كيف نزيف التاريخ؟ كيف نعلم الأطفال القتل؟ | ||
17/04/2012 | ||
حين يذهب أي منا أثناء النهار الى مقهى انترنيت في بلاد العالم الثالث، نجده عادة غاصا بالأطفال والشباب الهاربين من مدارسهم أفواجا وجماعات من اجل الانغماس بحماسة مفرطة يصحبها الصراخ والتهليل والشتائم البذيئة، في الألعاب الألكترونية التي تصور معارك طاحنة، في شوارع ومدن مألوفة. على مدى السنوات الماضية، كانت دائما شوارع ومدنا وقرى عراقية. وفي مقاهي او مكاتب الأنترنيت الرائجة، قد يخصص صاحب المكان مساحة خاصة للألعاب فقط بعيدا عن مدمني الانترنيت، وتكون المشاركة في اللعب عادة بأجر أقل تشجيعا لفقراء الطلاب على الحضور. هذا هو أخطر أنواع تشكيل العقول . دعك من البروباغندا التي تنهال على رؤوسنا من اجهزة التلفزيون ووسائل الميديا الأخرى بشكل افلام او برامج جذابة او حوارات الخ. لأنه حتى هذه تأتيك وأنت جالس وسط العائلة ، ربما تستطيع مناقشتها او دحضها او تصديقها، او تكتفي بإغلاق التلفزيون واصدار اوامر للاطفال بالنوم. ولكن حين يخرج ابنك الى المدرسة، وقبل ان يعود الى البيت قد يعرج على دكان الالعاب الألكترونية المقام في كراج في اول شارعكم ، وينغمس فجأة بألعاب الدم ، ويتحول الجمع اللاعب الى قطيع من الضواري الهائجة التي يتحدد انتصارها بالقتل وسفك الدماء فقط، لن ينفع بعد ذلك - مع العقل الصغير الآخذ في التشكل والتعرف على الحياة- اية نصيحة او حتى محاولة للتهدئة أو تفسير الأمور. هل جربت ان تسكت صراخ وهتاف اللاعبين اثناء لعبهم؟ ومن ناحية اخرى هل فكرت من وراء انتاج هذه الألعاب؟ هل تساءلت لماذا تتركز أفكار اللعبة الألكترونية الرائجة على القتال؟ دعوني أكشف لكم. جذب انتباهي لهذا الموضوع أن شركة اسمها كوما Kuma مقرها في نيويورك وهي شركة خاصة كما يقولون ولكنها تعمل بإشراف ومساعدة من الحكومة الأمريكية لانتاج ألعاب حربية توزع مجانا على أطفال وشباب العرب والمسلمين لغسل عقولهم وتزييف تاريخ بلادهم (لأن بعض الألعاب باللغة العربية) وعلى الشباب الأمريكي لتحفزيهم للانضمام للجيش او المارينز. الالعاب تمجد (بطولات الجيش الأمريكي) وهي تدعوك للعب اما منفردا او ضمن فريق (يسمى SQUAD اقتباسا من المصطلحات العسكرية) ودائما يقوم اللاعب بدور العسكري الأمريكي او العميل ضد الأشرار. آخر لعبة انتجتها الشركة هي (اقتل القذافي) بعنوان "سقوط سرت" ويقوم اللاعب بدور ثوار الناتو وتشترك في اللعبة طائرات بدون طيار الخ. وكأن جريمة اغتيال القذافي البشعة التي وقعت خارج اطر القوانين الانسانية جديرة بإعادة بثها بالدماء والوحشية لإطفالنا. ميزة هذه الألعاب انها تعيد انتاج المعارك من وجهة نظر الجيش الأمريكي. وتقدم معها معلومات من الواقع عن البلاد المستهدفة : جغرافيتها، بيوتها، شوارعها ، ليس هناك خيال الا الأكاذيب حول من هم (الاشرار) ومن هم (الاخيار). موقع الشركة يتيح لك تنزيل اية لعبة مجانا وبدء اللعب بها فورا. في البحث عن الشركة ، وجدت انها تأسست في 2003 مع غزو العراق وبدأت اول انتاجها في 2004 بفيلم عن (عدي وقصي: المعركة الأخيرة) وهي قصة مقتل ولدي الرئيس صدام حسين (بجزأين)
صورة من لعبة قتل عدي وقصي
وبعدها توالت الافلام عن العراق. اعتقال الرئيس صدام حسين، معركة الفلوجة ، سامراء، مدينة الصدر، مقتل الزرقاوي الخ هناك قائمة لا تنتهي من المعارك (البطولية) من وجهة النظر الأمريكية في العراق. الافلام حول العراق تأخذ حيزا كبيرا، في حين ان هناك العاب اخرى في اماكن اخرى من العالم منها قصة مقتل بن لادن من وجهة السرد الأمريكي طبعا والذي ضحك العالم من فجاجته، ولكن التاريخ يكتبه ، ليس المنتصرون، وانما من يملك وسائل الميديا في العالم. الألعاب تسمى (مهام) missions وهي كما اشرت تنتج بالتعاون مع الجيش الأمريكي. وهنا قائمة بالألعاب (المهام) التي نفذها الجيش الأمريكي في العراق وسواه،والمطلوب من أطفالنا الانضمام للغزاة وتعلم تدمير بلادهم وقتل مواطنيهم بشغف ولذة.المعلومات أعلاه من هذا المصدر وهذا المصدر. وقد لفتت شركة كوما الأنظار حين اعتقلت ايران في اواخر 2011 شخصا يحمل الجنسيتين الايرانية والامريكية اسمه أمير ميرزا حكمتي بتهمة التجسس، وأظهرته في (اعترافات تلفزيونية) وتعرفون أني لا اعترف بمثل هذه الاعترافات المتلفزة، ولكن اللافت في موضوعنا هو ان يشار الى أن حكمتي وهو عسكري مارينز سابق، عمل فترة في الاستخبارات والسي آي أي، ثم في شركة كوما التي قالت ايران في تقريرها وعلى لسان حكمتي انها واجهة للسي آي أي، ولها علاقة بوكالة DARPA (وكالة مشاريع الأبحاث العسكرية المتقدمة) معلومات وافرة عنها هنا. وفي التقرير ان حكمتي عمل في وكالة مشاريع البحوث العسكرية المتقدمة (داربا) بين عامي 2005 و2007 وعلى لسانه "بعد داربا عملت مع شركة العاب كوما وهي شركة العاب الكترونية تستلم اموالا من السي آي أي لتصميم وصناعة افلام خاصة والعاب كومبيوتر لتغيير افكار الرأي العام في الشرق الاوسط وتوزيعها بين سكان الشرق الاوسط مجانا. وهدف كوما هو اقناع الناس في العالم والعراق بأن ماتقوم به امريكا في العراق ودول اخرى هو جيد ومقبول" أمير ميرزا حكمتي أصدقاء حكمتي وأقاربه في الولايات المتحدة ينفون عنه تهمة التجسس ويقولون انه مولود في اريزونا من اصل ايراني ويحمل الجنسيتين الايرانية والامريكية . انضم الى المارينز وخدم معهم كمترجم للغة العربية (في العراق؟) . ثم عمل بعد ذلك في شركة صناعة عسكرية هي BAE في عام 2010 لمدة بضعة اشهر ثم التحق بعمل آخر.) (المصدر) في 2006 قال مسؤولون في كوما بأن الشركة قد تعاقدت مع الحكومة الامريكية لتصميم تكنولوجيا العاب للمساعدة في تدريب القوات المسلحة. ولكنهم قالوا ان الشركة اصلا تستهدف الجمهور المدني . السؤال هو: إذا كانت الالعاب للمساعدة في تدريب القوات المسلحة، لماذا تعرض مجانا على الجميع؟ كيف تستفيد هذه الشركة ماديا وتستمر في انتاج بضاعتها وهيو انتاج ضخم مكلف، إذا كانت تعرضها مجانا على قارعة الانترنيت؟ ** مقالة مهمة حول امير حكمتي واعترافاته ودور شركة كوما سبق أن تناولنا في الغار موضوع الألعاب الألكترونية هنا وهنا. |
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأربعاء، 18 أبريل 2012
كيف نزيف التاريخ؟ كيف نعلم الأطفال القتل؟
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق