قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 29 أكتوبر 2015

ماذا تعرف عن ساحلنا الشرقي للخليج العربي؟ إمارات عربية على الساحل الشرقي للخليج العربي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ماذا تعرف عن ساحلنا الشرقي للخليج العربي؟
إمارات عربية على الساحل الشرقي للخليج العربي
شبكة البصرة
امارات عربية على الساحل الشرقي للخليج العربي، معقل حكم العرب التي كانت تقع على الساحل الشرقي للخليج العربي وما جاورها.
من المؤكد ان الكثير من العرب لا يعرفون حتى اليوم ان الجانب الشرقي من الخليج العربي، كان موطنا للقبائل والعائلات العربية والتي كان لها فيه وجود كبير ومؤن ومراكز للعلم والتجارة، وكان يحكمه حكام عرب، ولم يكن فيه أي وجود فارسي، وان هذه القبائل العربية التي استوطنت هذه البقاع مئات السنين انما هي قبائل عربية جاءت من الجزيرة العربية، في وقت لم تكن فيه الدولة الإسلامية خاضعة للتقسيمات الجغرافية الاستعمارية.
لقد عرف العرب الذين سكنوا وعاشوا في الجانب الشرقي من الخليج بعرب الهولة الذين يتكونون من قبائل عريقة تمتد على الجانب الشرقي الخليج منذ مئات السنين وحتى اليوم، رغم تصفية الحكم العربي للساحل الشرقي للخليج العربي بعد ظهور الدولة القاجارية التي عملت بالتواطؤ مع القوى الاستعمارية على طرد العرب من الجانب الإيراني من الخليج العربي، وتدمير مدنهم وموانئهم وتجهيرهم إلى دول الخليج المختلفة، بحكم التناقض القومي بين العرب والفرس، وبحكم التناقض المذهبي، حيث العرب من السنة، والإيرانيون من الشيعة.
لقد خلف عرب الهولة بحكم دورهم، وعمق جذورهم وعلى امتداد الساحل الشرقي للخليج العربي، تراثاً هائلاً في كل مناحي المعرفة والإدارة والقيادة، ويسجل لهم التاريخ انهم كانوا في كل مواقفهم وتوجهاتهم في خدمة الإسلام والمسلمين.
لقد أطلق الرحالة الالماني كارستن نيبور الذي عاش ما بين 1733 - 1815 على هذه القبائل ومناطقهم : (امارات عرب الهولة).
لقد سجل تاريخ الخليج الكثير من موجات الهجرة بين ساحل الخليج، تارة من الساحل الغربي إلى الساحل الشرقي، وتارة من الساحل الشرقي إلى الساحل الغربي. ومن أهم الموجات حركة الهجرة العربية التي رافقت الفتوحات الإسلامية نحو الساحل الشرقي للخليج العربيالمعروفة  حتى أصبح هذا الساحل منذ ذلك التاريخ عربياً في سكانه وثقافته.
وفي الحقيقة كان الخليج عبر القرون حلقة اتصال ومعبرأً بين شاطئيه أكثر مما كان حاجزاً وعائقاً. ولهذا قويت الروابط الاجتماعية والاقتصادية بين سكانه على كلا الشاطئين. لقد أحدث سقوط الدولة الصفوية في إيران عام 1722م فوضى داخلية، وترتب على ذلك ضياع نفوذ أية حكومة مركزية وفراغ سياسي على السواحل الإيرانية في الخليج. وقد أدى هذا الموقف إلى جانب توفر عوامل أخرى داخلية في شرقي الجزيرة العربية إلى قيام هجرة عربية واسعة من الساحل الغربي نحو الساحل الشرقي للخليج العربي. واستمرت هذه الهجرة طوال القرن الثامن عشر. ولابد لنا هنا من دراسة لطبيعة الساحل الشرقي الذي توجهت اليه القبائل العربية في تلك الفترة. يمتد هذا الساحل مسافة تقرب من ثمانمائة كيلومتر من مدينة بوشهر إلى مدينة بندر عباس، ويفصل الساحل سلسلة جبال زاجرس العالية عن بقية أجزاء الهضبة الإيرانية الداخلية. وترتفع سلسلة جبال زاجرس عن سطح البحر في هذه المنطقة ما بين 1000 إلى 2500 متراً. ولايوجد في هذه الجبال الا ثلاث ممرات فقط تصل الساحل بالهضبة الإيرانية الداخلية وهي:
أ ـ ممر من ميناء بوشهر إلى مدينة شيراز.
ب ـ ممر من مدينة لنجة إلى مدينة لار.
ج ـ طريق من بندر عباس إلى مدينة كرمان.

نتحدث في هذا المؤلف عن ممر(ب) والتي تقع فيها (مدينة لنجة) وشيبكوه على الساحل الشرقي للخليج العربي حيث (امارات عرب الهولة).
تبعد مدينة لنجة عن مدينة لار 280 كيلومتراً، وعن مدينة بستك 170 كيلومتراً، وعن مدينة بندر عباس 192 كيلومتراً، وعن مدينة بوشهر 420 كيلومتراً، وتقع في محافظة هرمزگان في إقليم شيبكوه على الساحل. ويضم الساحل كثيراً من القرى والمدن الصغيرة التي تحيط بها أحواض النخيل. كما يضم عدداً من القرى المتوسطة ذات القلاع الحصينة. وتضم هذه المنطقة «سهل جفر مسلم» الواسع، وصحراء مهركان الملحية، وسهل لاوردين وادٍ داخلي تجود فيه الزراعة، ويقع بين هذه السلسلة من الجبال وكتلة نادردُون المرتفعة. ويمتد ممر(ب) من مدينة لنجة إلى مدينة لار مسافة 280 كيلومتراً، وتقع على طول هذا الممر عدد كبير من القرى الصغيرة والكبيرة هنا وهناك. وسكان هذه المناطق من أصول عربية ويدينون بالإسلام وعلى مذهب الامام محمد ادريس الشافعي.
وقد عاشت القبائل العربية المهاجرة إلى الساحل الشرقي في عزلة عن بقية سكان إيران فوق الهضبة العالية، ولم يكن هذا لأسباب جغرافية فحسب، بل لأسباب دينية أيضاً إذ يعتنق عرب الساحل الشرقي المذهب السني، بينما يعتنق سكان إيران بصفة عامة المذهب الشيعي الأثنى عشري. وقد قدم نيبور (nibuhr) الرحالة الألماني الذي زار الخليج عام 1765م وصفاً حياً للمدن والقرى التي قطنتها القبائل العربية التي استقرت آنذاك على الساحل الشرقي، وكانت قبيلة القواسم تحكم مدينة لنجة وما جاورها، وقبيلة المرازيق تحكم منطقة مغوه وتوابعها.
وقد أطلق كارستن نيبور على القبائل التي سيطرت على الساحل الشرقي اسم الهولة. ولعل هذا يعني العرب المتحولة. وقد أشار نيبور إلى أن العرب المستقرين على طول الساحل يدينون بالمذهب السني. وقد أكد ذلك المؤرخ (لوريمر). وقد كانت المفاهيم السياسية لدى العرب في أواخر القرن التاسع عشر مفاهيم يغلب عليها الطابع الديني والولاء للمذهب أكثر مما هي ولاء قومي وعرقي.
لهذا توسعت علاقات العرب السنة على الساحل الشرقي مع جماعتهم الأصلية على الساحل الغربي للخليج. كما كان عرب الساحل الشرقي يرتبطون اقتصادياً واجتماعياً بعائلاتهم وقبائلهم المقيمة بالجزيرة العربية. لهذا ازدهرت مدينة لنجة في اواسط القرن التاسع عشر كميناء رئيسي لسد حاجيات الإمارات المتصالحة. كما أصبحت سوقاً مزدهرة لتجارة اللؤلؤ.
وتوسعت الروابط الثقافية والدينية بين ساحلي الخليج وذلك على عدد من المعلمين والأساتذة الذين تلقوا دراستهم الدينية في مدارس لنجة، التي يمولها التجار السنة الأثرياء، والذين قدموا إلى بعض إمارات الساحل المتصالح للتعليم فيها، وقد نبغ في هذه المدارس في لنجة أسماء لامعة من العلماء

الامارات العربية التي كانت تقع على الساحل الشرقي للخليج العربي
الامارات العربية التي كانت تقع على الساحل الشرقي للخليج العربي على نحو التالي:
امارة القواسم: (القاسمي): هم عرب انتقل فخذ من القواسم والذين ينتمون إلى قبيلة عنزة، ومقرهم جنوب العراق بسبب زحف المغول على العراق إلى منطقة عمان وبعدها إستقروا في منطقة "رأس الخيمة" المعروفة آنذاك باسم "جلفار"، وفي عام 1169 هـ هاجر فخذ من القواسم برئاسة الشيخ صقر القاسمي إلى الساحل الشرقي للخليج العربي وإتخذوا قرية بستانه مقراً لهم، وبعد سنة تفرق القواسم إلى ثلاث مجموعات الأولى سكنت "كافرغان" والثاني في "مدينة لنجة" ويرأسها الشيخ صقر القاسمي، والثالثة إستقرت في جزيرة "قشم" برئاسة الشيخ راشد القاسمي.

امارة المرازيق: (المرزوقى): عرب من بادية الجزيرة العربية منطقة نجد، فرع من آل بوسليمان، ينتمون إلى قبيلة «العجمان» من سلالة: (نشوان بن مرزوق بن علی بن هشام، بطن من يام)، يرجع نسبهم إلى همدان، وهم البدو والرحل المتنقلون وراء الماء والكلأ. فقد هجروا الجزيرة العربية عن طريق ساحل عمان واستقروا في الساحل الشرقي للخليج العربي. ينتسب المرازيق إلى مطر بن راشد بن سليمان بن مساوي بن نشوان بن حدجه بن مرزوق بن علي"عجيم" بن هشام بن الغز بن مذكر "مذكو" بن يام ابن دافع بن مالك بن جشم بن حاشد بن جشم بن جنوان بن نوف بن همدان بن مالك بن زيد بن أوثلة بن ربيعة بن الخيار بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان.

امارة آل علی: وهم عرب من بطن قبيلة سبيع التي تسكن نجد وانتقلوا إلى الساحل الشرقي للخليج العربي "شيبكوه" عن طريق القطيف وينتمي جزء منهم إلى عمرو بن سبيع. واتخذ آل علي مكانا يعرف الآن باسم "رأس بستانه" مقرا لهم بعد انتقالهم إلى الساحل الشرقي للخليج العربي ومنه انتقلوا إلى قرية "دوان الشرقية" ومنها إلى قرية "بندر جارك" على ساحل البحر.

امارة العبادلة: (العبيدلي): يرجع اصلهم إلى جذيمه من جرم طيء، وموطنهم الاصلي كان باديه غزه ثم نزحوا منها إلى مختلف مناطق الجزيره ثم استقروا في الساحل الشرقي للخليج العربي ومنهم من رجع إلى قطر واشهر رجالاتهم المرحوم (خميس العبيدلي).

امارة النصور: (النصوري): وهم عرب من بطن (الجبور) وينتمون إلى قبيلة بني خالد، سكنوا الأحساء وكان يرأسهم عند هجرتهم إلى الساحل الشرقي للخليج العربي الشيخ خالد بن مهنا الجبري وإستقروا في قرية "لكلانده".

امارة آل حرم: (الحرمي): وهم يعودون إلى عشيرة (راضيه) في جزيرة العرب وسبب تسميتهم بآل الحرم ذلك لأنهم كانوا من سكان الحرم المكي وكانت هجرتهم إلى الساحل الشرقي للخليج العربي بسبب خلاف وقع بينهم وبين قبيلة ثقيف، وإتخذوا قرية "حالة نابند" مقراً لهم وكان برفقتهم في الهجرة بنو تميم وبنو مالك فإستقروا في قرية "جاه مبارك" وإستقر بنو مالك في قرية "الجزة" وكانت هجرتهم عام 1061 الهجري.

امارة الحمادي: (بنو حماد): من القبائل العربية التي انتقلت إلى الساحل الشرقي للخليج العربي "شيبكوه" وتعني (منحدر الجبل) وهو سهل ساحلي على امتداد شاطىء الخليج العربي، وكانوا يدعون سابقاً "آل حميدي" نسبة إلى كبيرهم حمد بن حميد وهم بطن من الحميديين بالجزيرة العربية ينتمون إلى "جذام" انتقلوا إلى خور العديد جنوب قطر في عام 1543 وسكن قسم منهم "العديد" إلى جوار "العبادلة" الذين سكنوا المنطقة عام 1524م وعن طريق "رأس أبو عبود" انتقلوا إلى الساحل الشرقي للخليج العربي على إثر خلاف مع العبادل وسكنوا في الساحل الشرقي للخليج العربي في "الأبديات" وكان يرافقهم جمع كبير من أشتات القبائل برئاسة حاتم بن حمود وسمي هذا الجمع بالبدو ثم انتقلوا إلى قرية "الجزة" و"المجاحيل وسكن البدو قرية "نخيلوه".

امارة بني بشر: وهم ينتمون إلى قبيلة (آل مره) وقد انتقلوا من جزيرة العرب بصحبة آل علي، إلى الساحل الشرقي للخليج العربي وكان نزولهم في مكان يدعى "رأس بستانه" ومنها إنتقوا إلى قرية طاحونه (تاونه).

امارة الدواسر: انتقل من الجزيرة العربية إلى الساحل الشرقي للخليج العربي فخذ من أفخاذ الدواسر وكانوا برئاسة مبارك بن محمد الدوسري من وادي الدواسر وإستقروا في قرية نخيلوه، وقد إنظموا إلي قبيلة بني حماد أيام حكم الشيخ علاق الحمادي.

امارة آل كنده: (آلكندي): وكنده هي قبيلة عربية كبيرة هاجرت من جزيرة العرب إلى الساحل الشرقي للخليج العربي، واسم كنده هو ثور بن عفير بن عدي بن الحارث بن يشجب ابن يعرب بن قحطان، وسمي بكنده لأنه كند أباه إي كفر بنعمته، وكنده هذا ابن أخ جذام ولخم وبلاده بااليمن وكان لهم ملك بالحجاز واليمن ومنهم الصحابي الجليل "إمرؤ القيس بن عباس الكندي" رضي الله عنه.
ويكيبيديا

شبكة البصرة
الاربعاء 15 محرم 1437 / 28 تشرين الاول 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق