وجهات نظر: كيف تفجرت قصة الهاشمي ولماذا؟
علمنا من عضو في القائمة العراقية موجود في العاصمة الأردنية، قبل قليل، بعضاً من خفايا الساعات التي سبقت اندلاع الأزمة السياسية الجارية في العراق منذ عدة أيام، والمتعلقة بطارق الهاشمي، وأكد مايأتي:
"اتصل الرئيس السابق لمجلس النواب، محمود المشهداني، بي شخصياً (باعتباري أحد أعضاء القائمة العراقية) صباح يوم السبت الماضي، 17 ديسمبر/ كانون أول 2011، وأبلغني بأنه تلقى اتصالاً من مكتب المالكي، يطلب التدخل العاجل والاتصال بقادة القائمة العراقية، وإبلاغهم ان المالكي مستعد لإيقاف الاجراءات القانونية التي ينوي اتخاذها ضد طارق الهاشمي وعناصر حمايته، مقابل شرطين، هما:
أولا: أن يعلن طارق الهاشمي شخصياً، في مؤتمر صحفي، رفضه لقضية تشكيل الأقاليم الفيدرالية، التي طالبت بها محافظتي صلاح الدين وديالى وتستعد محافظة الانبار للمطالبة بها.
ثانيا: أن يعلن الهاشمي عودة النواب التابعين لقائمة "تجديد" التي يترأسها إلى البرلمان وعدم التزامهم بما قررته القائمة العراقية من تعليق عضوية نوابها في البرلمان، لحين الاستجابة لطلباتها.
وفي حال عدم الالتزام بتنفيذ هذين الشرطين، فسيجري إعلان اعترافات عناصر حماية الهاشمي المعتقلين لدى مكتب المالكي، والتي تم تسجيلها في وقت سابق".
وطبقا لما أخبرنا به المصدر الذي تلقى المكالمة، فقد تم إبلاغ المشهداني انه سيتم الاتصال بالهاشمي لإيصال رسالة المالكي إليه.
وقد فهمت قيادة القائمة العراقية، والهاشمي تحديداً، ان هذين المطلبين، يعنيان:
- إحراج الهاشمي أمام قاعدته الجماهيرية في المحافظات ذات الغالبية السنية، حيث انه وإن لم يدعه الى الفيدرالية بشكل صريح، ولم يؤيد مطالب مجلسي محافظتي صلاح الدين وديالى علناً، إلا انه أكد على وجوب الالتزام بالدستور، الأمر الذي يعني ضمناً الموافقة على إنشاء أقاليم فيدرالية في البلاد.
- تفتيت جبهة القائمة العراقية، وعزل قادتها الآخرين، أياد علاوي وصالح المطلك ورافع العيساوي وأسامة النجيفي، تمهيداً للاستفراد بهم، ضمن مخطط المالكي، المعروف لدى العراقية.
بعد الاتصال بالهاشمي، طلب إمهاله حتى الساعة الثامنة من مساء يوم السبت، لترتيب إجراءات عقد مؤتمر صحفي، وبالفعل فقد تم إبلاغ محمود المشهداني بذلك.
وفي ضوء المهلة التي طلبها الهاشمي، لعقد مؤتمر صحفي، أعلنت قيادة عمليات بغداد، تأجيل عرض الاعترافات حتى الساعة التاسعة من مساء يوم السبت.
عاد الهاشمي قبيل نهاية المهلة المطلوبة، ليمدد طلبه الى الساعة الثانية عشرة من ظهر اليوم التالي، الأحد، خصوصاً بعد اتصال جلال طالباني بالمالكي، طلب فيه التريث ومنح الهاشمي مهلة حتى ظهيرة الأحد، لعقد المؤتمر الصحفي.
غير ان الهاشمي قرر المغادرة إلى السليمانية للقاء طالباني وبحث الأمر معه، مصطحباً خضير الخزاعي، وهو مالم يكن ليحدث لولا دعوة من طالباني لعقد اجتماع مع نائبيه، وهو الأمر الذي يفسر منع الهاشمي من مغادرة مطار بغداد وتأخره لثلاث ساعات لحين تدخل طالباني، كما تشير المعلومات.
وبانتهاء المهلة التي كان محمود المشهداني قد طلبها، لقيامه بالوساطة، وهي يومين، ونظراً لعدم استجابة الهاشمي لطلبات المالكي، فقد تم الإعلان هذا اليوم، الإثنين 19 ديسمبر/ كانون أول 2011، عن إصدار مذكرة إلقاء قبض بحق الهاشمي وفق المادة (4) إرهاب، وهي تهمة يحكم عليها بالإعدام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق