قال سبحانه وتعالى

قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم

الأحد، 25 ديسمبر 2011

السيد زهره: بعد الانسحاب الامريكي ، فان العراق ينتظر التحرر من الاحتلال الطائفي والاحتلال الايراني..


السيد زهره: بعد الانسحاب الامريكي ، فان العراق ينتظر التحرر من الاحتلال الطائفي والاحتلال الايراني..
التحرير المنتظر للعراق
السيد زهره

   تحدثت في مقال الأمس عن عهد الإرهاب الطائفي في العراق الذي يريد رئيس الوزراء العراقي المالكي والقوى الطائفية التي ينتمي اليها تدشينه بعد انسحاب القوات الأمريكية.
  واذا كان المالكي وهذه القوى تفعل هذا لأنها كما ذكرت قوى طائفية حتى النخاغ لا تعنيها مصلحة الشعب العراقي في شيء ، وتريد فرض عهد الارهاب الطائفي هذا ، فالأمر الذي لا شك فيه ان قوتين تتحملان مسئولية اساسية عما يحدث.
  القوة الاولى ، هي الاحتلال الأمريكي بالطبع الذي اشعل نار الطائفية في العراق ، ورسخ هذه الصيغة السياسية الطائفية التي مكنت هذه القوى من حكم العراق.
  اما القوة التي تتحمل المسئولية الأكبر فهي بالطبع النظام الايراني.
  الأمر المؤكد بداية ان المالكي ما كان له ان يقدم على هذه الخطوات نحو فرض الارهاب الطائفي من دون التحريض الايراني المباشر. واغلب الظن ان ايران هي التي تولت التخطيط اساسا لهذه الاجراءات والخطوات  التي تقصى كل القوى السنية وتفسح المجال امام انفراد اتباعها الطائفيين بحكم العراق حكما مطلقا.
  ليس جديدا القول ان ايران ، ويعد ان فرضت هيمنتها في العراق في ظل الاحتلال الامريكي وبرعايته ، اصبحت تعتبر العراق نقطة الارتكاز الكبرى لكل مشروعها في المنطقة ، وتعتبر ان هذه القوى الطائفية هي ادواتها.
   ويعلم الكل ان ايران تخطط منذ سنوات لمرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي من العراق. وبحيث يصبح العراق تحت سيطرتها الكاملة دون منازع من احد ولا أي قوة.
  وجاءت التطورات في المنطقة في الفترة الماضية لتجعل ايران اكثر شراسة في اصرارها على فرض هيمنتها المطلقة على العراق.
   وكان في مقدمة هذه التطورات امران:
  الاول : فشل المخطط الايراني في البحرين بمحاولة التحريض على انقلاب طائفي . وهو مخطط كانت ايران تعول كثيرا على نجاحه ، وعلى ان يكون بداية لامتداد النفوذ الايراني الى دول اخرى في المنطقة. ومن اكثر الامور التي صدمت ايران ان فشل المخطط اظهر ان كل دول الخليج العربية عازمة على التصدي بقوة وحزم للمخططات الايرانية.
والثاني : ما تشهده سوريا من احداث منذ اشهر ، والاحتمالات المطروحة لسقوط النظام السوري. هذا التطور يمثل بالنسبة لايران كارثة استراتيجية بكل معنى الكلمة للأسباب المعروفة.
  هذان التطوران جعلا ايران كما ذكرت مستعدة لأن تقاتل بشراسة من اجل فرض هيمنتها المطلقة في العراق.
   وفي سبيل ذلك ، لا تريد ايران ان يشارك في حكم العراق أي قوة ، سنية او غير سنية ، تسعى لاستقلال العراق عن السيطرة الايرانية او حتى تفكر في تحدي الهيمنة الايرانية. 
  ايران لا تريد ان تترك شيئا للمصادفة. تريد ان يحكم اتباعها ، واتباعها فقط العراق بالارهاب والحديد والنار ان لزم الامر.
  وقد فزعت ايران في الفترة القليلة الماضية حين ارتفعت اصوات في المناطق السنية تطالب بان تتحول الى اقاليم.
  بغض النظر عن الراي او الموقف من هذه المطالبات ، وما اذا كانت مقبولة ام لا بشكل عام ، القضية بالنسبة الى ايران انها اعتبرت ان ارتفاع هذه الاصوات هو في جوهره اعلان تحدي للهيمنة الايرانية ، ويعكس اصرارا على ان يكون للقوى السنية كلمة وقول ودور في حكم العراق.
  على ضوء هذه الاعتبارات نستطيع ان نفهم لماذا تريد ايران ان يسود عهد الارهاب الطائفي في العراق.
   المهم الآن ان الصراع في العراق في الفترة القادمة ، هو صراع بين ارادتين:
  ارادة المالكي وهذه القوى الطائفية المدفوعة من ايران التي تريد فرض الارهاب الطائفي وجعل العراق مجرد محمية تابعة لايران ، بما يرتبط بذلك من احتمالات كارثيىة بتفجير صراع دموي او التقسيم الفعلي .
  وارادة الشعب العراقي في الاستقلال والتحرر وبناء دولة ديمقراطية فعلا تستعيد دورها العربي.
   وقد سبق ان كتبت انه بعد الانسحاب الامريكي ، فان العراق ينتظر التحرر من الاحتلال الطائفي والاحتلال الايراني.
  هذا التحرير المنتظر للعراق هو بالطبع مسئولية الشعب العراقي اولا ، ومسئولية الدول العربية ايضا.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق