قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 29 أكتوبر 2015

علي السوداني : أمريكيتان وحسينيتان

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أمريكيتان وحسينيتان
شبكة البصرة
علي السوداني
1
لو كنتُ بمكان الوغدة الكبرى أمريكا، لرَفعتُ الغطاء العسكري والمالي والسياسي والإعلامي والدعائي والأمني والإستخباري، عن المنغلة التي أنتجتْها في المحمية الخضراء ببغداد المريضة، لأنّ هذه المفرخة تشتم وتلعن أمريكا في التلفزيون، وتلطع قنادر سفيرها ووكر الجاسوسية الأعظم في العالم، ببوابة السفارة والغرف المغلقة. طبعاً النذلة أمريكا لن تفعل هذا أبداً لأنها وقعتْ على كنز ضخمٍ من الحرامية والفاسدين والخائنين، لم تجدْ مثلهُ فوق أرض الله كلّها. نفط رخيص وغسيل أموال وتيبيس ضمائر.

2
ألتلفزيونات ووسائط الدعاية والإشهار والغشّ التي هواها يهبّ من تركيا عثمان، حتى خليج العربان ودحائس الأمريكان في الشرق وفي البلقان، يرون أنّ العاصفة الروسية القوية التي هبّت على الشام وما حولها، إنما هي تقتل الأطفال والنساء والعجزة والمساكين، وتستثني من نيرانها الحامية، داعش وأخواتها بالرضاعة. هؤلاء الدعائيون أنفسهم، لا يرون في نيران أمريكا وفرنسا والأنكليز والطليان، ما يرونه في أبناء العم المتنبىء لينين. تلفزيونات كلبة وإبنة لواط عشوائيّ تشارك في تسييح دماء المساكين، ويكاد يكون فعلها الآثم، ألعن وأقسى من عمل البارود الحار.

3
رأيتُ واحداً يخوط قدْرَ الهريسة والقيمة الحسينيّ الطيب ويوزّع منهُ على المارّة، لكنه يسكن داراً مُغتَصبة أُخرج أهلُها بغير حقّ، فصارتْ الصلاة على أرضها حرام. سمعتُ وشفتُ شاعراً وممثلاً ومذيعاً، يكتبون ويمثلون ويتلون قصيدةً حسينيةً، لكنهم يفكّرون بسعرها.
وقعتُ على واحدٍ إبنواحدة، ينصتُ باكياً متفجّعاً على واقعة مقتل الحسين وهي تخرج وتسيح من حنجرة القارىء المشهور عبد الزهرة الكعبي. يبكي وينوح وعينهُ الدنيئة على جسد جارتهِ الأرملة الذي كان هذا النذل الباكي هو من قتل زوجها ويتّمَ طفلها.
هؤلاء ليسوا آحاداً قليلة، بل هم طبقة ضخمة عظيمة متضامنة متكاتفة محتشدة، تتاجر برؤوس الساذجين والأميين، وتتغطى بعباءة ولحية وعمامة مقمّلة. رأيتُ جمعاً طيّباً من الذين على نيّاتهم يُثابون، وقد عرفوا ودرسوا وتشرّبوا بجوهر المقتل الحسينيّ النبيل، فتخففوا من كل رجسٍ ومهانة وصاروا إلى الحسين وإلى الله الأقرب والأطهر والأعلم.

4
أمّا أنا علي السوداني الذي تدلّعني الأحبة بعلّوكي، فلقد وجدتُ نفسي مبكراً جداً مثل كثرة كاثرة من الصحب، لستُ سنيّاً ولا شيعياً، ولديَّ من الخلّان والجلاس والرفقة الشريفة الفاهمة والحبّ الثابت، لجمهرة مسيحيين وصابئة وأيزيديين ويهوديين وبوذيين، وآخرين لا أعرفهم لكنني أدري أنّ دينهم هو أنهم لا يكذبون ولا يقتلون ولا يسرقون ولا يفسدون في الأرض، يحبّون الحسين وغاندي وجيفارا، ويتمنّون الجنة لمخترع نعمة الكهرباء العظيمة وإن كان على غير دينهم وملّتهم.
شبكة البصرة
الاربعاء 15 محرم 1437 / 28 تشرين الاول 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق