لميس اندوني: العراق الاحتلال لم ينته ومعركة التحرير لا تزال في بدايتها..22/12/2011 لميس اندوني هنا العراق وبداية معركة الاستقلال بالرغم من اهمية رحيل الجنود الامريكيين من العرا ق, فإن واحدا من اهم البلاد العربية التي لعبت دورا تاريخيا في الكفاح ضد الاستعمار, لا زالت تحت الاحتلال. نحن لا ننكر ان المقاومة العراقية دفعت ثمنا غاليا في ظروف صعبة جدا ضد اقوى جيوش في العالم, ودون تضحياتها, لكانت جحافل الجيش الامريكي قد وصلت سورية وأبعد, كما اعترف بذلك الرئيس الامريكي السابق بيل كلنتون امام مؤتمر دافوس في سويسرا عام 2005 ، فقد افشلت المقاومة العراقية تحويل العراق الى قاعدة انطلاق للجيوش الامريكيين. لكن الاحتلال لم ينته ومعركة التحرير لا تزال في بدايتها, صحيح ان الباقي المتبقي من الجيش الامريكي سيغادر الاراضي العراقية عائدين الى بلادهم بحلول صباح يوم الاحد, ولكن سيبقى 16 الف مسؤول امريكي منهم 2000 دبلوماسي و14 الفا من المتعاقدين الامنيين المسلحين, وهذا يعني ان السفارة الامريكية, وهي الاضخم في المنطقة, سيكون لها دور رئيسي في التدخل في الشؤون الامنية, وخاصة ان جزءا من هؤلاء المستشارين لن يخضعوا لقانون المحاسبة العراقي, ويعد ذلك خرقا للمعاهدة الامنية التي وقعها العراق عام 2008 . الانكى من ذلك ان العراق سيبقى مقيدا بقوانين سنها الاحتلال ابتداء من عهد بول بريمير وانتهاء بالدستور العراقي الذي استطاعت واشنطن وحلفاؤها العراقيون ادراج بنود زرعت بذور التقسيمات الطائفية وذلك باعتراف احد المستشارين القانونيين الامريكيين الذي جاهر بأنه استوحى بعض الافكار من التقسيمات السياسية اللبنانية التي خلفها الاستعمار الفرنسي من ورائه في لبنان. كما ربطت امريكا بلاد الرافدين باتفاقيات نفطية واقتصادية تعطي الشركات الامريكية الاولوية باستثمار النفط وخيرات العراق الاخرى, علما بان عملية نهب العراق المنظمة كانت قد بدأت قبل الغزو عندما وزعت الادارة الامريكية عقودا على شركات خدمة مصافي النفط الامريكية تمهيدا للسيطرة على منابع النفط في خرق صارخ للقانون الدولي. وقد قال لي قاض في محكمة لاهاي مباشرة بعد الحرب انه يحق للعراقيين مقاضاة واشنطن لسنوات قادمة احتجاجا على عملية استلاب المورد النفطي التي بدأت عشية الحرب, ولذلك لا نستطيع الا ان نعترف وانه بالرغم من فشل بعض المخططات الامريكية في العراق, والثمن الباهظ الذي دفعته امريكا, فقد كلفت الحرب اكثر من 750 بليون دولار, انها حققت جزئيا جزءا من استراتيجيات المحافظين الجدد, التي هدفت الى تدمير العراق بما في ذلك اسس الدولة والبنى التحتية وبث النزاعات الطائفية والاثنية بين مكونات المجتمع العراقي, تمهيدا لتقسيم العراق واطلاق جرثومة النزاع الطائفي في العالم العربي حتى يتجزأ الى دويلات طائفية واثنية, كما دعا الى ذلك بيرنارد لويس المؤرخ الاستشراقي واحد اهم مفكري المحافظين الجدد. استراتيجيا كان الهدف من حصار العراق الذي بدأ عام 1990 ، ومن ثم غزو البلاد واحتلالها اخراج بغداد من المعادلة السياسية الاقليمية, بما في ذلك اضعاف الامن القومي العربي بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص, فكما ادى اخراج مصر من معادلة الصراع من خلال اتفاقيات كامب ديفيد الى اتاحة اسرائيل لغزو عاصمة عربية وهي بيروت عام 1982 واخراج المقاومة الفلسطينية منها, فان غزو العراق ادى الى اضعاف الموقف العربي وصولا الى اتفاق اوسلو عام 1993 ومعاهدة وادي عربة عام 1994 ، دون اعفاء كل من القيادتين الفلسطينية والاردنية من مسؤولية التوقيع على هذين الاتفاقين المجحفين لحقوق الشعبين الفلسطيني والاردني. وجاء احتلال العراق ليزيد العالم العربي ضعفا ويجعله اكثر خضوعا للاملاءات الامريكية السياسية والاقتصادية والامنية منها, فلم يحرم العراق فقط من ثروات بلاده بل حرمت الدول الاخرى وخاصة الافقر موارد كالاردن مثالا من الاستفادة من المنافع الاقتصادية المترتبة على وجود دولة عربية غنية بالنفط, مما جعل هذه الدول اكثر اعتمادا على المساعدات الغربية وقبول شروطها الضارة عليها. لا شك ان تحدي الانقسام الطائفي في العراق سيمثل عائقا امام معركة التحرير والاستقلال التي يجد الشعب العراقي نفسه امامها, لكن المسؤولية ايضا تقع على جميع الشعوب العربية في المساهمة بهذا الكفاح, فأي تواطؤ مع مخططات الاحتلال الاقتصادي والسياسي للعراق لن يتهدد مصير العراق وحده بل المنطقة بأكملها.. وللحديث صلة. | ||
قال سبحانه وتعالى
قال سبحانه و تعالى
((ترى كثيراً منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدًمت لهم أنفسُهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون * ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أُنزل إليه ما اتخذوهم أولياء ولكنً كثيراً منهم فاسقون))
صدق الله العظيم
الخميس، 22 ديسمبر 2011
لميس اندوني: العراق الاحتلال لم ينته ومعركة التحرير لا تزال في بدايتها
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق