بلال الهاشمي
هل ستحقق الأنظمة الـ (متأسلمة) طموح الشعوب العربية بعد أن تصل للسلطة؟!، هذا هو السؤال المطروح ، وقبل أن نتكلم في هذا الموضوع سنرد مسبقاً على من سيوجه لنا تهمة المساس بالأسلام ونقول .. إن الجهات الـ (متأسلمة) التي ظهرت اليوم على الساحة العربية ، والشخصيات المتسترة بعباءة الدين ، لايمثل أي منهما شيئاً من الأسلام العظيم ، حتى وإن تكلموا بالفصحى وأطلقوا لحاهم ، فليس كل من أطلق لحيته أصبح قديساً ، فـ (راسبوتين) كانت له لحية وكذلك الخميني الرجيم (خلده الله في قعر جهنم) ، لا قصد أن أطلاق اللحية أجتهاد شخصي معيب أو أنه ليس من الأسلام ، لكن البعض أتخذ منها وسيلة ليظهر برداء الأيمان والتقوى في مجتمع يميل نحو الأسلام ، مثال على ذلك المرائي "ممدوح إسماعيل" الذي رفع الآذان في مجلس النواب ، وأنا أجزم أنه فعلها حباً في الظهور والبروز أمام الكامرات ، فإذا كان لديه كل هذا الحرص لماذا لم يذهب إلى شارع "الهرم" ويدعو الناس للصلاة!!، كما أن تلك الجهات والشخصيات لو كان فيها من الأسلام شيء حقيقي ما أفرغ أعداء الأسلام الساحة لها لتصول وتجول وترفع أعناقها نحو قمة الهرم السلطوي ، ولايتبجح أحد بالقول أن صناديق الأقتراع هي الفصل ، لأن في العراق إيضاً صعدت الأحزاب (المتأسلمة) الموالية لإيران إلى قمة الهرم السلطوي ، فهل أختارها الشعب وأفرزتها صناديق الأقتراع؟!، بالتأكيد أنها وصلت بتزكية أمريكية تحت مظلة ما يسمى بـ (الانتخابات) ، ولايختلف أثنان على ذلك ، فأمريكا خسرت الألاف من جنودها في العراق وصرفت المليارات من أجل مصالحها ، فهل يعقل أن تقبل بمن يختاره الشعب؟!، أي صناديق أقتراع وأنتخابات يتكلم عنها المغفلون!!، "كونداليزا رايس" قالت أمام لجنة التحقيق في مجلس الشيوخ الأمريكي "يجب أن ندعم تغيير الأنظمة العربية ونأتي بغيرها .. بما فيها الأنظمة الصديقة"!!، وحديثها هذا سبق الزلزال الذي حدث في المنطقة العربية ، وقد ظهر البديل بثوب الدين ، ولماذا نذهب بعيداً ، الصهيوني "ليفي برنارد" كان بين (الثوار) يسرح ويمرح ، وفي ليبيا أجتمع بـ "مصطفى محمد عبد الجليل" ما يسمى برئيس المجلس الأنتقالي ، فماذا يعني هذا؟!، وقد يسأل البعض عن أسباب دعم أمريكا والصهاينة للأحزاب والشخصيات (المتأسلمة) ، والجواب بسيط .. عندما تربط السلطة السياسية أو الأجتماعية بالدين فأن السلبيات ستنعكس على الدين ، وسأضرب مثال عن ذلك .. في إيران تعرضت امرأة للأغتصاب من قبل حراس أحد سجون الخميني الرجيم (خلده الله في قعر جهنم) وكسرت ساقها ، وكانت النتيجة أن تركت تلك المرأة الدين الأسلامي وتنصرت!!، لأنها حمّلت الدين الأسلامي مسؤولية أفعال بعض السفاحين الذين يمثلون سلطة متسترة برداء الدين!!، وهذا واقع يجب أن نحسب حسابه ، ونتجنبه بعزل الدين عن السياسة والسلطة بجميع أشكالها لنحمي الأسلام العظيم ، كما فعل الغرب من قبل ، فقد عانت أوربا عقود طويلة من سلطة الكنيسة وتدخل رجال الدين في السياسة والمجتمع ، حتى بات الناس على حافة النفور من الدين ، فأدى ذلك إلى عزل الكنيسة في الفاتيكان وتحديد دورها بالشؤون الدينية ، ومن هذه التجربة يعلم الغرب أن تسليط (المتأسلمين) وربطهم بالسياسة والمجتمع في الدول العربية سيؤدي إلى ظهور خلاف ما بين الشعب (المسلم) والسلطة المتسترة بالدين ، وبالتالي ينعكس ذلك على الأسلام نفسه ، كما أنعكس تسلط الكنيسة على موقف الشعب الأوربي من الدين ، ولنا في النظام الإيراني وطالبان خير مثال.
قد يظن البعض أن العبد لله يتهم كل المنتمين للتيارات الأسلامية بالدجل!!، لا .. المقصود بـالمتأسلمين هم الذين أرتدوا عباءة الدين وطالبوا بالسلطة ، وهم الخطر الحقيقي على الأسلام والمجتمع ، فهؤلاء لايردعهم شيء لأنهم يحسبون أن سلطتهم مستمدة من السماء ، وقانونهم لايحمي الناس وإنما يجعلهم عبيداً ، وعقابهم شديد لارحمه فيه ولامغفرة ، ومن الملاحظ أن أول ما فعله المتأسلمون في مصر هو الحكم بأثر رجعي!!، فقد حملوا تحت أبطهم ملفات قديمة لتصفية الحسابات ، فحكموا على "عادل أمام" بالسجن ثلاث أشهر لأنه مثل أدوار تسيء إلى المتسترين بالدين ، وطالبوا برجم "سمية الخشاب" .. والحبل على الجرار ، والأهم من هذا وذاك عادت أحكام التكفير التي طالت كل من يستخدم (مكائن الحلاقة) ، وعلى سبيل المثال .. قال الدجال (وجدي غنيم) أن "حزب البعث" حزب كافر!!، لماذا .. لأن البعثيون فصلوا الدين عن السياسة ، وقد فات "غنيم" أن البعثيون جنبوا الدين الأسلامي الأنتقاد والأنقلاب والشتم الذي تتعرض له الدولة والحكومة ، فعندما ينتقد أحد ما سياسة الدولة فأن ذلك يعود على خلفية الحكومة ، فأذا ما كانت خلفيتها أسلامية فأن ذلك يجعل من الدين عرضة للنقد والتوبيخ ، فمن هو الأفضل من يحمي الدين ويرتقي به أم من يجعله عرضة للتطاول؟!، ومع هذا فأن الدستور الذي وضعه البعثيون في العراق ينص على أن دين الدولة الرسمي هو الأسلام ، والقوانين التي شرعها (الدستور) مصدرها الدين الأسلامي ، وحكومة البعث التي كان يرأسها الشهيد صدام حسين (رحمه الله) شيدت على مدى خمسة وثلاثون عاماً صروح تعليمية ومساجد وفرضت الأمن والعيش الكريم للمواطن ، فماذا سيقدم المتأسلمون يا "غنيم" للشعب المصري؟!، كم مدرسة سيبنون ومسجداً؟!، يكفي أن صدام حسين (رحمه الله) ضرب الكيان الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني حتى آخر لحظاته ، فهل يستطيع المتأسلمون إلغاء أتفاقية "كامب ديفد" وتوقيف تصدير سعف النخيل والغاز إلى الكيان الصهيوني؟!، لقد أدعى المتأسلمون من قبل أنهم قتلوا "أنور السادات" لأنه وقع أتفاقية "كامب ديفد"!!، لكنهم اليوم بدأوا بالترويج للأبقاء عليها ، بحجة أن الرسول محمد (صلى الله وعليه وسلم) كانت له أتفاقيات مع اليهود!!، يبدو أن الأسلام في نظر المتأسلمين ليس أكثر من لحية ، سبحة وطاقية (بالعراقي عرقجين)!!.
في الأمس قال المتأسلمون في مصر "أننا لن نقدم مرشحاً للرئاسة" ، إما اليوم فقد بات مرشحيهم كل عشرة بـ (فلس)!!، ليس هذا وحسب ، وإنما أزاحوا آخرين عن طريقهم ، فقد أصدروا "فتوى" على شكل قانون يمنع ترشيح من كانت له صلة عمل بـ (النظام السابق)!!، والمقصود من ذلك هم "أحمد شفيق" و "عمر سليمان" ، المسألة شبيهة بلعبة (أجتثاث البعث) التي حدثت في العراق ، ومن جانب آخر سمحوا لـ "حازم أبو اسماعيل" أن يدخل الأنتخابات بعد أن فركشوا قضية الجنسية البريطانية التي تمتلكها والدته ، من المؤكد أن البعض سيقول أن القضاء المصري برء ساحته من هذه القضية ومنحه شهادة بذلك ، وهذا يذكرني بقضية الحرامي "فلاح السوداني" الذي برءه قضاء حزب الدعوة في العراق ساحته رغم المليارات التي نهبها!!، وزيادة في كشف وجوه الدجل ، ذهب المدعو "محمد خيرت الشاطر" إلى الأزهر كدعاية أنتخابية ، وما أن نطق أحد الحضور بكلمة واحدة حتى أغلق فمه بالقوة ومنع من الحديث!!، طيب .. إليس تكميم الأفواه من أفعال الدكتاتورية؟!، إذا كانت "الشاطر" يمنع الناس من الأعتراض وهو لازال مرشحاً ، فماذا سيفعل عندما يكون رئيس؟!.
على أثر موضوع سابق تكلمت فيه عن "الأسلام السياسي" وصلتني رسالة من أحد الأخوة يقول فيها .. "أن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ربط الدين بالسياسة ، فلماذا تخشى اليوم من ربط الدين بالدولة ولدينا تلك التجربة العظيمة؟!"، وحتى لا يطرح نفس السؤال مجدداً سأجيب مسبقاً .. نحن نعلم أن لا وجه للمقارنة بين الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وهؤلاء الدجالين ، لكن على سبيل المجادلة هل سيقبل أحد من المتأسلمين أن يحلق لحيته من أجل قضية ما؟!، الرسول (صلى الله عليه وسلم) أستبدل "محمد رسول الله" بـ "محمد أبن عبد الله" في الرسالة التي بعثها إلى هرقل!!، وهذا يعني أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يكن متزمتاً وعصبياً كما هو حال "متأسلمي" اليوم الذين حرموا كل شيء ، وجعلوا من الدين عسراً على المسلمين ، ثم أن الرسول عندما وصل إلى مكة لم يأخذ بثأر أو يطالب برجم امرأة ، بينما "الجماعة" جاءوا واسنانهم باشطة!!، بإختصار .. إذا ما ثبت أن في المتأسلمين ثلاثون بالمائة من أحد الخلفاء الراشديين الأربعة (رضي الله عنهم أجمعين) ، سأكون سباقاً في التأييد والمباركة ، لكننا أمام دعاة سلطة وطلاب كراسي .. وفي الختام .. أعتذر لكل من أرتدى ثوب الدين إيماناً وتحسباً.
قد يظن البعض أن العبد لله يتهم كل المنتمين للتيارات الأسلامية بالدجل!!، لا .. المقصود بـالمتأسلمين هم الذين أرتدوا عباءة الدين وطالبوا بالسلطة ، وهم الخطر الحقيقي على الأسلام والمجتمع ، فهؤلاء لايردعهم شيء لأنهم يحسبون أن سلطتهم مستمدة من السماء ، وقانونهم لايحمي الناس وإنما يجعلهم عبيداً ، وعقابهم شديد لارحمه فيه ولامغفرة ، ومن الملاحظ أن أول ما فعله المتأسلمون في مصر هو الحكم بأثر رجعي!!، فقد حملوا تحت أبطهم ملفات قديمة لتصفية الحسابات ، فحكموا على "عادل أمام" بالسجن ثلاث أشهر لأنه مثل أدوار تسيء إلى المتسترين بالدين ، وطالبوا برجم "سمية الخشاب" .. والحبل على الجرار ، والأهم من هذا وذاك عادت أحكام التكفير التي طالت كل من يستخدم (مكائن الحلاقة) ، وعلى سبيل المثال .. قال الدجال (وجدي غنيم) أن "حزب البعث" حزب كافر!!، لماذا .. لأن البعثيون فصلوا الدين عن السياسة ، وقد فات "غنيم" أن البعثيون جنبوا الدين الأسلامي الأنتقاد والأنقلاب والشتم الذي تتعرض له الدولة والحكومة ، فعندما ينتقد أحد ما سياسة الدولة فأن ذلك يعود على خلفية الحكومة ، فأذا ما كانت خلفيتها أسلامية فأن ذلك يجعل من الدين عرضة للنقد والتوبيخ ، فمن هو الأفضل من يحمي الدين ويرتقي به أم من يجعله عرضة للتطاول؟!، ومع هذا فأن الدستور الذي وضعه البعثيون في العراق ينص على أن دين الدولة الرسمي هو الأسلام ، والقوانين التي شرعها (الدستور) مصدرها الدين الأسلامي ، وحكومة البعث التي كان يرأسها الشهيد صدام حسين (رحمه الله) شيدت على مدى خمسة وثلاثون عاماً صروح تعليمية ومساجد وفرضت الأمن والعيش الكريم للمواطن ، فماذا سيقدم المتأسلمون يا "غنيم" للشعب المصري؟!، كم مدرسة سيبنون ومسجداً؟!، يكفي أن صدام حسين (رحمه الله) ضرب الكيان الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني حتى آخر لحظاته ، فهل يستطيع المتأسلمون إلغاء أتفاقية "كامب ديفد" وتوقيف تصدير سعف النخيل والغاز إلى الكيان الصهيوني؟!، لقد أدعى المتأسلمون من قبل أنهم قتلوا "أنور السادات" لأنه وقع أتفاقية "كامب ديفد"!!، لكنهم اليوم بدأوا بالترويج للأبقاء عليها ، بحجة أن الرسول محمد (صلى الله وعليه وسلم) كانت له أتفاقيات مع اليهود!!، يبدو أن الأسلام في نظر المتأسلمين ليس أكثر من لحية ، سبحة وطاقية (بالعراقي عرقجين)!!.
في الأمس قال المتأسلمون في مصر "أننا لن نقدم مرشحاً للرئاسة" ، إما اليوم فقد بات مرشحيهم كل عشرة بـ (فلس)!!، ليس هذا وحسب ، وإنما أزاحوا آخرين عن طريقهم ، فقد أصدروا "فتوى" على شكل قانون يمنع ترشيح من كانت له صلة عمل بـ (النظام السابق)!!، والمقصود من ذلك هم "أحمد شفيق" و "عمر سليمان" ، المسألة شبيهة بلعبة (أجتثاث البعث) التي حدثت في العراق ، ومن جانب آخر سمحوا لـ "حازم أبو اسماعيل" أن يدخل الأنتخابات بعد أن فركشوا قضية الجنسية البريطانية التي تمتلكها والدته ، من المؤكد أن البعض سيقول أن القضاء المصري برء ساحته من هذه القضية ومنحه شهادة بذلك ، وهذا يذكرني بقضية الحرامي "فلاح السوداني" الذي برءه قضاء حزب الدعوة في العراق ساحته رغم المليارات التي نهبها!!، وزيادة في كشف وجوه الدجل ، ذهب المدعو "محمد خيرت الشاطر" إلى الأزهر كدعاية أنتخابية ، وما أن نطق أحد الحضور بكلمة واحدة حتى أغلق فمه بالقوة ومنع من الحديث!!، طيب .. إليس تكميم الأفواه من أفعال الدكتاتورية؟!، إذا كانت "الشاطر" يمنع الناس من الأعتراض وهو لازال مرشحاً ، فماذا سيفعل عندما يكون رئيس؟!.
على أثر موضوع سابق تكلمت فيه عن "الأسلام السياسي" وصلتني رسالة من أحد الأخوة يقول فيها .. "أن الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) ربط الدين بالسياسة ، فلماذا تخشى اليوم من ربط الدين بالدولة ولدينا تلك التجربة العظيمة؟!"، وحتى لا يطرح نفس السؤال مجدداً سأجيب مسبقاً .. نحن نعلم أن لا وجه للمقارنة بين الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) وهؤلاء الدجالين ، لكن على سبيل المجادلة هل سيقبل أحد من المتأسلمين أن يحلق لحيته من أجل قضية ما؟!، الرسول (صلى الله عليه وسلم) أستبدل "محمد رسول الله" بـ "محمد أبن عبد الله" في الرسالة التي بعثها إلى هرقل!!، وهذا يعني أن الرسول (صلى الله عليه وسلم) لم يكن متزمتاً وعصبياً كما هو حال "متأسلمي" اليوم الذين حرموا كل شيء ، وجعلوا من الدين عسراً على المسلمين ، ثم أن الرسول عندما وصل إلى مكة لم يأخذ بثأر أو يطالب برجم امرأة ، بينما "الجماعة" جاءوا واسنانهم باشطة!!، بإختصار .. إذا ما ثبت أن في المتأسلمين ثلاثون بالمائة من أحد الخلفاء الراشديين الأربعة (رضي الله عنهم أجمعين) ، سأكون سباقاً في التأييد والمباركة ، لكننا أمام دعاة سلطة وطلاب كراسي .. وفي الختام .. أعتذر لكل من أرتدى ثوب الدين إيماناً وتحسباً.
بلال الهاشمي
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
http:// alhashmibilal.blogspot.com/
12/نيسان/2012
باحث في الشؤون الإيرانية والتاريخ الصفوي
http:// alhashmibilal.blogspot.com/
12/نيسان/2012
المصدر: منتديات كتاب المقاومة العراقية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق