قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 8 يوليو 2014

بفعل اجرام المالكي وميليشياته الطائفية القذرة.. أكثر من مليون نازح عراقي يقضون رمضان بين القصف والجوع.. وتقرير يكشف فظائع حكومة الإجرام وطيرانها الحربي المتخصص بقتل المدنيين وهدم بيوتهم والتسبب بتشريدهم في ظل تواطؤ للمنظمات الانسانية \شهادات

بقلم: مصطفى العبيدي - بغداد ـ «القدس العربي»

 مع قدوم شهر رمضان الكريم تتفاقم أزمة النازحين بسبب المعارك الدائرة أو المهجرين قسرا بسبب المليشيات الطائفية في العديد من مدن ومناطق العراق. وينقل النازحون والقنوات الفضائية صورا مأساوية عن معاناة الذين اضطروا الى ترك بيوتهم ومزارعهم ومصالحهم للفرار أنفسهم مصطحبين عائلاتهم هربا من جحيم المعارك وبحثا عن ملجأ آمن.
ففي مدن الأنبار تزداد حركة نزوح المدنيين مع إستمرار المعارك بين الجماعات المسلحة والقوات الحكومية حيث ذكرت آخر الأخبار أن تنظيم داعش يجبر أهالي راوة وعانة والقائم على النزوح من هذه المدن التي تقع بالقرب من الحدود السورية مع تواصل القصف بالمدفعية والطائرات على الفلوجة والرمادي الذي دفع أكثر من نصف مليون مدني الى الهرب من المعارك قبل أن تبدأ التطورات في الموصل.
ويشير عبد الله البياتي الناشط في مجال حقوق الإنسان الى أن النزوح هو مأساة إنسانية يصعب وصفها إذ يكون الإنسان خلالها فاقدا لمقومات العيش الطبيعي لينتقل الى عالم المجهول. الا أن موجات النازحين الأوائل من الأنبار كانت افضل حظا من اللاجئين المتأخرين من الموصل وصلاح الدين وديالى حيث تمكن معظمهم من الحصول على أماكن لجوء مؤقت سواء في إقليم كردستان أو المدن الأخرى، أما النازحون لاحقا بعد أحداث الموصل فقد تقطعت السبل بمعظمهم عندما أصبح دخول الإقليم أكثر صعوبة وأحيانا مستحيلا كما أن العمليات العسكرية أدت الى قطع العديد من الطرق وضاعفت من أعداد النازحين.
ويحمل البياتي الحكومة والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية المسؤولية في مد يد العون لمساعدة النازحين والمهجرين للتخفيف من معاناتهم ولو بتوفير الإحتياجات الأساسية من الغذاء والدواء ومستلزمات السكن كالخيم والفرش.
وعند مداخل محافظة كركوك شمال العراق تجد المئات من نازحي تكريت يفترشون الطرق مع عائلاتهم ويقول الكثير منهم أنهم أجبروا على النزوح القسري عن منازلهم بسبب القصف العشوائي بالمدفعية والطائرات ودون أن يتمكنوا حتى من أخذ مقتنياتهم الشخصية وأموالهم، وقد وجد بعضهم ملجأ في المدارس والمساجد في كركوك والقرى وبعضهم يقيم في الهياكل الفارغة أو البيوت المهدمة وآخرون يبيتون داخل سياراتهم في العراء.
وأكد العديد من أهالي تكريت وبيجي للقنوات الفضائية ان مناطقهم كانت خالية من المسلحين ومع ذلك انصبت عليهم قذائف الجيش والطائرات عشوائيا كالمطر وسقط بعض المدنيين شهداء وجرحى دون إمكانية لإسعاف المصابين ونقلهم الى المستشفى بسبب قطع الطرق وشدة القصف.
وأعرب النازحون عن استغرابهم لغياب أي دعم أو مساعدة إنسانية من قبل الحكومة أو المنظمات الإنسانية لمساعدتهم في التخفيف من معاناتهم وتوفير بعض الإحتياجات الضرورية ومنها الخيم والمواد الغذائية.
أما نازحو ديالى فيقول الموجودون منهم عند نقاط الدخول الى كركوك أنهم أصبحوا بين سندان القصف الحكومي لمدنهم وتهديدات المليشيات الطائفية ومطرقة منع الدخول الى كركوك، حيث شكت عائلات نازحة من بعقوبة والخالص والعظيم للقنوات الفضائية أنهم هربوا من المعارك في مناطقهم وجاءوا الى كركوك ولكنهمفوجئوا بعدم موافقة السلطات الكردية على دخولهم بحجة ضرورة الحصول على كفيل كردي ليضمنهم وهو أمر صعب للغاية الآن وحتى الذين وجدوا كفيلا فقد رفضت السلطات دخولهم الى المحافظة دون ذكر السبب فأصبحوا عالقين في العراء لا يستطيعون العودة الى مناطقهم التي تدور فيها المعارك ولا أن يجدوا مكانا آمنا ولو مؤقتا في كركوك التي تعتبر المنفذ الوحيد أمامهم في هذه الفترة.
وفي نينوى حيث يتجه الهاربون من الموصل والحمدانية وبعشيقة وتلعفر في الغالب نحو محافظة دهوك شمالا لأنها الأقرب أشار النازحون عند المناطق القريبة من دهوك أن قوات البيشمركة الكردية قامت بوضع الكتل الكونكريتية لقطع طريق الموصل ـ اربيل والموصل ـ دهوك أمامهم مما أجبر الكثير من العائلات على خيارين أحلاهما مر وهو أما البقاء في العراء في سياراتهم أو العودة الى الموصل ومواجهة المخاطر الكبيرة جراء القصف الجوي وإنتشار الجماعات المسلحة مع توقع تعرض المدينة لهجمات من القوات الحكومية. كما أشار بعض النازحين الى أن سلطات الإقليم أصدرت قرارا أن النازحين العرب فيها يحق لهم مغادرة الإقليم ولكن دون عودة.
وكان اتساع مأساة النازحين دافعا للأمم المتحدة لزيادة مساعداتها للاجئين العراقيين بسبب العنف والتهجير القسري الذي وصل الى مليون نازح مع توقع المزيد بسبب التطورات. كما أعلنت رئيسة الهجرة والمهجرين النيابية لقاء مهدي «أن الحكومة خصصت مبالغ كبيرة للنازحين ولكن معظمها لم يصرف رغم أن وضع المهجرين صعب وهناك نقص في توفير احتياجاتهم الأساسية».
ومع تجاوز أعداد النازحين والمهجرين المليون حسب الأمم المتحدة وسط نقص حاد في إمكانيات توفير جزء من الإحتياجات الإنسانية لهم ومع تزايد انتشار مخيمات اللاجئين على مساحات واسعة من أرض العراق وخاصة في إقليم كردستان ومع عدم وجود آفاق لنهاية قريبة للعنف في العراق فليس أمامنا سوى الدعاء الى الله ان يعين هؤلاء الناس ويحاسب المتسبب في معاناتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق