وقد عرفنا علوشاً شاعراً وباحثاً وناقداً ومفكراً ومناضلاً ونقابياً وقائداً سياسياً، وظل طوال حياته منحازاً إلى قضايا الأمة والوطن».
وكتب الكاتب الفلسطيني علي بدوان عن علوش يرثيه أن «ناجي علوش كان مثقفاً وطنياً ومفكراً سياسياً بامتياز ينتمي إلى عموم الناس». وقال فيه إنه «مثقف الناس، ولم يكن مثقف السلطة أو السلطان، فدفع أثمان انحيازاته إلى الشارع والناس، وقد تعرض لمحن كثيرة كان منها محاولة أو محاولتان للتصفية والاغتيال نهاية سبعينيات القرن الماضي». وأشار إلى أنه «كان على الدوام حالة استقطابية للمثقفين الفلسطينيين والعرب في بيروت وغير بيروت».
كذلك نعى الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، وبيت الشعر، ووزارة الثقافة المناضل القومي والمفكر ناجي علوش. وقال في بيان إن «علوش رفع شعار عدم مهادنة الاستعمار وعدم التفريط بالحقوق الفلسطينية، وكان موقعه مؤثراً في القيادة الفلسطينية، لأنّه جمع بين رئاسة اتحاد الكتاب وعضوية المجلس الثوري».
ورأى أمين سرّ رابطة الكتاب الأردنيين هشام عودة أنه برحيل المفكر البارز فإن «الثقافة القومية خسرت واحداً من أشد المدافعين عنها، وقد عرفنا علوشاً شاعراً وباحثاً وناقداً ومفكراً ومناضلاً ونقابياً وقائداً سياسياً، وظل طوال حياته منحازاً إلى قضايا الأمة والوطن».
وكتب الكاتب الفلسطيني علي بدوان عن علوش يرثيه أن «ناجي علوش كان مثقفاً وطنياً ومفكراً سياسياً بامتياز ينتمي إلى عموم الناس». وقال فيه إنه «مثقف الناس، ولم يكن مثقف السلطة أو السلطان، فدفع أثمان انحيازاته إلى الشارع والناس، وقد تعرض لمحن كثيرة كان منها محاولة أو محاولتان للتصفية والاغتيال نهاية سبعينيات القرن الماضي». وأشار إلى أنه «كان على الدوام حالة استقطابية للمثقفين الفلسطينيين والعرب في بيروت وغير بيروت».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق