قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 6 يوليو 2014

صلاح المختار : هل حان موعد اكل المسكوف في ابي نوأس؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هل حان موعد اكل المسكوف في ابي نوأس؟
شبكة البصرة
صلاح المختار
ليس غامضا الدافع الامريكي لتقديم كميات كبيرة من السلاح للمالكي كما اعلن اليوم 4-7 (بلغت 14مليون قطعة ذخيرة و7 الاف منظومة اسلحة واكثر من 390 صواريخ هلفاير)،فما جعل امريكا تستند على الدعم الايراني الكامل والرسمي لها في موضوع غزو العراق هو ذاته الذي يجعلها الان تدعم المالكي ويتطابق موقفها من الثورة العراقية مع الموقف الايراني، انها عملية اكمال المهمة الستراتيجية وليست مهمة جديدة.

ان تسليح المالكي بهذه الكميات والانواع من السلاح يهدف الى ما يلي :
1 – ايقاف عملية الانهيارات المتعاقبة لقوات المالكي ومن ثم زوال نظامه فحكومة المالكي التي صدمت حد الرعب بالانهيار الفضائحي الشامل لما كان يسمى (جيشا) والتي كانت تعتمد عليه في بقاءها سوف تزول فور اكتمال عملية الانهيارات، لذلك ولكي تتوفر امكانية تواصل حرب المالكي على الشعب العراقي لابد من اسناده بالسلاح والعتاد الكافي لتوقف عملية الانهيارات المتعاقبة.

2 – بما ان المقاتلين الحقيقيين في قوة المالكي هم العصابات المسلحة فان الاسلحة التي تحتاجها لمواصلة القتال عبارة عن اسلحة متوسطة وخفيفة وقليل من الاسلحة الثقيلة، فهؤلاء يستطيعون تعلم استخدامها، ومن قاتل منهم في سوريا وعاد الى العراق يعرف ذلك. وهذه المليشيات تتقن فقط الطرق الاساسية في استخدام هذه الاسلحة. لهذا فهم عاجزون عن تحقيق تقدم دائم ويقتصر دورهم على منع توسع الثورة ومشاغلتها واستنزافها وابطاء تقدمها، خصوصا محاولة منع انهيار النظام كله.
وهنا يجب التذكير بان هذه الاسلحة استخدمت على نطاق واسع ضد شعبنا في الانبار قبل تحرير نينوى وصلاح الدين وهي تستخدم الان ضد المحافظات الثائرة بما في ذلك مدن جنوبية ككربلاء لهذا فالاعلان عنها الان من قبل امريكا لا يغير الواقع الميداني.

3 – بتقديم هذه الكميات من الاسلحة تؤكد امريكا ما قلناه وهو انها تحاول تكرار السيناريو السوري في العراق اي ايصال جميع الاطراف (النظام وانصاره ومعارضية) الى حالة التوازن وعجز اي طرف عن حسم الصراع لصالحه. وهي التي تسمى باللغة الانكليزية (Stalemate)، والتي تعني عدة مفاهيم منها التوازن والجمود...الخ، ومن لا يفهم معنى هذا المصطلح العسكري الذي وضحناه لن يفهم ما تقوم به امريكا.

4 – ان استمرار المعارك الطاحنة وتمكين احد الاطراف من تحقيق تقدم لكنه يفقده بعد ذلك تكتيك معروف يفضي الى تدمير كافة الاطراف وانهاكها وتعجيزها، وفي فترة القتال هذه تدمر المدن والبنية التحتية وتشرذم الجماهير وتصاب بمقتل في نفسيتها، وتعاد الى فترة لا تقل عن 500 عام الى الماضي من حيث التقدم العلمي والاجتماعي والتكنولوجي، وفي تلك الوضعية الشاذة والمأساوية تصبح المواطنة وحب الوطن موضع تشكيك مادامت غريزة البقاء قد استيقظت وهيمنت على القيم والمبادئ والاخلاق والمصلحة الوطنية، لذلك يصبح ممكنا بروز من يدعو للتقسيم بصفته اقل الشرور ضررا.
في اطار هذا السيناريو الامريكي الواضح فان تسليح المالكي هدفه تشجيعه على مواصلة الحرب ومنعه من الوصول لحالة اليأس والهروب. وكما حصل في سوريا تريد امريكا عدم السماح ببقاء قوة فعالة تستطيع الحسم في العراق.

5 – اعتراض امريكا الرسمي على اعلان السيد مسعود البارزاني انه سيجري استفتاء على اعلان الاستقلال ليس سوى جزء من اللعبة الامريكية المعقدة والمتداخلة الاطراف، فلكي يبقى لامريكا انصار داخل العراق لابد من عدم الكشف عن كامل الموقف الامريكي وتبني خطوات تبدو ايجابية لكنها في الواقع مدمرة. الواجب الامريكي الان هو الاعداد الجيد لجحوش تضع هدف تقسيم العراق على ظهورها، انها تهيأهم وتدعمهم وتساعد على بروزهم وتلصق بوجوههم صورة العراقي المخلص لكنه يأس من ابقاء العراق موحدا لذلك فان الاقليم هو الشر الاقل ضررا وهو تجرع العلقم رغما عنه كما حصل لخميني بعد النصر العراقي.
مفتاح فهم ما تريده امريكا حقا هو مراقبة ما تقوم به في الواقع وليس ما تقوله عبر مسؤوليها او ما ينشره اعلامها المسيس حتى العظم. فمثلا ابرز دعاة تقسيم العراق وهو نائب الرئيس جو بايدن كان صاحب اخر واخطر مشروع لتقسيم العراق الى ثلاثة دويلات (كردية وسنية وشيعية) عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ وطرحه واقره مجلس الشيوخ في عام 2007، اعترضت الحكومة وقتها على تبني المشروع لانها كانت ترى الرفض ضرورة لابقاء جحوشها معها وعدم عزلهم عن الناس، بالاضافة لتوفير البيئة المناسبة التي تجعل التقسيم مطلبا عراقيا كما قال بايدن.
لهذا السبب وليس لغيره عين بايدن نائبا للرئيس الامريكي وكلف بتولي مسوؤلية ملف العراق، وهكذا سلمت امريكا الدجاجة للثعلب! لا تتوهموا قياسا على طريقة تفكيرنا بان بايدن نسى مشروعه الذي تبناه مجلس الشيوخ فالمسؤول الامريكي عبد للمؤسسة التي جعلته مسؤولا ولا مجال لديه للتكتكة كما يفعل عرب كثر، وموافقة مجلس الشيوخ اعدت القاعدة القانونية لعمل لاحق في وقت مناسب وهذا الوقت هو الانسب، لذلك علينا مراقبة تحركات بايدن لنعرف ما تخبئه امريكا لعراقنا.

6 – البديهية التي ننصح بعدم نسيانها هي انه لا السلاح الامريكي ولا السلاح الروسي ولا التدخل الايراني الواسع النطاق ولا التدخل الامريكي الانتقائي سيوقف الثورة وما سيحققه فقط هو زيادة اكلاف الانتصار الحاسم، فالمبادرة الحاسمة مازالت بيد الثوار وهم متقدمون بمراحل على ميليشيات المالكي والقوات الايرانية في العراق، هم اصحاب الارض والحق وعقيدتهم الوطنية تحركهم دوما نحو النصر الحاسم.

ما العمل؟ الحل الوحيد لحسم مسالة التوازن المدمر في الحرب واسقاط الخطة الامريكية هو في تنفيذ نفس ستراتيجية العراق اثناء الحرب مع ايران، والتي شهدت تطبيق امريكا نفس السيناريو اي جعل الحرب مستمرة بلا توقف حتى ينهار العراق وايران من الداخل فتتوفر الفرصة لامريكا لاعادة ترتيب اوضاعهما كما تريد. العراق العظيم قرر كسر هذه الحلقة المفرغة والقاتلة بتسجيل نصر حاسم انهى التوازن (Stalemate) انطلاقا من معركة الفاو التي كانت اعلانا عمليا عن التفوق العراقي الكامل وانهاء فترة الجمود المصطنع.
المطلوب الان من عسكر الثورة الميدانيين خطة عسكرية لكسر حالة تشبه الجمود برزت بعد التدخل الايراني الشامل عسكريا والتدخل الامريكي الانتقائي لصالح المالكي، وبامكان الثوار تحقيق ذلك الهدف وهو عملي، وتبقى الضربة النفسية هي اقوى سلاح بيد الثوار وهم يعرفون كيف تتحق تلك الضربة النفسية التي تجر الى انهيارات شاملة في الوسط والجنوب كما حصل في الغرب والشمال والشرقالم يحن الوقت للمسكوف في ابي نوأس؟
4-7-2014
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق