قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 12 أبريل 2015

خطة "المليون مقاتل" الإيرانية للسيطرة على الشرق الأوسط تقريراً خطيراً للكونجرس الأمريكى يكشف طموحات طهران للتوسع والسيطرة

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
رغم ان هذا التقرير فيه الكثير من التضليل المتعمد مثل افتراض ان أمريكا لم تساعد ايران او نظام بشار، فان ما ورد فيه مهم جدا ويكشف جوانب من خطة ايران الإقليمية والعالمية ولذلك ننشره ليطلع عليه أبناء شعبنا ويزيدوا من فهمهم لما تفعله ايران.
شبكة البصرة 
خطة "المليون مقاتل" الإيرانية للسيطرة على الشرق الأوسط
تقريراً خطيراً للكونجرس الأمريكى يكشف طموحات طهران للتوسع والسيطرة
شبكة البصرة
كتب يسرا زهران
الحرب الأهلية لا تمزق سوريا فقط بل ستحدد مصير المنطقة العربية بأكملها
قبل أسابيع قليلة من الإعلان عن التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووى الإيرانى بين طهران ومجموعة الـ«5 + 1» فى لوزان بسويسرا، إثر مفاوضات طويلة فى فيينا، نشر الكونجرس الأمريكى تفاصيل جلسة سابقة له، ناقش فيها ما الذى يمكن أن يحدث لو تم بالفعل التوصل إلى اتفاق مع إيران بالجهود الدبلوماسية لإدارة «أوباما»، وما يمكن أن يعنيه رفع العقوبات عنها. وعلى الرغم من أن تاريخ الجلسة التى تم نشر تفاصيلها الكاملة مؤخراً، يشير إلى أنها عُقدت فى أواخر العام الماضى، فإن أهميتها تكمن فى الزاوية التى اختار أعضاء الكونجرس الأمريكى أن يناقشوا التهديدات الإيرانية من خلالها، وهى زاوية الدور الإيرانى فى ضرب استقرار الشرق الأوسط، من خلال الاعتماد على سياسة الانقسامات، واستغلال التوترات الطائفية، واللعب بنيران التطرّف الدينى والحركات الإرهابية، والسعى لهز أركان النظام السنى الذى يتكوّن منه غالبية المسلمين فى الشرق الأوسط، لحساب حركات معارضة شيعية تحظى بالمال والسلاح الإيرانى الذى سيتضاعف حتماً، لو تم رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة حالياً على إيران بسبب أزمة برنامجها النووى. يكشف تقرير الكونجرس الأمريكى أن طموحات إيران بالتوسُّع فى المنطقة عبر استغلال الانقسامات الطائفية فيها، لا يقل خطورة عن برنامجها النووى، وأن طموحات إيران التوسُّعية فى الشرق الأوسط يمكن أن تمثل خطراً على العالم لا يقل عن خطر طموحاتها النووية. وأن التوصل إلى اتفاق نووى مع إيران، لا يمكن أن يعنى أبداً «النوايا الحسنة» لقادتها، هؤلاء القادة الذين يعرفون كيف يصافحون الأمريكان على مائدة المفاوضات بيد، فى الوقت الذى تمتد فيه يد أخرى لتمويل وتهريب السلاح لكل من يجيد الطعن فى ظهور الدول الأخرى من حولها.

بدأت جلسة الكونجرس بالاستماع إلى شهادة خبير بارز فى الشئون الإيرانية، هو «راى تقية»، خبير الدراسات الشرقية فى مجلس العلاقات الخارجية، الذى بدأ باستعراض تحرّكات إيران لبسط نفوذها الشيعى فى الشرق الأوسط منذ اندلاع اضطرابات الربيع العربى فى 2011. يقول: «لقد نجحت إيران فى أن تحوّل مفاوضات الاتفاق النووى إلى عرض مستمر من عناوين الصحف، والتوقعات، والاحتمالات، وجعلت أنظار الكل تتركز على التنازلات التى يمكن تقديمها لإيران، أو تقدمها إيران للعالم. انشغل العالم بأسئلة من نوعية ما طبيعة النظام الذى يمكنه التفتيش بانتظام على منشآت إيران النووية، وهل من الممكن أصلاً أن يكون هناك هذا النوع من التفتيش؟ ما العقوبات التى يمكن رفعها لو التزمت إيران بالاتفاق، وهل من الممكن الاعتماد على مثل هذا الاتفاق مع طرف غير جدير بالثقة بالنسبة إلى أمريكا مثل إيران؟

وتابع: «طهران حالياً مشغولة بدفع وتوسيع طموحاتها فى الشرق الأوسط. وتخطئ أمريكا كثيراً لو أن أنظارها ظلت مركّزة على التفاصيل التقنية للبرنامج النووى الإيرانى دون أن تنتبه إلى تزايد النفوذ الإيرانى، ومخططاته من أجل مزيد من التوسُّع فى الشرق الأوسط».

إيران تحاول تشكيل خريطة الشرق الأوسط لصالحها
«إن إيران تنظر إلى نفسها على أنها أمة فارسية محاطة بالدول العربية المجاورة، تلك الدول التى ظلت تنظر دائماً بعين الشك إلى الطموحات التوسّعية للثورة الإسلامية الإيرانية منذ اندلاعها فى السبعينات. تحالفت الممالك والدول الخليجية مع أمريكا، وظل العراق يحتفظ بتوجُّسه إزاء إيران حتى بعد نهاية الحرب الطويلة بينهما. واستمرت الدول السنية تنظر إلى إيران بحذر طوال الوقت. من جانبها، اختارت إيران التركيز على دعم وتسليح حزب الله التابع لها فى لبنان، وكذلك على إمداد وتسليح الجماعات المسلحة الفلسطينية. إلا أن الأمر بدا وكأن إيران ظلت عالقة فى شباك الرفض والحصار العربى الذى لا يسمح لها بأن تتوسّع خارج حدودها».

ويواصل: «كل ذلك انقلب وتغيّر مع اندلاع اضطرابات الربيع العربى فى 2011. لقد ضربت تلك الاضطرابات أساس النظام السُّنى الذى كان حاكماً للشرق الأوسط من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، فى الوقت نفسه الذى بدا فيه شيعة العراق وكأنهم قد نجحوا بالفعل فى أن تكون لهم اليد العليا على كل الفئات والطوائف هناك. كانت تلك التغييرات الجذرية كافية لكى ينظر حراس الجمهورية الإسلامية إلى ما يحدث فى الشرق الأوسط، على أنه فرصة نادرة لا يمكن تفويتها، لاستعراض قوتهم أمام العالم كله، من خلال بسط نفوذهم فى منطقة لا يحكمها غير الاضطرابات، والتقلّبات، والفترات الانتقالية التى لا يمكن لأحد أن يتوقع ما الذى يمكن أن يحدث فيها أو بعدها».

ويتابع: «يمكن تلخيص التصوّر الذى تعاملت به إيران مع اضطرابات الربيع العربى، على أنها تمثل تحدياً للوجود الأمريكى فى الشرق الأوسط، وأن إيران، كما قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله على خامنئى: (تتحدى نفوذ أمريكا فى المنطقة وتبسط الآن نفوذها الخاص). إن (خامنئى) ينظر إلى أمريكا على أنها (إمبراطورية) متداعية فى الشرق الأوسط، وأنها تنسحب تدريجياً منه، خاصة بعد ما حدث فى سوريا، التى رسمت فيها إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما (خطوطاً حمراء) كثيرة للرئيس السورى بشار الأسد، تجاوزها نظامه مراراً وتكراراً دون أن تفكر أمريكا فى الرد.

وأضاف: «ربما كانت طهران تمنح وزناً كبيراً للقوة الأمريكية من قبل، إلا أن تطورات المشهد فى سوريا قلبت الوضع، وجعلتها تنظر إلى هذه القوة الأمريكية بدرجة عالية من الخفة. وظهر ذلك واضحاً خلال الشهور الطويلة التى امتدت للتفاوض حول البرنامج النووى الإيرانى فى فيينا. إن المفاوضين الإيرانيين الذين يجلسون على الطاولة نفسها مع نظرائهم الأمريكان والأوروبيين فى النمسا ليسوا من يمسكون بخيوط السياسة الإقليمية الإيرانية، وليسوا من يحركون أحداثها. هذه الخيوط كلها تقع بين أصابع قادة الحرس الثورى الإيرانى، وفى مقدمتهم قائد فيلق القدس الشهير، الجنرال قاسم سليمانى، وهو القائد الذى رأى أن بداية إنهاء النفوذ الأمريكى فى المنطقة تبدأ من العراق. لقد قال (سليمانى) صراحة من قبل: (إنهم يتصوّرون، أنه بعد سقوط (صدام) يمكن أن تتدخل أمريكا لإدارة شئون العراق، لكنهم ينسون حقيقة أنه مع وجود الزعماء الدينيين فى العراق، ومع نفوذ إيران عليهم وعلى البلاد، لا يمكن لأمريكا أن تحقق أياً من أهدافها هناك)».

ميليشيات إلكترونية خاصة لـ«ضرب» نظم المعلومات التى تعتمد عليها حكومات الخليج.. وزيادة تسليح وتمويل المعارضة بعد رفع العقوبات
ويتابع الخبير الأمريكى فى شهادته أمام لجنة العلاقات الخارجية فى الكونجرس: «لاحقاً، تحوّلت (سوريا) إلى خط المواجهة الأول، أو (خط المقاومة) الأول، كما كان يحلو للإيرانيين وصفها، ضد ما حولهم. ورأى المتشدّدون منهم أن محاولات الدول السُّنية لإبعاد بشار الأسد عن السلطة، هى فى واقع الأمر وسيلة لإضعاف إيران، وبالتالى أصبح الحفاظ على استمرار ووجود، بل نجاح نظام بشار الأسد فى السلطة، ركيزة أساسية فى السياسة الخارجية الإيرانية».

ويواصل: «إن هناك خوفاً يسيطر على العواصم العربية الآن، من أن التوصُّل إلى أى اتفاق حول الحد من التسليح النووى الإيرانى، سوف يؤدى إلى وضع حد للضغوط التى تمارَس على إيران حالياً. وتستند الدول العربية فى مخاوفها إلى السوابق التاريخية للولايات المتحدة نفسها. ففى ذروة محادثات الحد من التسليح التى كانت تجرّب ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى فى فترة الحرب الباردة، كانت الاتفاقات والتعهدات النووية تليها عادة اتفاقيات تؤدى إلى تطبيع العلاقات التجارية والدبلوماسية بين البلدين. كانت واشنطن تقع دائماً فى فخ تصوّر أن الاتفاق فى المسائل النووية يفتح الباب دائماً لمزيد من التعاون فى مجالات أخرى. والواقع أن التحدى الذى تواجهه أمريكا حالياً هو أن تواجه أخطاءها التاريخية وتقوم بإصلاحها. فحتى لو نجحت واشنطن فى إيجاد طريقة لوضع حد للطموحات النووية الإيرانية من خلال التفاوض، لا ينبغى عليها أبداً أن تتجاهل وضع حد لطموحات طهران الإقليمية عبر ممارسة ضغوط عليها».

ويتابع: «وبالطبع، ولكى تنجح أمريكا فى وضع حد للطموحات التوسُّعية الإيرانية فى المنطقة، فعليها أن تعيد إصلاح وهيكلة علاقاتها مع شبكة حلفائها التى تداعت مؤخراً فى الشرق الأوسط.

ويواصل: «إن الحرب الأهلية التى لم يتم حسمها بعد فى سوريا لا تمزّق البلاد وحسب، ولكن يمكن القول دون خطأ كبير إنها ستُحدّد مصير المنطقة كلها. إن الشرق الأوسط منطقة تنقسم طوال الوقت على نفسها، وهناك الآن شبح حرب باردة جديدة يخيّم عليها، وهى حرب قائمة فى الأساس على الانقسامات الطائفية، وفى القلب من هذه الحرب تقع سوريا، حيث واجهت إيران والميليشيات الشيعية كلاً من السعودية والطوائف السنية، ولا يمكن أن تستقر المنطقة ما لم يتم وضع حد للحرب الأهلية الدائرة فى سوريا».

قاسم سليمانى يركز على إبقاء «الأسد» فى السلطة والحفاظ على التفوّق الشيعى فى العراق وزيادة تسليحه
«لقد أثبتت سوريا أنها تختلف عن باقى الدول التى طالتها اضطرابات الربيع العربى. وأظهر الأسد أنه ما زال يملك العديد من أوراق اللعب فى يده، خاصة مع تحول سوريا إلى قاعدة هجوم أساسية بالنسبة لإيران ضد النظام العربى السائد والحاكم للمنطقة. وفشلت واشنطن فى إزاحة الأسد فعلياً عن الحكم، رغم أنها أعلنت مراراً وتكراراً أن هذا هدف ثابت لها. ومع الطبيعة المتقلبة التى لا يمكن التنبّؤ بها لمسار الحروب الأهلية، ظهر واضحاً أن الحال قد انقلب، وأن معنويات معسكر نظام بشار الأسد قد صارت بالفعل فى أعلى معدلاتها، فى الوقت الذى تعانى فيه المعارضة السورية المشتّتة من ضعف تسليحها وغياب الدعم الدولى الفعلى لها.

ويواصل: «على العكس من الإدارة الأمريكية، كان (الملالى) فى إيران واثقون منذ بداية الحرب الأهلية السورية، من أن بشار الأسد سوف يقلب الأمور لصالحه، وربما يغير حتى مجرى التاريخ. كان مطلوباً من أمريكا، لو أنها أرادت بالفعل إزاحة نظامه، أن تلعب دوراً أكثر فعالية فى سوريا على الأرض، وأن تقدّم الدعم والسلاح لفصائل المعارضة التى يمكن الاعتماد عليها فعلياً، وأن تقف بصرامة فى وجه التلاعب الإيرانى والروسى المشترك هناك. إلا أن هذا التحدى بات يزداد صعوبة بالنسبة لواشنطن يوماً بعد يوم».

ويتابع: «ربما كانت تلك الثقة التى تحرك بها (ملالى) إيران فى سوريا يرجع إلى سياستهم الخارجية المدروسة التى اتبعوها من قبل فى العراق، ونجحوا بها فى أن يضعوا كل القوى الدولية من حولهم فى وضع حرج. كان هدف إيران فى العراق دائماً، هو منعه من التحوّل إلى قوة ضاربة فى الخليج العربى، وبالتالى كان على الجمهورية الإسلامية أن تضمن أن يظل للشيعة فى العراق اليد العليا هناك، حتى لو أدى ذلك إلى اشتعال حرب أهلية أخرى هناك. وإن كان أحد أكبر المحاذير الإيرانية هو تقسيم العراق إلى ثلاث دول تتصارع مع بعضها وتضع تهديداً إقليمياً لا يمكن السيطرة عليه على الحدود الإيرانية. وبالتالى سعت إيران لمحاولة التوفيق بين مصالحها المتعارضة فى العراق من خلال اتباع سياسة متعارضة بدورها، تشجّع من خلالها إجراء الانتخابات فيه، وفى الوقت نفسه، تمد الميليشيات الشيعية الموالية لها بالمال والسلاح، مهما كان حجم التخريب والفوضى الذى تتسبّب به فى قلب العراق».

ويضيف: «ويمكن القول إن النموذج الذى تتبعه إيران فى العراق، وفى دعمها فصائل المعارضة الشيعية فى العالم العربى عموماً، يستلهم دائماً تجربتها الناجحة مع حزب الله فى لبنان فى أوائل الثمانينات. منذ أن تمت الإطاحة بصدام حسين فى العراق، انشغلت إيران بدعم القوى الشيعية هناك بالمال والسلاح والتأييد السياسى، وهى تضع فى اعتبارها دائماً احتمال انهيار العملية السياسية فى العراق فى أى لحظة، وبالتالى لا بد أن تضمن أن تكون الميليشيات الشيعية مسلحة بما يكفى، لحسم الأمور لصالحها وصالح إيران بقوة السلاح على الأرض.

ويواصل: «كان هناك خطر، أو فخ واضح، وقعت فيه الإدارة الأمريكية فى تعاملها مع إيران، عندما ركّزت على فصل طهران عن حلفائها الأوروبيين، لكن دون أن تبذل مزيداً من الجهد للحد من التحرّكات الإيرانية فى الشرق الأوسط. تصورت واشنطن أنها قادرة على السيطرة على الموقف من خلال صفقات ومبيعات الأسلحة لحلفائها من الدول العربية ومحاولة تهدئة مخاوف إسرائيل من التسليح الإيرانى، لكنها لم تتبع خطوات واضحة لعزل إيران فى محيطها الإقليمى.

«ما حدث، هو أن طهران استغلت توتر العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية فى الفترة الأخيرة لفرض مزيد من نفوذها. إن إيران لا تتوقّع ولا تصدّق أن يكون هناك أى تدخل عسكرى أمريكى ضدها مهما بلغت استفزازاتها، لكنها تحسب حساباً كبيراً للتهديد الإسرائيلى واحتمال شن ضربة عسكرية ضدها من تل أبيب. إن قادة إيران يأخذون أى تهديد إسرائيلى ضدهم بكل جدية، لذلك، وبمجرد أن ظهرت بوادر للخلاف فى التحالف الأمريكى الإسرائيلى، شعر قادة إيران أن إسرائيل ببساطة لا يمكنها أن تشن هجوماً ضدهم، وهى على خلاف مع زعيمتها، الأمر الذى قلل من تأثير قوى (الردع) التى يمتلكها الغرب فى مواجهة طهران». وأضاف «تقية»: «أن الرأى العام السنى ينظر إلى إيران باعتبارها دولة شيعية، على الرغم من أن إيران حاولت تقديم نفسها دائماً إليه على أنها قوة «إسلامية» تسعى لجمع الشيعة والسنة تحت لوائها، لكن، ومع تزايد الاضطرابات فى المنطقة، وحدة الانقسامات الطائفية فيها، أصبحت إيران على رأس المعسكر الشيعى، على الرغم من أنها تظل دائماً مستعدة للتعامل مع الجماعات السنية المتطرفة لو أنها تتشارك معها فى الأهداف. إلا أن إيران من جانبها، لا تريد تقديم نفسها كقوة شيعية فى المنطقة، ببساطة لأن أغلبية المسلمين حول العالم هم من السنة، لذلك، فهى تسعى لتقديم نفسها أمام الناس على أنها قوة إسلامية إقليمية، وتستخدم لعبة العداء ضد إسرائيل كجزء من رسم هذه الصورة. اعتبرت إيران أن الطريقة الوحيدة التى يمكن أن توحد الفرقاء السنة والشيعة فى الشرق الأوسط حالياً هى العداء المشترك ضد إسرائيل، إلا أن إيران على ما يبدو، غير قادرة عن التحرك بعيداً عن المعسكر الشيعى الذى وجدت نفسها تنجرف إليه فى سوريا والعراق ولبنان، على الرغم من أن ذلك التقسيم قد لا يكون فى صالح إيران فى نهاية الأمر».

الحوثيون يشعلون اليمن بدعم إيران
وانتقل تقرير الكونجرس بعدها لاستعراض شهادة خبير آخر فى الشئون الإيرانية، هو «سكوت مودال»، الخبير فى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، الذى قال إنه سيستعرض أمام لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس، الأهداف بعيدة المدى للسياسة الخارجية الإيرانية، وأسلوبها فى ضرب وزعزعة استقرار المنطقة، إضافة لما أطلق عليه «خطة التحرك» الخاصة بإيران لبسط نفوذها على المنطقة.

قال الخبير الأمريكى إنه بين عامى 2011 و2012، قال أعضاء من قوات الباسيج، وهى قوات شبه عسكرية تابعة للحرس الثورى الإيرانى، بعد انتشارهم فى سوريا والعراق، إن أجندة إيران فى المنطقة تقوم على تكوين قوة من مليون مقاتل عبر المنطقة بأسرها، وهى عبارة كررها أعضاء «الباسيج» الإيرانيون أكثر من مرة، مؤكدين أنه من ضمن الأهداف الإيرانية نشر قوة من 200 ألف مقاتل على طول الطريق من إيران إلى لبنان، وعلى الرغم من وجود عوائق كثيرة يمكن أن تقف فى وجه هذا الطموح، فإن ذلك الهدف يظل حقيقياً قائماً بالنسبة لهم، بشكل يجعلهم يتحركون نحوه باستمرار. وأضاف: «أن الإيرانيين قد جلسوا إلى طاولة المفاوضات فيما يتعلق ببرنامجهم النووى فقط بسبب العقوبات الاقتصادية المريرة التى يواجهها اقتصادهم، إلا أن أجندة طموحاتهم بالتوسع فى المنطقة ما زالت قائمة ومستمرة كما هى، خاصة أنهم يتوسعون أيضاً فى إقامة قواعدهم التى يمكن أن تنطلق منها عملياتهم فى المنطقة فى دول مثل السودان وإثيوبيا، وهو تحرك لا يشير أبداً إلى دولة تسعى للتوصل لاتفاق حول برنامجها النووى».

وقال الخبير الأمريكى فى شهادته أمام الكونجرس: «لقد تركزت السياسة الأمريكية إزاء إيران على مواجهة طموحها النووى فى الأساس، إلا أنها لم تمنح الاهتمام المطلوب للتهديدات التى تفرضها شبكة تحركات الحرس الثورى الإيرانى فى محيطه الإقليمى، لقد كانت سياسة الولايات المتحدة خلال تفاوضها حول الملف النووى الإيرانى، تستند إلى أساس مزدوج قائم على الجهود الدبلوماسية وفرض العقوبات، وبدت تلك الاستراتيجية فى الوقت الحالى على درجة ما من الواقعية التى تجعلها قادرة على تحقيق أهدافها، إلا أن الواقع أن برنامج إيران النووى، هو مجرد «رأس حربة» يغطى طموحات الجمهورية الإسلامية التى تريد التوسع عبر المنطقة كلها، مستندة فى ذلك على سياسة خارجية قائمة على التفرقة على أسس طائفية».

وتابع: «تعتمد إيران، فى محاولتها لبسط نفوذها خارج حدودها، على شبكة من المنظمات الحكومية وغير الحكومية، يمكن أن يطلق عليها اسم «شبكة التحرك الإيرانية»، أعضاء هذه الشبكة يتولون مهمة التخطيط لزرع عناصر تنفيذ أجندة السياسة الخارجية الإيرانية بشكل خفى غير معلن، مستندين فى ذلك إلى الإرهاب، ومحاولات السيطرة والتحكم عبر الاقتصاد، وعمليات تهريب السلاح غير المشروعة، إضافة إلى التلاعب بالمخاوف والطموحات النووية، وتعتمد إيران أساساً على ثلاث منظمات لتنفيذ توسعاتها وسياساتها الخارجية. الأولى هى «فيلق القدس»، الذى يعد ضمن قوات النخبة فى الحرس الثورى الإيرانى، والمسئول عن التخطيط لحروب العصابات والتحركات العسكرية غير التقليدية التى تخدم الأهداف الإيرانية فى المنطقة، بما فيها استخدام واجهات ثقافية واقتصادية ومدنية لتغطية أنشطته فى الدول الأخرى، واستخدامها فى توجيه التمويل والدعم للجماعات المسلحة والحركات المعارضة الموالية لإيران وأجندتها على امتداد الشرق الأوسط».

«طهران» لا تريد تقديم نفسها كقوة «شيعية» فى سعيها لزعامة الشرق الأوسط لأن غالبيته من السنة.. ومعاداة إسرائيل «لعبة» مستمرة هدفها كسب الرأى العام السنى فى صفها
ويواصل: «الذراع الثانية فى خطة تحرك «طهران» فى الشرق الأوسط، هى المخابرات الإيرانية، وهى تلعب الدور الرئيسى فى جمع المعلومات التى تحتاجها إيران من دول المنطقة، ومسئولة عن رسم وتنفيذ برامج العمليات السرية فى الداخل والخارج، وهى تعمل عن كثب مع الميليشيات والجماعات المسلحة التى تخدم أهداف إيران فى المنطقة، أما المنظمة الثالثة التى تعتمد عليها الخطة الإيرانية حالياً، فهى حزب الله اللبنانى الذى ظل أقوى حليف لإيران منذ الثمانينات، خاصة أن دوره لم يعد مقتصراً كما كان على مواجهة إسرائيل، وإنما امتد فى السنوات الأخيرة لكى يصبح عنصراً أساسياً فى الحرب على الخطوط الأمامية فى سوريا، إلى جانب خبراء فيلق القدس، ومن يقومون بتدريبهم فى قوات الجيش السورى التابع لبشار الأسد».

ويضيف: «هذه الخطة هى باختصار وسيلة إيران للحفاظ على النظام القائم فيها داخلياً وخارجياً، وكما يبدو فإن التحركات الإيرانية لبسط نفوذها فى المنطقة قائمة أساساً على العمليات السرية، والتهرب من أى محاولة لفرض العقوبات عليها، والإرهاب، إضافة إلى دعم وتدريب وتسليح الميليشيات الإسلامية فى طول المنطقة وعرضها».

وواصل الخبير الأمريكى: «إن كل ما تطمح إليه إيران هو التوصل لاتفاق نووى يمكن أن يضخ الحياة لاقتصادها، فكل ما تحتاجه طهران حالياً هو أن يتعافى اقتصادها لكى تصبح قادرة على أن تطلق عملياتها بكل قوتها وطاقتها فى العراق والشام واليمن وعلى امتداد الشرق الأوسط، هذه العمليات التى تم تحجيمها بشدة رغم أنف طهران، بسبب تقليص الميزانيات اللازمة لشن عمليات من هذا النوع، لكن الواقع أنه حتى مع الوضع الخانق الذى عانى منه الاقتصاد الإيرانى مؤخراً بسبب فرض العقوبات عليه، ظلت طهران مصرة على فرض أجندة سياستها الخارجية التى تهدف إلى زعزعة الاستقرار فى المنطقة».

ويتابع: «كانت هذه السياسة تشمل تسليح وتدريب عناصر حركة حماس فى غزة، وتمويل ودعم عمليات حزب الله السرية سواء على الخطوط الأمامية للقتال فى سوريا أو فى مخابئهم فى دول غرب أفريقيا، ونجحت إيران من خلال تدخلها العسكرى لدعم نظام الأسد فى سوريا، فى قلب الأوضاع، وإشعال الانقسامات الطائفية فى الشرق الأوسط كله، بشكل أدى إلى تدفق المقاتلين السنة من مختلف الجنسيات إلى سوريا والدول العربية المجاورة لها، وفى العراق، كان دعم إيران لرئيس الوزراء الشيعى السابق «نورى المالكى» على الرغم من سياسته التى كانت تهدف لإقصاء السنة والأكراد من خريطة الحكم العراقية، وإصرار «طهران» بعده على أن يظل السياسيون الشيعة الموالون لها فى صدارة المشهد السياسى وعلى رأس الحكم فى العراق، سبباً فى زيادة الاضطرابات فيه، خاصة مع دعم إيران بالمال والسلاح للميليشيات الشيعية التى تعمل تحت لوائها مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق، بحجة مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية».

ويضيف: «لم يقتصر دور إيران فى زعزعة استقرار الشرق الأوسط على الدول المجاورة لها، وإنما امتد للبحرين، حيث استمرت فى دعم الجماعات المعارضة الشيعية التى تستهدف الإطاحة بنظام الحكم الملكى فى البحرين واستبداله بجمهورية إسلامية لا تختلف كثيراً عن مثيلتها فى طهران، وتكشف أجهزة الأمن البحرينية باستمرار أدلة على تورط إيران فى دعم الهجمات الإرهابية التى تتم داخل بلادها، أما فى السعودية، فتواصل إيران دعم وإثارة الجماعات الشيعية فى المنطقة الشرقية من السعودية، بينما يدرك القادة السعوديون مدى تورط إيران فيما يحدث فى سوريا ولبنان وعلى الحدود السعودية فى اليمن».

وواصل: «وفى اليمن أيضاً، قامت إيران بإمداد المتمردين الحوثيين بالمال والسلاح وبالمعلومات الاستخباراتية. ويمكن القول إن كلاً من اليمن والسودان أصبحتا مراكز إقليمية بالنسبة لإيران، أو قواعد تنطلق منها عمليات إنتاج الأسلحة وتوزيعها وتهريبها، وتلعب موانئ الدول الأفريقية دوراً مهماً فى خدمة أهداف إيران فى المنطقة».

وتابع: «ما الذى يمكن أن يعنيه إذن التوصل لاتفاق نووى مع إيران فى ظل المشهد الحالى؟ إن إيران تنظر إلى أى اتفاق من هذا النوع على أنه أمر تحتاجه بشدة لإعطاء دفعة للاقتصاد الإيرانى، فأغلب التقديرات تشير إلى أن التوصل لاتفاق نووى يمكن أن يكون مقدمة تتيح لإيران الوصول لأرصدتها المجمدة فى البنوك الأجنبية التى تصل قيمتها إلى حوالى 100 مليار دولار، إضافة إلى مليارات الدولارات الأخرى التى يمكن أن تتدفق إلى إيران لو تم تخفيف القيود المفروضة على صادرات البترول الإيرانية، فى الوقت نفسه، تبدو العديد من الدول الأوروبية على استعداد للعودة للعمل مع الأسواق الإيرانية، بما يضخ مليارات إضافية فى صورة استثمارات أجنبية مباشرة».

وأضاف الخبير الأمريكى فى شهادته: «كل هذا يمكن أن يمد قدرة شبكة الحركة الإيرانية بموارد مالية هم فى أشد الحاجة إليها لكى يعيدوا مستوى عملياتهم وتحركاتهم الخارجية إلى مستوى أعلى مما كان عليه من قبل، وسيظهر ذلك فى صورة إمدادات للجماعات الموالية التى توقف تمويلها، وتم تقليصه نظراً للعقوبات المفروضة على إيران، وزيادة التدريبات العسكرية المشتركة والبرامج الأمنية مع دول أفريقيا، وزيادة التمويل الإيرانى لحركة حماس».

ولفت الخبير الأمريكى إلى أنه: «أيضاً سيكون على دول الخليج أن تجهز نفسها لمواجهة زيادة فى العمليات السرية الإيرانية ضدها، سواء كان ذلك عبر تدريب الفصائل المحلية المناوئة للحكم فيها، أو عبر إمدادها بالمال والدعم والسلاح، خاصة فى البحرين والكويت والسعودية التى تملك إيران سجلاً حافلاً من دعم الحركات الشيعية فيها، كما أن حكومات دول الخليج سيكون عليها أن تواجه تهديداً إيرانياً متزايداً من ناحية أخرى هى ناحية نظم المعلومات، وعمليات الهجوم الإلكترونى على شبكاتها المعلوماتية. إن القراصنة الإلكترونيين الذين تجندهم المخابرات الإيرانية يستهدفون نظم المعلومات التى تعتمد عليها الهيئات والأجهزة الحكومية والشركات الخاصة فى دول الخليج وحتى فى أمريكا نفسها كنوع من الحرب الإلكترونية التى تعد لها نفسها من الآن».

وتابع: «ومع رفع العقوبات وتزايد تدفق الأموال للاقتصاد الإيرانى، سيجد قائد فيلق القدس، الجنرال قاسم سليمانى، وسائل إضافية لزيادة الدعم العسكرى الذى تقدمه أمريكا لنظام الأسد، إذ إن الحفاظ على بقاء الأسد فى السلطة سيظل أولوية استراتيجية بالنسبة لإيران فى الفترة القادمة، خاصة أنه يزيد من قوة العلاقة ما بين إيران وحزب الله، حليفها الأساسى والأهم فى المنطقة، وأيضاً لأن إيران لا تعتبر أنها تملك خياراً آخر فى سوريا، سيركز «سليمانى» أيضاً على محاصرة النفوذ السنى فى العراق، وسيقدم مزيداً من المبادرات لزيادة تسليح وتدريب وتمويل الميليشيات الشيعية الموالية لإيران، وتكوين ميليشيات جديدة لنفس الغرض، وبالطبع، فإن «سليمانى» يملك الكلمة النهائية فى كل التحركات الإيرانية فى العراق وسوريا، متمتعاً بدعم مباشر من المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، أكثر حتى من الرئيس الإيرانى «حسن روحانى».

وأضاف الخبير: «إن دول الخليج محقة فى توجسها من التحركات الإيرانية، ومحاولات إيران استغلال قضايا التطرف الدينى، والضغوط السكانية، وغيرها من عوامل عدم الاستقرار التى تواجه دول المنطقة فى السنوات الأخيرة، والتى تسعى الحكومات الخليجية كل على حدة لمواجهتها والتعامل معها، كما أن خطورة تحركات إيران فى المنطقة، تكمن فى أنها نجحت بالفعل فى أن تقطع شوطاً طويلاً فى تكوين وبناء نظم عمل وأجهزة تعمل فى الخفاء والظل، بشكل يتيح للحكومة الإيرانية دعم الحركات الإسلامية والميليشيات الموالية لإيران من خلال واجهات ومنظمات ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية ومنظمات تجارة وأعمال، هذا «الجسد» الخفى الكامن وراء كل التحركات الإيرانية لزعزعة الاستقرار فى المنطقة، يحتاج من المجتمع الدولى لمزيد من الرقابة والحذر». وأضاف: «إلا أن الأهم أن أى اتفاق أو صفقة نووية مع إيران لا تتضمن الإشارة لبرنامج صواريخها الباليستية الذى يرفض المرشد الأعلى مجرد مناقشته فيه، فإن إيران سوف تظل تمثل تهديداً على دول الخليج، إذ إن برنامجها للصواريخ الباليستية بعيدة المدى قادر على استهداف أى عاصمة من عواصم دول مجلس التعاون الخليجى، أو عبرها، خاصة أن طهران ستسعى فى الفترة المقبلة إلى زيادة مدى دقة هذه الصواريخ، وقد تنجح حتى فى تحميلها برؤوس نووية».

وتابع: «والواقع أنه حتى فى حالة النجاح «الدبلوماسى» الأمريكى فى التوصل لاتفاق نووى مع إيران، فإن أنشطة شبكة الحركة الإيرانية التى تستهدف زعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط، سوف تظل تفرض تهديداً لا بد من مواجهته على دول الخليج والغرب بشكل عام، كما أن دعم إيران وتسليحها للميليشيات والجماعات المعارضة الشيعية عبر المنطقة يهدد الأمن العالمى، من أجل ذلك، لا بد أن يطالب صناع القرار فى أمريكا بتشكيل قوة دولية مهمتها شن حملة دولية لمواجهة أنشطة وتحركات الأجهزة والمنظمات التى تعمل فى إطار شبكة الحركة الإيرانية، كما لا بد أن تشن أمريكا «حرباً ناعمة» لمواجهة تحركات المخابرات الإيرانية وفيلق القدس وحزب الله، وغيرها من المنظمات الإيرانية غير الرسمية التى تعمل كغطاء ثقافى أو دينى أو اقتصادى لتغطية الأنشطة التوسعية الإيرانية، وربما كان من الضرورى إعلان «حزب الله» اللبنانى كمنظمة إجرامية وليس إرهابية، من خلال الكشف عن تورطه فى أعمال إجرامية عبر العالم كله، تشمل غسل أموال وتهريب المخدرات، بشكل يضعه فعلياً ضمن لائحة المنظمات الإجرامية الدولية، التى تستحق تطبيق القانون وفرض العقوبات الاقتصادية عليها، وليس تركه يروج لصورته باعتباره منظمة «صفوة المقاومة» فى العالم الإسلامى».

واصل أعضاء الكونجرس بعدها توجيه عدد من الأسئلة للخبراء، فسأل أحدهم عن حجم التأييد الداخلى الذى يمكن أن يتمتع به الملالى والمرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران حالياً، وكان الرد: «أنه على الرغم من صعوبة التوصل لتقديرات فعلية حول المسألة، مع حرص الإيرانيين على عدم التصريح بآرائهم الحقيقية، إلا أنه من الممكن القول إن الملالى الذين يحكمون إيران لا يتمتعون إلا بتأييد 10% من الشعب الإيرانى.

علق أحد أعضاء الكونجرس على هذه النقطة قائلاً: إنه لا بد من الإشارة إلى أن أمامنا الآن نظام حكم ملالى إيران، قد لا يكون فى هذه اللحظة متمتعاً بشعبية تزيد على 10%، أى أن هناك 90% من الشعب الإيرانى غير راضين عنه، كما أن هناك مسألة الأقليات التى قد لا تكون راضية عن الحكم فيه، هناك ما يقرب من 30 إلى 40% من الآذريين إضافة إلى الأقليات الكردية وأقليات بلوشستان.

وانتقل النقاش بعدها إلى ما يمكن أن يعنيه نجاح إيران فى تصنيع أو الحصول على أسلحة نووية فى سياق سياساتها الإقليمية التوسعية فى الشرق الأوسط، وكان رد الخبراء: «أنه من الطبيعى أن تسعى إيران للحصول على أسلحة نووية تدعم تحركاتها وسياساتها التوسعية، خاصة أنه يوجد الآن فى الخليج نوع من عدم تكافؤ القوى على المستوى التقليدى، فالسعودية وغيرها من دول الخليج تملك قوة عسكرية تفوق إيران بكثير بسبب قدرتها على الحصول على ما تريد من الأسلحة الأمريكية، فى الوقت الذى لا تستطيع فيه إيران الوصول لمخازن السلاح العالمية بشكل مفتوح. وهكذا، ومع عدم تكافؤ قوى التسليح والقدرات العسكرية من الناحية التقليدية مع السعودية وغيرها من دول المنطقة، لجأت إيران إلى محاولة إيجاد نوع آخر من التوازن فى القوى الإقليمية، عبر الاعتماد على شبكات الإرهاب وغيرها، كنوع من ضرب الاستقرار والأساس الذى تقوم عليه هذه الدول من حولها.
الوطن 10/4/2015
شبكة البصرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق