من قال بأن هؤلاء هم سفهاء أمتي!؟. بقلم سماك العبوشي
ربما كانت "وكالة الأنباء الإسلامية - حق" قد تجنت حين نشرت تقريراً إخبارياً بعنوان " أموال الأمة تضيع والمستفيد منها أعداء الإسلام!"، فذكرت دولة قطر العظمى بسوء لما استحوذ عليها من حمى شراء لعقارات ومبان وأراض في مدن أوربية وأمريكية، حيث ذكرت تفاصيل الشراء وأقتبس عناوينها فقط دون التفاصيل - على سبيل المثال لا الحصر- وكالتالي: * قطر تشتري ماركة فالنتينو الإيطالية بـ750 مليون يورو!!!. * قطر تشتري 4 فنادق في فرنسا!!!. * قطر تشتري مبنى صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية في باريس مقابل 300 مليون يورو!!!. * قطر تشتري جزيرة يونانية مقابل 7 ملايين يورو!!!. * قطر تشتري لوحة "لاعبي الورق" (القمار) للرسام بول سيزان مقابل 250 مليون دولار!!!. * الفايد يبيع "هارودز" اللندنية لقطر بأكثر من ملياري دولار!!!. * قطر تنفق نحو 100 مليار دولار فى استضافة كاس العالم 2022!!!. * قطر تدفع 232 مليون دولار ليوضع اسمها على قمصان برشلونة!!!. وغيرها وغيرها كأعلى برج في العالم يتم تشييده لحسابها هذه الأيام....!!!. لربما لم تـُحسن "وكالة الأنباء الإسلامية - حق" قراءة مشهد تلك الصفقات المليارية كما ولم تتدبر أهداف قطر "السامية!!" غير المعلنة من إبرام تلك الصفقات الجبارة والتي دفع خلالها حكام قطر مليارات الدولارات من أجلها قبل أن تنشر تقريرها ذاك، أما "العبد الفقير لله" كاتب هذه المقالة فإنه يرى أنها بفعلتها تلك فإنها ظنت نفسها أنها قد صارت قاب قوسين أو أدنى دولة عظمى، تقرر ما تشاء، وترفض ما تشاء، وتفرض سياستها ورؤاها، تماماً كما تفعل الصين وروسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا!!، أما التبرير لتلك الصفقات المليارية فهي كالتالي: أولاً ... إن دولة قطر قد ضربت عصفورين بحجر واحد بشرائها دار الأزياء العالمية (ماركة فالنتينو الإيطالية ) من شركة الاستثمارات البريطانية «برميرا» التي تمتلكها منذ العام 2007، وذلك وفق المنظور التالي: 1- العصفور الأول قد تمثل بتمكن دولة قطر العظمى من تأمين جزء كبير من احتياجات عراة ومحرومي وفقراء أمتنا العربية والإسلامية من الملابس الشتوية والصيفية وبأحدث الماركات العالمية الشهيرة، وذلك للتخفيف من كواهلهم، ولتضميد جراحاتهم وآلامهم، وبالتالي لرفع معنوياتهم!!. 2- أما العصفور الثاني فلقد تمثل بلطمة كبرى كانت قد وجهتها دولة قطر العظمى على جبين أوربا، وذلك لما اشتهر به بيت الأزياء فالنتينو - الذي أسسه المصمم الإيطالي فالنتينو جرافيني عام 1960 - من أزياء منها فساتين حمراء من قماش الشيفون، وبالخطوة القطرية المباركة تلك، فإنها تكون قد زرعت روح الفتنة والبغضاء والكره بين أبناء شعوب أوربا وبين حكوماتهم حين منعت عنهم مظاهر الفرح وممارسة احتفالات طقوس "يوم الحب"، فيما ستزداد في المقابل أواصر المحبة والألفة بين أبناء شعبينا العربي والإسلامي بتلك الخطوة الجبارة والرائعة!!. ثانياً ... كانت لدولة قطر العظمى غايات إنسانية ودوافع وطنية وقومية حين قررت أن تشتري من مجموعة "ستاروود كابيتال" الفندقية الأميركية أربعة من أكبر فنادقها في فرنسا ومن بينها المارتينيز في كان والكونكورد لافاييت بورت مايو في باريس، إضافة لشرائها جزيرة يونانية، فالتكهنات تشير بأن قطر العظمى قد خصصت هذه الفنادق الشهيرة مع الجزيرة اليونانية لاستضافة المعوزين والمحتاجين من أبناء العروبة والإسلام والترفيه عنهم، كما وأنها قد أعدت برنامجاً إنسانياً حافلاً لتخفيف حالات الاكتئاب النفسي لأيتام الأمة وأراملها والثكالى الأمهات الذين فقدوا أحبتهم في معارك تحرير هذه الأمة من جلاوزتها الحكام العرب!!. ثالثاً ... ولقصة شراء دولة قطر العظمى لمبنى صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية في باريس مقابل 300 مليون يورو أبعاد قومية بعيدة المدى، حيث لاحظ حكام قطر بأن الرأي العام الغربي منحاز تماماً ضد العرب والمسلمين نتيجة تشويه الإعلام الغربي المتعمد لصورتهم، ولقد تم بعون الله تعالى تدارس الأمر في دولة قطر العظمى من قبل مستشاري أمير قطر برئاسته وتم التباحث وعقد الندوات بسرية تامة في كيفية رد الاعتبار للعرب والمسلمين وتغيير النظرة الشوهاء التي زرعها الإعلام الغربي المضلل في عقول الرأي العام الغربي، فكان القرار الحكيم والجريء لأمير قطر المفدى بأن يباشروا بتحجيم قدرات الإعلام الغربي وتحييده بالكامل ومن ثم تسخيره لخدمة أهدافنا القومية والوطنية والإنسانية، فكانت الخطوة الأولى في الهجوم المعاكس تتمثل بقرار شراء مبنى صحيفة لوفيجارو بسعر زهيد لا يتجاوز 300 مليون يورو!!، لتباشر بعدها هذه الصحيفة الكبرى بتسخير قدرات وطاقات كتابها للدفاع عن قضايا أمتنا وإظهار حق شعب فلسطين السليب، وإبراز الجرائم الوحشية التي تقوم بها قوات الاحتلال الصهيوني الغاشم على أرض الرباط، علماً أن برنامج تحجيم القدرات الإعلامية الغربية مستمر ويشمل مستقبلاً قنوات فضائية ناطقة باللغات الأوربية الحية لإيصال صوت الأمة العربية لأكبر مساحة جغرافية ممكنة، إجهاضاً للقنوات والأصوات الإعلامية الصهيونية، فبوركت جهودهم وحياهم الله!!!. رابعاً ... لقد دأبت قيادة دولة قطر العظمى، كما بينا آنفاً، على أن يكون برنامج خدمة الأمة العربية شمولياً، فمنها السياسي، ومنها الاقتصادي، ومنها الإنساني الخاص بتحقيق رفاهية للمحرومين من أبنائها، ومنها الأخلاقي و الشرعي الذي يخدم ديننا الإسلامي الحنيف ويحصن شباب الأمة ويمنع انحرافهم، ومن هذا المنطلق جاء قرار شراء دولة قطر العظمى للوحة "لاعبي الورق" (القمار) للرسام بول سيزان مقابل دفعها لمبلغ تافه لم يتجاوز 250 مليون دولار إذا ما قورن بتلك الأهداف النبيلة التي ستتحقق لأمتنا العربية والإسلامية فيما بعد، ولقد وضعت قيادة دولة قطر العظمى بقرار شرائها تلك اللوحة هدف خدمة الإسلام ونشر مبادئه السامية والنبيلة وذلك وفق أحد الخيارين التاليين: 1- إما بإعادة صياغة وتشكيل تلك اللوحة من خلال قيام رسامين محترفين بإخفاء ورق اللعب من أيدي اللاعبين الظاهرين في اللوحة الشهيرة ليتم وضع صورة كتاب الله تعالى ليبدو الأمر وكأن الشخصين الظاهرين في الصورة يتدارسان الآيات القرآنية ويتدبران أمرها، مع عبارة توضع أسفل اللوحة تبين فضل القرآن الكريم في حياة الأمة، ومن ثم طباعة بوسترات بالصيغة المعدلة هذه ومن ثم توزيعها على وسائل الإعلام المقروءة والمنظورة لنشر الإسلام في أوربا وأمريكا كمرحلة أولى، ومن ثم توزيعها في مجاهل قارة أفريقيا لقطع الطريق أمام الحملات التبشيرية المسيحية العاملة هناك!!. 2- أو أنها ستبقي تلك اللوحة على حالها، مع إضافة بعض آيات قرآنية تحرم شرب الخمر والميسر باللغتين العربية والإنكليزية وربما الفرنسية والألمانية والروسية، ليتم طباعة ونشر بوسترات عنها وتنظيم حملة عالمية تستهدف إظهار مساوئ لعب القمار وما يجلبه من فقر وبؤس وحالات إحباط واكتئاب نفسي، وبذا فإنها ستطبق شرع الله الداعي لنبذ القمار والربا!!. خامساً ... ولتبرير أسباب قيام دولة قطر العظمى بدفع 232 مليون دولار ليوضع اسمها على قمصان لاعبي نادي برشلونه، فذاك أمر بسيط ولا يحتاج لعناء تدبر، فبرشلونه كما يعلم الجميع هي إحدى مدن دولة الأندلس الإسلامية العربية، ولقد وضعت دولة قطر العظمى في مخططاتها القومية المستقبلية إعادة مجد وبريق الأندلس العربي الإسلامي المضيـَّع، فكان قرار وضع اسم قطر على قمصان لاعبي نادي برشلونه كخطوة أولى، مما سيدفع أبناء إسبانيا للتساؤل عن اسم هذه الدولة، ليتم بالتزامن معها تنظيم حملات توعية لأبناء أسبانيا للتذكير بأنهم أحفادنا نحن العرب المسلمين، مما سيدفعهم بالتالي للمطالبة بالعودة لحضن أمتهم المجيدة، ولن نستغرب لو أن إسبانيا قدمت مستقبلاً - وبفعل ضغوطات جماهيرها - بطلب عاجل للانضمام إلى دولة قطر العظمى، ولن نستغرب أبداً لو أن حكومة إسبانيا أصرت وألحت على جامعة دولنا العربية للانضمام كعضو عربي فاعل في جامعتنا العربية!!، هذا ولقد وضعت دولة قطر العظمى سقفاً زمنياً لتحقيق هدف انضمام إسبانيا لدولة قطر العظمى في عام 2022 ، ليعلن ذاك الانضمام إبان استضافة قطر لكأس العالم 2022 والتي خصصت من أجل تلك الاستضافة نحو 100 مليار دولار لتجهيز الملاعب والمنشآت الرياضية!!. ختاماً أقول ... كم هي عظيمة دول خليجنا العربي، تلك الدول التي وضعت نصب أعينها خدمة قضايا الأمة والتخفيف من كواهل أبناء الأمة من الجياع والمحرومين والمعوزين!!. ألا رفقاً بدول خليجنا العربي الغنية، واجتنبوا كثيرا من الظن، فإنها لعمري بإنفاقها لمليارت الدولارات فإنما هي تسعى جاهدة لكسب رضا الله سبحانه وتعالى أولاً وخدمة أبناء أمتنا العربية ثانياً، وأنها تسعى لرفع شأنها، وتغيير الصورة الشوهاء عنها، وبالتالي إحياء دولة الأندلس من جديد كخطوة أولى قبل تحرير فلسطين من رجس الاحتلال الصهيوني الغاشم!!. وأمجاد ... يا عرب أمجاد!!!. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق