لأمم المتحدة تحذر من تفاقم سبل العيش لملايين اليمنيين
ذكرت وكالات تابعة للأمم المتحدة في دبي اليوم الاحد (18 كانون الأول/ ديسمبر) أن حوالي أربعة ملايين شخص سيتضررون في عام 2012 من جراء الأزمة التي يشهدها اليمن. وحذرت من أن البلد الواقع في جنوب الجزيرة العربية في طريقه للتحول إلى صومال آخر. وصرحت اللجنة المشتركة لهيئات الأمم المتحدة أن "نحو أربعة ملايين نسمة سيتضررون من جراء الأزمة في اليمن في 2012 وسيحتاجون الى مساعدات إنسانية عاجلة". وقال ينز تويبرغ-فرانزن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن إنه "رغم التطورات السياسية البارزة في اليمن مازال كافة اللاعبين الرئيسيين يتوقعون أن تتدهور الحاجات الإنسانية أكثر خلال الشهور الإثني عشر القادمة".
وصرحت كيلي غيلبرايد مستشارة السياسات في منظمة أوكسفام أن تقييم منظمة اليونيسيف التابعة للأمم المتحدة لمدينتي الحديدة غربا وحجة شمالا تشير إلى أن معدلات سوء التغذية تتجاوز 30 في المائة. وقالت على هامش معرض صور في دبي "إن تلك الأرقام تقارن بالوضع في الصومال. ونحن هنا نتحدث عن معدلات سوء تغذية حاد". وقالت غيلبرايد إن "أسعار المواد الغذائية الأساسية ارتفعت ارتفاعا فلكيا بلغ قرابة 50 في المائة، بينما بلغت أسعار النفط نحو خمسة أضعاف متوسطها"، مشيرة الى أن الأزمة تؤثر في اليمن بأسره. وأوضحت غيلبرايد أن الكثير من المواطنين اليمنيين رجالا ونساء وأطفالا في مختلف مناطق البلاد لا يمكنهم سد رمقهم كل يوم.
عدم الاستقرار السياسي يتسبب في تفاقم الوضع الاقتصادي
ويشهد اليمن منذ شهور احتجاجات مناوئة للحكومة سقط خلالها الكثير من القتلى والجرحى، ويتعرض نظام الرئيس علي عبد الله صالح لضغوط أدت به الى قبول التنحي عن السلطة في شباط/فبراير 2012 بعد 33 عاما من الحكم. وأدت حكومة الوفاق الوطني القسم في البلاد في العاشر من كانون الأول/ديسمبر الجاري، وبدأت لجان عسكرية السبت رفع نقاط التفتيش والمتاريس التي أقيمت خلال الاحتجاجات، ما يبعث على الأمل في أن يشهد اليمن نهاية للعنف المستمر منذ قرابة عام.
وقال تويبرغ-فرانزن منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن إن "من أكبر المشكلات التي نواجهها عدم إمكان الوصول الى كافة المناطق". وتابع "هناك مخاوف أمنية من قبيل كيفية الوصول إلى من هم بحاجة للمساعدة، بينما هناك صراع داخلي وبلد ممزق من الداخل". وأعرب تويبرغ-فرانزن عن أمله في أن تستمر النزاعات الدموية بين أبناء الشعب الواحد بغية الحد من تفاقم الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
تأييد متزايد لخطة المصالحة الخليجية في اليمن
وفي تطور مرتبط بالأحداث السياسية اليمنية قال اللواء علي محسن المنشق عن الجيش اليمني اليوم الأحد انه يؤيد اتفاق السلام الذي وقع الشهر الماضي في خطوة تدعم محاولات إنقاذ اليمن من الانزلاق إلى حرب أهلية، بينما أفادت مصادر عسكرية أن عشرة متشددين إسلاميين قتلوا في هجمات شنتها قوات حكومية في جنوب البلاد. وجاء إعلان محسن بعد يوم واحد من بدء قواته والقوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته علي عبد الله صالح في الانسحاب من العاصمة صنعاء في إطار خطة السلام التي تمت برعاية خليجية.
وقال محسن في مؤتمر صحفي في صنعاء انه مستعد لدعم المبادرة التي أيدها قرار مجلس الأمن رقم 2014. وكان محسن يتحدث قبل اجتماع مع ممثلين للاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في إطار الجهود الرامية لحشد الدعم من الفصائل التي استبعدت من المبادرة التي وقعت في السعودية الشهر الماضي. واجتمع الدبلوماسيون في وقت سابق بقادة انفصاليين في عدن، وزار جمال بن عمر مبعوث الأمم المتحدة المتمردين الحوثيين في محافظة صعدة بشمال اليمن. ووقع صالح الشهر الماضي اتفاقا لنقل سلطاته إلى نائبه عبد ربه منصور هادي، مما مهد الطريق أمام تشكيل حكومة تتزعمها المعارضة وتقود البلاد نحو انتخابات رئاسية مبكرة في فبراير شباط 2012.
دورية للجيش اليمني وسط العاصمة صنعاء
وإذا مضت الأمور حسب الخطة فسوف يصبح صالح رابع حاكم عربي تطيح به المظاهرات الحاشدة. وانضمت قوات محسن إلى صفوف قوات المعارضة التي تسيطر على القسم الشمالي من العاصمة صنعاء حيث دارت مواجهات مع الجيش الموالي لصالح للسيطرة على العاصمة.
وانسحبت قوات محسن أمس السبت تحت إشراف لجنة عسكرية أنشئت في إطار المبادرة الخليجية. وتواجه الحكومة الجديدة تحديات من الحركة الانفصالية في الجنوب التي تريد استعادة الدولة اليمنية الاشتراكية التي كانت موجودة قبل ان يعيد صالح توحيد اليمن تحت حكمه عام 1990. وقال مسؤول محلي إن عشرة مقاتلين من جماعة "أنصار الشريعة" على صلة بتنظيم القاعدة قتلوا عندما قصفت قوات حكومية مواقعهم في زنجبار عاصمة محافظة أبين. وقال إن المقاتلين اشتبكوا أيضا مع الجيش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق