قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 12 مارس 2015

الربيع العربي: كشف زيف وأقنعة منظمات حقوق الإنسان «اللاإنسانية»

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الربيع العربي: كشف زيف وأقنعة منظمات حقوق الإنسان «اللاإنسانية»
شبكة البصرة
تحقيق: د. علي القحيص
منظمات حقوق الإنسان، يبدو أنها لا ترى إلا ما تريد أن ترى، ولا تسمع إلا ما ترغب وتطمع، حيث ما فائدة هذه المنظمات التي تعمل وتأتمر بإيحاء من قوى عالمية محددة، لها أجنداتها الخاصة، على الترديد ليل نهار، عما تسميه انتهاكات لحقوق الإنسان في بعض الدول، وكأنها حقب الشوك في مزارع الورود في العالم، ولا يعلم هؤلاء، او لا يريدون ان يعلموا، ان حقوق الانسان التي يزعمون الدفاع عنها، مجرد يافطة تستخدم لغير الاهداف السامية التي ترفع لاجلها، وخدمة لمناهج محددة تريد فقط إلحاق الأذى بسمعة الدول العربية والإسلامية، التي قامت في دستورها واعتمدت على قيم الدين الاسلامي الحنيف الذي كرم الإنسان أكثر من غيره.
والحقيقة ان الضجة الاعلامية الاخيرة التي اثارتها ابواق معروفة الهوية والنوايا والأهداف، انما تمثل احد هذه الوجوه المضللة والاقنعة التي ترتديها هذه المنظمات المشبوهة غير العادلة التي تدعي انها معنية بحقوق الانسان بالعالم وهي أصبحت تكيل الكيل بمكيالين وغير محايدة، خصوصا بعد فضح هذه المنظمات المشبوهة بعد ما حصل بما يسمى "الربيع العربي"، ما دفع بالمملكة الى ابداء استغرابها واستهجانها الشديدين لهذه الحملة الإعلامية الكبيرة، التي لم تثرها تلك المنظمات والداعمين لها عندما استبيح أمن اكثر من مليون فلسطيني في غزة واستهدفت بيوتهم بأطنان القنابل الاسرائيلية، وكذلك عند احتلال العراق وتدميره وتقسيمه وتشريد سكانه، وقضية عرب الأحواز المنسية، مثلما لم تثر اهتمام هذه المنظمات الانسانية ولم تحرك ساكنا، تلك الجرائم العنصرية البغيضة المتزايدة ضد العرب والمسلمين في اكثر من مكان في اوروبا تحديدا، وكذلك الولايات المتحدة التي ما برحت تشهد المزيد من جرائم العنصرية، ناهيك عن وسائل التعذيب القاسية التي اعترفت بها السي اي ايه، بحق اناس يعتبرون أسرى رغم نعتهم ببعض الصفات التي يفصلها الغرب على مقاسه، كما انه لا يجوز هنا تجاهل ان تدخل ما تسمى بمنظمات حقوق الانسان بهذا الشأن في الأوضاع الداخلية للدول العربية، يعد انتهاكاً كبيراً وتدخلاً في الشأن الداخلي، وهو امر لا يمكن لأي دولة ذات سيادة القبول به.
معايير مزدوجة لتقارير مدسوسة لخدمة أيدلوجيا وأهداف سياسية
والحقيقة التي لا بد من التركيز والاهتمام بها، والتي بات يلاحظها كل متتبع للشؤون العالمية ان هذه المنظمات انما تنشط في ساحات معينة وفي ظروف محددة، تعين اجنداتها مصالح قوى كبرى تريد استخدامها لتمرير سياستها وأطماعها، كمخلب القط في التدخل في شؤون الدول الاخرى والمساس بأمنهم الداخلي، بالإضافة ان شرعية الامم المتحدة تؤكد على ضرورة عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، لكي يساعد ذلك على حفظ الامن والاستقرار والسلم العالمي.
أكذوبة حقوق الإنسان أصبحت منحة وصك غفران لمن يحظى برضاها
وقد استطلعت "الرياض" آراء أكاديميين وإعلاميين ومحامين وخبراء ومتابعين لشأن حقوق الإنسان العربي والدولي، وأدانوا ممارسات منظمات حقوق الإنسان المشبوهة ونددوا بدورها السلبي غير النزيه وغير المنصف.
وقال الأستاذ محمود الكعبي، من عرب الأحواز، لقد ضقنا ذرعا مما يطلق عليه منظمات حقوق الإنسان وهي هدر لحقوق الإنسان العربي ولم يعد أحد يصدق الآن هذه المنظمات التي انكشف عنها الغطاء الشرعي وانفضح زيف أجندتها. فهي تدعي أنها تدافع عن حقوق الإنسان في بلد لم نسمع عنه، أو تتبنى قضية الاعتداء على حيوان بينما تتجاهل قضايا عربية وإسلامية واضحة وصارخة مثل احتلال فلسطين وإقليم الأحواز. وقد خاطبناهم مرارا وأصدرنا المؤلفات والكتب حول انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم الأحواز المحتل، الذي تعلقت فيه رقاب شبابنا على الملأ دون أن يحرك أحد أي ساكن تجاه هذه القضايا.

وقال المحامي عبدالكريم الكعبي، أنا أستغرب مثل هذه التصريحات المشبوهة والمغرضة ضد المملكة العربية السعودية، وقبلها كانت تصريحات مشبوهة ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، فيبدو أن هذه المنظمات لا تريد الخير للإنسان العربي المسلم. أصبحت هذه المنظمات ذات سمعة مشوهة وغير صادقة وغير محايدة تنطبق عليها مقولة كلمة حق يراد بها باطل، حيث تروج أفكارا مسمومة تزرع الضغائن والفتن بين الدول والمجتمعات.
ويقول الإعلامي الدكتور محمد مصطفى، "بداية هنا حزمة من الأسئلة حول دور ومكانة ومهمات وجوهر منظمات حقوق الإنسان، وما هي المعايير وكيف ومتى ولماذا تطبق، وهل هناك ازدواجية وتناقضات في ذلك؟ من البديهي القول إن هناك معايير مزدوجة ومتنوعة في حقوق الإنسان، وهذه المعايير ومن يقف خلفها أصبحت كالسيف المسلط على رقاب بعض المجتمعات دون غيرها، يتم إشهاره بشكل تعسفي أو في أحسن الأحوال بشكل غير دقيق ولا يشمل كل المجتمعات والبلدان.
كما قال الأستاذ علي الكمالي إن منظمات حقوق الإنسان العالمية ما هي إلا كذبة كبيرة، وكلام حق يراد به باطل، من خلال الممارسات المشبوهة لتبرير أجنداتها الخاصة في خدمة دول بعينها. والسؤال هنا لماذا تهتم هذه الجمعيات بقضية تعني فرد واحد، وتتغافل عن جرائم بحق دول تم احتلاها وانتهاكها، وشعوب سلبت كرامتها. وبعد هذه التجارب المريرة أصبحنا لا نصدق هذه الأكاذيب التي يروجونها.

من جانبه قال رياض رافع: "إن الهدف الأساسي من هذه المنظمات هو التشويش على ما تحققه المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات من نجاحات على كل الأصعدة، ومحاولة للنيل من الإنجازات المستمرّة. وقد تحوّلت هذه المنظمات من منظمات لحقوق الإنسان إلى منظمات للابتزاز السياسي، واستخدام شرعيتها الحقوقية لمصلحة خدمة أغراض سياسية لابتزاز الدول.
وقالت الصحفية الجزائرية حبيبة طالب: "من المؤسف حقا أن ندع لأمريكا ومواليها حرية تحريك خيوط لعبة حقوق الانسان واقحام نفسها بالقوة في كل بلدان العالم بدعوى حماية حقوق الشعوب المضطهدة من طرف حكامها أو بسبب نزاعات طائفية أو عرقية أو ايديولوجية، مع أن تاريخها الملطخ بدماء آلاف بل ملايين الضحايا بدءا من إبادة الهنود الحمر لأسباب استعمارية إلى حربها في فيتنام إلى إبادة أشد اجراما ووحشية في اليابان بعد تجاربها النووية في هيروشيما. والمجال لا يتسع لذكر كل أعمالها اللاإنسانية وانتهاكاتها الصارخة لكافة المواثيق الدولية سواء في أيام الحرب أو السلم. ولعل من سياساتها الخارجية التي تدعو للضحك والاشمئزاز في آن معا، احتلالها لبلدان مبررة ذلك بامتلاك هذه الدول للأسلحة النووية حينا والتجربة العراقية خير دليل، وفي أحايين أخرى ادعاؤها بأن هناك دولا ترعى تنظيمات ارهابية تشكل تهديدا على أمن المجتمع الدولي على شاكلة افغانستان وسوريا وليبيا، ولابد من حرب استباقية تعيد الأمور إلى نصابها.

وأضاف محمد ظافر: حرية التعبير مفهوم فضفاض يستخدمه الغرب احيانا لتبرير تجاوزاته الدائمه على المسلمين والدين الاسلامي ويتم توفيقه بالصورة التي تلائم الاجندات السياسيه لهذه الدول. فالافلام والكاريكاتيرات المسيئة لشخص الرسول الكريم هي حرية تعبير مكفولة في حين انتقاد اسرائيل بشكل علني هو جريمة كبرى. ولعل اقرب مثال هو تقرير الامم المتحدة الذي ادان اسرائيل وتجاوزاتها في حربها الاخيره على غزة والذي تم التراجع عنه والاعتذار رسميا لاسرائيل على ما اسمته اسرائيل بالافتراء الكاذب عليها واصبح الجاني ضحية بين ليلة وضحاها. والحقيقه ان لا وجود في أي قوانين او اعراف دولية حرية تعبير مطلقة، بل كل الحريات مؤطرة وفق قوانين وأعراف الدول واي تجاوز لمثل هذه القوانين يتم المعاقبة عليه بما يتناسب والجرم المرتكب. ربما يعد الحديث عن ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع حقوق الانسان فيه نوع من الاجترار والاعادة التي ليس فيها افادة. فاحتلال العراق والذي تم على يد قوة دولية مكونة من جل المداعين بحقوق الانسان والذي اتى على مئات الآلاف من القتلى واليتامى والمهجرين والذي مازالت تداعيات هذه النكبة قائمة واثرها المحلي والاقليمي مشهود ومستمر لهو اكبر شاهد على الخروقات الغربية لحقوق الانسان.
وقال الإعلامي التونسي ساسي جبيل ل"الرياض".. في ظل الصراعات العربية والدماء التي تسبح في الشوارع مشرقا ومغربا، والتجاذبات التي باتت الخبز اليومي لكثير من الشعوب المنكوبة، تزداد القناعة رسوخا ان كثير من المنظمات الدولية الحقوقية وبالخصوص منظمة حقوق الانسان العالمية تعتمد على معايير مزدوجة في حكمها على ما يحصل، وهي مواقف تابعة في الغالب من القرارات الاحادية الجانب، والآراء الشخصية المبنية على خلفيات وقناعات لم تزحزح، وهو ما يشير الى ان هذه المنظمات العالمية لا تنزل الى ارض الواقع كما انها تملك نموذجاً ثابتاً تريد تطبيقه كما تريد، ولا يعنيها إلا شروطها المعتمدة كمقياس لا حياد عنه وهي شروط مبنية على خلفية مختلفة ونموذج ثابت لا يمكن تعميمه، ولكنها للأسف هذه المنظمات تتمسك بتطبيقه وتسعى جاهدة الى تجريم كل من لا يتبع ادق تفاصيله، وقد اثبتت المواقف والتجارب المختلفة ان عدد من المنظمات اصبحت تزج بنفسها في صراعات محلية وإقليمية تحت عنوان حقوق الانسان، في حين انها لا تعرف المجرم من البريء ولا الجلاد من الضحية، لذلك تختلط عليه الاوراق وتنعدم الرؤية فتعلى راية ما يسمي (بحقوق الانسان) وتحت يافطتها تتخذ احكامها ومواقفها والحال ان السؤال المطروح اليوم هو كيف الارهابي مثلا يحمل السلاح ويقتل الاطفال ان يتمتع بحصانة حقوقية وكيف لميلشيات مسلحة ان تحمى من قبل منظمات لا تميز بين الشرعي وغير الشرعي، وهذا حقيقة ما يحصل في عالم اليوم وخصوصا في المنطقة العربية التي تتقاذفها امواج متلاطمة اتت على كثير من المقومات، ولم تقف هذه المنظمات عند هذا الحد بل اصبحت تتدخل في شؤون البلدان الآمنة والمستقرة وتزرع الفتن بين ابنائها.
صوت الاحواز عن جريدة الرياض
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق