قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

السبت، 17 أكتوبر 2015

صلاح المختار : من فلسطين الى العراق المقاومة وليس المساومة ضمانة التحرير

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
من فلسطين الى العراق المقاومة وليس المساومة ضمانة التحرير
شبكة البصرة
صلاح المختار
تلقيت رسالة مؤثرة جدا من شيخ فلسطيني قرأ مقالتي (القتال بالسكين جهاد مقدس يغسل عار المستسلمين) وصف نفسه بانه اب لثلاثة شهداء قال فيها : (كنت حزينا جدا لانني افتقدت كتاباتك عن فلسطين منذ الثمانيينات من القرن الماضي رغم انك كنت من بين ابرز كتاب فلسطين والان وبعد ان قرأت مقالتك حول انتفاضة السكين شعرت بان امتنا مازالت بخير فعندما يكتب العراقي الذي يذبح عراقه عن فلسطين فان الامة العربية لن تموت فتحية لارض بابل ورمزها الكبير).
هذه الرسالة ولمن لا يعرف تشير الى خلفيتي ككاتب ومناضل فمنذ بدات اكتب في بداية الستينيات كانت فلسطين هي محور كتاباتي وكتبي ودراساتي ولهذا صرت عضوا في الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين منذ منتصف السعينيات، من بين قلة من العراقيين الذين نالوا شرف ارتباط اسمهم باسم فلسطين المقدس، وعرف عني انني وقفت بقوة مع جبهة الرفض الفلسطينية التي ناضلت ضد تيار الصلح مع اسرائيل الغربية ورفضته بحزم وكتبت ضد هذا النزوع الاستسلامي الذي يفرط بالارض والهوية والمستقبل وقد اثبتت كل التطورات اللاحقة ان موقفنا الرافض للاستسلام هو الصحيح بالمطلق والتمام والكمال، ولكن حينما تدفق الايدز الخميني في مطلع عام 1980 على العراق ورفع شعارا صدمني انا العربي العراقي الجنسية الفلسطيني الالتزام وهو (تحرير القدس يمر عبر تحرير بغداد وكربلاء) ادركت ام معركة فلسطين الرئيسة انتقلت الى العراق فحولت بندقيتي الى اسرائيل الشرقية لانها تولت نيابة عن توأمها اسرائيل الغربية مهمة تدمير المركز القومي العربي الاخير الصامد وهو عراق صدام حسين والبعث.
ايها الشيخ الفلسطيني يا اب الشهداء الثلاثة الابرار انا لم اتوقف لحظة عن الكتابة عن تحرير فلسطين ابدا فاينما وجدت مقاومة تحرير اكتب عنها مدافعا بثبات ولكنني لا اكتب عن الخنوع وترك المقاومة الا لكشف اضراره ونتائجه، وكل كلمة كتبتها وكل صوت اطلقته اكشف فيه حقيقة الخمينية وحكام اسرائيل الشرقية هي رصاصة توجه الى مركز الصهوينة العالمية التي استخدمت خميني وخامنئي كاداة لتحقيق اخطر انقلاب ستراتيجي في التاريخ العربي الحديث وهو الانتقال من مقاومة ومقاتلة الصهيونية وداعميها الى الانشغال بالدفاع عن البوابة الشرقية للوطن العربي التي اخذت تتعرض لمحاولات الغزو الشامل.
الصهيونية وجدت ان الخمينية ونظام الملالي في طهران هو الانجح في تدمير الامة العربية ومحو الهوية العربية عن طريق اشعال الفتن الطائفية في الوطن العربي، وبما ان الانتقال الى العراق لصنع فلسطين اخرى في اطار المخطط الصهيوني القديم قد دشنته طهران فان كل نضال لحماية العراق من الغزو الفارسي هو ارساء لاسس تحرير فلسطين مادامت فلسطين هي قضية العرب كلهم ولان الصهيونية استهدفت كل العرب انطلاقا من فلسطين اولا للوصول الى اسرائيل التواراتية من الفرات الى النيل.
عندما ندحر الخمينية ونمنع احتلالها للعراق نحافظ على القوة الرئيسة ذخرا لفلسطين الاولى ولكل فلسطين جديدة ستدفع على مذبح الصهيونية، والتاريخ يشهد بان العراق هو الاكثر التصاقا بفلسطين عبر اكثر من ثلاثة الاف عام منذ نبوخذ نصر الى صدام الشهيد، واليوم وكل الاقطار العربية اما صارت فلسطينات اخرى مثل العراق وسوريا واليمن واقطار عربية اخرى تنتظر دورها لتصبح فلسطينا اخرى فاننا نعزز قناعتنا بان تحرير العراق سيكون بداية تحرير فلسطين وبالمقابل فان اي انتفاضة فلسطينية ومهما كانت حدتها اسهام مباشر في تعزيز روح المقاومة العراقية وادامة لها على طريق التحرير الشامل، وبهذا الترابط العضوي بين فصائل مقاومتنا العربية في كل قطر عربي محتل سواء من اسرائيل الغربية او توأمها اسرائيل الشرقية او سيدتهما امريكا، فان النضال العربي المسلح يكتسب عمقه ويستعيد اصالته ويمتلك نبع ديمومته.
من يتنازل عن اول فلسطين سيبيع كل فلسطين اخرى ومن يدافع عن اول فلسطين احتلت فانه سيوقد نيران المقاومة المسلحة في كافة الفلسطينات الاخرى، ومادمنا كلنا اصبحنا فلسطين من المحيط الاطلسي الى اليمن فان مقاومتنا يجب ان تستمر ونيرانها يجب او تتسع، فالعجلة اذا توقفت عن الدوران تسقط والمقاومة اذا توقفت تبهت، فتضعف هويتنا وينزاح عبء كبير عن صدر الاحتلال، لهذا فان المقاومة هي طريق الكرامة وحماية الهوية والوجود العراقي والفلسطيني والسوري واليمني والخليجي والجزائري والليبي وكل بقعة عربية.
والمقاومة وان كنا نعني بها اساسا المقاومة بالبندقية الا ان لها اشكالا مختلفة ومنها المقاومة السلمية والتي لا تكتسب مشروعيتها وضروتها الا اذا كانت فرعا مشتقا من المقاومة الام وهي المقاومة المسلحة فلا مقاومة سلمية تحررية الا اذا استندت على وانبثقت من فوهة البندقية ولخدمتها، وهذا هو قانون التحرير الاساس في العراق وفلسطين. من هنا ياشيخنا الجليل يارائحة فلسطين العطرة اننا لم نتوقف ابدا ولو للحظة عن الدفاع عن فلسطين فعندما هزمنا القوات الامريكية بفضل المقاومة المسلحة فاننا زدنا يقينا بان تحرير فلسطين سيكون اسهل علينا وعلى ابناء فلسطين لان الاصل في قوة المحتل الصهيوني هو امريكا وعندما نهزم امريكا في ساحات الحرب فمعنى هذا ان الفرع الهش والجبان وهو الجيش الصهيوني سوف يهزم بسهولة اكبر.
ويقينا فان هذه النتيجة هي التي حرضت امريكا ومن خلفها الصهيونية على تسخير طرف اخر اشد حقدا على العرب واكثر قسوة وتماسكا من امريكا واسرائيل الغربية ليقوم بالدور التدميري نيابة عنهما وهو اسرائيل الشرقية، لهذا فاننا الان متمسكين بيقين تام بان نهاية الوجود الصهيوني مرتبطة بانهاء الحارس الاكثر اقتدارا لاسرائيل الغربية وهي اسرائيل الشرقية، وعليك ان تتذكر اخي الشيخ الفلسطيني الجليل واب الثلاثة شهداء بانني لم احول قلمي من الكتابة عن فلسطين بعد التفرغ الطويل لها والانتقال للكتابة عن فلسطين الثانية وهي العراق الا بعد ان فرض خميني علينا الحرب والصراع والموت والخراب.
ولكي لا يستمر تزييف الحقائق علينا ان نسال: ماهو طابع الصراع في المنطقة قبل خميني وكيف اصبح بعده؟ الم نكن منصرفين للعدو الصهيوني ولمن يدعمه؟ ثم الم نتحول لحماية ظهورنا من التهديد الخطير الذي بدأ يأتينا من الشرق من اسرائيل الشرقية فاجبرنا على التفرغ لقتال العدو الذي فتح جبهة شرقية علينا ليخفف الضغط العربي عن الجبهة الغربية؟
هذه هي قصة تفرغي للكتابة عن العراق والنضال من اجل العراق فكما تفرغنا لفلسطين منذ نعومة اظفارنا لاننا قوميون عرب فاننا تفرغنا للعراق لاننا ايضا قوميين عرب ولسنا قطريين ابدا. معركتنا واحدة وان اختلفت الساحات، وابناءك الشهداء الثلاثة هم اشقاء لابناء مئات الشيوخ من الفلوجة الشهيدة قتلهتم امريكا او اسرائيل الشرقية. لهذا فليكن خيارنا الرئيس هو المقاومة المسلحة حتى ولو بسكاكين المطبخ، ولندحر تيار المساومة اينما وجد وتحت اي شعار تخفى. ففلسطين لن تتحرر بالمساومات ابدا بل بالمقاومة الشعبية المسلحة اولا وثانيا وثالثا ثم بفرعها التابع والخادم لها وهو المقاومة السلمية بكافة اشكالها.
Almukhtar44@gmail.com
12-10-2015
شبكة البصرة
الاثنين 29 ذوالحجة 1436 / 12 تشرين الاول 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق