قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 22 أبريل 2016

السيد زهره : أسوأ أخطاء أوباما

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أسوأ أخطاء أوباما
شبكة البصرة
السيد زهره
في حديث تلفزيوني قبل أيام، تحدث الرئيس الأمريكي أوباما عما يعتبره أسوأ الأخطاء التي ارتكبها في فترة حكمه، وقال ان هذا الخطأ كان عدم وضع خطة للوضع في ليبيا بعد التدخل العسكري الذي أدى الى سقوط نظام القذافي. وحتى هذا الخطأ، حاول أوباما التنصل منه، وحمل الدول الأوروبية مسئولية ما جرى في ليبيا بعد ذلك.

أمران لا بد من تسجيلهما هنا:
الأول: ان ما فعلته امريكا والدول الأوروبية في ليبيا لم يكن مجرد خطأ، بل كان جريمة تاريخية متعمدة.
والثاني: أنه على بشاعة ما حدث في ليبيا، فليس هذا اسوأ خطأ ارتكبه أوباما في فترة حكمه. هناك ما هو أسوأ منه بكثير.
في ليبيا، الدول الغربية كررت بالضبط نفس الجريمة التاريخية التي سبق وارتكبتها امريكا في العراق.
أمريكا غزت العراق واحتلته وأسقطت النظام، ثم دمرته بعد ذلك وقضت على الدولة العراقية، و نصبت نظاما طائفيا وأغرقت العراق في الصراع الطائفي الدموي وتركته للضياع الكامل.
لم يكن ما فعلته امريكا في العراق خطأ أو سوء حسابات. كان مخططا له تماما، وكان هذا هو الهدف بالضبط من وراء الغزو والاحتلال واسقاط النظام. كان الهدف هو تدمير العراق.
نفس السيناريو كررته أمريكا والدول الأوروبية حرفيا في ليبيا. من الاستخفاف بالعقول ان يقول اوباما اوغيره انهم لم يكونوا يعلمون ما سوف يحل بليبيا بعد اسقاط النظام، وخصوصا بعد ما حل بالعراق، أو ان يقال ان ما حل بليبيا من دمار كان نتيجة مجرد خطأ عابر.
الذي حدث في ليبيا هو نفس ما حدث في العراق. كان تدمير ليبيا جريمة تم ارتكابها عن عمد وسبق اصرار.
هذا عن ليبيا.
أما عن أسوأ أخطاء اوباما، ان كان لنا ان نعتبر هذا مجرد خطأ كما يقول، فهو للمفارقة نفس ما يعتبره هو أكبر وأهم انجاز حققه ويتصور انه سيكون أكبر ارث ايجابي يتركه.
نعني بذلك الاتفاق مع النظام الايراني. وليست المشكلة هنا في الاتفاق النووي في حد ذاته، وانما في الكيفية التي تم يها، وبما اتربط به من مواقف وسياسات امريكية في عهد اوباما تجاه ايران وتجاه الدول العربية، ودول مجلس التعاون الخليجي بالذات.
الاتفاق النووي تم توقيعه من دون أي اشتراط بأن يكون مرتبطا بوضع أي قيود على سياسات وجرائم ايران الارهابية العدوانية في الدول العربية او على المشروع الطائفي التوسعي الايراني.
كانت هذه خطيئة كبرى. وارتبط بهذه الخطيئة، ما فعله أوباما وما عبر عنه من موقف وآراء.
أوباما، وتحت ذريعة الاتفاق مع ايران، دأب على التعبير عن اعجابه الشديد بايران، والدفاع عنها باستماتة، ومحاولة تبييض وجه النظام الارهابي الايراني القبيح. وفي نفس الوقت، دأب اوباما على شن الهجمات العنيفة على دول مجلس التعاون الخليجي على نحو ما بات معروفا.
أوباما بما فعل، وبما دأب على قوله، اعطى دفعا عمليا هائلا للنظام الايراني ولما يمارسه من ارهاب في المنطقة العربية ولمشروعه الطائفي في المنطقة.
وأوباما بما فعل يعتبر مسئولا مباشرة عن صعود الطائفية في الدول العربية، وتصاعد خطر القوى والجماعات التي تسعى الى تدمير الدول الوطنية العربية.
ولا يمكن ان نفصل هذا الذي فعله اوباما فيما يتعلق بالموقف من ايران والدول العربية، بما فعلته امريكا في عهده حين دعمت قوى وجماعات طائفية انقلابية في الدول العربية تسعى الى تدمير الدولة.
وأوباما بما فعل دمر أسس علاقات تاريخية بين امريكا ودول الخليج العربية ترسخت عبر عقود.
أسوأ اخطاء اوباما، وان كان من المستحيل ان نعتبر هذا مجرد خطأ، هو انه احتضن النظام الارهابي الايراني ومنحه دماء جديدة، وتخلى لحساب هذا النظام عن اقرب حلفاء امريكا التاريخيين.
واذا كان أوباما يعتبر ان العلاقات مع ايران هي اعظم انجازته وارثه الكبير، فلسوف يكتشف الأمريكيون انفسهم لاحقا ان هذا الارث بالذات هو اسوأ واخطر ما فعله على الاطلاق.
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق