قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 1 أكتوبر 2015

السيد زهره : الإرهاب الديمقراطي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الإرهاب الديمقراطي
شبكة البصرة
السيد زهره
في 15 سبتمبر الحالي، احتفل العالم باليوم العالمي للديمقراطية، وهو يوم سبق وحددته الأمم المتحدة.
كنت اتمنى ان تكون هذه مناسبة لفتح نقاش موسع يشارك فيه المثقفون والمفكرون والقوى السياسية العربية حول قضية الديمقراطية في وطننا العربي بأبعادها وجوانبها المختلفة.
لقد كتبت عن هذه القضية اكثر من مرة، واثرتها في اكثر من مناسبة، وطرحت عددا من الأفكار المحددة.
نحن نواجه مشكلة حقيقة، او بالأحرى معضلة، حين يتعلق الأمر بقضية الديمقراطية.
على امتداد العقود الماضية وحتى اليوم، في كل مرة يثار فيها الحديث عن قضية الديمقراطية، يكون الحديث محصورا عادة في الشكوى من غياب الديمقراطية في بعض الدول العربية، او انتقاد القيود المفروضة على العمل الديمقراطي في دول اخرى.. وهكذا.
وبالطبع، ليس هناك أي بأس في هذا. بالعكس، يجب في كل الأوقات المطالبة بمزيد من الحريات الديمقراطية في دولنا.
لكن المشكلة ان القضايا الجوهرية التي يجب ان تطرح للنقاش وللتفكير فيما يتعلق بالديمقراطية في دولنا العربية، لم تناقش في أي وقت بجدية وتفصيل وصراحة.
وكما كتبت اكثر من مرة، فان في القلب من هذه القضايا، قضية أي صيغة ديمقراطية بالضبط تناسب دولنا ومجتمعاتنا العربية بحسب اوضاعها وظروفها الخاصة، وبحسب درجة التطور التي تمر بها؟
غياب هذه الصيغة التي تناسب دولنا ومجتمعاتنا افسح المجال لإرهاب بكل معنى الكلمة مورس علينا باسم الديمقراطية.
هذا الإرهاب اتخذ صورا شتى وعبر مراحل مختلفة في السنوات الماضية.
كانت اكبر صور هذا الارهاب هو الإصرار على ان الديمقراطية الليبرالية الغربية هي الصيغة الوحيدة المقبولة للديمقراطية التي يجب ان تأخذ بها الدول العربية.
هذا على الرغم من ان هذه الليبرالية الغربية ولأسباب واعتبارات كثيرة لا تناسب دولنا ومجتمعاتنا، وعلى الرغم من ان الدول الغربية احتاجت الى قرون من الزمن حتى تتطور تتبلور وتترسخ مثل هذه الصيغة عندهم مرحلة بعد مرحلة وخطوة بعد خطوة.
وقد دفعنا ثمنا فادحا جراء ذلك.
اصبحت العملية الديمقراطية في حالات كثيرة ليست طريقا او اداة بناء الدولة وتطويرها، بل لهدمها،ولهدم مقومات السلام والأمن الاجتماعي.
في اطار هذه العملية الديمقراطية، صعدت قوى دينية وطائفية لا تؤمن ببقاء الدولة اصلا وقوتها، ولاى تؤمن بالوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي، ولا تؤمن بالديمقراطية ذاتها الا بوصفها مجدر اداة للوصول الى حكم لا علاقة له بالديمقراطية.
وعلى امتداد السنين الماضية، كان المثقفون والمفكرون والساسة ايضا يخشون ابداء التحفظات على العملية الديمقراطية، ويخشون الدعوة مثلا الى التدرج والى وضع ضوابط تحمي الدولة والمجتمع، خوفا من ان يتهموا بأنهم غير ديمقراطيين.
ومن أكبر وأخطر صور الارهاب الديمقراطي الذي تعرضنا له على امتداد العقود القليلة الماضية، انه باسم الديمقراطية والحرية وضرورتها، تعرضنا لعملية اختراق كبرى من القوى والدول الاستعمارية.
على امتداد العقود الماضية، قامت هذه القوى الاستعمارية وعلى رأسها امريكا بتجنيد نخب في مجتمعاتنا في مجالات الفكر والاعلام والسياسة والمجتمع المدني عموما تحت زعم دعم القوى الديمقراطية.
جندوا هؤلاء ومولوهم ودربوهم كي يصبحوا قوى متآمرة على أوطانا تنفذ اجندات اجنبية لا علاقة لها بالطبع بالديمقراطية، وانما لها علاقة باستهداف الدولة والمجتمع واشاعة الفوضى وخدمة مخططات تخريبية.
اذن، بسبب هذا الارهاب الديمقراطي الذي مورس علينا، وبسبب ترددنا في رفضه، نبعت من العملية الديمقراطية بالشكل الذي طبقت به عوامل كثيرة تهدد الدولة والمجتمع، وتقوض السلام والأمن الاجتماعي، واستفحلت قوى دينية وطائفية، وقوى عميلة متآمرة وأصبحت بدورها خطرا داهما.
اكثر من دولة عربية شهدت هذا، ودفعت الثمن.
وكنموذج مجسد لما يعنيه هذا الارهاب الديمقراطي بالضبط على ارض الواقع يكفي ان نلقى نظرة سريعة على ما شهدته مصر في الفترة الماضية وما تشهده اليوم.
وهذا حديث آخر باذن الله.
شبكة البصرة
الاربعاء 17 ذوالحجة 1436 / 30 أيلول 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق