قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 27 يوليو 2012

انتقام "القاعدة".. أم انتقام بـ"القاعدة"؟!


انتقام "القاعدة".. أم انتقام بـ"القاعدة"؟!
الجمعة 27 يوليو 2012 07:02
صور اولية من حادثة كلية الشرطة بصنعاءحشد نت - القاعدة يضرب أين ومتى شاء، يكفي أن يقال هذا أو بما معناه عقب كل عملية إرهابية مميتة ليشعر القتلة بالأفضلية المعنوية والحركية خصماً من رصيد السمعة والثقة بالأجهزة الأمنية وأذرعها الاستخباراتية في مصرف الإعلام وبنك الرأي العام.
مستويات الحرب المفتوحة مع الجماعات الإرهابية تتطرق الى سباق التكتيك والاشتباك الميداني ولكنها لا تتوقف هنا بل تشمل المستوى الدعائي والمكاسب الإعلامية والمعنوية التي يحققها طرفا المواجهة سجالاً.
سلة أهداف التنظيم الإرهابي من وراء العمليات الانتحارية المتعاقبة لا تقتصر فحسب على الإيلام المادي وإيقاع الخسائر المباشرة في صفوف الوحدات الأمنية والعسكرية على سبيل الانتقام ورد الصاع.

 المخططون الذين يديرون ويوجهون هجمات الأحزمة الناسفة والقنابل البشرية الملغومة يستهدفون أيضاً بصورة متزايدة تحقيق مكاسب ونتائج غير مادية، موازية ومساوية لها في القيمة والأثر ودرجة الخطورة إن لم تكن أكبر وأخطر.
عند هذه البؤرة من التكثيف لا يجوز غض الطرف عن خسائر فادحة ومؤلمة تلحق بالمؤسسات الأمنية والاستخباراتية (خط الدفاع المناعي في جسد الدولة والمجتمع) على صلة مباشرة بالوعي الجماهيري والشعبي والرأي العام الذي يعاد تشكيله إعلامياً مع كل جريمة وهجوم انتحاري (نوعي) يعطي تصوراً مشوباً بالتذمر واليأس حيال الثغرات والاختراقات الأمنية والتأخر عن مجاراة العقل الإرهابي وتوقُّع ضرباته القادمة فضلاً عن استباقه والتقدم عليه بخطوات.
غني عن الذكر والتذكير بأن نزيف السمعة والثقة والتقدير يمثل خسارة إضافية باهظة، حيال كفاءة ومهنية وأفضلية الأدوات والآليات الأمنية والاستخباراتية في ترصُّد الظاهرة الإرهابية وتتبُّع أدواتها واستباقها إلى إحباط الهجمات قبل وقوعها وإبطال أحزمة وعبوات الموت الناسفة قبل انفجارها.
هنا يجب الإصغاء إلى مرارة التساؤلات المحشرجة في حلوق اليمنيين حول هوية الجهات والأطراف المستفيدة من وراء التمكين المادي والدعائي للجماعات الإرهابية على الأرض وإلحاق الضرر بالجهاز المناعي للدولة؟
التنظيم الإرهابي الذي كُسر ودُحر ومُني بالهزيمة في لودر وزنجبار أبين وعزان شبوة يحصل على مساعدات غامضة لتحقيق مكاسب معنوية ونفسية ودعائية عبر سلسلة هجمات مريبة وغريبة في قلب العاصمة صنعاء وفي عقر دار الدولة ومركز قرارها ورمزها السيادي، بل وفي أكثر المناطق حساسية واعتبارية!!
العقل الاستقرائي كما التحليلي لا يشك في مسؤولية الإرهابيين أو يشكك في كفاءة ونزاهة الجهاز المناعي (الخاص) للدولة، كما أنه في نفس الوقت لا يستطيع تجاهل فراغات مريبة ومساحات شاسعة من الغموض والقصور والتراخي الآني سمحت كلها بمرور –حتى لا نقول بتمرير- الهجمات النوعية الفادحة وإلحاق الضرر المباشر وغير المباشر بأكثر من سلطة ومؤسسة وكيان.. بالإضافة إلى ما سبق فإن التعاقب القريب للهجمات المتشابهة حد التطابق والصخب المريب على إثر دوي الأحزمة والعبوات المميتة يبعث على الاعتقاد بأن ثمة قصدية وراء الأحداث يتوخى فاعلوها النيل من أهمية ما أُنجز في أبين.. وإعطاء التنظيم الإرهابي ومن دخل في حلفه (سراً وجهراً) مناسبات وجولات للاستحواذ على الواجهة وتصدُّر النشرات وحصد مكاسب إعلامية ودعائية على حساب ما أنجز سلفاً في الميدان ولا يخلو الأمر من غايات سياسية على خط المبادرة والآلية واستحقاقاتهما التي لم تنجز في ظل طغيان نهج الانتقائية وابتزاز التنازلات التي تهدد بتقويض عرش التسوية!
الشيء المؤكد هو أن الأحزمة الناسفة والأجساد البشرية المفخخة صناعة إرهابية بامتياز.. لكن لا يجب القفز على مسلمات عدة في هذا الباب، منها وأهمها أن لحظة التفجير أو الانفجار ليست إلا الخطوة الأخيرة والمحصلة التي لا يمكن حصرها أو تحجيم حالاتها ومنعها من التكاثر إلا باستقصاء المقدمات والخطوات السببية والغايات الماورائية التي صنعت وتصنع كل هذا العنف والشر والقنابل البشرية الموجهة.
التقارير المعلنة بنتائج التحقيقات في مذبحة السبعين (21 مايو الماضي) تملأ فراغات كثيرة ولم تجب على أسئلة واستفسارات كبيرة. ولا تزال الحاجة قائمة إلى إجابات شافية وتفسيرات مقنعة تتجاوز هوية الانتحاري الذي فجَّر نفسه إلى ما وراءه ومن وراءه.
السؤال الكبير والأهم الذي لم ولا تجيب عنه التحريات والتحقيقات والمصادر الأمنية حتى الآن هو: هل القاعدة ينتقم لنفسه ولهزائمه، أم أن هناك من ينتقم بالقاعدة؟!
• المحرر السياسي -     صحيفة "المنتصف"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق