قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الخميس، 16 أكتوبر 2014

كمال القيسي : القواعد العسكرية الأمريكية!

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
القواعد العسكرية الأمريكية!
شبكة البصرة
كمال القيسي
القواعد العسكرية ج
الصور من هنا
زء من خطة كونية تعمل كآلة أستراتيجية غرضها التوسع والأمتداد والردع و الأحتواء (الحد من الأمتداد الأقليمي لأيران وأحتواء برنامجها النووي، الهيمنة والسيطرة على المناطق الغنية بالنفط والغاز (العراق، الخليج...)! ينظر للقواعد على أنّها حدود متقدمّة يجري من خلالها تطويق الخطر وتحجيم المنافسين (الصين، روسيا، اليابان، الهند، دول جنوب شرق آسيا....).
الصناعة العسكرية والرأسمالية توئمان متلازمان يكمّل بعضها بعضا في تحقيق السيطرة والهيمنة والتراكم الرأسمالي (سلطة القوة والمال)! لذا فالولايات المتحدة الأمريكية تنظر لقواعدها المنتشرة الممتدّة حول العالم على أنها "مستعمرات" لضمان مصالحها الكونية (كولومبيا، شمال أفريقيا، الشرق الأوسط،الفلبين وأندونيسيا وغيرها). في تلك القواعد يجري توظيف جنود وجواسيس وفنيّين وخبراء ومقاولين مدنيين أجانب ومحلّيين! وللولايات المتحدة الأمريكية ثلاثة عشر قوة بحرية ضاربة ممثّلة في بوارج وحاملات طائرات عملاقة هدفها السيطرة على المحيطات والبحار وكذلك قواعد سريّة خارجية تقوم بمراقبة الأتصالات العالمية والبريد الألكتروني! تشير تقارير بعض المراكز الأستراتيجية أن لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بحدود 702 قاعدة عبر البحار متواجدة على أرض 130 دولة وقد يصل العدد الى 1000 نظرا لعمل البعض منها تحت أغطية سريّة مختلفة كالموجودة في بريطانيا (القوة الجوية الملكية Royal Air Force Bases)! الشركات الأمريكية العملاقة العابرة للقارات تقوم بتوفير الخدمات العصرية اللازمة لسكنة تلك القواعد : Kellog,Brown & Root….Dyncorp & Vinnel فتحقق أرباحا عظيمة لصناعاتها ولقطاعات أقتصادية واسعة أخرى. إن التواجد المتقدم للقواعد وما يصاحبه من إنفاق هائل له مايبرره من النواحي الجيو ستراتيجية والسياسية والأقتصادية في إطار ضمان سيادة الهيمنة الرأسمالية للأقتصاد الأمريكي (حراسة الحقول النفطية وخطوط أنابيب النفط والغاز/الخليج، بحر البلطيق....)!
يحدث وجود القواعد العسكرية تأثيرات سياسية وإقتصادية غاية في الأهميّة في الدول المضيفة لها حيث يشكّل أنفاق القواعد وزنا كبيرا بالنسبة لأنشطة بعض القطاعات الأقتصادية كما أن وجود وإنسحاب تلك القوات يشكل هو الآخر عبئأ ماليا كبيرا على تلك الدول من خلال إضطرارها لأنفاق أموال طائلة على أصلاح التخريب الذي تحدثة تلك القواعد في البنى التحتية والبيئية والأنسانية وما ينجم عنها من خلل في الأستقرار السياسي والأقتصادي والأجتماعي (التأثير السلبي على منظومة القيم الأجتماعية السائدة، الأضطرابات السياسية، إزدواجية الأقتصاد الوطني، التضخم،، خسارة العوائد الناجمة عن عقود التأجير الطويلة الأمد للقواعد، ما ينفق محليا بعد إنسحاب القوات الأجنبية....)!
لأسباب خارجية وداخلية تتعلق بالقيود المفروضة وترشيد الأنفاق، تفكر الولايات المتحدة الأمريكية غلق بعض القواعد خاصة التي أنشأت أيام الحرب الباردة (ألمانيا، كوريا الجنوبية وربما أوكيناوا في اليابان) ونقلها إلى دول فقيرة او ذات انظمة ديكتاتورية على أستعداد لقبول الشروط القاسية للأتفاقيات "Status Of Forces Agreement" التي تمنح القوات الأمريكية أستثناءات و إعفاءات خاصة في موضوع الحقوق القانونية والمادية والأقتصادية و البيئية!
إن الخطط النهائية للتوسع أو تقليص نشر القواعد العسكرية الأمريكية حول العالم لا تزال تناقش في دوائر القرار في ضوء النتائج التي ستتمخض عنها تجربة إحتلال واعادة أحتلال العراق والقواعد العملاقة التي أنشأت على أراضيه..! التجربة الأمريكية في العراق أشارت بما لايقبل الشك أن وجود القوات الأمريكية في تلك القواعد قد فاقم من الأخطار المحيطة بها وبالبيئة السياسية والأجتماعية الوطنية! هناك خلافات دائرة بين البنتاجون ومجلس الشيوخ حول خيارات الأستمرار في التوسع في نشر القواعد الخارجية على حساب القواعد الداخلية أو تقليصها وسحب القوات منها إلى الداخل.. هناك موقف أمريكي قوي بالضد من فكرة تقليص القواعد الداخلية والتوسع عبر البحار!
يرى المؤرخ العسكري البريطاني Correlli Barnett "أن غزو الولايات المتحدة الأمريكية لكل من أفغانستان والعراق قد وسَع من "العمليات الأرهابية" وأن سياسة إقتحام أبواب دول ذات مجتمعات إنسانية معقدة التركيب ذات تأريخ عريق، تحت حجَج واهية "كالحرية والديمقراطية" تعتبر سياسة خاطئة.. وان ما تحتاجه أمريكا في تعاملها مع الدول المعنية إعتماد أساليب بارعة ورقيقة تعتمد الفهم العميق لطبيعة شعوب تلك الدول وحضاراتها.. إن مثل هذا الفهم يفتقر إليه الساسة الكبار الموجودين في واشنطن خاصة في البنتاجون "! وكان رد رامسفيلد عليه "أن الحرب على الأرهاب تمثل جزء يسير من أهداف الأستراتيجية العسكرية الأمريكية.. وإن السبب الحقيقي من وراء إنشاء هذا الحزام الجديد من القواعد العسكرية حول المعمورة هو : لتوسيع الأمبراطورية الأمريكية وفرض سيطرتها العسكرية على العالم"!!!!
6/10/2014
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق