قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 8 يوليو 2015

صلاح المختار : لماذا تطيل امريكا المفاوضات مع اسرائيل الشرقية؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لماذا تطيل امريكا المفاوضات مع اسرائيل الشرقية؟
شبكة البصرة
صلاح المختار
مرة اخرى نؤكد على صواب الحقيقة التالية : امريكا تستطيع بكل سهولة وبلا اي تعقيدات شل القدرات الدفاعية العسكرية والفنية لاسرائيل الشرقية بما لديها من امكانيات تكنولوجية متقدمة نشرت معلومات عن الكثير منها في السنوات العشرة الاخيرة وهي قادرة على تعطيل الدفاعات الفارسية بجزء بسيط من تلك القدرات الهائلة ومنع الفرس من الرد على اي هجوم امريكي عليها بضرب حقول النفط في الخليج العربي. وهو الحجة التي استخدمتها جهات عديدة لتفسير عدم قصف اسرائيل الشرقية. المختصون في التكنولوجيا العسكرية افضل من يؤيد هذه الحقيقة وما جرى للعراق منذ عام 1991 وحتى الان يؤكد ايضا تلك الحقيقة لان القدرات التكنولوجية الامريكية نجحت في شل اغلب القوات المسلحة العراقية ومنعتها من الرد خصوصا عندما دخلت قوات الاحتلال بغداد.
لم اذن لا تستخدم امريكا قدراتها الهائلة لشل اسرائيل الشرقية واخضاعها لما تريده وتتركها تعربد وتحتل وتقتل الاف العرب شهريا في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين وغيرها؟ لنتفق قبل كل شيء وطبقا لمانراه من وقائع دامغة على ان امريكا لا تريد اخضاع اسرائيل الشرقية الان وليس هناك تهديد فارسي للمصالح الامريكية والاسرائيلية الغربية بل هناك مصلحة ستراتيجية امريكية واسرائيلية غربية بدعم التوسع الاستعماري لاسرائيل الشرقية على حساب العرب، وتلك بديهية يمكن لاي مراقب للاحداث ان يتوصل اليها بلا عناء كبير، خصوصا بعد الاعترافات المتبادلة الامريكية والفارسية بوجود التقاء مصالح بينهما.

في ضوء ما تقدم فان امريكا تطيل المفاوضات وتشجع اسرائيل الشرقية على التمادي في المماطلة لعدة اسباب منها ما يلي :
1- اعطاء انطباع عالمي بان اسرائيل الشرقية تملك القدرة على فرض ما تريده بفضل امكانياتها وامتلاكها وسائل الحاق الضرر بالغرب وبذلك تسهل على حكومات الغرب تقديم تنازلات لها دون رفض شعبي لتلك التنازلات.

2- تعظيم العناد الفارسي نتيجة زرع فكرة مضللة وهي ان اسرائيل الشرقية قادرة على فرض ما تريد وتقارن ذلك بسرعة ضرب العراق وعدم اعطاءه فرصة طويلة حتى للرد على العروض والشروط الغربية. ومن المعروف عن النخب الفارسية انها متطرفة في عنادها وتمسكها بما تريده وعندما ترى هذه النخب ان امريكا مضطرة لاطالة المفاوضات وتبدي صبرا كبيرا فانها تزداد تطرفا وعنادا وهذا ما تريده امريكا لاطالة الصراعات وعدم توقفها نتيجة تعب واستنزاف كافة الاطراف.

3- المبالغة في قدرات اسرائيل الشرقية هدفها اقناع اعضاء الكونغرس الامريكي والبرلمانات الاوربية بان عدم الاتفاق سوف يحمّل كل الغرب اعباء صراع مكلف مع اسرائيل الشرقية ولذلك فافضل الحلول واقلها ضررا هو اعطاءها مكاسب تمنع تحمل اعباء حروب وازمات حادة مكلفة معها.

4- لنلاحظ ان اسرائيل الشرقية ومنذ اكثر من سنة قد تعرضت لاقسى واقصى استنزاف بسبب حربها المتعددة الجبهات ضد العرب في العراق وسوريا ولبنان واليمن وما تقدمه لنغولها من دعم مالي لاعلامها واحزابها،وبما ان مخطط تقسيم الاقطار العربية لم يصل بعد الى نتيجته رغم كل الفتن الطائفية التي اشعلتها اسرائيل الغربية وكان متوقعا انها كافية للتقسيم فان المطلوب من وجهة نظر امريكية واسرائيلية غربية عدم السماح بانهيار الموقف العسكري الفارسي وضرورة تواصله لاجل اكمال مشروع تقسيم الاقطار العربية كلها.

5- المطلوب امريكيا وصهيونيا في المستقبل القريب هو اكمال تأهيل اسرائيل الشرقية لتكون عضوا فعالا ومنسجما في النظام المسمى (الشرق الاوسط الجديد)، ولهذا فان تعظيم صورتها واقتران ذلك بالتركيز على عناصر متطرفة في النظام ونقدها واعتبارها تهدد المصالح الغربية ليس سوى تمهيد لاحداث تعديلات او انقلاب سلمي على الارجح داخل اسرائيل الشرقية من اجل ابعاد تلك العناصر وتحميلها مسؤولية الجرائم التي ارتكبتها وتحول النظام الى حليف رسمي منسجم مع امريكا وغيرها ويقوم بدور اقليمي مدعوم رسميا ايضا من قبل النيتو.

وطبقا لذلك نكرر ما قلناه مرارا من ان اسرائيل الشرقية القوية مصلحة ستراتيجية امريكية واسرائيلية غربية وعلينا شعبا عربيا واحدا – رغم انوف كافة اشكال الصهيونية - وحكاما مهما كانت هويتهم وضع هذه الحقيقة امامنا خصوصا عندما يحاول اي ممثل لامريكا خداعنا بالتظاهر بانه ينتقد اسرائيل الشرقية ويبين مخاطرها وضرورة تحجيمها.
نكرر وكي لا تغيب عن رؤيتنا مفاتيح الفهم السليم ان الاساس والجوهر في دعم امريكا واسرائيل الغربية ودول اوربية لاسرائيل الشرقية هو وجود دافع ستراتيجي – وليس تكتيكي - وهو امتلاكها ادوات نشر الفتن الطائفية في الوطن العربي، اي التنظيمات الطائفية التابعة لها، وبما ان نشر الفتن الطائفية هو الهدف المركزي لاسرائيل الغربية وامريكا ودول اوربية لذلك فدعم حكام طهران في هذه المرحلة من متطلبات تلك الخطة. اما السبب الاخر لدعم حكام طهران فهو تاريخ العلاقات بين العرب والفرس وهو تاريخ حافل بالصراعات الدموية وماتركته من عداوات وثأرات كثيرة لذلك فان ايران اكثر من لديه الاستعداد لتقديم كافة انواع التضحية من اجل الحاق الهزيمة بالعرب وتقسيمهم وتقاسمهم. اما اخر سبب فهو ان الغرب كله لا يريد خوض حروب بجيوشه وان خير بديل رخيص وجاهز يحفظ دماء الغربيين ومالهم هو دعم اسرائيل الشرقية لتقوم بالنيابة عنهم وبالاصالة عن نفسها بتدمير العرب شعبا وانظمة وهوية.
الانقاذ الحقيقي وهو ممكن جدا يبدأ من عدم تجاهل او جهل هذه الحقائق.
Almukhtar44@gmail.com
6-7-2015
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق