قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 17 مارس 2015

فيصل الأعور : هل الفرق كبير بين ايران، واسرائيل، في علاقتهما بنا؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
هل الفرق كبير بين ايران، واسرائيل، في علاقتهما بنا؟
شبكة البصرة
فيصل الأعور
يفيدنا السؤال أعلاه، لنصل الى نتيجة مفيدة عبر شرح مبررات تلك العدوانية الايرانية تجاه العرب، وتحاملها عليهم، وتعاملها المشبوه، مع كل من يعكر صفوهم، من متمردي الداخل، او شذاذ الآفاق، داخل كل دولة عربية على حدة. حتى يكاد المرء ان يرى، في سلوكها، مجرد تحريك طائفي لفئة بعينها داخل كل بلد، والتسلل من جهة اخرى، الى القوى، التي لا حول لها في غيها، وفوضويتها، الا ان تتعاون مع ايران، وان لم تفعل ايران ذلك، فان تلك القوى مستعدة للتعاون مع الشيطان! ويقول المثل، لاتصغ الى لسان الشيطان بل لاحظ أفعاله.
ليس هناك من لا يلاحظ ذلك الدور التخريبي، والتآمري، الذي تقوم به ايران في الدول العربية، خاصة تلك التي اثبتت فيها نجاحا تدميريا، وفوضويا بامتياز. وليس من الصعب على اي عاقل، ان يلاحظ ان ايران تعبث بالاقليات التي تعتقد بان حقها مهضوما، وان لها الحق في الحصول على حقوق اكبر مما لديها، كما يحدث لدى شيعة لبنان مثلا، او البحرين، او الكويت، او السعودية، او المغرب العربي. فتجدهم يؤيدون ايران ويدافعون عن سياستها لانها تخدم تطلعاتهم. وهي تدعم منظمة حماس، التي لا يمكن ان تجد من يدعمها عربيا، والتي دأبت على محاولات السيطرة على القرار الفلسطيني. وللعلم فان عرفات سبق ان سجن في سوريا! فملالي طهران الذين اسقطوا الشاه باسم الفساد والظلم، وتاجروا بالاسلام، اصبحوا اليوم هم قمة الفساد داخل ايران، وهم ابعد الناس عن الاسلام المستنير، الذي توقعته الناس من مشاركتها في ثورة الملالي، أو من سمعوا بالثورة الاسلامية في ايران، ثم غير الناس اعتقادهم الزائف هذا، بعد ان اكتشفوا ان تلك الثورة ليست الا انقلابا على الشاه للوصول الى السلطة، عبر التلاعب بمشاعر الناس الاسلامية، تماما كما نشاهد في دور حماس الفلسطينية، الفاشلة فيم نجحت فيه ايران.
فمن كان يتوقع ان ربيب ايران، حزب الله سوف يكون يوما ما، القوة الرئيسية في لبنان، لولا السلاح الايراني! ومن كان يتوقع ان ينبري المصريون الشيعة بهذا الظهور العنيف وغير العادي، وغير المسبوق، للدفاع عن ايران، في مصر، والقيام بمظاهرات مدفوعة الاجر، للتنديد بالرئيس مبارك، في ذلك الوقت، كما فعلوا في سوريا وغيرها من الدول العربية، ولا ننكر ان بعض تلك المظاهرات كان بعيدا عن التخطيط الايراني، ولا علاقة له بالمال الايراني، الذي وصفه ربيب قم، وعميل طهران في لبنان، نصرالله، بالمال "النظيف والطاهر"، كما سمّاه في احدى خطبه!
من كان يتوقع ان تمرد الحوثي – تاجر السلاح، في اليمن، والذي تسبب في مئات القتلى اليمنيين، المضللين بدون هدف يذكر، سوى تجارة السلاح بين اليمنيين، ومورد ذلك السلاح هو ايران – استمر لاكثر من عشر سنوات، ثم انتهى بالهيمنة على صنعاء، والتجهيز العسكري للهيمنة على اليمن بكامله، ولكان انتهى، لولا الدعم الايراني!
ومن كان يتوقع ان تنشق سوريا عن الصف العربي، وان يتحول سفاح سوريا، ومدمر مدنها، ومهجر شعبنا، بشار الاسد، الى عميل ماجور يمهد الطريق لتصبح ايران محتلا حقيقيا وواقعيا لسوريا، تحت قيادته الخيانية، لولا المال الايراني (النظيف والطاهر)، والذي انهمر على القادة السوريين، ومؤيديهم اللبنانيين، كي ينشقوا عن بقية العرب في كل القضايا.
ومن كان يتوقع ان يصبح جنرال ايراني، قاسم سليماني، سيد القوات المسلحة الحقيقي، في ظل وزير دفاع شكلي، في العراق، وفي سوريا، يساهم بقواته في التجييش الطائفي وقتل ابناء العراق وابناء سوريا الذين يطالبون بالحرية والعدالة والكرامة.

ايران الملالي، مذ احتلال العراق، وهي تعمل على الحصول على مكاسب اقليمية، وتدعي ان امريكا هي التي تحرمها منها. اي انها احق من امريكا بذلك المكسب. ومن يفهم في العلاقات الدولية، يعرف بان ايران- التي هي ليست عربية – ستبحث عن مصالحها باي شكل، حتى ولو استخدمت جيوشا من داخل الدول العربية لتحقيق اهدافها، وهذا ما حصل فعلا! ولربما لا يعرف البعض معنى مصالحها، فنوضح بالقول، إن المصالح ليست مجرد اقامة منشئآت نووية، اذ قد تكون صراعا على اسواق تجارية، او اقامة احزاب داخل كل بلد، تخدم تطلعات ايران، واهدافها في السيطرة على القرار السياسي لكل بلد عربي أو السيطرة على الاسواق – من خلال استصدار قوانين حمائية او تشجيعية او احتكارية لصالحها – في كل بلد تتلاعب بقراره السياسي وكلنا بات يعرف بان ايران قد بذرت اموالا كثيرة (ما يقارب الاربعين مليار دولار) في سوريا وحدها، ناهيكم عما بذرته بين ايدي عملاء عراقيين، وفلسطينيين، ويمنيين، وغيرهم، كي يسهلوا لها طريق السيطرة والهيمنة على القرار السياسي للبلدان التي تدخلت فيها.
وردا على البعض، ممن يقولون بان ايران ليست عدوة للعرب، نقول، ايران ليست عدوة، بقدر ما ان سرائيل ليست عدوة. اسرائيل تحتفظ بجزء كبير من فلسطين، لكن ايران تحتل عربستان العربية، والتي هي اكبر مساحة من فلسطين (كاملة) بخمسة عشر ضعفا. وهناك الجزر الاماراتية الثلاث، التي تحتلها ايران. بل وترفض ايران اي دور لمحكمة العدل الدولية، بشأن تلك الجزر. وهناك اليمن الذي يعاني ويتمزق مشرفا على حرب أهلية تفني ولا تذر. ناهيكم عن العراق الذي تتلاعب إيران بأمنه وثقافته ومستقبله العربي، بعد ان حولت الثقافة العراقية الى مشروع تمييز. ترى هل تشكل اسرائيل خطرا على العرب اكبر من الخطر الايراني الخامنئي؟ يكفي واحدنا ان يتذكر ان السلاح الذي يقتل السوريين منذ اربع سنوات"، ويدمر مدنهم، ويهجرهم كبارا وصغارا، هو سلاح ايراني، ويعمل تحت قيادة خبراء ايرانيين!
اذا، ما الفرق بين ايران الملالي، واسرائيل يا سادة؟؟؟
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق