قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 6 يوليو 2014

صلاح المختار : الم نقل انها اسرائيل الشرقية؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الم نقل انها اسرائيل الشرقية؟
شبكة البصرة
صلاح المختار
قلنا مبكرا خصوصا بعد وصول خميني للحكم بدعم امريكي - صهيوني مباشرين، بان ايران بسياساتها الفعلية هي اسرائيل الشرقية التي تكمل دور اسرائيل الغربية التي تحتل فلسطين، اليوم لدينا كافة الادلة التي تثبت ان ايران هي نسخة كاربونية من اسرائيل الغربية ولكن بالوان اشد وضوحا وبريقا، وهاكم بعضها :
1 – اعلنت ايران رسميا اليوم 5-7-2014 ان ضابطا طيارا برتبة عقيد قد قتل اثناء (اداء واجبه في حماية المراقد الشيعية المقدسة في العراق) ونشرت له صور في صحف ايران مع مراسم التشييع! وقبلها اعترفت بمقتل ضابط من الحرس الثوري في العراق.
هذا الاعتراف تطور خطير لم نفاجئ به لاننا ضحايا التدخل الايراني الكامل في العراق عسكريا وعلى نطاق واسع ونعرف بالتفاصيل ما ترتكبه ايران في العراق من جرائم بشعة فاقت بوحشيتها جرائم اسرائيل الغربية، ولذلك لم نكن نحتاج لاعتراف ايران بذلك، ولكن هذا الاعتراف مهم جدا بالنسبة للعرب والعالم فهو رسالة ايرانية وقحة جدا موجهة لعدة اطراف وهو ما سنوضحه.
الحقيقة القاطعة الان والتي تعترف بها ايران هي انها تتدخل عسكريا وبكافة الطرق الاخرى في اثنين من الاقطار العربية هما العراق وسوريا ونتيجة هذا التدخل هو التدمير الشامل للدولة والمجتمع وسفك دماء مئات الالاف من العرب العراقيين والسوريين، وتهجير عشرة ملايين عراقي وسوري من ديارهم بالقوة وهذا الرقم هو ضعف عدد اللاجئين الفلسطينيين، علما ان معاناة المهجرين العراقيين والسوريين اقسى بكثير من معاناة المهجرين الفلسطينيين، وايران تقوم بذلك بالتفاهم مع امريكا وبدعمها غير المشروط.
لذا فان ايران بهذا الاعتراف الرسمي تعلن حربا كاملة الاركان على الامة العربية كلها بشعبها قبل حكامها، وهي اخطر من اي حرب شنت على العرب في العصر الحديث لانها ليست حرب حدود ولا هي حرب ايديولوجيات بل هي حرب اقتلاع الوجود العربي وتدمير الهوية العربية في كافة الاقطار العربية كما تؤكد احداث العراق وسوريا، فهي اذن معركة وجود او فناء.

2 – كما تفعل اسرائيل الغربية فان اسرائيل الشرقية تعتمد نظرية صهيونية بالكامل تقول (بان اي مكان فيه مراقد يهودية هو ارضنا من حقنا حمايتها بالسيطرة على المكان) وهذه حقيقة يعرفها ابناء فلسطين قبل غيرهم، ايران وهي تشن حربها الشاملة على العراق وسوريا بقواتها المسلحة مباشرة تقول بان الهدف هو (حماية المراقد المقدسة للشيعة) ولذلك فمن حقها التدخل عسكريا وبكافة الطرق من اجل ذلك ولتذهب سيادة وحقوق الدول الى الجحيم!
لو غيرنا اسم ايران ووضعنا اسم اسرائيل هل سنجد فرقا بين النظريتين ام انهما نظرية واحدة ومن منبع واحد؟ نظرية حماية الاماكن المقدسة تراث يهودي قديم استعير عندما اراد اقطاعيوا اوربا غزو الشرق من اجل ثرواته وكانت القدس في منتصف الطريق الى تلك الثروة في الهند (كانت البهارات ومطيبات الطعام اربح تجارة وقتها) فاستخدموا نفس الحجة (حماية الاماكن المقدسة في فلسطين)! دارت بيننا وبين الصليبيين حروبا طويلة جدا انتهت بهزيمتهم على يد العراقي صلاح الدين الايوبي وسميت ب(الحروب الصليبية). بالاضافة لما سبق تذكروا ان احدى اهم حقائق الصراع العربي الصهيوني هي حجة الصهيونية لغزو فلسطين القائلة بان فيها اهم مقدساتهم الدينية وعليهم حمايتها من المسلمين.
ومثلما كانت دعاية حكام اوربا في زمن الحروب الصليبية ودعاية اليهود القائمة على حماية الاماكن المقدسة كاذبة فان الادعاء الايراني الحالي كاذب هو الاخر، فالمراقد المقدسة في العراق وسوريا وغيرهما هي اولا وقبل كل شيء لرموزنا الدينية والوطنية والقومية انها لعرب وليست لفرس وهي لاجدادنا وليس للمجوس، وبناء على هذه الحقيقة فان المراقد الدينية المقدسة في العراق وسوريا وغيرها لم تمس وكانت محمية وتتلقى رعاية فريدة طوال 1300 عاما، وهذه الحقيقة بمفردها تثبت كذب الادعاء بوجود تهديد للمراقد المقدسة والذي لم يظهر الا بعد تولي خميني للحكم.
اذن قصة حماية المراقد المقدسة ليست سوى غطاء مكشوف لهدف استعماري عدواني تسترت به الاقطاعيات الاوربية ثم تسترت به الصهيونية والان تتستر به ايران الصفوية. هاتان الحقيقتان تكفيان لدعم موقفنا القومي والاسلامي الصحيح بشكل مطلق، فنحن بأزاء حملة استعمارية فارسية جديدة تدعمها امبرياليات الغرب الشائخة مباشرة، ولذلك فنضالنا القومي ضد التوسع الامبريالي الفارسي هو أيضا وبنفس الوقت جهاد مقدس ضد مستعمر غربي صليبي (الصليبية بمعناها اللغوي وليس الديني).

هذا الاعتراف الايراني الرسمي بالتدخل في العراق وسوريا ماذا يعني بالنسبة للعالم والامة العربية؟
بالنسبة للامة العربية المعنى الاكبر والاخطر هو ان ايران تعمل على غزو كافة الاقطار العربية عسكريا بعد ان اعدت له الغامها الطائفية داخل الاقطار العربية، بشكل خيول طروادة عرب تخلو عن عروبتهم من اجل طائفيتهم المقيتة، لذلك فالخطر المميت الان هو في سوريا والعراق، وبنفس الوقت فانه انغرس في قلب البحرين وكافة دول الخليج العربي ولبنان واليمن، وغرسته تنمو في الاردن والسودان وفلسطين والمغرب العربي. الغرسة الايرانية في الاقطار العربية هي الايدز القاتل الذي زرع ولم يظهر بعد في الاقطار الاخرى تماما مثل فايروس الايدز (HIV) الذي يدخل الجسم ولا يكتشف الابعد ان يحتل خلايا سليمة كثيرة ويحولها الى اداة تدمير للجسد الذي تنمو فيه.
الفايروس الطائفي الايراني هو فايروس الايدز ذاته ولن ينجو منه عربي حاكما او محكوما الا باستأصاله وتدميرة وهو في طور الاستعداد للتوسع. هذه هي مهمتنا الوطنية والقومية والدينية والانسانية الاكبر الان، نحن بأزاء خطر مميت اكثر من الخطر الصهيوني لسبب بسيط هو ان لدينا حصانة ضد الصهيونية وهي لذلك لا تستطيع اختراق الجسد العربي ومن تخترقه هو اصلا فاسد وساقط، اما الخطر الفارسي فهو مثل فايروس الايدز يدخل الجسم من خلال ادوات الجسم ذاته كالدم وغيره.
هذا الواقع الخطير يفرض علينا نحن العرب محكومين قبل الحكام ان نقف اليوم وقفة رجل واحد ضد الغزو الفارسي وان نعزل ونفضح بلا هوادة، اولا وقبل كل شيء، كل اولئك الممهدين للغزو الايراني الذين يقولون (لا تبالغوا في الخطر الايراني فهو صراع عادي بين حكومات يمكن حله بالتفاهم)، ثم تكون الخطوة التالية هي تسخير كافة الموارد العربية لخدمة المقاومة المسلحة في العراق وسوريا لطرد ايران وتحرير العراق وسوريا من غزوها، والعمل الجاد لاقتلاع اتباع ايران في البحرين والسودان واليمن ولبنان الى الابد وتحرير الخليج العربي كله من النفوذ الايراني وتحصين المغرب العربي ضد الايدز الايراني، وفقا لستراتيجية قومية واضحة.
الان وليس غدا هو وقت الرد على الغزو الايراني الرسمي من قبل كل العرب، ونكرر حكاما ومحكومين وبلا اي تمييز وتحشيد كافة القوى من اجل دحر ايران في القادسية الثالثة التي تجري الان في العراق وسوريا.
اما مغزى الاعلان الايراني عن تدخل ايران الرسمي في العراق بعد تدخلها في سوريا فهو، اولا وقبل كل شيء، تجريد لاوباما من ملابسه الداخلية وعرضه امام العالم عاريا، فاعلان ايران هو تحد مباشر للاعلان الرسمي للحكومة الامريكية بانها لن تسمح بالتدخل الايراني المباشر، بذلك التصريح قبلت امريكا رسميا بالتدخل غير المباشر لايران في العراق اما الان فايران تتحدى امريكا وتعلن انها تتدخل رسميا ايضا وليس بصورة غير رسمية فقط! فماذا سيقول اوباما؟ هل سيبلع تهديده بالرد اذا تدخلت ايران رسميا؟
الواقع يقول بان امريكا تدعم التدخل الايراني الشامل الرسمي وغير الرسمي في العراق وما قالته الحكومة الامريكية من انها ترفض التدخل المباشر ووضع كلمة (المباشر) بعد كلمة (التدخل) كان بحد ذاته رسالة امريكية رسمية صريحة لايران، تقول تدخلي ولكن بصورة غير رسمية! اذن الرفض الامريكي للتدخل الايراني كذبة كبرى مكشوفة مثل عشرات الاكاذيب الامريكية هدفها خداع بعض العرب وتحييد ردود افعالهم على التعاون الامريكي الايراني.
الاعلان الايراني عن التدخل الرسمي ليس تحديا لامريكا كما قد يظن البعض بل هو دعم مباشر للخطة الامريكية والصهيونية الاصلية وهي تقسيم وتقاسم الاقطار العربية، لذلك فالاعلان الايراني عن التدخل الرسمي امر متفق عليه مسبقا والدليل هو ان امريكا لن تفعل شيئا للرد على التدخل الايراني الرسمي، مع ان عليها ان ترد بقوة بطرق مختلفة منها قصف القوات الايرانية في العراق وطردها منه.
واذا خرج علينا متفيقه ليقول امريكا لا تستطيع خوض حرب مع ايران فنقول له : انتبه امريكا بقدراتها التكنولوجية والعسكرية البالغة التطور تستطيع تدمير ايران كلها عدة مرات ليس بالنووي بل بالاسلحة التقليدية دون ان ترسل جنديا واحدا الى ايران، لكن ايران، بدقة لغوية لابد منها، ذخيرة ستراتيجية (Strategic asset) لامريكا وللكيان الصهيوني، ما قلناه عندما كانت الحرب تدور بين العراق وايران في الثمانينيات من القرن الماضي، ونؤكده بقوة الان : نعم ايران اكبر واخطر ذخيرة ستراتيجية لامريكا وللكيان الصهيوني فهي التي تتولى تنفيذ اخطر واهم الاهداف الصهيوامريكية وهو تدمير الاقطار العربية دولا ومجتمعات وتقسيمها طائفيا وانهاء قدراتها لعدة عقود ولربما لعدة قرون اذا لم نقف وقفة رجل واحد لدحر ايران.
ايران الان تتحدي ما يسمى (المجتمع الدولي) هذه العجوز الشمطاء التي لم تبقي وسيلة الا واتبعتها لتدمير الامة العربية منذ غزو فلسطين وحتى الان، فالمجتمع الدولي هذا تدخل ضد العراق بحجة الكويت ودمره تدميرا شاملا، وتدخل في ليبيا لتدمير ليبيا، لكنه لا يتدخل حينما تكون ايران هي المنفذ للمخطط الصهيوامريكي- فارسي، في سوريا ايران هي المسيطر بالكامل وفي العراق حاولت السيطرة ففشلت لهذا تتدخل الان عسكريا وبكافة الطرق لتدمير العراق مكملة ما بدأته امريكا فيه. فاين المجتمع الدولي هذا؟ اين منظمات حقوق الانسان والحيوان التي ترفع صوتها عالية عندما تتعرض امراة للاضطهاد في بيتها من قبل زوجها في قطر عربي لكنها تمارس صمت الموتى تجاه مجازر امريكا وايران في العراق وسوريا وليبيا وغيرها؟
ايها العرب شعبا قبل الحكام اليوم يومنا، والتاريخ سيسجل اننا كنا رجالا يحترمون انفسهم فدافعوا عن وطنهم وهويتهم وطردوا المحتل، او انه سيقول كان هناك شعب اسمه الشعب العربي فقد رجولته وكرامته وترك فارس تبتلعه بلا مقاومة. انها معركة فلسطين الحقيقية لان فلسطين لن تتحرر والاقطار العربية تتعرض للتقسيم.
5-7-2014
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق