قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 8 يوليو 2012

في ضؤ لقاءات الرفيق عزة ابراهيم مع رفاقه : القائد المؤمن محرك المشاعر نحو الجهاد


سْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
في ضؤ لقاءات الرفيق عزة ابراهيم مع رفاقه :
القائد المؤمن محرك المشاعر نحو الجهاد
شبكة البصرة
د. حسن طوالبه
بمقدار ما اثارت لقاءات الرفيق الامين العام للحزب عزة ابراهيم مع رفاقه المجاهدين في الحزب وفي المقاومة عموما مشاعر الفخر والثقة بالنفس لدى كل البعثيين الصادقين، بمقدار ما اثارت الرعب في قلوب الجبناء الذين قدموا على الدبابات الامريكية، وتحالفوا مع الشيطان من اجل الحكم ليس الا.
نعرف جيدا ان الغرب والصهيونية يضمرون الحقد والكيد ضد القومية العربية وضد دعاة القومية وفي مقدمتهم حزب البعث العربي الاشتراكي، وقد عملت هذه القوى مع الحاقدين والموتورين من العربان اصحاب العقائد الاممية من الاسلاميين الاميريكان والامميين الشيوعيين ممن ناصبوا القومية العربية العداء بدعوى الدعوة الاممية، على النيل من هيبة البعث ومن صمود البعثيين.
لقد تصيد هؤلاء الحاقدون اخطاء التجارب القومية في البلدان العربية لكي ينالوا من الفكر القومي بالتأمر الداخلي تارة، وبالتحالف مع الاجنبي تارة اخرى. وكان المثال الصارخ هو تحالف الاحزاب الدينية السياسية الطائفية الموالية "لولاية الفقيه" في ايران، مع الغازي والمحتل الامريكي، من اجل اسقاط النظام الوطني في العراق، بدعوى انه نظام مركزي، ومن اجل تطبيق الديمقراطية على النموذج الغربي، الذي يغلب الديمقراطية على الامن الوطني وعلى السيادة الوطنية.
النظام العراقي الجديد الذي اوهم نفسه والاخرين من اتباعة انه سيجعل العراق جنة في الشرق الاوسط، باع البلد الى الامريكان والى ايران بدون مقابل، وكان الاحرى بهذا النظام الخسيس ان ينتصر للشعب العراقي ويطالب بحقوقه من الغازي المحتل، والذي اهدر الدم العراقي وشرد الملايين من ابناء الشعب خارج ديارهم، ويتم قرابة مليون ونصف من الاطفال وزاد من عدد الارامل. وصار البلد الذي يقف على بحيرات من النفط من افقر البلدان في المنطقة، فلا كهرباء ولا ماء ولا خدمات ولا امن، بل صارت الساحة العراقية مسرحا للارهابيين من كل حدب وصوب، وتفنن الارهابيون في تعذيب الابرياء بل في ذبحهم مثل ذبح الشياه، ومن شاهد الافلام التي يذبح فيها العراقي مثل الخراف تقشعر له الابدان ويندى له الجبين لبشاعة المشهد الذي لا ينبئ عن انسانية ولا دين سماوي او قوانين وضعية.
الارهابيون الجدد "حكام المنطقة السوداء" نفذوا قانون (بول بريمر)، بحل الجيش العراقي البطل الذي كان يشكل شوكة في حلق الكيان الصهيوني ونظام الملالي في ايران، كما نفذوا قانون "اجتثاث البعث"، فقتلوا اكثر من 140 الف بعثي مناضل، واعتقلوا الالوف منهم بدون تهمة واضحة بل كان الاعتقال لمجرد الاشتباه او من اجل الاحتراز او التحسب، او تلفيق التهم، مثل "ان البعثيين يدبرون انقلابا على سلطة المالكي"، ولم يكتفوا بهذه الاعمال المنافية للوطنية او الدين او القانون، بل ما زالوا يغذون الارهابيين امثال (ابو درع) او "العصائب"، ويمدونهم بالسلاح والاموال والحماية والرعاية، من اجل اغتيال البعثيين وخاصة ضباط الجيش العراقي السابق، ولم يكن مستغربا ان يأمر المالكي بالافراج عن عتاة الارهابيين امثال ابو درع وامثاله من حزب اللات اللبناني وقوات القدس التابعة للحرس الايراني والعصائب، من اجل معاونته في تصفية البعثيين في كل المحافظات. ولكن هيهات للارهابيين ان ينالوا من المجاهدين الذين نذروا انفسهم من اجل العراق الحر والمستقل الموحد بارضه وشعبه وبكل قومياته وطوائفه واديانه.
لقد اعتقد المالكي وحزبه العميل لايران والولايات المتحدة ان بمقدوره ان يقضي على حزب البعث بالقتل والاعتقال والتشريد، وقد جرب كل الاساليب والوسائل للوصول الى هذا الغرض، ولكن البعث صامد مرابط مجاهد برجاله الابطال والمجاهدين الذين هزموا القوات الامريكية واذاقوهم مر الهزيمة وانسحبوا مدحورين خاسئين الى بلدهم يجرون اذيال الخيبة التي سوف تتحدث عنها الاجيال الامريكية فيما بعد. ومن حق المقاومة العراقية الباسلة ان تحتفظ لنفسها قصب السبق في نظرية الحرب الشعبية ضد القوات الغازية الامريكية والغربية بعامة.ومن المفيد ان تستثمر الكليات العسكرية العربية وتدخل تجربة المقاومة العراقية في مناهجها الدراسية.
بعد تسع سنوات على الاحتلال والغزو الغربي للعراق، وبعد الانتصار الباهر الذي حققه ابطال البعث المجاهدين من خلال كل الفصائل المجاهدة، تجدد البعث وصار اكثر حيوية وتأثيرا في كسب الجماهير الشعبية التي امنت ان المقاومة هي سبيلها الى الحرية والسيادة والاستقلال الناجزوالتحرر من الاحتلالين الامريكي والايراني وان البعث الذي خبروه في السنوات الماضية هو الوفي للوطن الموحد والقادر على السير بالعراق نحو الرقي والنمو والنهضة والتقدم.
خلال السنوات التسع الماضية اشاعت الحكومة الطائفية الكثير من الاخبار الكاذبة التي تخص الرفيق المجاهد عزة ابراهيم وعن حالته الصحية، ولكن تلك الاكاذيب سرعان ما دحضتها الحقائق على الارض، ويظهر الرفيق المجاهد وهو يجتمع برفاقه في العقيدة والجهاد، ويرسم لهم الطريق نحو التحرر من الاحتلاليين وكنس جرذانهما من العراق بالكامل. وقد بدأ لقاءاته بالرفاق المجاهدين في واسط ثم في ذي قار واخيرا وليس اخرا في بغداد الكرامة والجهاد والبناء والاخوة والوحدة.
من قراءتنا لاحاديث الرفيق الامين العام للحزب الثلاثة وبالذات في خطابه في ذكرى مولد البعث العظيم، نلمس الثقة بالنفس لدى القائد رغم كل التحديات التي تواجه العراق والامة العربية وتجعلها تمر في مرحلة مخاض عسير، فلم يفقد ثقته برفاق دربه في العراق وفي الوطن العربي، رغم بعض النكسات او الالتواءات من البعض ممن خانتهم قيم الرجولة وتخلوا عن العقيدة الجهادية.
لقد ملاء صدره وقلبه الايمان والاعتزاز بالعراق والامة العربية وتاريخها المجيد، رغم ان الامة تمر بمخاض صعب ومعقد، لانه يؤمن ان الامة ايضا تمر بمرحلة خلق جديدة تنسلخ فيها عن القشرة القديمة، وتعمل على طرد مفاهيمها السابقة بما يجعلها اكثر قدرة على التاثير والخلق. لان بذور الحياة وامكانات التطور موجودة في ابناء الامة العربية. ولم تجلب حالات الانكسار في الميدان او في بعض الجبهات الياس الى نفس القائد او المجاهدين معه.
الامة العربية التي يؤمن البعث انها امة الرسالة الخالة امة غنية في امكانياتها وقدرتها على النمو وعلى التعلم والصيرورة في كل المجالات العلمية، وقد كانت تجربة التصنيع العسكري والصناعات الثقيلة كافية لتؤكد هذه المقولة، كما ان الامة قادرة على التواصل الثقافي في اتجاهات التكون والصيرورة، والامة رغم كل النكسات اكثر استعدادا لتقبل الخسائر في ساحات الصراع، لان لديها القدرة على النهوض من جديد ولو من تحت الرماد.
ولا ننسى ارادة الخيرين في ابناء الامة في كل اقطارها، الذين قاوموا كل محاولات تشويه صورة البعث العظيم، او التقليل من شأن المقاومة العراقية الباسلة، والايحاء بان انسحاب القوات الامريكية جاء بفعل العمل السياسي للحكومة العميلة، وليس بفعل العمليات الجهادية التي اوقعت الوف القتلى ومئات الوف الجرحى اضافة الخسائر في المعدات والاموال التي قدرت بالوف المليارات من الدولارات.
ان صمود البعث في ظل الحصار والارهاب الطائفي الذي تمارسه حكومة المالكي اعاد الثقة لابناء الامة في قدرتها على تجاوز هذه الصعوبات والتحديات، والرد العملي على كل عمليات تشويه صورة الامة العربية وفكرة القومية العربية.
اعاد الرفيق عزة ابراهيم لرفاقه والى الامة العربية الامل في امكانية تصحيح المسار نحو التقدم والنهضة والتحرر، لانه بات الرمز القيادي الوفي لمبادئه التي امن بها منذ صباه، والمجاهد الصلب المؤمن بالله القوي ناصر عباده المؤمنين، واعطى لرفاقه النموذج الايماني المخلص لرسالة الخير والعطاء، واعطى لكل المجاهدين الدرس البليغ في الصمود والمطاولة والاصرار على تحقيق النصر مهما كانت قوة العدو. وبهذا العزم الايماني تحقق النصر على القوات الامريكية التي تمتلك كل مقومات القوة المادية.
شبكة البصرة
السبت 17 شعبان 1433 / 7 تموز 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق