قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 8 مارس 2015

فرص السلام والمصالحة في العراق على طاولة محايدة في ريغا

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
تنشر شبكتنا هذا التقرير المهم جدا والذي يؤشر الى اتجاهات جديدة في التعامل مع كارثة العراق ولذلك ارتأينا نشره من اجل تنوير الرأي العام حول ما يجري رغم وجود تحفظات على بعض ما ورد فيه
شبكة البصرة
فرص السلام والمصالحة في العراق على طاولة محايدة في ريغا
شبكة البصرة
 
خبراء يعتبرون ان الحرب على داعش ينبغي أن ترتبط بدحر النفوذ الإيراني، ونخب عالمية تعمل على استكشاف سبل إنهاء الأزمة العراقية سلميا.

ريغا – يبحث مؤتمر ريغا الدولي خلق منصة عالمية تتبنّى فكرة إنهاء الأزمة العراقية بطريقة سلمية خالية من رهانات السلاح والدماء، إلى جانب تحديد آليات التعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية المستحوذ على مساحات شاسعة من البلاد، وتصحيح السياسة الداخلية الخاطئة في العراق. وقد أشاد مراقبون بفكرة المؤتمر، الذي ينعقد، تحت شعار “الذهاب للسلام والمصالحة في العراق”، حيث أن النقاشات غير الطائفية التي تجمع فسيفساء من الأكاديميين العراقيين والأوروبيين ستساهم في وضع الإصبع على داء الأزمة العراقية والمضي قدما في طرح خيارات المصالحة.
شدّد مشاركون في مؤتمر دولي حول العراق، ينعقد في مدينة ريغا، عاصمة لاتفيا، على أن المقاربة العسكرية وحدها لا تكفي لحلّ الأزمة العراقية، التي تستمدّ جذورها من سببين رئيسيين: الغزو الأميركي للعراق في 2003، وسياسة نوري المالكي الطائفية.
وبيّن المؤتمر الذي تنظّمه، مؤسسة “سفراء من أجل السلام”، (2 – 3 مارس 2015)، تحت شعار “الذهاب للسلام والمصالحة في العراق”، أن السياسات التي اتّبعها، ويواصل اتباعها، صنّاع القرار في العالم تشوبها أخطاء جسيمة تزيد من مخاطر الإرهاب عوض الحد منه.
وقال منظّمو المؤتمر إن الهدف منه هو زيادة الوعي وتيسير المناقشات بشأن الوضع الحالي في العراق، ومعالجة المفاهيم الخاطئة في السياسة الداخلية العراقية وكيفية التعامل مع داعش.
وأشار صباح المختار، سفير السلام من المؤسسة الدولية “سفراء السلام للعراق”، إلى أن عقد المؤتمر في ريغا يأتي لكونها مكانا أكثر حيادية وغير منحاز كي نضع مصلحة الشعب العراقي في الطليعة. وعبر عن ثقته بأن قضايا العراق لا يزال من الممكن حلها سلميا، عندما يتمكن العراقيون من الجلوس مع بعضهم مع مساعدة وتوجيه وحتى ضغط من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وتؤكد مؤسسة “سفراء السلام للعراق”، أنها تسعى إلى اقتراح حلول تستند إلى عدد من الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي يمكن أن تضع حدا لتقسيم العراق على أسس سياسية واجتماعية ودينية أو عرقية، وكلها، إلى حد كبير، السبب الرئيسي للمشكلة إلى جانب سوء الفهم من قبل المجتمع الدولي.

وقد أشار بعض الخبراء، الذين يشاركون في المؤتمر إلى جانب العشرات من البرلمانيين والسفراء والباحثين والأكاديميين والقادة السياسيين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية والأمم المتحدة والعراق ودول الشرق الأوسط، إلى ضراوة ودموية المعارك المقبلة لاستعادة بعض من استقرار العراق نظرا لتعقّد الوضعين العراقي الداخلي والإقليمي المحيط.
لكن، ذلك لا يعني، وفق المتحدّثين في اليوم الأول من المؤتمر، أنّه ليس هناك من وسيلة لإعادة بناء العراق، الذي يعاني من أزمة سياسية داخلية ومن سيطرة تنظيم داعش المتشدّد على جزء من أراضيه، بالإضافة إلى التغلغل الإيراني بشكل يقول مراقبون إنه سيؤثّر على مستقبل البلاد بل وتركيبتها السياسية وحتى الديمغرافية.
والخطوة الأولى لبناء عراق مستقرّ تقتضي إصلاح أجهزة الدولة وتوجهاتها وإيقاف النفوذ المدمّر لإيران في المنطقة، وفق جمال الخميس، رئيس منظمة “سفراء من أجل السلام”، الذي أكّد أيضا على أن محاربة الأيديولوجيا المتشدّدة لا تتمّ بالوسائل العسكرية فقط.
ويأتي تأكيد المؤتمر على أهمية التناول السلمي للأزمة العراقية، ردّا على رهان الولايات المتّحدة على تسليح الجيش العراقي للقضاء على المتشددين وتحرير المدن الواقعة تحت قبضة تنظيم الدولة الإسلامية، بالتعاون مع قوّات التحالف الدولي، وأيضا بالاعتماد على الميليشيات الشيعية التابعة لإيران.
لكن، المقاربة العسكرية وحدها ليست ناجعة لإنهاء الأزمة العراقية؛ وتركيز المجتمع الدولي على هذا الرهان، يصنّف ضمن ما اعتبره، بيتر هويكسترا، عضو مجلس النواب الأميركي السابق، من الأخطاء الأميركية في التعامل مع الأزمة العراقية.

الأخطاء الأميركية
تحدث السيناتور الأميركي بيتر هويكسترا، خلال مشاركته في مؤتمر ريغا، عن الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن، والتي لم تدرك حتى الآن أنها ارتكبتها. وقال إن المشكلة أن أكثر من نصف أعضاء الكونغرس، الذين يصنعون سياسة الولايات المتحدة في العالم، لم يملكوا جواز سفر، طوال حياتهم، بحسب استطلاع أجري في التسعينات، أي أن كلّ عالمهم محصور في حدود الولايات المتحدة.

وسأل أحد الصحفيين الأميركيين هويكسترا عما إذا كان الساسة الأميركيون قد أجروا أي حوار مع الأميركيين، قبل اتخاذ القرارات التي غيرت حياة العراقيين وسكّان المنطقة؟ فأجاب النائب الأميركي السابق بالنفي، لكنه قال إنه يأمل أن يكونوا قد “تعلموا من تلك الأخطاء وأن يتحلوا ببعض التواضع ليقولوا إننا أخطأنا”.
وتساءل المحامي العراقي، صباح المختار، في حديث موجّه للسيناتور السابق عن التوجات المستقبلية في الدوائر السياسية الأميركية؛ فأجابه هويكسترا أن السياسة حاليا، هي التعامل حصرا مع الحكومة في بغداد، وأن جوهرها هو أن واشنطن ينبغي أن لا تتخذ قرارات فردية وعليها أن تنصت أكثر للعراقيين. وقال إن “هناك التزاما مطلقا بمحاربة داعش وأن واشنطن يجب أن تشرك جميع الأطراف في سبل دحر داعش”.
عن الأخطاء الأميركية، تحدث أيضا، مبعوث الأمم المتحدة في العراق، مختار ليماني، عن الأخطاء الكارثية التي ارتكبتها واشنطن في العراق وأن الأمم المتحدة حاولت مرارا تصحيح البوصلة دون جدوى.
وهذا الفشل مردّه وفق عضو الكونغرس الأميركي السابق، روبرت توريسيلي، إلى سياسة واشنطن التي لا يمكنها أن تواصل تعلّم نفس الدرس مرات عديدة لتكرر نفس الأخطاء مرة تلو الاخرى.
وقال النائب توريسيلي في موقف مؤيّد لرأي مواطنه السيناتور بيتر هويكسترا، “لا يمكننا أن نواصل إملاء قناعتنا التي أدت إلى نتائج كارثية على الدوام”. وأضاف قائلا إن “السلوك الإنساني يتحدد من خلال الأحداث الكبيرة وإن سنة 2003 غيرت تاريخ المنطقة، وأن خطأ واحدا غيّر مسار التاريخ”.
وتساءل توريسيلي، الذي كان شاهدا على عملية الغزو الأميركي للعراق: “كيف يمكن أن نرى الوضع الحالي في مهد الحضارة الإنسانية؟ انظروا أين نحن الآن. شخصيا لا أملك سوى أن اعتذر للذين انتخبوني عن تصويتي لصالح حرب الخليج عام 1991”.
كما تساءل مرة أخرى “ألم يكن واضحا أن العراق بلد متعدد الهويات ولا يمكن أن يحكم إلا بحكومة مدنية؟ لقد أسقطنا سلطة دكتاتورية، لكننا هدمنا أيضا الدولة بالكامل، ومن ضمنها المؤسسة الوحيدة التي كانت متماسكة وهي الجيش”.

وما حدث بعد ذلك من تدمير للنسيج الاجتماعي كان نتيجة حتمية، وفق توريسيلي الذي أكّد قائلا “لم نسمح فقط بهدم مؤسسات الدولة ونسيج المجتمع، بل سلمنا البلد للجماعات الطائفية. فقد أدى الغزو وعدم القدرة على احتواء المالكي بشكل أساسي إلى تغيير مستقبل المنطقة”.
وتساءل النائب الأميركي “أين نحن الآن وأين نمضي؟ القناعة الجديدة هي أن داعش ينبغي دحره، لكني اعتقد أن ذلك ينبغي أن يتضمن دحر إيران أيضا”. وأضاف “هل يعقل أن نقاتل داعش بالتعاون مع إيران وإعطائها شرعية؟ دحر داعش لا ينبغي أن يمر عبر طهران”.
وقال إن “رسالتي لبغداد أننا مستعدون للمساعدة في دحر داعش بكل السبل العسكرية وغير العسكرية، لكن عليكم ترتيب البيت الداخلي وإجراء مصالحة شاملة وتقليص النفوذ الإيراني”. وأضاف “أن الغرب ليس وسطا متجانسا، وهو منذ حرب فيتنام لم ينجح في أي حرب حتى الآن. والحل في العراق هو أولا سياسي. وإذا كانت بغداد تنتظر نصرا عسكريا بمساعدة الغرب فإنها ستنتظر طويلا”.

التدخل الإيراني
فيما يخصّ التدخل الإيراني في العراق، أشار هويكسترا إلى الحيرة التي لاتزال تهيمن على صنّاع القرار في الولايات المتحدة بشأن كيفية التعامل مع طهران، وأنهم منقسمون بشأن أي السبل ينبغي اتخاذها إزاءها، هل عن طريق تفعيل التعامل معها وإعادتها إلى المجتمع الدولي، أم بمواصلة حصارها؟.
وتستغلّ إيران الحرب الدولية على تنظيم داعش في العراق وسوريا، اللتين نجحت في التغلغل فيهما، لتوطيد نفوذها في المنطقة من خلال الظهور بمظهر شريك محوري في محاربة المتشدّدين. وهو الأمر الذي حذّرت منه قوى إقليمية، في أوقات سابقة، مثلما حذّر خبراء مشاركون في مؤتمر ريغا الدولي، من مخاطر فتح المجال أكثر أمام إيران وإعطائها شرعية دولية للدخول إلى العراق.
ومن بين المخاطر التي تحدّث عنها السيناتور بيتر هويكسترا، حجم التأييد الشعبي في المنطقة لتنظيم داعش، بسبب النفوذ الإيراني. وقال هويكسترا إن “حجم تأييد داعش أكبر مما نستطيع أن نعترف به بسبب نفوذ طهران”.
لكنه اعترف أن القوى التي ينبغي أن تقاتل داعش من سكان المحافظات المتضررة لا تحصل على الدعم المطلوب، مشيرا إلى أن “إيران هي اللاعب الرئيس في العراق الآن، وليس الولايات المتحدة، التي قد تجد صعوبة في التدخل في المستقبل في ظلّ التدخّل الإيراني المباشر”.
ذات الرأي يؤكّده أحمد حقي محمد، الأمين العام لمنتدى الكفاءات والأكاديميين العراقيين، الذي قال إن “المنتدى يحرص على ألا تكون له أي مواقف سياسية، لكنه لا يستطيع عدم الحديث عن آثار السياسات وواقع القتال على الأرض على حياة العراقيين”.
وأشار حقي محمد إلى البعد المدمّر للنفوذ الإيراني، قائلا إن “هذا الرأي لا ينطلق من أجندة سياسية بل من واقع دوره في استمرار الوضع الكارثي في العراق”.

دور المالكي
دعونا نتساءل كيف وصل الوضع في العراق إلى هذه الحالة؟ كان هذا السؤال، الذي طرحه ستروين ستيفنسن، الرئيس السابق للجنة البرلمان الأوروبي للعلاقات مع العراق، محور أغلب المداخلات التي اتفق أغلبها على أن السياسة الأميركية الخاطئة، منذ غزو العراق في 2003، هي الإجابة الأولى على السؤال فيما كانت سياسة نوري المالكي الطريق التي أوصلت، في جزء كبير منها، العراق لما هو عليه اليوم.
واعتبر المسؤول الأوروبي، أن رئيس الوزراء العراقي السابق مسؤول عن كل ماحدث في العراق خلال السنوات الماضية، وخاصة ما حدث منذ بداية العام الماضي وتقوية النفوذ الإيراني.
خبراء كثر اعتبروا أن أبرز أسباب أزمة العراق سياسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي نفّذ، طوال فترة وجوده في منصبه، استراتيجية فرِّق تَسُد التي عمّقت المحاصصة العرقية ـ الطائفية.
ورغم أنه لم يعد رئيسا للوزراء إلا أن نوري المالكي لا يزال أحد أسباب المشكلة في العراق، وفق رمزي مارديني، المحلّل في مؤسسة رفيق الحريري.
ويرى مارديني أن عزل المالكي من الحياة السياسية سيجعل العراق في وضع أفضل. وتوقع ألا تسمح الخارطة السياسية المعقدة لرئيس الوزراء حيدر العبادي من إجراء إصلاحات جذرية وستقف خطواته حتما عند إصلاحات تجميلية. وأضاف أن هناك مصالح ملتبسة للكثير من دول المنطقة في بقاء تنظيم داعش، وركز خاصة على إيران وتركيا وإسرائيل التي يخدم وجود داعش بعض مصالحها على الأقل. وأشار إلى الارتباك العالمي في توحيد جهود مقاتلة داعش.
الخارطة السياسية المعقدة لحيدر العبادي لن تسمح بإجراء إصلاحات جذرية وستقف خطواته عند إصلاحات تجميلية

لماذا لاتفيا
قال ستيفن أوبراين، رئيس تحرير مجلة لندن البريطانية، إن أهمية اختيار لاتفيا كمكان لعقد المؤتمر. يأتي لكونها بلدا محايدا تعرض لضغوط إقليمية مشابهة، وهي مكان مثالي لأنها ترأس حاليا الاتحاد الأوروبي.
واستعرض أوبراين تجارب الحروب الأهلية في أماكن كثيرة من أوروبا وخاصة تجربة الصراع الداخلي في إيرلندا في ظل صراعها مع بريطانيا، والتي لم تتم الاستفادة من دروسها من قبل الساسة الغربيين. وبيّن قائلا “لقد كنا نسير في كابوس دموي لسنوات طويلة في العراق، وأننا لا يمكن أن نتخيل ما يجري في العراق الذي كسرناه ولم نحاول إصلاح ما كسرناه”.
من جانبه، قال كارليس بولديسفس، مسؤول قسم الشؤون البرلمانية في المؤسسة الدولية “سفراء السلام للعراق”، إن “التحرك من أجل السلام والمصالحة في العراق الآن يأتي بالتزامن مع تولي لاتفيا رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي في عام 2015”.
وبيّنت هاريتا طعمة، رئيسة مجلس إدارة “سفراء السلام للعراق” إن “لاتفيا، بلد صغير على نطاق عالمي، إلا أنه يحمل معه خبرة واسعة من الاحتلال والقسوة وانعدام القانون”. وأضافت أن “ذلك يجعل لاتفيا تفهم الأمل من أجل الحرية والثقة في مساعدة المجتمع الدولي على تحقيق السلام”.
العرب 03/03/2015
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق