محمد عبدالفتاح | ||||
غير أن السيناريو الأسوأ هو أن تلك الأزمات الاقتصادية، قد يؤدي لحروب أهلية ودولية ، علي خلفيات اجتماعية وعرقية، وصراعات من أجل عناصر أساسية كالمحروقات، الحبوب الزراعية، الماء، والمعادن، وفي افتتاحيته بصحيفة "لوموند ديبلوماتيك"، يشير الكاتب الفرنسي "آلان جريش"إلي أن العالم مرشح لأن يشهد حربا عالمية ثالثة، علي خلفية تلك الأزمات الاقتصادية التي قادت القوي العالمية للاصطدام ببعضها البعض في الحربين العالميتين الأولي(1914-1919) والثانية (1939-1945)، ويتوقع "جريش"، أن الدول المتحاربة قد تلجأ، عوضا عن الحروب التقليدية، لأعمال تخريبية تطال البني التحتية لهذا البلد أو ذاك، بحيث سيتم تخريب شبكات كهرباء ومفاعلات نووية، بأقل قدر ممكن من المعدات مع إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر المادية والبشرية، وينوه"جريش"، إلي أن أزمة الكساد العظيم في القرن المنصرم أدت لصعود حكومات متطرفة، كنظام هتلر النازي في ألمانيا، إلي سدة الحكم، وهو ما أفضي في النهاية لنشوب الحرب العالمية الثانية، مع مراعاة أن اقتصادات العالم في ذلك الوقت كانت مستقلة الواحد عن الآخر، ولم يكن حجم التجارة العالمية بهذا القدر الذي نشهده اليوم، ولم تكن العولمة بهذا الشكل، الأمر الذي جعل من العالم قرية صغيرة مرتبط كل منزل فيها بالآخر، بجهاز رقمي، وهو ما يعني أنه لا يوجد أي اقتصاد علي مستوي الكرة الأرضية مهما كان قويا بمنأي عن أن يصيبه ضرر أصاب اقتصاد دولة اخري، وبالتالي فإن أي أزمة اقتصادية تصيب أي دولة، تطال تأثيراتها العالم أجمع خلال بضع ساعات. علي مدي العقدين الماضيين، أي عقب انهيار الكتلة السوفيتية في مطلع التسعينات من القرن المنصرم، كانت فكرة حكم القوة الواحدة أو شرطي العالم مهيمنة، تزامنا مع ازدهار اقتصادي عالمي ستقوده الولايات المتحدة الأمريكية، بلغ ذروته في حقبة التسعينات، ولكن تلك القوة الاقتصادية الهائلة بدأت في الانهيار مع أزمة الرهن العقاري التي انطلقت من الولايات المتحدة وراح ضحيتها استثمارات وأموال طائلة، أجبرت مصانع وشركات وبنوك كبري علي إشهار إفلاسها، إلي أن سقطت الهيبة الأمريكية تماما بتفاقم أزمة الدين العام، حيث تجاوز الـ14تريليون دولار، وهو ما أجبر الإدارة الأمريكية علي مزيد من الاقتراض الخارجي، بشكل جنوني إذ يشكل ذلك الاقتراض عبئا يوميا علي واشنطن مقداره مليار دولار يوميا، والغريب أنه بالرغم من كل ذلك فإن حكومة أوباما لا تسعي لتخفيض الدين العام، سواء بفرض مزيد من الضرائب ولو علي أصحاب رؤوس الأموال الضخمة، أو بتخفيض سقف الإنفاق، خاصة الميزانية العسكرية الأعلي سقفا من بين كل الميزانيات. بالنظر إلي الماضي ومؤشرات ما يحدث حاليا، فإن، الولايات المتحدة لجأت للدخول في الحربين العالميتين الأولي والثانية للخروج من أزمات اقتصادية خانقة، ولقد خاضت الحرب الثانية تحديدا وهي ثاني أكبر دولة مدينة في العالم، وخرجت منها القاطرة التي تقود العالم اقتصاديا، وهو ما يرجح لجوءها لنفس الخيار، لا سيما أن كثيرا من المراقبين يرون حربا وشيكة، قد تشنها واشنطن في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا ضد إيران، بحجة منع طهران من امتلاك سلاح نووي، خاصة أن نبرة الإدارة الأمريكية بدت أكثر حدة وتشددا تجاه طهران، في الآونة الأخيرة، بشكل دفع إسرائيل للترحيب، "بالتحول الكبير في خطاب واشنطن"، التي تسعي بلاشك، ومعها حلفاؤها الغربيون، أيضا إلي محاولة استغلال ثورات الربيع العربي بشكل لا يضر بمصالحهم في المنطقة، وهو ما تجلي واضحا في دعمهم السياسي للثورات في تونس ومصر، وتدخلهم العسكري في ليبيا ، الذي عجل بالإطاحة بالعقيد القذافي، بما أعطي لهم الحق في مصادرة عقود البترول وعقود المشروعات الضخمة لسنوات طويلة قادمة، وهو السيناريو نفسه المرجح حدوثه مع سوريا ولكن علي نطاق أوسع، حيث من المحتمل أن تشمل معها إيران وحزب الله للتخلص نهائيا من هذا المحور المدعوم من روسيا والصين، وإذا كانت الأساطيل البحرية الأمريكية تقترب أكثر فأكثر من سواحل مدينة طرطوس السورية، فقد التقطت الأقمار الصناعية، الأسبوع الماضي، صورا لدمشق وهي تنشر صواريخ"ياخونت"روسية الصنع ، المضادة للبوارج الحربية والتي يمكنها إصابة هدفها علي بعد 300كم وبسرعة2000كم في الساعة، كما قامت سوريا بنشر 21صاروخ سكود، من بينها خمسة صواريخ ذات رؤوس كيماوية، علي الحدود مع تركيا، التي ستكون رأس الحربة في أي تدخل عسكري غربي في سوريا، وهو ما يجعل من منطقة الشرق الأوسط بالفعل أرضا خصبة لحرب عالمية ثالثة. |
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الأربعاء، 28 ديسمبر 2011
توقعات خبراء الاقتصاد: الخروج من الأزمة المالية سيكون بحرب عالمية ثالثة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق