نوال العباسي: الخداع لتمرير المؤامرات على الوطن العربي..!

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الخداع لتمرير المؤامرات على الوطن العربي..!

شبكة البصرة

نوال العباسي

بعد الثورة العربية الكبرى التي فجرها, واطلق رصاتها الأولى الشريف الحسين بن علي.. وعدته بريطانيا بالوقوف معه لتحقيق حلمه بوحدة الوطن العربي.. لكنها كذبت عليه وأخلت بوعدها، وبعد مدة زمنية قصيرة نفته إلى قبرص.. وقسمت بريطانيا وفرنسا.. أي (سايس وبيكو) الوطن العربي الى دويلات أو مشيخات، ثم كان وعد بلفور.. مع تقديم فلسطين للصهاينة على أطباق من رؤوس الشهداء فلسطينيون وعرب.. وهكذا زرع الطامعون في إستعمارنا الصهاينة في قلب وطننا العربي الكبير.. وأطلقوا رصاصة الرحمة على الثورة العربية الكبرى وعلى مفجرها.. وبالخداع..! *  * * لقد إختطف الإسلاميون والسلفيون الثورة من الناصريون ومن الشباب ومن معارضي الرئيس المخلوع..إختطفوها من الابطال الذين أشعلوها بالإتفاق مع أمريكا والعسكر..وجلس الإسلاميون على كرسي الرئاسة بالإتفاق بين الرئيس المصري محمود مرسي والمجلس العسكري، وقبل تنصيبه رئيسا لجمهورية مصربحل مجلس النواب، بناءاً على قراراً صادراً عن المحكمة الدستورية العليا،وفعلاً أمر بحل المجلس، لكنه وبعد أن زاره مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية، وليم بيرنز، كان أول قرار إتخذه هو عودة البرلمان السابق إلى سابق عهده، لأن بيرنز أعلمه بأن من حقه بأن يصدر ما يشاء من قرارات وأوامر بصفته رئيساً للجمهورية.. الوزير بيرنز خدع الرئيس مرسي، وحدثت أزمة تكاد بان تشعل خلافات بين الإسلاميين والمجلس العسكري والقوى السياسية والأحزاب الاُخرى.. ثم تراجع مرسي عن قراره، وأعلن بانه سيحترم حكم المحكمة الدستورية العليا وذلك بوقف قراره بعودة مجلس الشعب إلى الإنعقاد... إن يتدخل بيرنز في سياسة مصر الداخلية وينصح الرئيس بما عليه فعله.. ما هو إلا خداع للرئيس المصري الهدف منه إشعال حرب أهلية في مصر، و لو لم يتراجع مرسي عن قراره.. وإنصياعه لتنفيذ قرار المحكمة الدستورية العليا الملزم تنفيذه دستورياً، وبذلك أوقف إطلاق رصاصة الرحمة علىالمصريين بالخداع الأمريكي.. لكن يتوجب على المصريين الإنتباه من سياسة الخداع التي تنتهجها أمريكا تجاه مصر لتعيدها إلى أحضان صهيونيتها..! الخداع لتمرير المؤامرات على وطننا العربي يعد سياسة أمريكية ثابتة تنتهجها الإدارات الأمريكية المتعاقبة..فمن الخداع في عملية السلام لإعطاء الصهاينة المجال لتهويد كل أرض فلسطين..إلى الخداع بإمتلاك العراق لإسلحة الدمار الشامل المحرم إمتلاكها دولياً لتبريرتدمير العراق وإحتلاله وتسليمه إلى الفرس والعملاء في عز الظهيرة.. إلى الخداع في دعمها لثورات الربيع العربي الذي أدى إلى نزع الخوف منها و من الحاكم المستبد بشعبه.. وحتماً سيؤدي إلى حالة نهوض عربي وإلى حكم الشعب،أي إلى الديموقاطية والحرية والعدالة..الخداع الأمريكي للمسؤلين العرب كان وما زال مستمراً.. وأمريكا كانت وما زالت تعمل لمصلحة صهيونيتها ولمصلحتها.. أتسال: هل سيتكاتف المسؤلين العرب على الصعيد القومي ويوحدون مواقفهم، ويعيدون تفعيل إتفاقية الدفاع العربي المشترك قبل أن ترميهم أمريكا بالخداع إلى مزبلة التاريخ..؟؟ وأجزم بأن المسؤلين العرب لن يفعلوا ذلك.!

شبكة البصرة

الاثنين 4 رمضان 1433 / 23 تموز 2012