|
الصوره من الفيس بوك |
بقدر ما تبديه المرحلة من غيوم متراكمة بصيغة الفعل المقرون بالتيئيس بل القتل لما هو قومي فان عديد الفجوات داخل هذه الغيوم تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أو التخمين من أن المشروع القومي بكل مكوناته قائما وجدانيا في ضمير الشعب و لم تتمكن كل الأفعال من تغييبه أو طمسه في جانبه الفكري أو في ما هو ميداني معبرا عنه و يعود الفضل في ذلك إلي ثورة 17/30ـ تموز/جويلية ـ 1968 بما خلقته من ايجابيات و بما رسمته من طرق تطبيق مستقلة رؤية و إرادة و استشرافا لما يمكن أن يكون من اعتراضات تستهدف أن لا يكون للأمة العربية أي دور في البناء الحضاري للإنسانية... تفعيل هذه الايجابيات تفرض علي القوميين عامة و البعثيين من غير القطر العراقي خاصة جملة أساسيات ما إن أخذوا بها قطعا ستتبخر الغيوم التي تحجب رؤيتهم لواقعهم و تمكنهم من اكتساب الأداة القادرة علي النهوض بالأمة لا بل الانتقال من صيغة المراوحة و الدفاع السلبي في الساحة العربية و الاقتراب خطوات بمفهوم الفعل المكمل إلي مرحلة البناء و الهجوم الايجابي الذي تمارسه المقاومة العراقية الباسلة بمختلف فصائلها الجهادية..تفعيل يستوجب ما يلي : · قتل الأنا بداخلهم و اعتبار نفسهم الحالة الخييرة في الأمة التي لا ينقصها الاقتدار علي تحمل الفعل مع الآخر و لا النقاش و تحمل بناء تصور مشترك سواء بصيغة الفترة أو المرحلة... · أن يقلعوا عن تحويل مفردات الفكر القومي إلي قوانين جامدة و الوقوف عند الاستذكار للمنجز في التجربة تاريخا و المتجاوز واقعا نتيجة حجم الهجمة و التوترات المستهدفة للأمة لأن في فعل ذلك يتحول القانون إلي غطاء للردة و الانحراف و التغني بالموروث إلي نوع من إقناع الذات في أنها قدمت واجبها في حده الأدنى... بما يعطل صيغ الإضافة الناضحة عن المعاناة و يغيب لديهم القدرة علي توظيف اللحظات القائمة في الواقع المحسوس و يفوت فرصة الخطوة الحاسمة إلي أمام علي طريق أهدافهم الإستراتيجية.. · نعم إن الدفع المستمر للإنسان العربي عامة و العراقي خاصة بصيغ متعددة و بذيئة حد الكارثية كما هي في العراق و الضغط المركز علي الجوانب الغريزية فيه قطعا تدفعه في نهاية المطاف إلي التفكير الغريزي الذي لا يري أمامه إلا طريقين كلاهما مر علقم فينحرف رغبة في الحياة إلي الأقل مرارة...دون استخداما للعقل الذي عندما يوضع هكذا موضع...للخروج منه يجب اعتماد الرؤيا بالصفحات... لا أن يحصروا أنفسهم ضمن رؤية الصفحة الواحدة... بما يجعلهم يراوحون في ذات المكان بصيغة العلم/الإشارة التي يهتدي بها الآخر أي في شكل الرقم المستخدم لا الرقم الفاعل و المؤثر... · استعادة مفهوم الفعل المقتحم الإرادي بما يجعلهم يخلقون الحدث و النقاش فيه تماما كما تفعل المقاومة العراقية.. لا المجرورين وراء النقاش لحدث يخلقه غيرهم... من خلال هكذا تصور يستعيد الوطنيون و القوميون كل القوميين موقعهم كعماد لخيمة الأمة في فعلها التحرري... استعادة تجعل كل منهم تماما كأي قائد من قادة الفتوحات العربية الإسلامية يفكر بمنطق المسؤول علي أمة بالكامل يتمثلها في جيشه المحدود العدد قياسا بالمناطق المكلف بفتحها...لكونه يري وجوده الذاتي في وجود الأمة و المحافظة عليها في توجهاتها المعنوية...لا وجودا منعزلا بصيغة الذات الطامحة لما هو محدود... هكذا كان قادة نموذج البناء الحضاري للأمة الذي خلقته رسالتها الخالدة في بعثها الأول و من روح هذا النموذج استقت ثورة السابع عشر/الثلاثين من تموز 1968 خصائصها سواء البشرية أو المادية التطبيقية... و عليها بنت مثالها كتجربة رائدة في تاريخ الأمة الحديث بما يجعلها تعبيرا صادقا عن بعثها الثاني... رأت قوتها في أن تكون جزءا من أمة قوية... لا في غريزة البقاء بأي شكل من الأشكال و لو علي حساب الآخر... بناءا علي قدرة متقدمة لقادتها في قراءة الواقع القطري في مختلف جوانبه و أثره القومي فالعراق : ـ يوجد من الناحية الجغرافية في منطقة تعرف في الجغرافية السياسية بمنطقة تقابل الحضارات أو النفوذ... قراءة سريعة لتاريخ العراق القديم/الوسيط/الحديث تقدم فهما لذلك... منطقة مفتاح بأكثر من صيغة و بالاتجاهين الايجابي و السلبي لعل أهمها و بدون الدخول في التفاصيل (التوحد و التوافق//التقابل و الصراع). ـ يمتلك أكبر خزان من المواد الأولية المعلن منها و غير المعلن... المسرب منها للدراسة أو ذلك المحتفظ به و غير معلن... ـ يمتلك إنسان متحفز دوما للبناء و الإبداع...كلما توفر له الأمن و الأمان...حالة امتلكها عبر الحقب التاريخية و ما عرفه من حضارات أنتجت تراكم قيمي من الصعب بل من المستحيل أن تجده في شعب من شعوب الدنيا حتى عند غيره من العرب رغم تعدد الخصائص المشتركة و تفرعاتها... ـ العراق عامة و حتى 1968 كان من الناحية الاجتماعية يتميز بمجتمع الخيام المتعددة الولاءات تكبر الخيمة حسبما يتوفر لها من مصالح ذاتية و تصغر منزوية كلما قلت الاستفادة... لذلك كان العراق ثقافيا و علميا و من حيث البناء و النهوض معطلا و خارج دائرة الفعل...بكلمة واحدة "مجتمع الكاتب و الباحث العراقي ـ علي الوردي ـ" مجتمع الفعل و رد الفعل الغريزي حتى في الأغاني و تقاسيمها الموسيقية تجد هذا الوصف دون أن نتكلم علي الخيام الممتدة و المفعلة من أطراف إقليمية أو دولية بصيغة مخابرات و عصابات... فهل بقي العراق هكذا في الفترة اللاحقة؟ · منذ 1968 بدأ التغيير صعودا و شموخا لا للعراقي في تعامله مع واقعه و إنما للعراق كحالة عامة في نظر الآخر...و لعل أبرز ما يميز ذلك تمزيق خيام الولاءات المتعددة لفائدة خيمة الوطن... العراق من زاخو إلي الفاو... فمن صنع هذا التحول؟ صنعته إرادة العراقيين بكل أطيافهم الاثنية و الدينية و المذهبية... المعلنة و المجسمة واقعا أو تلك المحدودة و الغير بائنة ميدانيا...طبيعي صعود اقترن بإبداعات علمية و ثقافية... صعود اقترن بتنامي الإنتاج و تنوعه...و أفضي إلي كم هام من النتائج.
* تصفية شبكات التجسس الصهيو- أنقلو – أمركية و مرتكزاتها الإجتماعية و الطائفية سنة1969/1970 – 1976/1978.
* إصلاح زراعي قطع مع بقايا الإقطاع الذي طبع النظام الاجتماعي الذي كان سائدا في العراق حتى بداية السبعينات و المرتكز على القبلية. * إرساء مؤسسات الحكم الذاتي بالمنطقة الكردية تطبيقا لبيان آذار(مارس) 1970 و ذلك سنة 1975 و تراجع الأحزاب الكردية عنه بدفع من شاه إيران آنذاك و ما واكب ذلك من مواجهات و خسائر بشرية. * تأميم النفط كاملا و ظهور عديد المؤسسات الصناعية الوطنية في مختلف المجالات اعتمادا على كفاءات وطنية و ما أفرزه من تنوع في دعائم الاقتصاد الوطني. * تجديد التعليم و تعدد مؤسساته بما يخدم حاجة المؤسسات الوطنية و يخلق الأرضية الملائمة للتطور التكنولوجي عنوان العصر. * تأمين المجال الجغرافي الوطني في وجه الأعداء التقليديين الذي عبرت عنه الحرب العراقية الإيرانية وما أفضت إليه من امتلاك العراق لقوة عسكرية هامة. * العمل على خلق انفراج سياسي داخلي من خلال طرح مسودة دستور للنقاش يقطع مع حالة الشد التي فرضتها مرحلة البناء الهيكلي و التنظيمي للمجتمع العراقي بكل مكوناته العرقية والطائفية و للدولة الوطنية و ذلك سنة 1989 – 1990. كم من النتائج لم يكن من السهل القبول بها من عدة أطراف منها ما هو إقليمي و منها ما هو عالمي...ليحصل ما يحصل للعراق...لا لأن البعث هو من كان المسؤول علي ذلك... حتى ولو قام بذلك أي نظام غير النظام الوطني بعنوانه المعروف البعث و لكنه يتعامل بذات الصيغ و المفاهيم التي يتعامل بها البعث و يتجه بها إلي ذات الهدف المعلن للبعث و نظامه الوطني... ... في العودة إلي سنة العدوان الثلاثيني 1991...و الخطاب السائد إعلاما مكتوبا أو مسموعا العرب بمثقفيهم بجماهيرهم كلهم مع العراق في مظاهراتهم في جلساتهم الخاصة و العامة...عدد محدود و غير محسوب من كان ينظر و لا يتجرأ علي استخدام لفظة أمريكا علي لسانه... بما في ذلك الصحفيين في مقالاتهم... أنظمة في حد ذاتها..رغم الحماية الأمريكية لها كانت تهرب في التفسير إلي الشرعية الدولية لمداراة خيباتها "الوطنية"... لماذا؟ العربي يعشق القوة يعشق الأنفة و العزة... يحلم بها... إنها الموروث الاجتماعي و المتراكم المعرفي من الفعل الحضاري عامة و لحياة القبيلة في ما تطرحه من رابطة تضامن خاصة... في دراسة جامعية صادرة عن جامعة هادلبارغ ألمانيا لأستاذ متخصص في اللغات القديمة "كلمة الأحرار عند الأكاديين ـ أول إمبراطورية تأسست بعد السوماريون و عاصمتها أكاد في العراق هي (غريبو.. أو.. عريبو) كما أطلقوها علي المجموعات القبلية التي تعيش في غرب الإمبراطورية و هم العرب... هذا موروث تعمل كل القوي المستهدفة للأمة علي طمسه أو قتله إن أمكن لها ذلك...من هنا كانت السياسة الأمريكية في جانب من جوانب إستراتيجية الصدمة و الترويع... لذلك نري التيئيس الذي ساد بعد احتلال العراق و محاصرة المقاومة بالصيغة و الشكل المعاش...و عندما انفجر البالون الشعبي نتيجة الكبت... و خوفا من استعادة ذلك الشعور...عملوا علي التشويه من خلال التوظيف المقيت المؤشر سواء بصيغة الفعل في ليبيا كما هو في العراق أو بصيغة الخطاب كما يرد علي لسان القرضاوي و راشد الغنوشي أو برهان غليون المثقف المنبت... إنهم يتجهون إلي المجتمع عامة بالشكل العامل علي إعادة صياغته في أن تكون أمثاله ومثله من غير واقعه في أن تكون رموزه و هاماته من غير تربته و مجتمعه... بما يجعله منتمي شكليا لواقعه و منفصلا روحيا عنه... لذلك هدفنا يجب أن يكون تسفيه ذلك بالحشد وراء القوة الأساسية المشتبكة مع أمريكا منذ 1991 بشكل مباشر و حتى الآن **المقاومة العراقية** إعلاميا أو ماديا... إسقاط أمريكا في العراق كمشروع سواء في شكله المباشر أو غير المباشر الذي يمثله التمدد الإيراني... إسقاط لها في كل الساحات العربية... و استعادة المجتمع في علاقاته بموروثه كما هو استعادة الأمة لحقها في التحرر و الاستقلال و الفعل الحضاري بصيغه الانسانية السمحة... 16/07/2012 |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق