قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 19 مارس 2016

في ندوة بمقر الأمم المتحدة بجنيف : منظمات غير حكومية تعرض حالة حقوق الإنسان المتردية في العراق.. وجرائم الميليشيات الطائفية والانتهاكات الفاحشة التي ترتكبها وبدعم حكومي فاضح..!؟ - تقرير

في ندوة بمقر الأمم المتحدة بجنيف : منظمات غير حكومية تعرض حالة حقوق الإنسان المتردية في العراق.. وجرائم الميليشيات الطائفية والانتهاكات الفاحشة التي ترتكبها وبدعم حكومي فاضح..!؟ - تقرير

كتب بواسطة: مصطفى كامل.    المرابط العراقي
humanrights2
في ندوة بمقر الأمم المتحدة بجنيف : منظمات غير حكومية تعرض حالة حقوق الإنسان في العراق

عقدت في مقر الأمم المتحدة في جنيف ندوة عن حالة حقوق الإنسان في العراق، يوم الخميس 10 آذار 2016، شاركت فيها منظمات دولية غير حكوميّة عدة.
فقد نظم مركز جنيف الدولي للعدالة بالتعاون مع المنظمة الدولية للقضاء على كافة اشكال التمييز العنصري، ومنظمة مبادرون للإغاثة والتنمية، ومنظمة المحامون الدوليّون، ومنظمات أخرى، ندوة لعرض انتهاكات حقوق الانسان في العراق، ضمن اعمال الدورة 31 لمجلس حقوق الإنسان التي تواصل اعمالها في جنيف وتستمر إلى نهاية الشهر الحالي.
وتناولت الندوة أوضاع حقوق الانسان في العراق، وكيف ان هذه الانتهاكات ازدادت وتعاظمت منذ الاحتلال الأميركي عام 2003 وشهدت اشكالاً غير مسبوقة مع تزايد قوى الإرهاب على مختلف مسمياتها، داعش والميليشيات المدعومة إيرانياً، وما ترتكبه هذه القوى من جرائم تهجير قسري على أسس طائفية، واعتقالات واستمرار ممارسة التعذيب على أوسع نطاق.
ورأس الندوة الأمين العام للشبكة السويدية لمناهضة الحرب، يان لون، الذي قدَّم عرضاً أولياً عن حالة حقوق الانسان في العراق، ثم فسح المجال للمتحدثين الرئيسين بعرض ما لديهم من شهادات تفصيلية موثقة.
وقدّم المتحدّثان في الندوة، وهما رئيس تحرير موقع وجهات نظر، مصطفى كامل، وعلي شلال القيسي، أحد أشهر الذين عذّبتهم القوات الأميركية المحتلة في سجون ابو غريب، عرضاً بالوثائق والصور لأهم أوجه الانتهاكات التي عانى منها المواطن العراقي خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية، سواء تلك التي ارتكبتها قوات الغزو الأميركي أو تلك التي تواصل السلطات المعينة من قبل الاحتلال ارتكابها.
فقد تناول السيد مصطفى كامل عمليّات التهجير القسري التي شهدها العراق منذ الأيام الأولى للاحتلال الأميركي، وكيف تصاعدت بعد تزايد نفوذ الميليشيات الطائفية المدعومة من إيران، في أجهزة الدولة وخاصة في الجيش والأجهزة الأمنية ثم تأسيس ما يسمّى بهيئة (الحشد الشعبي)، حيث مارست هذه الميليشيات شتى أساليب التهديد والترويع والقتل من أجل إجبار مئات الالاف من المواطنين، وخاصة من أبناء العرب السنة، على ترك منازلهم ومدنهم وقراهم الى مناطق أخرى بحثاً عن مكان آمن.
وبيَّن كيف ان هذه الميليشيات مارست أبشع الانتهاكات من حرق للبيوت والمزارع وتجريف للبساتين وتفجير للمساجد والأسواق، وعمليات التعذيب القاسي جدا، لمن تعتقلهم من المدنيين، وصلت الى حرق البعض منهم وهم أحياء.
وأكد رئيس تحرير موقع وجهات نظر على ان الهدف من هذه الممارسات الإرهابية هو اجراء عمليات تغيير ديموغرافي في مناطق معينة من العراق، لأغراض طائفية انتقامية واضحة.

كما استعرض بالتفصيل الجرائم التي نفذتها ميليشيات طائفية مدعومة من إيران في مدن الحويجة والفلوجة والمقدادية وجرف الصخر والرطبة وغيرها، وخاصة في أعقاب اقتحام عدد من ساحات المظاهرات والاعتصامات، التي حدثت فيها العديد من المجازر الوحشية بحق مواطنين ظلوا يتظاهرون سلمياً لأكثر من عام، مطالبين بحقوقهم المشروعة، وفي مقدمتها إطلاق سراح المعتقلين بشكل غير قانوني، وخاصة النساء الذين تم اعتقالهم لأغراض انتقامية وإيقاف أحكام الاعدام الصادرة عبر محاكمات غير قانونية.
واوضح ان الميليشيات الحكومية عَمَدَتْ إلى منع المواطنين النازحين من مدينة الرمادي من دخول بغداد، وتركتهم يواجهون ظروفاً مأساوية في منطقة جسر بزيبز، الذي بات رمزاً لمعاناة العراقيين جراء الممارسات الطائفية الإقصائية للسلطة الحاكمة. بل انها قامت بملاحقة عدد منهم داخل بغداد ومدناً أخرى وقتلتهم، أو اعتقلتهم، فضلاً عن احتجاز الالاف من أبناء مدن محافظة الأنبار وصلاح الدين بشكل خاص في معسكرات اعتقال، واختطاف المئات منهم وتغييبهم.
وكشف عن أسماء وصور المجرمين وزعماء الميليشيات الذين يقودون عمليات التهجير الطائفي والتغيير الديموغرافي في مدن محافظات ديالى وبابل وكركوك والبصرة وغيرها.
وعرض السيد كامل صوراً وثائقية عن المجازر التي نفذتها الميليشيات التابعة لأحزاب السلطة الحالية في مدن المقدادية والفلوجة والحويجة وغيرها، والتي تهدف إلى إحداث تغيير ديموغرافي واضح تنفيذاً لبرنامج طائفي تقوده إيران انتقاماً من أهل هذه المدن، وخاصة في المدن ذات الغالبية السنية المحاذية لإيران.
اما السيد علي شلّال فقد عرض جرائم الاحتلال الأميركي بحق العراقيين، مؤكداً انها كانت الأساس لما ارتكب من جرائم في السنوات التالية، وخاصة جرائم التعذيب التي مارستها قوات الاحتلال ضد الاف المعتقلين العراقيين من كوادر الدولة والعلماء والموظفين المدنيين وكل أولئك الذين لم يرضوا باحتلال بلدهم.
وأوضح، بالصور، مظاهر قاسية من صنوف التعذيب، وتحدّث عن حالات لمعتقلين آخرين كانوا معه في السجن وتعرضوا لأبشع صنوف التعذيب.
واكد ان الاحتلال ورغم استخدامه كل هذه الأساليب البشعة الا انه فشل فشلاً تاماً في التأثير على مواقف هؤلاء المعتقلين، بل ان ذلك زادهم صلابة وإصراراً على موقفهم المبدئي الرافض للاحتلال وممارساته الإجرامية بحق العراقيين.
وقال السيد شلال وهو يصف ليلته الاولى في معتقل ابو غريب (وضعوا كيساً في رأسي وطرحوني في السيارة ووضع الجنود أحذيتهم فوق رأسي عندما وصلت إلى "أبو غريب" وجدت كثيراً من وجهاء بغداد وشيوخها وشخصيات اجتماعية مهمة، لم يرتكبوا أي ذنب إلا أنهم كانوا ضحية عملية (الحصان الحديدي) التي أطلقها الجيش الأميركي لاعتقال منتسبي مؤسسات الدولة العراقية الوطنية والرافضين للاحتلال).
واضاف لقد زج في السجن علماء ومحامون واطباء واساتذة جامعة ودبلوماسيون من كل مؤسسات الدولة ضمن السعي للقضاء على كادر الدولة العراقية، كإحدى وسائل تدمير العراق.
وواصل شهادته قائلا "بعد 15 يوماً من التعذيب داخل الزنزانة أو في الممر بالضرب والصعق بالكهرباء والايهام بالغرق، عرفت خريطة المسلخ، كان عبارة عن طابقين، وعلى اليمين 25 زنزانة ومثلها على اليسار في الطابق الأرضي، وفي الطابق الأعلى الأمر نفسه، وكان من بين المعتقلين، شخص كنيته أبو زيد، وهو مهندس زراعي كتبوا على جسده (Big Chicken) " موضحا "في مقابل زنزانتي كان يقع قاطع النساء، وتحديدا الغرفة التي يجري التحقيق فيها مع النساء، وكانت المعاملة السيئة تجري مع النساء أيضا، وكنا نسمع استغاثاتهن).
وطالب المجتمع الدولي وخاصة الامم المتحدة باتخاذ كل الاجراءات لإنصاف الضحايا من معتقلي ابو غريب وكل ابناء العراق على ما لقوه جراء الغزو والاحتلال الأميركي للعراق.
وخلال الندوة قدَّمت منظمة مبادرون للإغاثة والتنمية مواداً إعلامية مختلفة، تضمنت مطبوعات وصوراً عن جرائم الميليشيات الطائفية، وعن مخطط التهجير الذي تمارسه الميليشيات المدعومة من إيران بحق أبناء السنة العرب، في مختلف المحافظات.
كما شملت المواد الإعلامية التي قدمتها المنظمة أفلاماً تشرح معاناة المهجَّرين في مخيمات النزوح، وخاصة في مدن محافظات شمال العراق وفي المخيمات المقامة على أطراف العاصمة العراقية، فضلاً عن الواقع الذي يعيشه أبناء السنة العرب في محافظات ديالى والأنبار وشمال بابل ونينوى بشكل خاص.
وساهم في تنظيم الندوة عدد من المنظمات غير الحكومية، من بينها المنظمة الدولية للقضاء على كافة أشكال التمييز العنصري، واتحاد المحامين الدوليين، والمنظمة الدولية للشباب والطلبة للأمم المتحدّة واللجنة العراقية لحقوق الانسان.
وحضر الندوة ممثلون عن السلك الدبلوماسي المعتمد في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكوميّة وممثلو وسائل الاعلام العربية والأجنبية، وعدد من أبناء الجاليّة العراقيّة في سويسرا، وغيرهم من المعنيين بقضايا حقوق الانسان.
كما ساهمت منظمة أحرار الرافدين لحقوق الانسان، بجهد مشكور لتوثيق أعمال الندوة ونشرها من خلال كادرها الإعلامي، الذي غطى هذه الفعالية الدولية المهمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق