المعاهدة المغشوشة
وجهات نظر محمد سيف الدولة
دأبت بعض الأحزاب والقوى السياسية بعد الثورة على التأكيد بمناسبة وبدون مناسبة على التزامهما بمعاهدة السلام ، وآخرها كان حزب النور ، فى سياق جهود حثيثة لطمأنة واسترضاء أمريكا و(اسرائيل)،وهى المعاهدة التى :
· قيدت سلاح سيناء وأبقتها فى خطر دائم
· ونقلت قيادة المنطقة من مصر الى (إسرائيل)
· وأدخلت الأمريكان مصر.
· وتنازلت للصهاينة عن فلسطين
إلى هؤلاء أوجه الرسالة التالية والتي سأركز فيها فقط على بطلان البرلمان الذي صوت علي هذه المعاهدة و على بطلان الاستفتاء الذي تم عليها :
***
قبل أن نستوعب الموقف ، كانت الطبخة قد استوت ، والمؤامرة قد اكتملت ، والإجراءات قد استوفيت ، وعلى رأسها موافقة مجلس الشعب على المعاهدة الخطيرة.
و فى معظم برلمانات العالم تأخذ مثل هذه القضايا المصيرية جهودا شاقا ومناقشات حامية و حقيقية ، وتصويتا صادقا قد ينتهى بالقبول او الرفض .
أما فى مصر وبسبب التزوير فلقد كان كل شىء مضمونا وسهلا ، فيمكن ان تباع مصر كلها فى غمضة عين بمباركة مجلس الشعب وموافقته .
والى حضراتكم القصة الكاملة كما حدثت منذ 32 عاما :
· 26/3/1979 تم توقيع اتفاقية الصلح بين مصر وإسرائيل في واشنطن
· 4/4/1979 وافق مجلس الوزراء بالإجماع في جلسة واحدة على الاتفاق .
· 5/4/1979 أحيلت الاتفاقية الى لجان العلاقات الخارجية والشئون العربية والأمن القومي والتعبئة القومية بمجلس الشعب لإعداد تقرير عنها .
· فى 7/4/1979 اجتمعت اللجنة ودرست 31 وثيقة تتضمن مئات الأوراق والمستندات والخرائط ، بما فيها تلك التى تنص على نزع سلاح ثلثى سيناء .
· 8/4/1979 أصدرت اللجنة تقريرها بالموافقة على الاتفاق .
· 9/4/1979 إنعقد مجلس الشعب لمناقشة الاتفاقية وتقرير اللجنة
· 10/4/1979 أغلق باب المناقشة و اخذ التصويت على الاتفاقية وكانت نتيجته: موافقة 329 عضو واعتراض 15 وامتناع شخص واحد وتغيب 13 عن الحضور .
· 11/4/1979 أصدر الرئيس السادات قرارا بحل مجلس الشعب ، وبإجراء استفتاء على الاتفاقية وعلى حل المجلس وعلى عشرة موضوعات مختلفة خبطة واحدة .
· 19/4/1979 تم استفتاء الشعب على المعاهدة بدون أن تنشر وثائقها ، وبدون أن يتعرف على خباياها .
· 20/4/1979 أعلنت وزارة الداخلية ان نتيجة الاستفتاء جاءت 99.5 % موافقة على :
1) المعاهدة التى لم يقرأها الناخبون ولم يتعرفوا على بنودها .
2) وعلى حل مجلس الشعب الذي كان قد وافق هو الآخر على ذات المعاهدة !!
و منذ تلك اللحظة ، أصبحت مصر ملتزمة رسميا بالمعاهدة
* * *
مر على هذه الأحداث أكثر من ثلاثين عاما
ناضلت خلالها ، ولا تزال ، كل قوى مصر الوطنية ضد هذه المعاهدة ، وطالبت بالغاها او بتجميدها او بتعديلها لتحرير مصر من قيودها وأضرارها .
وبذلت فى سبيل ذلك جهودا هائلة ، ودفعت أثمانا فادحة .
ولكن بلا طائل ، فظلت المعاهدة باقية و مُفَعَّلة على قدم وساق .
وبالطبع لم يكن أحد قبل الثورة يجرؤ على الاقتراب من بطلان الانتخابات والبرلمانات والمعاهدات .
ولكن بعد الثورة، يتوجب علينا الاعتراف ببطلان المعاهدة بسبب تزوير انتخابات 1976 وتزوير استفتاء 1979 وبطلان كل منهما ، ناهيك عن أسباب أخرى سنتناولها لاحقا .
وبدلا من ان نتبارى للإعلان عن التزامنا بها ، أولى بنا أن نكشف بطلانها الدستورى للناس ، ثم نجلس بعد ذلك فى هدوء لنرى ماذا نحن فاعلون .
وفى كل الأحوال يجب ان نكف عن ترديد كذبة مبارك الشهيرة بأن إلغاء المعاهدة يعنى الحرب .
* * * * *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق