قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الجمعة، 13 أبريل 2012

د. يوسف الحاضري ثورة وثائرون – رؤية على الكاسبون والخاسرون في اليمن!!!


بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ثورة وثائرون – رؤية على الكاسبون والخاسرون في اليمن!!!
شبكة البصرة
بقلم د. يوسف الحاضري
- عندما نتكلم بشكل عام عن عام 2011م وما حدث فيه ومازالت أحداثه ممتدة إلى يومنا هذا يجد كل من يملك بصر وبصيرة أن الخاسر الأكبر فيها (اليمن أرضا وإنسانا) فقد هزت هذه الأزمة كل بيت فيها (إلا قليلا منها سنذكرها لاحقا) ,,, وسالت الدماء من على نوافذ هذه البيوت ,,, وحل الفزع والرعب في كل مخدع في غرف نومهم جميعا ,,, ولم يعد هناك أي مكان آمن في اليمن إلا شارع الجامعة (المنطقة الخضراء في اليمن) كونها منبع لكل هذه الأحداث عوضا عن أنها سوق استثمارية لصناع المحن والفتن في اليمن ومن أراد أن يكسب فعليه أن يستثمر أمواله فيها ,,, وبعيدا عن وصف هذه المنطقة فسأضع الجميع على حقيقة الكاسبون والخاسرون في هذه الأحداث ومن تحققت لهم أهدافهم ,,,
1. الشباب الثائر :- هم شريحة من شباب اليمن رأوا فيما أطلق عليها ربيع عربي فرصة ذهبية ليخرجوا إلى الشارع ليعبروا عن سخطهم وثورتهم ضد الفساد الذي كان يعشش على معظم أجهزة الحكم في اليمن وأيضا ليخرجوا بمكتسبات كالتوظيف والعدالة في التعامل ودرء المحسوبية والمشيخة والتواطؤ مع أصحاب النفوذ في الدولة وغير ذلك ,,, وبالفعل كان هناك أمل في إنجاز كثير من هذه الأشياء وهذه الأهداف فقد خرج النظام في تلك اللحظات بمبادرات للشباب وأيضا بقرارات وظيفية عوضا عن اقتراب إعطائهم صلاحيات سلطوية في الحكم لو استمروا هؤلاء الشباب في نهجهم بذكاء وحنكة وتفكير راقي وعالي وكانت نجاح ثورتهم قاب قوسين أو أدنى من النجاح قبل أن يتدخل فيها أطراف أخرى استثمروا تواجد هؤلاء في الساحة استثمارا حقيقيا وذكيا فحوروها عن نهج الشباب إلى نهج المستثمرون وكل أكتسب ما أراد ثم رمى هؤلاء الشباب للشارع لذا مازالوا في الشارع .

2. عصابة آل الأحمر (العصيمات) :- ويأتي في مقدمتهم (الملياردير اليمني حميد الأحمر) والذي جمع فأوعى ثورته خلال التسلق على ظهر والده المرحوم عبدالله الأحمر وأستغل أسم والده لكل فساد وكل نهب للثروات ليصل إلى ما عليه اليوم ,,, وبعد أن رأى هذا الشخص أنه وصل للمال والجاه فبدأ يبحث عن السلطة ,,, رغم أنه كانت لديه سلطة ولكن التكبر في الأرض تجعل من الإنسان البحث عن سلطة مطلقة ,,, فأستثمر جزء من أمواله في هؤلاء الشباب الموضح في الفقرة رقم (1) وأستغلهم أيما استغلال ووجههم توجيه صائب نحو أهدافه فبدأ ب54 رأس بشر في شارع الجامعة ثم لحقهم بنفس العدد في البدروم الخاص به ليخفي آثار الجريمة ليهتز بعد ذلك أركان النظام ويتقدم خطوات للوصول إلى هدفه الخاص المكتسي بأهداف الشباب المسكين الذي يظن ظن الإثم أن هذا الإنسان يحبهم ولا ينام الليل من همومهم ومشاكلهم ويتألم لآلامهم ولا يهدأ له بال ولا يقر له عين حتى يجدهم جميعا عظماء ,,, وفي حقيقة الواقع أن عصابة آل الأحمر ممثله فيه وفي إخوانه وقبيلته استطاعوا أن يسيطروا على عقول هؤلاء الشباب رغم أنهم جهلة أميين لا يفقهون من العلم شيء والشباب معظمه متعلم وجامعي ويفقه الكثير ,,, فسيطر سيطرة تامة وكاملة على الساحة ووجه إعلامه وإعلام المتآمر الصهيوني الخارجي ليصل إلى ما وصل إليه الآن ,,, فأصبح الآن يمتلك بجانب الأموال السلطة من خلال رئاسة الوزراء ونصف الحكومة عوضا عن كون أخيه نائب لرئيس مجلس النواب ,,, والشباب مازال مرمي في الشارع ينتظر لتحقيق أحلامه الوردية .

3. الجنرال المنشق علي محسن الحاج:- ركن من أركان النظام على مدار33 سنه وأساس من أساسيات الحرب في شمال اليمن الممتدة لأكثر من 6 حروب مع جماعة الحوثيين عوضا عن الاتهامات التي تناله بأنه أستحوذ على أراضي وجبال وسهول وبحار اليمن ,,, وبعد أن تم تعيين نجل الرئيس اليمني السابق أحمد علي عبدالله صالح قائدا لقوات الحرس الجمهوري وبعد أن أستطاع أن يؤسس جيش قوي متعلم وذوي مهارات عالية وبعد أن أصبح محبوبا ومقبولا لدى قاعدة جماهيرية يمنية عريضة وبعد أن تبادر إلى ذهن هذا الجنرال أنه ربما سيكون الرئيس اليمني القادم فقد أشتاط غيضا وحقدا عليه حتى كانت هناك بين الفينة والأخرى أخبار تصب في نفس المنوال من خلال العلاقة الغير جيدة بين هذين الشخصين ,,, فجاءت هذا الأزمة المسماة ثورة كفرصة ذهبية لهذا الجنرال لينفذ من خلالها أهدافه التي في الأساس إقصاء نجل الرئيس من الساحة اليمنية سواء العسكرية أو السياسية فأنشق من النظام الذي تربع عليه 33 عاما وأنظم إلى شارع الجامعة وإلى ما يسمى ثورة الشباب بداعي الحماية لهم (رغم أن الساحة لليوم لم يصبها شيء بوجوده أو بعدمه) ولكن انشقاقه لينفذ من خلال هؤلاء الشباب المسكين المغرر بهم الذي وصل إلى درجة الحماقة أجندته ,,,فاستفاد منهم أكثر مما استفادوا منه بل أنهم لم يستفيدوا منه شيئا على الإطلاق إلا الضحك من تصريحاته وكلماته التي ألقاها في كل مناسبة متقمص دور خرافي (دور الرئيس) ,,, عموما فبعد أن أستثمر الشباب الذين في الساحة أستطاع أن يصل إلى مبتغاة وكسب مكاسب كثيرة لعل أهمها أنهى حكم الرئيس الصالح (بتعاون جهات كثيرة خارجية وداخلية وهو جزء من المؤامرة) والآن بعد أن وصل إلى مبتغاة يسعى ليكسب مكاسب أخرى أكبر وأهم مما وصل إليه الآن كونه الوحيد الذي للآن لم يدعي أنه رمى الشباب في الشارع ويدعي أنه مازال يحميهم رغم أنهم لا يحتاجون حماية فوزارة الداخلية أصبحت في أيديهم عوضا عن أن الجيش أصبح مناصفة وفي طور الهيكلة .

4. شخصيات منشقة من الحزب الحاكم : نعرفها جميعا وندرك حجمها وتأثيرها وعقليتها وفسادها خلال 33 سنة من الحكم أدعت في ليلة وضحاها أنها شريفة بريئة طيبة طاهرة نقية فاتجهت بما تملك من ثروة إلى شارع الجامعة لتستثمرها في تلك المنطقة لتصل إلى مراكز متقدمة وأكبر في الحكومة القادمة كونها متمرسة ولديها خبرة ونظرة بعيده ,,, وبعد أن قدمت الشباب المسكين ومطالبهم وهمومهم قربانا للعالم استفادت هي من هؤلاء الذين خرجوا للشارع واستفادت من مطالبهم واستفادت من هيجانهم وصراخهم والعبارات التي كانت تكتب على وجوههم وأفواههم التي كانت تنفتح أكثر والصراخ والعويل والتشنج وغير ذلك ليصلوا هم إلى وزارات في الحكومة الائتلافية ,,, وبالفعل وصلوا إليها واستحوذوا على كراسيهم وتركوا الشباب المسكين خلف ظهورهم يواجهوا مصيرهم ,,, وعليكم أن تفتشوا عن الحقائب الوزارية حتى المقعد الذين أعطي للشباب تم التربع عليه من عجوز تبلغ من العمر عتيا (حقوق الإنسان) .

5. الإخوان المتمسلمين (فرع اليمن) : لعل هذه العصابة أكثر الجهات غيضا وحنقا وحقدا كون فروع العصابة في بقية الأوطان العربية (مصر- تونس- ليبيا- السودان) وصلت إلى كراسي السلطة وفي اليمن مازالت ناكسة على رؤوسها من أجل ذلك نجدها تشدد من حملاتها الإعلامية والإرهابية (من خلال جناحها العسكري المسمى القاعدة) بكل هستيرية تبحث عن إنجاز يصل بها إلى ما وصل إليه أربابهم ,,, متناسين أنهم في اليمن رغم مستواهم التعليمي المتدني لحد ما إلا أنهم يعوا نظرية أسمها (المؤامرة) التي تحاك في دهاليز الصهيونية بمشاركة الإخوانية ,,, من أجل ذلك ركبوا على موجة الشباب المسكين بل أنهم اتخذوا منهم أداة يركبونها ليصلوا إلى محطتهم (السلطة) قبل أن يركنوهم في كراج السلطة ليستخدموها وقت الحاجة ,,, فوصلت هذه العصابة إلى أقصى ما تتمناه (نصف حكومة ائتلافية) لم تكن لتحلم به خلال مسيرتها وتاريخها في أرض اليمن كونها لا قاعدة لها في الوسط الشعبي وغير محبوبة ومرغوب بها ,,, فهي الطائفة التي تكفر كل خمس سنوات حزب أو فئة في أرض اليمن لذا فالشباب الذي في الساحة مازالوا – في نظر هذه الطائفة – مسلمون حتى إشعار آخر .

- خلاصة القول ,,, الشباب الذي خرج إلى الساحة والشوارع في البداية باحثا عن حياة كريمة ووظائف وأعمال وفرص متساوية لم يجد في طريقة إلا وحوش بشرية ممتهنة ومتمرسة لأعمال التجارة والاستثمار فغيروا طريق ودرب هؤلاء ووجهوا عقولهم وضللوها إلى أهدافهم الخاصة الذاتية وبالفعل نحج معظمهم نجاحا باهرا في مسعاه ووصلوا إلى مبتغاهم وأهدافهم في وقت أن الشباب المسكين المغرر به مازال في الشارع ومغيبين عقولهم بعبارات وشعارات وأفكار لعل أهمها (لقد استطعتم أن تسقطوا النظام)!!!
شبكة البصرة
الخميس 20 جماد الاول 1433 / 12 نيسان 2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق