قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 30 يوليو 2012

السيد زهره : بالنسبة لحادثة ال(11) مليون دولار


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
بالنسبة لحادثة ال(11) مليون دولار
شبكة البصرة
السيد زهره
كما نعلم، تفجرت في الفترة الماضية حالة من الغضب العام بسبب حادثة ال 11 مليون دولار، التي ادخلها امريكي الى البحرين وقيل انها لدفع رواتب الامريكين في القاعدة.
كثير من الزملاء الكتاب، ومن الناشطين و في جمعايت سياسية وطنية، عبروا كلهم عن غضبهم من الحادثة، واعتبروا ان العملية برمتها هي عملية مشبوهة، خاصة وان تقريرا اعلاميا كان قد ذكر في البداية ان هذه الاموال هي لتمويل جمعية سياسية او ناشطين معارضين.
لأول وهلة، يبدو هذا الغضب العام غير مفهوم تماما وليست له مبررات كثيرة.
لماذا؟.. لأنه حتى لو افترضنا فعلا ان هذه الاموال كانت مخصصة لتمويل معارضين وقوى طائفية.. فما هو الجديد هنا الذي يستدعي كل هذا الغضب؟
السنا نعلم جميعا ان امريكا، ومنذ سنوات طويلة في الحقيقة، تحتضن جماعات وقوى طائفية في البحرين، وتدعمها بسبل عديدة للدعم؟
السنا نعلم جميعا، ان امريكا تقدم اموالا لهذه الجماعات والقوى وهؤلاء الافراد، وتمول ايضا برامج لتدريبهم ولرحلاتهم المشبوهة الى الخارج؟
كلنا يعلم هذا. والامر ليس سرا على اية حال. الامريكان انفسهم لطالما تحدثوا عن هذا الدعم والتمويل، وان كانوا يتحدثون عنه بالطبع على اعتبار انه ياتي في اطار دعم الديمقراطية وتشجيع المجتمع المدني.. الى آخر هذه الشعارات التي اصبحت نكتة في غاية السماجة.
بالطبع، هذا هو ما يعلنه الامريكان. لكن نعلم ايضا انه بعيدا عن المعلن، فان الدعم الذي يقدمونه الى هذه القوى المشبوهة في البحرين، ليس الا جزءا يسيرا مما يقدمونه فعلا لهم من سبل دعم مالي وسياسي واعلامي.
الكل يعلم هذا. فما هو الداعي اذن لهذا الغضب الذي عبر عنه الكثيرون بعد اكتشاف حادثة ال11 مليون دولار؟
الحقيقة ان هذا الغضب ليس لأن الناس اكتشفت امرا جديدا لا تعلمه، وليس لأنها فوجئت مثلا بان هناك شبهات حول تمويل امريكي لجماعات طائفية مخربة.

الغضب وراءه اسباب كثيرة، في مقدمتها ما يلي:
1– الناس غضبت اولا لأنها لم تقتنع كما هو واضح بالرواية الرسمية عن حادثة ال11 مليون دولار. والنا س على حق. فالرواية متهافتة الى حد كبير.
بعبارة اخرى، الناس غضبت لأنها شعرت ان هناك اما تستر على امر خطير لا يجوز التستر عليه، واما استهتار بأمر خطير لا يجوز الاستهتار به.

2– والناس غضبت لأن الحادثة جاءت لتذكرها بخطر حقيقي وجسيم يتهدد البلد.
بعبارة اخرى، الناس مع هذه الحادثة استشعرت ان الخطر الذي تعرفه ما زال كما هو على الرغم من كل ما شهدته البلاد.
نعني بالطبع، الخطر الذي يمثله الاحتضان والدعم الامريكي لجماعات وقوى طائفية مخربة، بكل ما يترتب على ذلك من تبعات خطيرة تتهدد امن البلاد واستقرارها وسلامها الاجتماعي ومستقبلها.
ومرة اخرى، الناس بلا شك عندها حق. فبعيدا عن الحادثة نفسها، خطر الموقف الامريكي والتدخل السافر في الشئون الداخلية والانحياز الى القوى الطائفية، ليس خطرا افتراضيا او متخيلا. الاحداث اثبتت انه خطر ماثل بالفعل.

3– والناس غضبت لأنها استشعرت ان الدولة لا هي تصارحهم بالحقيقة، ولا هي تتخذ موقفا عمليا حازما يعرفه الناس في مواجهة الخطر.
بسبب الحادثة، استشعر الناس ان الدولة تتجنب مصارحة الراي العام بالحقائق بشأن هذه القضية الخطيرة. وليس مهما هنا سبب تجنب الدولة هذه المصارحة.
والناس، في حدود ما تعلم على الاقل وما تستشعره، تعتقد ان الدولة مقصرة في مواجهة هذا الخطر، وفي اتخاذ ما يلزم من مواقف وسياسات واجراءات.

والأمر اذن ان حادثة ال11 مليون دولار، وبغض النظر عن الحقيقة بشأنها التي لم نعرفها بعد، ورد الفعل الغاضب بشانها، انما جاء في جوهره بمثابة مناسبة لتنبيه الراي العام للدولة بخطورة القضية، وبفداحة هذا الخطر، وبمثابة مطالبة من الراي العام للدولة بان تتخذ الموقف المطلوب والاجراءات المطلوبة.
لكن، ماذا يتوقعه الناس من الدولة بهذا الشأن بالضبط؟
هذا حديث آخر باذن الله.
شبكة البصرة
الاحد 10 رمضان 1433 / 29 تموز 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق