قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2011

الغنوشي يقبل أيادي شيوخ النفط ويتنكر لهم في معهد واشنطن..خليل خوري ...


الغنوشي يقبل أيادي شيوخ النفط ويتنكر لهم في معهد واشنطن..خليل خوري ...

خليل خوري 
أثارت التنبؤات “الثورية” التي أدلى بها زعيم حزب النهضة التونسي الاخونجي راشد الغنوشي في ندوة عقدها معهد واشنطن اهتمام وسائل الإعلام العربية والأجنبية مثلما أثارت سخط وغضب ملوك وسلاطين وشيوخ ممالك ومشيخات النفط والغاز حيث تنبأ أثناء تبادل للعصف الفكري حول ثورات

الربيع العربي بان الممالك والمشيخات العربية ستشهد ثورات شعبية ستطيح بحكامها وهنا لا يخامرني أدنى شك ان ما تنبأ به الغنوشي هو احتمال وارد طالما ان مجريات الحراك الشعبي في أكثر من بلد عربي تتحرك باتجاه إسقاط الأنظمة العربية. ومع ان الغنوشي لا يفصح عن تنبؤاته الخطيرة إلا إذا ابلغه ودائما وهو يغط في نوم عميق كبير الملائكة جبريل عن حتمية اندلاع هذه الثورات معززة بتأكيدات من الأخير بان الإطاحة بحكام الممالك المستبدين والفاسدين بات قوسين أو أدنى، فقد سارع الغنوشي إلى اجراء اتصالات مكثفة مع رؤساء تحرير الصحف العربية لنفي الخبر وللتأكيد بان الدوائر الصهيونية والإمبريالية ولشدة عدائها للإخوان المسلمين قد فبركت الخبر بدوافع لئيمة وخبيثة هدفها كالعادة ضرب الوحدة العربية وبذر بذور الشقاق بين الأشقاء العرب والمسلمين.

في اتصاله مع جريدة الشرق الأوسط التي تمولها حكومة خادم الحرمين الشريفين وتعبر عن مواقفها قال الغنوشي بنبرة غاضبة: انفي هذه التصريحات المنقولة جملة وتفصيلا بل أؤكد لكم بانها ملفقة استهدفت الإساءة إلى علاقتنا مع الولايات المتحدة والدول الغربية والعربية. “يبدو هنا ان الغنوشي قد نسي ان جماعات الإخوان المسلمين ما زالوا يشكلون بالنسبة للإدارة الأمريكية الاحتياطي الإستراتيجي الذي يمكن استخدامه كلما اندلعت ثورة شعبية ضد الأنظمة الموالية لها أو استخدامهم أثناء إمساكهم بالسلطة بالأظافر والأنياب من اجل تكريس مظاهر البداوة والتخلف في العالم العربي. وعن علاقة تونس بعد الثورة البوعزيزية بالممالك العربية وحكامها قال الغنوشي: نحن لا نسعى إلا للخير للمملكة وسياستنا هي ضد مبدأ التدخل في شئون الدول الأخرى متهما جهات صهيونية في مركز واشنطن بتلفيق هذه التصريحات وقال: حضرت ندوة واتفقنا على ان وقائعها ليست للنشر ولما نشروها احتججنا على الموضوع فاعتذروا ولكنهم حرفوا المضمون وهذا من باب العمل على الإساءة إلى علاقاتنا الدولية!!! ما يثير الانتباه في هذا الشطر من النفي ان الغنوشي يتهم جهات صهيونية في المركز بانها تقف وراء عملية التلفيق وما دام الغنوشي يدرك بان الصهاينة قد توغلوا داخله وتغلغلوا في مراكز صنع القرار فيه فلماذا تجشم عناء الذهاب إليه ولماذا شوّه سمعته ولوّث طهره ونقاءه الإخواني بالجلوس مع الصهاينة: ألم يؤكد لنا خطباء الإخوان وبأصوات مجلجلة آلاف المرات ان لا صلح ولا مهادنة مع الصهاينة ألم يؤكدوا لنا ان اليهود وليس غيرهم من الأجناس البشرية هم من أحفاد القردة والخنازير، ولا ننسى في السياق الكلمة الحماسية التي ألقاها المراقب العام لحزب النهضة أمام كوادر الحزب قبل أسبوعين حيث بشرهم بان الظروف باتت ناضجة بعد ان فاز الحزب بمعظم مقاعد البرلمان لإطلاق حملة جهادية لتحرير بيت المقدس، فهل يمكن إطلاق النفير العام لهذه الحرب الجهادية فيما يؤكد الغنوشي أمام مركز واشنطن بان حزبه لو شكل الحكومة سيطبّع العلاقات مع دولة إسرائيل!؟ يتهم الغنوشي إدارة معهد واشنطن بانها نقضت اتفاقا معه بعد نشرها طروحاته حول المسائل المطروحة في الندوة: ألا يدل هذا ان الغنوشي قد أدلى بتصريحات مماثلة للتصريحات التي نسبها له معهد واشنطن وسربها لوسائل الإعلام، وألا لماذا اتفق الغنوشي مع إدارة المعهد وقبل عقد الندوة على إبقائها طي الكتمان وعدم نشرها عبر وسائل الإعلام؟ ألا يدل هذا أيضا ان الغنوشي كغيره من أقطاب الإخوان المسلمين يستخدمون خطابين: خطاب للاستهلاك الشعبي ولكسب جماهيرية بابخس الأثمان كزعمهم عن وجود خطط لتحرير بيت المقدس وخطاب للاستهلاك أمام الماما أمريكا وحيث يؤكدون ان إسرائيل حقيقة واقعة وبانهم سيطبّعون معها أو سيحترمون معاهدة الصلح المبرمة معها كما سيلتزمون بكافة الاتفاقيات الموقعة معها حسبما صرح بذلك أمين حزب العدالة والتنمية المصري!! قبل ان يشارك الغنوشي في الندوة التي نظمها معهد واشنطن عودنا الغنوشي ان يدلي بتصريحات متناقضة وعلى سبيل المثال أكد عبر وسائل الإعلام التونسية وأيضا خلال لقاءاته بممثلي الأحزاب التونسية ومنظمات المجتمع المدني ان حزبه لو فاز في الانتخابات البرلمانية ثم شكل حكومة بأغلبية إخوانية لن يمس حقوق المرأة المنصوص عليها في الدستور وفي القوانين النافذة وسيحافظ عليها وسوف يعمل على اقامة دولة مدنية تكفل الحريات العامة وتداول السلطة ولم يلبث بعد أدائه لفروض الحج في مشيخة قطر وبعد تقبيله لأيدي شيخها الطاهرتين ان ينقض ما التزم بع في تونس بالتصريح لوسائل الإعلام القطرية بان نواب حزبه سوف يجاهدون تحت قبة البرلمان من اجل إلغاء المواد الدستورية التي تتعارض مع الشريعة الإسلامية وبما ان هؤلاء النواب يشكلون أغلبية أعضاء البرلمان فسوف يصوتون بالتأكيد الى جانب مسودة الدستور المستمد من الشريعة الإسلامية وبذلك فان المرأة سوف تفقد كثيرا من حقوقها ولن تكون في أي حال من الأحوال مساوية للرجل في الحقوق والواجبات: فكيف تكون مساوية له وهو قوّام عليها مثلما هو متقدم عليها عقلا ودينا؟ كما ستفقد في ظل الدستور الاخواني الأحزاب الشيوعية واليسارية والتيارات العلمانية حقها في ترشيح احد زعمائها لمنصب رئيس الجمهورية تمشيا مع البند الدستوري الذي يشترط على المرشح ان يكن مسلما مؤمنا وملتزما باداء فروض الشريعة.
في نفيه لتسريبات معهد واشنطن يحاول الغنوشي ان يستعيد ثقة شيوخ النفط والغاز وكان الاولى من اطلاقه لهذا النفي الذي لا ينطلي على البسطاء فما بالك بحكام الممالك ان يقدم استقالته من الحزب مع تقديم الاعتذار وطلب الصفح منهم وهو اقل ما يمكن ان يقبل به الشيخ حمد بن خليفة حتى يواصل تقديم دعمه المالي لتنظيمات الإخوان المسلمين وحتى يستخدمه الاخونجية في تسمين تنظيماتهم وفي شراء أصوات الرعاع من الناخبين. الغريب ان يراهن الغنوشي على ثورات ربيع تطيح بأنظمة الممالك وهو يدرك ان الإخوان المسلمين لا وزن ولا ثقل لهم بل لا وجود لهم على أي ساحة عربية لولا الأموال التي قدمتها لهم هذه الأنظمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق