قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 1 أبريل 2016

افتتاحية طليعة لبنان الواحد لشهر آذار 2016 : في ذكرى التأسيس البعث يجدد عهده بالمقاومة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في ذكرى التأسيس البعث يجدد عهده بالمقاومة
شبكة البصرة
افتتاحية طليعة لبنان الواحد لشهر آذار 2016
السابع من نيسان لعام الف وتسعماية وسبعة وأربعين، كانت الأمة العربية على موعد مع ميلاد حزب ثورتها، الذي أرخ لبداية عهد جديد في النضال الجماهيري عبر صياغة نظريته الثورية التي تلخصت بثلاثية الوحدة والحرية والاشتراكية.
هذا الحزب الذي أريد له أن يكون على مستوى الطموح القومي شق طريقه بسرعة في الازدحام الجماهيري وأقام في فترة قياسية صروحاً تنظيمية له في كافة أقطار الوطن العربي محققاً امتلاء سياسياً ونضالياً للجماهير التي عانت طويلاً من الضياع والافتقار إلى الأداة النضالية القادرة على صياغة مطالب الجماهير في إطار مشروع تغييري على مستوى البناء السياسي والمضمون الاجتماعي.
حزب البعث الذي تحل هذه الأيام الذكرى التاسعة والستون لتأسيسه، اتسم بحيوية نضالية، كانت أبرز تعبيراته قيادته للحركة الشعبية في العديد من أقطار الوطن العربي وخاصة في مشرقه وبما جعل منه حزب الأمة بامتياز، لأن من لم يكن بعثياً بالانتماء التنظيمي كان بعثياً بالانتماء إلى العقيدة الثورية العربية وهنا تكمن أهمية الحزب الذي بقدر ما يكون معتقده الفكري معتقداً للأمة بقدر ما يكون معبراً عن أمانيها وآمالها ومعبراً عن توقها نحو التحرر من الاستلاب الاجتماعي والاستلاب القومي ولو لم ينخرط الجميع في صفوفه التنظيمية.
وعندما يربط الحزب ربطاً جدلياً بين ثلاثية أهدافه، يكون قد حدد تفاعل المسارات النضالية على الصعد الاجتماعية كما على الصعد الوطنية والقومية. إذ أن قوة الأمة في وحدتها، وتقدمها في وضع يدها على مقدراتها وثرواتها، وحريتها في إطلاق طاقات الجماهير بالتعبيرات الديموقراطية وفي انخراطها في معارك النضال التحريري والتحرري.
وإذا كان حزب البعث قد وعى هذه الحقيقة، فلإدراكه بأن القوى المعادية لا تستطيع النيل من الأمة إلا وهي مجزأة ومشتتة القوى ومنهوبة الخيرات. ولهذا فإن القوى الاستعمارية التي بدأت في وقت مبكر رسم الاستراتيجيات للسيطرة على الوطن العربي كانت لا تستقوى على الأمة العربية بما تملكه من إمكانات مقدرات مادية، بل وبدرجة أهم توظيف عامل التجزئة والانقسام في الواقع العربي في خدمة تلك الاستراتيجيات وضمن هذا السياق جاء الاستعمار الاستيطاني الصهيوني لفلسطين، وضمن سياقه أيضاً جاءت مقاومة أي توجه وحدوي، وضرب وتخريب ما كان ينجز في هذا المجال.
وعندما يؤكد القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق بأن العرب بقدر ما يتوحدون بقدر ما يقتربون من تحقيق هدف التحرير للأرض المحتلة وعنوانه المركزي فلسطين، فإنه بالقدر الذي يتوجه فيه العرب نحو تحرير فلسطين بقدر ما يقتربون من تحقيق وحدتهم، وأن تكون الوحدة تتقدم في الأرجحية المعنوية في ثلاثية الأهداف فلأنه في ظل الوحدة تتوحد إرادة الأمة وتبرز شخصيتها التي تطل من خلالها على العالم حاملة رسالتها الخالدة للإنسانية في انبعاث متجدد يستحضر كل الإرث التاريخي الذي تجلت إبداعاته يوم كانت بلاد العرب أرض الإشعاع الحضاري.
حزب البعث الذي واجه تحديات كثيرة، وواجهت مسيرته النضالية صعوبات جمة بعضها ناتج من أمراض الجسم العربي المستبطنة فيه وبعض آخر من عداء الخارج الدولي والإقليمي لم يُضع لحظة اتجاه البوصلة التي تحدد مسار سفينته التي وأن اشتدت عليه رياح العواصف، إلا أنها لم تستطع أن تسقط أشرعته، بل بقي حضوراً نضالياً حيث وجب أن يكون في مواقع السلطة أم في خارجها.
حزب البعث الذي لم تغادر الدعوة للوحدة عنوان خطابه السياسي وفعالياته النضالية، كانت فلسطين تستوطن ذاكرته الجمعية، وإليها دفع مناضليه ليكونوا طليعة المقاومة للعدو الصهيوني قادة وقدوة وإيماناً بأن فلسطين لن تحرر إلا بالكفاح المسلح، وانطلاقاً من إدراكه من مركزية قضية فلسطين باعتبارها تشكل اختصاراً مكثفاً لقضايا الأمة، لذا عمل على إطلاق جبهة التحرير العربية، كي لا يضيف فصيلاً إلى فصائل الثورة، بل ليؤكد من خلال هذا الانبثاق بأن طريق تحرير فلسطين هي طريق عربية وعلى العرب أن ينخرطوا في الصراع لتحريرها كونها لم تكن مستهدفة لذاتها وحسب، وإنما الاستهداف هو للأمة العربية برمتها. وأن يعلن عن انطلاق جبهة التحرير العربية في ذكرى تأسيس البعث، فهذا لم يكن من قبيل المصادفة، بل للإثبات، ان حزب البعث، حزب الوحدة والحرية والاشتراكية هو حزب فلسطين بما هي قضية وطنية ذات أبعاد قومية.
في السابع من نيسان عام 1969، أحيا حزب البعث المناسبة بإعلان ميلاد الجبهة التي ضمت بين صفوفها أبناء الأمة من مشرق الوطن ومغربه وكانت العمليات التي تنفذ في فلسطين المحتلة تعكس طبيعة التركيب البنيوي للجبهة.
وإذا كانت تحل هذه الأيام الذكرى التاسعة والستون لميلاد حزب الثورة العربية، والذكرى السابعة والأربعون لانطلاقة جبهة التحرير، فإن هذا الحزب المقاوم جدد شخصيته النضالية المقاومة في إطلاق جبهة المقاومة الوطنية في العراق والتي تحل ذكراها الثالثة عشر في تأريخ سيبقى راسخاً في ذاكرة شعب العراق، كما في ذاكرة الأمة:
ففي التاسع من نيسان 2003 أحيا حزب البعث ميلاد التأسيس بإطلاق فعاليات المقاومة ضد المحتل الأميركي وأخذ على نفسه عهداً، بأن أرض العراق ستكون مقبرة للغزاة، وهذا ما حصل. إذ فيما كانت أميركا ومن لف لفها يمنون النفس ببقاء طويل، إذ بالمحتل الأميركي ينسحب من العراق مندحراً في آخر أيام/2011، وهذا ما كان ليحصل لو لم يعقد شعب العراق العزم على مقاومة الاحتلال ولو لم تتوفر لهذا الشعب المقاوم القيادة المقاومة التي استحضرت في تجربتها النضالية تراكم التجربة النضالية للحزب ومحصلة نتائج الصراع الذي خاضه ضد أعداء الأمة المتعددي المشارب والمواقع،وقدم لأجل ذلك تضحيات جسام في مسيرة، روت تربتها دماء الشهداء بعشرات الألوف وعلى رأسهم أمين عام الحزب قائد العراق شهيد الحج الأكبر صدام حسين، وكوكبة من مناضلي الحزب القياديين. وإذا كانت المقاومة الوطنية العراقية قد سطرت ملحمة في الصمود والتضحية وحققت الإنجاز الأعظم في المسيرة التحررية العربية في العصر الحديث فإن هذه المقاومة التي انطلقت لمقاومة العدوان الأميركي والمتعدد الجنسيات بعد عشرين يوماً على بدء العدوان الذي تحل هذه الأيام ذكراه الثالثة عشر ما تزال في مواقعها النضالية تواجه المحتل الإيراني الذي ارتكب كل أشكال المبيقات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية بحق العراق، ظناً أن الفرصة قد سنحت له ليثأر مما لحق به في القادسية الثانية وتحقيق أهدافه المضمرة والتي أفصح عنها، بأن بغداد ستعود عاصمة للأمبراطورية الفارسية.
إن حزب البعث التي قاد تجربة نهضوية، استفزت كل أعداء الأمة من صهاينة وقوى استعمارية وشعوبية جديدة ونُظم رجعية لم تدرك خطورة ما كان يحضر للعراق إلا بعد أن لسعها الثعبان الإيراني نافثاً سمه في الجسم العربي لقتل روح الحياة فيه كحد أقصى وشل فعاليته كحد أدنى. وإذا كان النظام الإيراني قد استطاع أن يوسع مروحة تدخله في الشأن العربي ويمارس عدواناً وتخريباً وإرهاباً مباشرة وبالواسطة في أكثر من ساحة، فإن ساحة العراق تبقى هي الساحة الأساسية التي يجب أن تخاض بها المنازلة ضده بكل السبل والإمكانات المتاحة. وهذا ما يجعل المواجهة في ساحة العراق ضد بقايا الاحتلال الأميركي وكل شخوصات الاحتلال الإيراني من الباطن وكل إفرازاتهما وأدواتهما السياسية تحتل موقعاً مركزياً باعتبار أن الخطر الذي يستهدف العراق بوحدته وعروبته لا يستهدفه لذاته وحسب، بل هو استهداف للأمن القومي العربي. وأن يقال بأن قضية تحرير العراق وإعادة توحيده باتت قضية مركزية للأمة باعتبارها قضية قومية بامتياز فهذا لا يقلل من شأن مركزية القضية الفلسطينية التي كانت وستبقى مسلمة بمركزيتها عند العرب عامة وعند البعثيين خاصة.
لقد شنت الحرب على العراق وفرض الحصار عليه وتعرض للغزو والاحتلال، بسبب الدور الذي اضطلع به كرافعة للنضال القومي واحتضانه للقضية الفلسطينية وعندما يتحرر العراق من الاحتلال الأميركي والهيمنة الإيرانية وتسقط ما يسمى بالعملية السياسية التي لا يتقن أطرافها إلا النهب والسرقة والفساد والتحريض المذهبي والتطييف السياسي تكون قد أسقطت نتائج العدوان بكل تعبيراتها واستهدافاتها.
ان الحرب شنت على العراق لتقويض بنيانه الوطني وجعل ظهر العرب مكشوفاً تجاه فلسطين وبوابتهم الشرقية مفتوحة أمام التغول الإيراني، وأنه بالقضاء على التغول الإيراني و قُسم ظهر الاحتلال الأميركي، يعود ظهر عراق العروبة ليصبح متكئاً للعرب في مواجهة التحالف –الصهيو-استعماري، ويعود الساتر القومي لينتصب مجدداً في مواجهة إطماع نظام الملالي وتصبح المسافة أقرب إلى فلسطين.
في ذكرى تأسيس حزب البعث وانطلاق جبهة التحرير العربية وانطلاق المقاومة الوطنية العراقية، يجدد الحزب الذي أنبثق من معاناة هذه الأمة وحمل رسالتها، عهده على أنه حزب المقاومة العربية لتحرير العراق وإسقاط كل مفاعيل ونتائج عدوان التاسع عشر من آذار/2003، كما هو حزب المقاومة العربية لتحرير فلسطين فتحرير فلسطين كما العراق وكل أرض عربية محتلة وخاصة الأحواز فتحرير أرض العروبة هو مشروع قومي عربي بامتياز وهذا ما يجب أن يكون مفهوماً عند الجميع.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق