قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 15 يوليو 2014

النص الحرفي لخطاب الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
النص الحرفي لخطاب الرفيق عزة إبراهيم
الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
شبكة البصرة
بسم الله الرحمن الرحيم
(وأخرى تحبونها نصر من الله وفتح قريب وبشر المؤمنين)
صدق الله العظيم
يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا المجيدة
أيها الرفاق المناضلون في وطننا العربي الكبير
أيها المقاتلون المجاهدون المنتصرون وطنيون وقوميون وإسلاميون
أحييكم جميعاً بتحية الجهاد والكفاح المسلح، من أرض الجهاد والكفاح، وأزف إليكم بشرى النصر العظيم الذي حققه شعب العراق العظيم وقواه المجاهدة الباسلة عبر كفاح دامٍ ومرير امتد أكثر من أحد عشر عاماً قدم فيها شعب العراق أكثر من مليوني شهيد.
إن يومي تحرير نينوى الحضارة والتأريخ وتحرير صلاح الدين مصنع الرجال والفرسان من أعظم أيام تاريخ العراق والعرب بعد أيام الفتح الإسلامي على عهد الحبيب صلى الله عليه وسلم وصحبه الأكرمين، إن تحرير نينوى وصلاح الدين والانتصارات المتلاحقة والمتواصلة والمتسارعة في الأنبار وفي ديالى وعلى مشارف بغداد وفي التأميم قد شكلت انعطافاً تاريخياً هائلاً في مسيرة الأمة الجهادية لتحقيق حريتها ووحدتها وبناء المستقبل الواعد لأجيالها القادمة.
حيا الله ثوار الشعب البواسل، شيوخ العشائر، الوطنيين المؤمنين الثابتين على منهج التحرير الشامل والكامل لعراق العروبة والإسلام.
حيا الله جيوش وفصائل الثورة، جيش رجال الطريقة النقشبندية، ومقاتلي الجيش الوطني الباسل، ومقاتلي القيادة العليا للجهاد والتحرير، ومقاتلي الجيش الإسلامي، ورجال كتائب ثورة العشرين الأبطال، ومقاتلي جيش المجاهدين، وبعض مجاميع أنصار السنة، وفي طليعة هؤلاء جميعاً أبطال وفرسان القاعدة والدولة الإسلامية.
فلهم مني تحية خاصة ملؤها الاعتزاز والتقدير والمحبة، تحية التقدير لقياداتهم التي أصدرت العفو العام عن كل من زلت قدمه، وخان نفسه وأهله ووطنه، ثم تاب إلى الله التواب الرحيم.
تحية إلى أهل نينوى الوطنيين والقوميين والإسلاميين، التاريخيين الحضاريين، هنيئاً لكم النصر العظيم وأدعوكم إلى التكاتف والتآزر والتآلف حول ثورتكم والدفاع عن إنجازكم التاريخي العظيم ونصركم المؤزر بكل ما تملكون من المال والأهل وكل من موقعه ومسؤوليته وقدرته على الأداء.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
يا أبناء أمتنا المجيدة
أيها المجاهدون الأبطال
إن ما حصل ويحصل اليوم من الانتصارات التاريخية لمسيرة شعبنا الجهادية هو الحصيلة والنتيجة الطبيعية والحتمية لجهاد شعبكم العراقي المجيد، وقواه الجهادية الفاعلة، والذي امتد على أكثر من أحد عشر عاماً، من القتال والصراع المتواصل، الليل مع النهار، أي في الليل والنهار، قدم فيه شعبكم العراقي العظيم، أكثر من مليوني شهيد، ومئات الآلاف من السجناء والمعتقلين، وملايين المشردين والمهجرين.

يا أبناء شعبنا العراقي العظيم
أيها الأحرار الغيارى في أمتنا
أيها المناضلون البعثيون في وطننا الكبير
أحد عشر عاماً وحزبكم الباسل يتعرض للاجتثاث الشامل والعميق، بل لا زال يتعرض للإبادة الجماعية، لقد تجاوز شهداء حزبكم المائة والستين ألف شهيد، لا يمر يوم واحد إلا ولنا فيه شهداء ومعتقلين على امتداد هذه السنين الطوال.
واعلموا أيها الرفاق ان الاستعمار الإيراني الصفوي الاستيطاني السرطاني ماضٍ وبقوة لابتلاع العراق أرضاً وشعباً، ثم التوجه إلى الأمة لابتلاع أقطار كاملة، وأجزاء واسعة من أرضها ومياها وخيراتها.
من هنا أيها الرفاق، من هنا يا أحرار الأمة ننظر ونقيم ما حصل من إنجازات وانتصارات لثورتنا ومسيرتنا الجهادية المباركة، ثم اليوم الأول للثورة المسلحة، إلى يومي تحرير نينوى وصلاح الدين، وما قدمت الانتفاضة ثم الثورة من تضحيات جسام.
أقول من هنا من هذا الأداء البطولي لثوار الشعب، ومن هذه التضحيات السخية ننظر إلى الثوار، ننظر إلى صانعي هذا الانتصار التاريخي الكبير، فأحييهم وأؤثرهم على نفسي ما دمت حياً، وإن رزقني الله الشهادة في سبيله لأشهدن لهم على هذا الإيمان، وهذا الأداء، وهذه التضحيات.
يا أبناء شعبنا الأبي يا أبناء أمتنا المجيدة
إن بلدنا قد تعرض لاجتياح فارسي صفوي تدميري، وخاصة بعد هروب الجيش الأمريكي من ميادين الصراع، وقدمت الإدارة الأمريكية هذا البلد الحضاري الإنساني العزيز لقمة سائغة لإيران الصفوية، بل تعرض بلدنا إلى استعمار إيراني صفوي استيطاني سرطاني لم يشهد التاريخ له مثيلاً، قد أهلك الحرث والنسل وهو موغل في جريمته وعلى مرأى ومسمع من الإدارة الأمريكية المجرمة.
وأقول للمتهالكين على العملية المخابراتية القذرة ان كل الذي يجري داخل أروقة هذه اللعبة ودستورها وبرلمانها ووزرائها وجيشها ومليشياتها وانتخاباتها هو لعبة ومناورة وتكتيك، تصب في هدف واحد وهو هدف المشروع الصفوي التدميري البغيض، ومن هذه الحقيقة وعلى هذا الأساس أقول يكفيكم خدمة ممتازة لهذا المشروع البغيض، يكفيكم عمالة وخيانة لبلدكم المهدد بالضياع.
ومن هذه الحقيقة وعلى أساسها أدعو جميع المشتركين والمتلوثين بهذه العملية القذرة أن ينفضوا أيديهم منها، ويتبرأوا من أهلها وصناعها، ويتوبوا إلى الله توبة نصوحة لا رجعة بعدها، ويلتحقوا بصفوف الثوار، وقد تحرر نصف بلدهم، وتحرير بغداد الحبيبة بات قوسين أو أدنى، فيساهموا كل على قدر طاقته وإمكانياته لاستكمال تحرير بلدهم العزيز، حيث لا عزة ولا شرف ولا كرامة لرجاله دون تحريره واستقلاله.

أيها المشاركون في هذه العملية القذرة
نصف العراق قد تحرر، وخرج من قبضة الاستعمار الصفوي ومشروعه البغيض، ورجع إلى حضن أهله وأمته، ولم تستطيعوا زحزحة شخص واحد من رجال الاستعمار الصفوي الفارسي خطوة واحدة عن غيه وإيغاله بدماء شعبكم، وأنتم تعلمون علم اليقين، أن المئات من رجال الاستعمار الصفوي يعملون معكم، وفيهم من هو أحرص من هذا الرجل على ترسيخ الاستعمار الفارسي في بلدكم، وقد خبرتموهم على مدى أكثر من أحد عشر عاماً. إنهم يحملون عقيدة واحدة، ويعملون من أجل هدف واحد، وهم على قلب رجل واحد، ويستلمون الأوامر من مصدر واحد، وان كل ما يحصل بينهم من تقاطعات واختلافات يقع تحت سقف تلك الأهداف الاستعمارية ولخدمتها.
أحد عشر عاماً لم تستطيعوا إصدار قرار واحد للعفو عن الأبرياء في السجون والمعتقلات الصفوية، وقد أصدر الثوار الأماجد، الذين تتهمهم الإمبريالية والاستعمار وعملاؤهم وأذنابهم وخدمهم بالإرهاب زوراً وبهتاناً ونفاقاًَ ودجلاً، في اليوم الأول لتحرير نينوى وصلاح الدين أصدروا عفواً عاماً عن كل من زلت قدمه وخان نفسه وأهله وبلده، فلا عذر لكم اليوم أمام الله والشعب والتاريخ، وأمام صناع الانتصارات التاريخية المجيدة، ثوار الشعب البواسل.
وفي ختام رسالتي الموجزة هذه، أقول للأحبة ثوار الشعب، ونفسي أولاً، علينا أن نتعظ من تجارب الماضي المريرة، ونفعل نجاحاتها ونوظفها في مسيرتنا الجهادية للتحرير الشامل، ونتجنب الأخطاء والهفوات والزلات، وأن نعلم جميعاً أن نصرنا الشامل يرتكز على عوامل ودعائم لا يمكن تجاوزها، لأن تجاوزها سيؤدي إلى الإخفاق والفشل والتقهقر والتراجع، مهما حققنا من انتصارات وإنجازات وتقدم.
الدعامة الأولى: هي إيماننا بالله وعدالة قضيتنا وبصدقنا وإخلاصنا لها.

الدعامة الثانية: هي وحدتنا، لأن تفرقنا هو العدو الأخطر والأكبر على مسيرتنا الجهادية، فمن أجل وحدتنا علينا أن نؤجل كل خلافاتنا مهما كان حجمها ونوعها، وذلك لأن هدف التحرير، هدف تحرير العراق العزيز من براثن الاستعمار الإيراني الصفوي الاستيطاني يسمو على كل الاختلافات.

الدعامة الثالثة: هو الالتصاق بالشعب، كل الشعب، من زاخو إلى الفاو، لأن الشعب هو الحاضنة الأمينة والقوية للجهاد والمجاهدين، وهو الداعم الأساسي والوحيد لمسيرتنا الجهادية. نرجو من إخوتنا في الفصائل الجهادية الإسلامية أن يسمو على الطائفية والعرقية والإقليمية والمدينية، وأن يعلموا أن شعبنا الأصيل الوفي في الجنوب وفي الفرات الأوسط هو الذي تصدى للعاصفة الخمينية الهوجاء في ثمانينات القرن الماضي، وهو الذي ركع الجيوش الصفوية الغازية، وقد قدم أغلى التضحيات وأوسعها، وهو اليوم أكثر فرحاً بانتصاراتنا من غيره من أبناء العراق لما وقع عليه من ظلم وتعسف بل من قتل وتشريد.

الدعامة الرابعة: هو العفو والصفح والغفران للمغفلين والذين زلت أقدامهم وللذين دفعتهم الحاجة الملحة للعمل في حكومة العملاء والخونة والأذلاء، تيمناً وتمسكاً بسنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي عفا عن الذين أهدر دمهم لشدة عدائهم وأذيتهم له وللمسلمين.

الدعامة الخامسة: أن لا نغتر بما نحقق من انتصارات وتقدم، ونبقى على الدوام متشبثين بعوامل انتصارنا الأساسية وعلى رأسها وحدتنا والالتحام مع شعبنا من أقصاه إلى أقصاه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق