قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 5 مارس 2016

المرجع الشيعى اللبنانى على الأمين: الصراع فى دول الإسلام سياسى لا مذهبى.. والإساءة للصحابة "وأم المؤمنين" من المحرمات والمتطاولون "سفهاء".. والآمال معلقة على الأزهر لمواجهة الإرهاب

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المرجع الشيعى اللبنانى على الأمين: الصراع فى دول الإسلام سياسى لا مذهبى..
والإساءة للصحابة "وأم المؤمنين" من المحرمات والمتطاولون "سفهاء"..
والآمال معلقة على الأزهر لمواجهة الإرهاب
شبكة البصرة
حاوره في جاكرتا - لؤي علي
المرجع الشيعى اللبنانى على الأمين:
- نحن على خلاف مع السياسة الإيرانية منذ ثمانينات القرن الماضى
- الطائفة والمذهب هما أوسع من أن يختزلهما حزب أو دولة كحزب الله وإيران
- رفضنا فتوى المرجعية الدينية فى العراق بتشكيل الحشد الشعبي
- التقريب بين السنة والشيعة من الأحكام الشرعية التى يجب القيام بها

التقى اليوم السابع، السيد على الأمين هو عالم دين شيعى، وعضو مجلس حكماء المسلمين، خلال زيارته لإندونيسيا بصحبة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. وقبل قراءة نص الحوار، نلقى الضوء على بعضا من السيرة الذاتية للمرجع الشيعى، هو على الأمين عالم دين شيعى مجتهد ومرجع دينى لبنانى ولد فى بلدة قلاوية العاملية سنة 1952م، مدّرس لمادة أصول الفقه وبحث الخارج وداعية تعايش بين الطوائف اللبنانية ومقرّب بين أتباع الدّيانات. فى الثمانينات أقام فى بيروت وترأس حوزة المعهد الشرعى فى حى السلم فى الضاحية الجنوبية لبيروت ودرس عنده كثيرون من طلبة العلوم الدينية، ومنهم من أصبح فى مواقع المسؤولية فى حزب الله، بدأ التباين بينه وبين الحزب إبّان أزمة خطف الرهائن الأجانب، حيث انتقد الأمين خطف الأجانب، وترك بيروت وقام بجولة على القيادات الدينية، محذراً من استخدام السلاح بين حزب الله وحركة أمل، إثر الخلاف ترك بيروت وأنشأ فى مدينة صور معهداً عالياً للعلوم الدينية أطلق عليه "معهد الإمام الصدر للدراسات الإسلامية" لربط رجال الدين بوطنهم. بعد تركه الإقامة فى بيروت وضواحيها، نشب خلاف مسلّح وحرب بين حركة أمل وحزب الله، فوقف إلى جانب حركة أمل ورفض قتالها باسم الدين ورفض قتل الأخ لأخيه، ونتيجة مواقفه، تعرّض لتهديدات وهجوم مسلّح عام 2008 على بيته ومقره فى مدينة صور مما أدى إلى تهجيره من الجنوب اللبنانى وإقامته فى بيروت منذ ذلك الحين وحتى الوقت الراهن، ومن مؤلفاته "السنة والشيعة أمة واحدة إسلام واحد واجتهادات متعدّدة".
وإلى نص الحوار..
فى البداية.. تشهد أمتنا الإسلامية حالة من التناحر المذهبى بين السنة والشيعة فى عدد من البلدان الإسلامية.. فمن برأيك يقف خلف تأجيج تلك الصراعات؟
إن ما نشهده من تناحر وصراع بين دول إسلامية يرجع إلى أسباب سياسية لا علاقة لها بتعدد المذاهب الإسلامية التى كانت موجودة منذ قرون عاش فيها أئمة المذاهب وأتباعهم مع بعضهم البعض. ولعل السبب الرئيسى فى ظهور هذا التناحر المذهبى على المشهد فى مجتمعاتنا يرجع إلى الصراع بين أحزاب وجماعات دينية وسياسية على السلطة فى الدول التى توجد فيها تعدّدية طائفية ومذهبيّة تدعمها دول اقليمية متصارعة على النفوذ فى المنطقة، وقد زاد من حدّته غياب العلاقات الطبيعية بين الدول العربية والإسلامية فى المنطقة خصوصاً بين إيران ومحيطها العربى بعد أحداث العراق وسوريا. وقد عاش السنة والشيعة إخوانا فى مجتمعاتهم وأوطانهم قروناً عديدة، وكانوا يختلفون فى قضايا تاريخية ودينية تبعاً لاختلاف الإجتهادات عند العلماء ولم يؤثر ذلك على علاقاتهم الأخوية وعيشهم المشترك لأنه لم يكن فيما بينهم صراع داخلى على السلطة والحكم. ولا شك بأن هناك اليوم من يستغلّ هذه الخلافات من خارج الدول الإسلامية لإضعاف المسلمين بإشغالهم بأنفسهم، ومنهم من يستغلّها من الداخل للإستقواء بالعصب المذهبى ولتحصيل المزيد من الأنصار له فى سبيل تحقيق طموحاته السياسية تحت تلك العناوين المذهبية.

إذا ذكر الشيعة فى عالمنا الإسلامى خاصة السنّى، ذكرت إيران ويعتقد البعض انها الوصى على اتباع المذهب الشيعى.. فما رأيك فى هذا الرأى؟
من الخطأ التسليم بوصاية إيران وحزب الله على أتباع المذهب الشيعى فى لبنان وغيره من الدول العربية والإسلامية، لأن ولاية الفقيه التى يقوم عليها النظام الإيرانى ليست من المعتقدات الدينية عند الشيعة، فقد خالفت الطائفة الشيعية فى لبنان السياسة الإيرانية فى لبنان فى محطات عديدة فى القرن الماضي، وفى إيران نفسها أيضاً حصلت المخالفة لها بمظاهرات عديدة كما جرى للحركة الخضراء التى تم قمعها الدموى قبل سنوات من النظام الإيراني، ونحن على خلاف مع السياسة الإيرانية منذ ثمانينات القرن الماضي، وقلنا إنها سياسة خاطئة، وهناك أصوات عديدة، فالطائفة والمذهب هما أوسع من أن يختزلهما حزب أو دولة كحزب الله وإيران.

ما حكم سب الصحابة والتعرض لأم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها؟
إن الإساءة إلى الصحابة وأم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها وعنهم وسائر الرموز الدينية تعدّ من المحرمات الدينية الكبرى التى تعبر عن الإستهانة بتعاليم الدين ومبادئه والتى تزرع الفتن بين المذاهب والشعوب، والذين يقومون بهذا العمل المحرّم -وإن كانوا قلة قليلة- ولكنهم معدودون من السفهاء والعصاة الظالمين لأنفسهم ومجتمعاتهم، وعلى العلماء تقع مسؤولية التنبيه على أخطارهم وفساد اعتقادهم لمنع انتشار هذا السلوك المشين ولقطع الطريق على استغلاله فى زرع الفرقة بين المؤمنين.

ما رأيك فيما يقوم به الحشد الشيعى فى العراق من أعمال ضد أهل السنة؟
نحن نرفض قيام أحزاب مسلحة داخل الدولة، ومن خلال هذا المبدأ رفضنا قيام الحشد الشعبى وغيره فى العراق تحت عناوين مواجهة الإرهاب، لأن الدولة بقواها هى المسؤولة وحدها عن مواجهة الخارجين على القانون والمعتدين على سيادتها، وقد رفضنا فتوى المرجعية الدينية فى العراق بتشكيل الحشد الشعبى لأن دخول الفتاوى على ساحة الصراع يضعف الدولة ويسقط على الصراع العناوين الطائفية، وهذا ما يضرّ بالوحدة الوطنية ويؤجج الفتن المذهبية التى تتجاوز العراق إلى الأمة بأسرها.

هل تؤمن بالتقريب بين السنة والشيعة؟
نعم، أنا من المؤمنين بالتقريب بين السنّة والشيعة، وقد كتبت كتاباً قبل عدّة سنوات وعنوانه (السنة والشيعة أمة واحدة) وأعتقد أن العمل للتقريب هو من الأحكام الشرعية التى يجب القيام بها عملاً بقول الله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) ولا شك بأن التقريب بين أبناء الدين الواحد والأمة الواحدة هو من الخير الذى تجب الدعوة إليه، ومن المعروف الذى يجب الأمر به. وبالتقريب نقطع الطريق على الأحزاب والسياسيين الذين يحاولون توظيف الاختلافات الفقهية فى مشاريعهم السياسية.

كيف ترى دور الأزهر الشريف فى نشر صحيح الدين؟
الأزهر هو مرجعية الاعتدال الدينى، ويحظى بالمكانة العلمية المميزة لدى عموم المسلمين وغيرهم، وهو المرجعية التى نعقد عليها الآمال فى جمع كلمة الأمة وفى المواجهة الفكرية لدعوات الفرقة والإرهاب التى ظهرت أخيراً وتعمل على تشويه صورة الإسلام فى العالم من خلال ما تقوم به من الأعمال الوحشية والإجرامية التى تجاوزت كل الحدود.

ما الدور الذى يقوم به مجلس حكماء المسلمين من أجل العالم الإسلامى؟
إن مجلس حكماء المسلمين الذى يترأسه شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب هو محاولة لتظهير صوت العقل والحكمة فى القضايا التى تهدد الأمة والسلم العالمى، وهذه المحاولة الجديرة بالاهتمام وإن كانت ما تزال فى بدايتها، لكنها تعتبر خطوة مهمة على طريق نشر خطاب الاعتدال والوسطية فى الأمة ونبذ التطرّف والفرقة بين المذاهب والطوائف وتعزيز ثقافة السلم والعيش المشترك بين المجتمعات والشعوب.
اليوم السابع 4/3/2016
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق