قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الاثنين، 1 سبتمبر 2014

هستيريا تقسيم العراق ما حكايتها..!.. إكتشفوا ضحالة مسوغات التقسيم المعدّة مخابراتيا وتأملوا عرض الحقائق الهامة التالية.! \ 1-2


iraq999


لا يمكننا ان نطلب منهم تقسيم العراق ولكن سنجعلهم هم من يطلب ذلك
جوزيف بايدن نائب الرئيس الامريكي
مرة اخرى تعود هستيريا تقسيم العراق للواجهة، وكما في كل مرة فان من يطلق الهستيريا هو الصهيونية الامريكية باعلامها وتصريحات قادتها وتحليلات خبرائها حيث يصطف كل هؤلاء ليحتلوا واجهة الاحداث ويفرضوا زاوية رؤية واحدة فقط لما يجري في العراق ونتائجه : حتمية تقسيم العراق الان! تنشر مجلة التايم الامريكية مثلا خرائط تقسيم العراق والمنطقة وتختار عنوانا موحيا هو (نهاية العراق)! وكأن الامر تقرر وانتهى وان ما تقرره واشنطن قضاء وقدر لايردان!
 هل هذه هي المرة الاولى والاخيرة في التبشير بتقسيم العراق وتصوير الامر كأنه قدر وحتمية لابد منها؟ كلا لقد حصل الامر عشرات المرات منذ عام 1991 ووصلت الهستيريا في كل مرة مرتفعات مخيفة جعلت الكثير من العراقيين يعدون العدة للتقسيم، لكن هجمة التقسيم كالبالون يتفجر بدبوس فيتلاشى فيبدأ صانع البالونات يصنع بالونا جديدا ويعده للاطلاق مجددا! ولمن لم ينتبه لهذا التكتيك عليه وضع عبارة (تقسيم العراق) في غوغل سيتذكر ان التبشير الحالي بقرب تقسيم العراق ليس سوى تكرار حرفي لما حصل مرارا في السابق.
نسمع بين فترة واخرى وتمهيدا للعودة لطرح خيار التقسيم بان العراق كان ثمرة سايكس بيكو وانه لم يكن موجودا قبلها، ولذلك هو كيان طارئ ومصطنع والان بدأت الان عملية تفككه وعودة مكوناته لاصولها! هل هذا الطرح فيه عقلانية ولو بالحد الادنى؟ طبعا لا لمن عرف ولو ملخصات التاريخ الواقعي للعالم، ولذلك يغرق في هذه الساقية الضحلة مثقفوا الفيس بوك لان ثقافتهم عبارة عن بالون منتفخ بغازات بطون اتخمت بالاكلات السريعة! كما ان بعض العنصريين يرددون ذلك لمنح انفسهم خلفية تاريخية غير موجودة اصلا على حساب عراقة العراق وتجذره في الفيات التاريخ المعترف به.
لكي تكتشفوا ضحالة مسوغات تقسيم العراق وانها اعدت مخابراتيا تأملوا الملاحظات الاتية :
1- تاريخ الاف السنين : العراق وجوده منغرس في اقدم صفحات التاريخ الانساني فحتى تلاميذ الابتدائية في العالم شرقا وغربا يعرف اسم (ميسوبوتاميا)، الذي تعرفه موسوعة ويكيبيديا كما يلي :
((العراق كانت تسمى (بلاد ما بين النهرين) بيث نهرين ܒܝܬ ܢܗܪܝܢ بالآرامية وباليونانية: Μεσοποταμία) وتنطق ميسوبوتاميا أولى المراكز الحضارية في العالم التي كانت تشمل المساحة الواقعة بين نهري دجلة والفرات. وامتدت حدود هذه الحضارة التي شغلتها بلاد ما بين النهرين إلى سوريا وفارس وإلى منطقة جنوب شرق الأناضول تركيا حاليا، كما وجدت آثار سومرية في دولة الكويت الحالية والبحرين والأحواز. وكسمة حضارية كان لبلاد الرافدين انفتاح واتصال بالحضارات القديمة في مصر والهند.)).
اذن التاريخ المكتوب والمعترف به عالميا يؤكد ان العراق ليس كيانا جديدا واصطناعيا او طارئا بل هو اقدم موطن حضارة ومهدها وموطن اكبر الامبراطوريات في التاريخ وهي الامبراطوريات السومرية والبابلية والاشورية والاسلامية. بل ان التاريخ العالمي يعترف بان بلاد فارس اي ايران كانت جزء من العراق القديم. هذا التدوين لوقائع التاريخ حصل حينما كان اجداد من اسسوا امريكا يعيشون في غابات بريطانيا البدائية ولم يكن احد يعرف امريكا ولم تكن قد اكتشفت بعد. لذلك لابد من طرح سؤال يفرض نفسه : عن اي عراق يتحدثون في امريكا والغرب ويصفونه بانه حديث التكوين ومصطنع رغم انه وجد وتعاظم قبل ان ينتقل الاوربي من شبيه قرد الى انسان؟
العراق رغم انف الكذابين والمزورين والمضللين وجود عريق بحضارته وثقافته واهله وانجازاته، فهل يستطيع سوى الجهلة او لصوص العالم انكار هذه الحقيقة؟ ولكي لا نظلم احدا هناك من يكرر هذه الاكذوبة الفاضحة للاشارة الى العراق الحديث وليس العراق القديم والذي اعلن تشكيل حدوده الحالية في بداية القرن العشرين، ولكن ولكي لا يمر التضليل والخداع كان يجب على من يتحدث عن العراق الحديث ان لا يهمل التذكير بان المقصود هو حالة تطورية في مرحلة معينة من تاريخ كيان عريق وقديم جدا اسمه العراق موطن الحضارة الاقدم.
2– خصوصية شعب العراق : العراق ليس كغيره حتى مقارنة بالاشقاء العرب ونحن معهم امة واحدة مترابطة عضويا، فهو يتميز جغرافيا بانه قطر تخوم وليس منطقة قلب في الوطن العربي، فهو محاط باقوام اجنبية قوية ومحاربة مثل الفرس والترك، وقريب من اقوام اخرى مثل التتار والصينيين والهنود والسلاف...الخ وبعض هؤلاء غزو العراق ودارت حروب بينهم وبينه، او دخلوا العراق للحصول على العلم.
واخيرا العراق موقع ثراء طبيعي كبير فهو ارض الرافدين (وهذا معنى ميسوبوتاميا) وارضه من اخصب الاراضي في العالم بينما محيطه غير العربي فقير بالمياه والارض الزراعية غالبا وهذا ينطبق على بلاد فارس بشكل خاص، لهذا كان العراق في ازمان القحط والمجاعات منذ الاف السنين منطقة جذب قوية لكافة الشعوب الفقيرة الباحثة عن مياه وغذاء، وتلك كانت بعض اسباب حروب العراق في التاريخ القديم.
موقع العراق هذا كان احد اهم اسباب البنية النفسية والثقافية المتميزة للعراقي الحالي مثل صلابته وعناده واستعداده المفتوح للتحمل، والاهم سعيه الدائم لابتكار طرق حمايته من الغزوات الدورية لذلك تميز العقل العراقي ايضا بالابداع والخلق والسبق فيهما. من هنا جمع العراقي بين الصلابة التي تكاد تكون الاقوى بين بشر العالم وبين القدرة المتميزة على الابداع الفكري والعلمي والاجتماعي والفلسفي.
هذه الشخصية العراقية القديمة كانت ومازالت هي السائدة ومن يريد ان يفسر سر قدرة شعب العراق على الحاق الهزيمة بايران وبعدها بامريكا عليه تذكر ما قلناه في السطور السابقة، فابن الفلوجة هو نتاج تلك الشخصية العراقية الفذة بشجاعتها المفتوحة وذكاءها النادر.
العراق وبتلك السمات الفريدة كان قادرا على تحدي المستحيل من جلجامش الى صدام حسين، كانت الاسطورة المتجاوزة على الواقع تجر قاطرات الحضارة المادية بعدها، فبنى برج بابل والزقورة والملوية وتصور العراقي انه ابن الالهة ووريثها قبل الاسلام، وهو من اقام امبراطوريات متعاقبة من السومريين الى العباسيين مرورا بالاشوريين والبابليين، وهي اسماء مختلفة لشعب واحد هو الشعب العراقي.
كل تلك التعاقبات التاريخية والنفسية جعلت ما بين النهرين موطن اول حضارة واعظم منتج لكل ماهو جديد من الرياضيات الى الطب الى الفن نحتا وموسيقى. وهنا يجب ان نسأل هل استبدل شعب العراق القديم بشعب اخر ام انه هو نفسه شعب واحد تطور وتحول عبر الاف السنين مدعوما بتلاقح ايجابي مع الشعوب الاخرى فانتج ذلك لحمة عراقية فريدة في متانتها وعبقريتها؟
3- الصلة العراقية الفذة : بفضل ما سبق كان العراق مركز جذب قوي لابناء اقوام اخرى ارادت العيش الرغيد والامن فيه تماما مثلما يفعل ابناءنا الان بالهجرة الى الغرب، ولذلك حطت على ارضه مختلف الثقافات والقوميات والاديان بالاضافة لتلك التي نبتت فيه. هنا برزت ظاهرة عراقية اخرى مميزة وهي ان اولئك الذين حافظوا على هويتهم لكنهم تمازجوا مع عرب العراق اجتماعيا – بالزواج - وثقافيا بالتربي على ثقافة واحدة او مشتركة، صاروا يتميزون بوجود رابط عضوي بينهم وليس رابط مصلحة.
فانت حينما تتحدث مع كردي عراقي مثلا تجد انه مثل العربي في الاخلاق والتربية والتقاليد وطرق التصرف والعربي مثل الكردي رغم وجود اختلاف لغوي، كما ان العراقي المسيحي والعراقي الصابئي بعد الاسلام هضم الاسلام وعده ثقافته القومية مع تمسكه بمسيحيته او صابئيته، ولذلك ولدت شخصية عراقية تجاوزت التنوع الاثني والديني والطائفي واعتبرت كل ذلك تنوعات فرعية في شخصية العراقي، فتحول العراق بفضل ذلك الى كيان متنوع الاصول رغم وجود قومية كبيرة تشكل 85% من عدد السكان وهي القومية العربية، لدرجة ان الكردي العراقي صلته بالعربي العراقي اقوى من صلته بالكردي في ايران او تركيا.
اصالة العراق وتجذره حضاريا وتقدمه اجتماعيا في ازمان قديمة وتوارث تلك الثقافة هي التي جعلته اقوى من اي بلد اخر من حيث التماسك الاجتماعي وصلابة التكوين النفسي، وهي التي جعلته عصيا على التقسيم ووفرت له اليات طبيعية لحماية وحدته، مهما كانت التحديات قاسية وكارثية، وللنهوض القوي بعد كبوات او تراجع او ضعف، رغم انه تعرض لكوارث كانت واحدة منها كافية لتقسيم اي بلد اخر.
وما يجري للعراق منذ الحرب الايرانية عليه في عام 1980 والى الان مرورا بالعدوان الثلاثيني - وهو حرب عالمية بكل المعايير - والحصار والغزو وما جرى فيه من كوارث وجرائم بشعة كان كافيا لتقسيم غيره لكنه بقي موحدا عضويا وعصيا على التشرذم، كل ذلك دليل حاسم على قدرة شعب العراق على امتصاص الاثار التدميرية للكوارث والسيطرة عليها ومعالجتها ومنع تمزق نسيجة الاجتماعي والوطني، ولو تعرضت فرنسا او بريطانيا لجزء مما تعرض له شعب العراق لتمزقتا شر ممزق ولمحيت كل منهما من خارطة العالم.
يتبع.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق