قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 6 أبريل 2016

اسماعيل أبو البندورة : دفاع عن النفس!! على الطريقة الصهيونية العنصرية!!

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
دفاع عن النفس!! على الطريقة الصهيونية العنصرية!!
شبكة البصرة
اسماعيل أبو البندورة
تسمي النظرية العنصرية الصهيونية التطهير العرقي والمكاني وعملية الإبادة الجماعية الجارية للشعب الفلسطيني على أنها "دفاع عن النفس"، وتسمي جيشها الفاشي الذي يدمر البشر والشجر والحجر أنه "جيش الدفاع" وهي بذلك تخترع أكذوبتها الكبرى في تحوير وقولبة المعانى، وسوّقت هذه النظرية عالمياً وتحديدا في أوساط تلك الدول التي ارتأت أن تلغي عقلها وتردد ببغاوياً وقصدا وعمدا المقولات والمزاعم والمصطلحات الصهيونية (أمريكا ومعها العديد من الدول الغربية).
ووفقا لهذا المنطق تسارع أجهزة الاعلام والفبركة والتلاعب بالعقول في هذه الدول وإزاء كل جريمة صهيونية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، وفي العديد من المناسبات لتسمية القتل العنصري الصهيوني الجاري منذ مائة عام ضد الشعب الفلسطيني بأنه "دفاع عن النفس!" وتسمي المدافع عن وطنه وحريته (الضحية) بالإرهابي، وهكذا يتبرأ المجرم القاتل العنصري الصهيوني من جريمته بمثل هذه المخاتلة المصطلحية المفاهيمية وهذا النمط من الأحكام والتوصيفات والتكييفات اللاأخلاقية للجرائم ضد الانسانية التي أصبح العالم يراها كما هي على أرض الواقع، صورة واضحة ومباشرة على الشاشات لا يمكن لعقل انساني طبيعي ومتزن إنكارها واعتبارها بأي معيار "دفاعا عن النفس"، إلا إذا كان مدافعا عن الهمجية والبربرية، ومزينا لهذه الوحشية العنصرية الصهيونية المفرطة الجارية في فلسطين ومعززا لمنطقها المختل والكارثي.
والحقيقة أن الكيان العنصري الصهيوني قد بدأ هذا الزيف والتزييف الاعلامي مترادفا ومترافقا مع الزيف التاريخي الذي أحاط بقيام كيانه العنصري الشاذ والمضاد للتاريخ وأصبح جزءا لا يتجزأ من استراتيجياته الكبرى، وكان يدرك منذ البداية أن اغتصابه لفلسطين واحتلالها الذي قام على اختلاقات وأكذوبات وأساطير رثّة لا بد أن يتأسس على نص مرن ومخاتل قابل للتلفيق والقولبة والتحوير يمكنه في لحظة تاريخية متسارعة معينة أن يتحول إلى نص " حقيقي " متداول ومقبول يردده البعض "دون أو مع" إدراك لتهافته وزيفه وبطلانه، وتلك بحق واحدة من منتجات الفكر البربري الراهن المتبادل والمصرح به من قبل الصهيونية ومؤيديها في الغرب الاستعماري.
ولابد أن نلاحظ أنه كلما ازداد إصرار الشعب العربي الفلسطيني على التمسك بالدفاع عن وطنه وحريته والصمود على أرضه، وكلما تنوعت طرائقه المتواضعة أداتياً (والمبهرة إنسانياً ووطنياً وميدانياً) في مواجهة الكيان العنصري ازداد معها وارتفع مستوى البربرية والتوحش الصهيوني والهياج العنصري الهستيري، مترافقا مع انكشاف حقيقة هذه العنصرية وجوهرها على صعيد الذات الصهيونية المبتورة في الداخل والمرعوبة من عواقب الزمن والتاريخ ، وعلى صعيد العالم الذي يشاهد عيانياً قتل ودهس الأطفال في الشوارع وقتل الجريح الملقى أرضا وهو في النزع الأخير وهدم البيوت وإقامة الحواجز والمعازل والطرق الالتفافية بشتى أنواعها.
الشعب العربي الفلسطيني بنضاله المتنوع المتصاعد يخرج هذه العنصرية والفاشية الصهيونية من أوكارها وأساطيرها المؤسسة التي اختبأت وراءها ويفضح فرية هولوكوست الماضي اليهودي المزعوم الذي أقيمت على أساسه فكرة الكارثة اليهودية التي استحقت على النطاق الاستعماري أرضا موعودة من خلال الامعان في هذا الهولوكوست المفرط في وحشيته الذي تقارفه ضد أبناء فلسطين، وهنا (وهذه مشكلة ومحنة صهيونية قائمة لن تحلها أفكار ما بعد الصهيونية أو اجتهادات المؤرخين الصهاينة الجدد) تنتهي لعبة ووظيفة المصطلح العمائي التدليسي العنصري، وتنكشف صورة الجريمة الاستعمارية – الصهيونية - التاريخية في فلسطين من خلال حقيقة وثقافة الصورة التي تضع الأمور والمقتلات أمام العقل - أي عقل – بشكلها الفاقع والأفقع، وتكشف الحقيقة أمام الأعين الزائغة والغافلة والحولاء وتخرس أصوات الببغاوات الاستعمارية المدنسة الناعقة بفرية "الدفاع عن النفس " الصهيونية.
تأتي الصورة هنا لتكشف المستور من جهتين وتشير إلى حقيقتين : صورة البطل الفلسطيني الشهيد الذي يتأبط حجرا أو مدية يقاوم بها القوة الهائلة الباطشة والمتغطرسة، دفاعاً عن حريته ووجوده، وصورة الجندي العنصري المجرم " "والمدافع عن نفسه "كما يزعم!" وهو يواجه نقيضه وهادم أساطيره وترهاته، الفلسطيني المتشبث بأرضه وبلاده، والذي يحوّله إلى ذلك الوحش الصهيوني الذي لا يجد ملاذاً وحلا لعقده المزمنة إلا بقتل وإفناء النقيض وهو في حالة فلسطين الطفل أو الطفلة المرمية أرضا مع كراساتها المدرسية وأقلامها وأحلامها وأشواقها الوطنية وإلى جانبها مديتها العملاقة.
القاتل العنصري الصهيوني (المدافع عن نفسه!) يبحث عن حماية لهذه النفس النازية الخائبة المرعوبة ولا يجد إليها سبيلاً إلا بهذا القتل المفرط المجاني، والضحية الشهيد ينغرس بهذه الأرض لينبت وينبثق ثانية بشكل جديد من أشكال الدفاع عن ذاته الجريحة وكرامة بلاده، وتلك هي صورة العنصرية البائسة وهي تعيد انتاج وإحياء نقيضها إلى الأبد، ويكون العنوان والاسم الحركي لهذه المنازلة ولسان حالها يقول : أنت تقتل ونحن نحيا بهذا العزم وصناعة الاستشهاد.
ونسأل أخيرا : أي نفوس ميتة يريد المجرم العنصري الصهيوني أن يدافع عنها في فلسطين، وأي نفوس مبتورة تلك التي تصور الجريمة دفاعاً عن النفس؟
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق