قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

توقعات خبراء الاقتصاد‮:‬ الخروج من الأزمة المالية سيكون بحرب عالمية ثالثة


توقعات خبراء الاقتصاد‮:‬
الخروج من الأزمة المالية سيكون بحرب عالمية ثالثة

محمد عبدالفتاح
بنظرة خاطفة علي ما تكتبه الصفحات الاقتصادية في كبريات الصحف العالمية،‮ ‬يكتشف‮  ‬القارئ حالة من التشاؤم تسيطر علي آراء معظم المحللين والخبراء الاقتصاديين،‮ ‬بسبب فقدانهم الأمل في أن يجد العالم مخرجا من أزمته الاقتصادية،‮  ‬التي تدخل بعد أيام عامها الرابع،‮ ‬لاسيما مع تزايد عدد الدول الأوروبية التي تواجه شبح الإفلاس،‮ ‬فبعد اليونان وأسبانيا والبرتغال وإيطاليا،‮ ‬بدأت أعراض الركود تظهر علي كل من‮  ‬فرنسا وإنجلترا وهما من الدول الصناعية الكبري،‮ ‬والأسوأ ما سيتبع ذلك من سلبيات متوقعة علي مجموعة المصدرين الجدد‮(‬BRICS‮ ‬الصين،‮  ‬روسيا،‮  ‬الهند،‮  ‬البرازيل،‮  ‬وجنوب أفريقيا‮)‬،‮  ‬وهو ما يعني أن الاقتصاد العالمي برمته سيدخل حالة من الركود،‮ ‬أسوأ مما شهده العالم في أزمة الكساد الكبير‮(‬1929‮-‬1933‮).‬
غير أن السيناريو الأسوأ هو أن تلك الأزمات الاقتصادية،‮ ‬قد‮ ‬يؤدي لحروب أهلية ودولية‮ ‬،‮ ‬علي خلفيات اجتماعية وعرقية،‮ ‬وصراعات من أجل عناصر أساسية كالمحروقات،‮  ‬الحبوب الزراعية،‮  ‬الماء،‮  ‬والمعادن،‮ ‬وفي افتتاحيته بصحيفة‮ "‬لوموند ديبلوماتيك‮"‬،‮ ‬يشير الكاتب الفرنسي‮ "‬آلان جريش"إلي أن العالم مرشح لأن يشهد حربا عالمية ثالثة،‮ ‬علي خلفية تلك الأزمات الاقتصادية التي قادت القوي العالمية للاصطدام ببعضها البعض في الحربين العالميتين الأولي‮(‬1914‮-‬1919‮) ‬والثانية‮ (‬1939‮-‬1945‮)‬،‮ ‬ويتوقع‮ "‬جريش‮"‬،‮ ‬أن الدول المتحاربة قد تلجأ،‮ ‬عوضا عن الحروب التقليدية،‮ ‬لأعمال تخريبية‮  ‬تطال البني التحتية لهذا البلد أو ذاك،‮ ‬بحيث سيتم تخريب شبكات كهرباء ومفاعلات نووية،‮ ‬بأقل قدر ممكن من المعدات مع إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر المادية والبشرية،‮ ‬وينوه"جريش‮"‬،‮ ‬إلي أن أزمة الكساد العظيم في القرن المنصرم أدت لصعود حكومات متطرفة،‮ ‬كنظام هتلر النازي في ألمانيا،‮ ‬إلي سدة الحكم،‮ ‬وهو ما أفضي في النهاية لنشوب الحرب العالمية الثانية،‮ ‬مع مراعاة أن اقتصادات العالم في ذلك الوقت كانت مستقلة الواحد عن الآخر،‮ ‬ولم يكن حجم التجارة العالمية بهذا القدر الذي نشهده اليوم،‮ ‬ولم تكن العولمة بهذا الشكل،‮ ‬الأمر الذي جعل من العالم قرية صغيرة مرتبط كل منزل فيها بالآخر،‮ ‬بجهاز رقمي،‮ ‬وهو ما يعني أنه لا يوجد أي اقتصاد علي مستوي الكرة الأرضية مهما كان قويا بمنأي عن أن يصيبه ضرر أصاب اقتصاد دولة اخري،‮ ‬وبالتالي فإن أي أزمة اقتصادية تصيب أي دولة،‮  ‬تطال تأثيراتها العالم أجمع خلال بضع ساعات‮.‬
علي مدي العقدين الماضيين،‮ ‬أي عقب انهيار الكتلة السوفيتية في مطلع التسعينات من القرن المنصرم،‮ ‬كانت فكرة حكم القوة الواحدة أو شرطي العالم مهيمنة،‮ ‬تزامنا مع ازدهار اقتصادي عالمي ستقوده الولايات المتحدة الأمريكية،‮  ‬بلغ‮ ‬ذروته في حقبة التسعينات،‮ ‬ولكن تلك القوة الاقتصادية الهائلة بدأت في الانهيار مع أزمة الرهن العقاري التي انطلقت من الولايات المتحدة وراح ضحيتها استثمارات وأموال طائلة،‮ ‬أجبرت مصانع وشركات وبنوك كبري علي إشهار إفلاسها،‮ ‬إلي أن سقطت الهيبة الأمريكية تماما بتفاقم أزمة الدين العام،‮  ‬حيث تجاوز الـ14تريليون دولار،‮ ‬وهو ما أجبر الإدارة الأمريكية علي مزيد من الاقتراض الخارجي،‮ ‬بشكل جنوني إذ يشكل ذلك الاقتراض عبئا يوميا علي واشنطن مقداره مليار دولار يوميا،‮ ‬والغريب أنه بالرغم من كل ذلك فإن حكومة أوباما لا تسعي لتخفيض الدين العام،‮ ‬سواء بفرض مزيد من الضرائب ولو علي أصحاب رؤوس الأموال الضخمة،‮ ‬أو بتخفيض سقف الإنفاق،‮ ‬خاصة الميزانية العسكرية الأعلي سقفا من بين كل الميزانيات‮.‬
بالنظر إلي الماضي ومؤشرات ما يحدث حاليا،‮ ‬فإن،‮ ‬الولايات المتحدة لجأت للدخول في الحربين العالميتين الأولي والثانية للخروج من أزمات اقتصادية خانقة،‮ ‬ولقد خاضت الحرب الثانية تحديدا وهي ثاني أكبر دولة مدينة في العالم،‮ ‬وخرجت منها القاطرة التي تقود العالم اقتصاديا،‮ ‬وهو ما يرجح لجوءها لنفس الخيار،‮ ‬لا سيما أن كثيرا من المراقبين يرون حربا وشيكة،‮ ‬قد تشنها واشنطن في منطقة الشرق الأوسط،‮ ‬وتحديدا ضد إيران،‮ ‬بحجة منع طهران من امتلاك سلاح نووي،‮ ‬خاصة أن نبرة الإدارة الأمريكية بدت أكثر حدة وتشددا تجاه طهران،‮ ‬في الآونة الأخيرة،‮ ‬بشكل دفع إسرائيل للترحيب،‮ ‬"بالتحول الكبير في خطاب واشنطن‮"‬،‮ ‬التي تسعي بلاشك،‮ ‬ومعها حلفاؤها الغربيون،‮  ‬أيضا إلي محاولة استغلال ثورات الربيع العربي بشكل لا يضر بمصالحهم في المنطقة،‮ ‬وهو ما تجلي واضحا في دعمهم السياسي للثورات في تونس ومصر،‮ ‬وتدخلهم العسكري في ليبيا‮ ‬،‮ ‬الذي عجل بالإطاحة بالعقيد القذافي،‮ ‬بما أعطي لهم الحق في مصادرة‮  ‬عقود البترول وعقود المشروعات الضخمة لسنوات طويلة قادمة،‮ ‬وهو السيناريو نفسه المرجح حدوثه مع سوريا ولكن علي نطاق أوسع،‮ ‬حيث من المحتمل أن تشمل معها إيران وحزب الله للتخلص نهائيا من هذا المحور المدعوم من روسيا والصين،‮ ‬وإذا كانت الأساطيل البحرية الأمريكية تقترب‮  ‬أكثر فأكثر من سواحل مدينة طرطوس السورية،‮ ‬فقد التقطت الأقمار الصناعية،‮ ‬الأسبوع الماضي،‮ ‬صورا لدمشق وهي تنشر صواريخ"ياخونت"روسية الصنع‮ ‬،‮ ‬المضادة للبوارج الحربية والتي يمكنها إصابة هدفها علي بعد‮ ‬300كم وبسرعة2000كم في الساعة،‮ ‬كما قامت سوريا بنشر‮ ‬21صاروخ سكود،‮  ‬من بينها خمسة صواريخ ذات رؤوس كيماوية،‮ ‬علي الحدود مع تركيا،‮  ‬التي ستكون رأس الحربة في أي تدخل عسكري‮ ‬غربي في سوريا،‮ ‬وهو ما يجعل من منطقة الشرق الأوسط بالفعل أرضا خصبة لحرب عالمية ثالثة‮.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق